التخفيضات الدوريّة..أداة ذكية لزيادة الدخل..والاقتصاد في المصروف..





تقوم المحلات التجاريّة والشركات بعمل تخفيضات موسميّة على منتجاتها ومبيعاتها..وقد تكون هذه التخفيضات أسبوعيّة،أو شهريّة..أو سنويّة..
نحن لا نتحدّث هنا عن تلك التخفيضات(الوهم ّة)التي ترغم على شراء المنتج غالي الثمن بسعر غال..أو منتج رخيص بسعر أغلى!!
وإنّما نتحدّث عن تلك التخفيضات الهائلة التي تأتي كتشجيع حقيقيّ للمستهلكين..أو كتصفية شاملة للمعروضات..
كيف يمكن استغلال هذه التخفيضات والاستفادة منها بشكل واقعيّ؟
وكيف يتعامل الزبائن مع هذه التخفيضات؟
تحكي لنا "أمّ أحمد" عن تجربتها مع التخفيضات فتقول:"ربّما تكون بداية تعاملي مع التخفيضات الهائلة نوعاً من الجنون..فقد اشتريت ما أحتاج إليه،وما لا أحتاج إليه لمجرّد رؤيتي لتلك البطاقة السحريّة التي تتدلّى على التحفة الثمينة، فبدلاً من أن يكون سعرها 1000 ريال، صار بعد التخفيض وحرق الأسعار كما يقولون بـ500 ريال. وهكذا الحال مع أدوات التجميل..والملاب س..والاكسسوارات.. بل وحتّى المواد الغذائيّة..وعندم ا أعود إلى المنزل أكتشف..وبكلّ أسى أنّ ما فعلته كان تبذيراً..وأنّ بعض المشتريات إن لم يكن أغلبها لا أستخدمه أساساً..وربّما لا يمكنني إهداءه"..
ليست "أمّ أحمد" الوحيدة التي وقعت في فخّ التخفيضات..فهناك من يملئ السلال بالمشتريات بطريقة محمومة ودون التفكير في أمرين هامّين:
- هل أحتاج فعلاً إلى هذا المنتج؟
تأكّد بأنّك فعلاً تستخدم هذا المنتج..وأنّ الدافع الذي جعلك تشتريه هو حاجتك إليه، وليس لأنّه منتج مخفّض..فهناك من يولع بأيّ شيء يكتب عليه عبارة(تخفيضات) أو(تصفية) أو حتّى( لا تفوّت الفرصة)!!
- هل هذا السعر هو سعر مخفّض فعلاً..أم أنّه مجرد ضحك على الذقون؟
بعض المحلات التجاريّة تقوم بوضع سعر خياليّ على المنتج ثم تضع عليه خطّاً وفي أسفله:السعر الحالي وفيه فرق شاسع بين السعرين..وبمقارن ة السعر الأخير مع سعر المنتج في المحلات الأخرى نجده مساوياً له إن لم يكن أعلى منه..
كيف أقتصد في المصروف من خلال التخفيضات الحقيقيّة؟
تفضّل "أمّ سليمان" أن تشتري ما يحتاجه المنزل من أطعمة من الأسواق التي تقيم تخفيضات أسبوعيّة..فقول:"ع ندما أحصل على النشرة الأسبوعيّة لتخفيضات ذلك السوق فإنّني أشتري ما أحتاجه منها بسعر التخفيض، وأؤجل البقيّة التي يمكن تأجيلها إلى الأسبوع الذي يليه حتّى يقع عليه التخفيض..وهكذا دواليك..وقد أفادتني هذه الطريقة كثيراً؛ فبدلاً من شراء تلك الحاجيات بسعرها الأصليّ أستطيع أن أوفّر 50% من المبلغ، أو 25 % على الأقل"..
كيف أزيد دخلي؟
وتروي "أمّ خالد" تجربتها الناجحة من مواسم التخفيضات على الملابس:"إذا جاء موسم التخفيضات على الملابس ذات الماركات العالميّة فإنّني أشتري لأبنائي ما يحتاجونه منها، خاصّة وأنّ تلك التخفيضات تجعل البلوزة بسر 10 ريالات بعد أن كانت ب100 ريال..وعندما شعرت بأنّ هذه الطريقة موفّرة جداً للمصروفات..فكّرت في أن أزيد دخلي من خلالها، وذلك بشراء كميّة من تلك الملابس وبيعها على الجيران والأقارب بضعف سعرها الذي اشتريته، وبأقلّ من سعرها المتعارف عليه في السوق في غير وقت التخفيضات..ولا أخفي أنّ تلك الطريقة أعجبتني وأراحتني..وقدّمت لي دخلاً جديداً أستفيد منه"..
وتتّفق معها "أمّ محمد" في الفكرة: " أشتري أدوات التجميل الأصليّة والعطورات في وقت التخفيضات بربع سعرها.. وبعد انتهاء موسم التخفيضات أبيعها على زبائني بسعرها الأصليّ.."
وهكذا نرى أنّ التخفيضات أداة يمكن استخدامها لرفع الاقتصاد المنزليّ، وفي الوقت ذاته..يمكن استخدامها لنسف هذا الاقتصاد بالإسراف..والشرا ء المحموم..
منقول