آداب ونواهي في عيد الأضحى


هدى محمد نبيه






عيد الأضحى موسم فرحة عقب تأدِيَة جمهور عظيم من المسلمين أهم وأكبَر مناسك الحج، وهو الوقوف بعرفة؛ فقد جاء في الصحيح من كلام الرسول - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((الحج عرفة))، أيْ: هو أعظم أركان الحج، فالمسلمون في كل أقْطار الأرض يُشاركون في الفرح بهذا العيد؛ لأنَّهم كالجسد الواحد.

وتشريع الأعياد في الإسلام مثير للإعجاب، إذ أنه تُشعرك بأن أعظم فرحة عند المسلمين إنما هي فرحتهم بانتصار إرادتهم الخيِّرَة على أهوائهم وشهواتهم، وبِخَلاصِهم من وساوس الشياطين، وفرحتهم بطاعة ربهم، والظفر بجوائز الغفران، والعتق من النار، والوعد الكريم بالجنة، وهناك نواهي و آداب يجب أن نراعيها في احتفالنا بعيد الأضحى المبارك،

ومن هذه الآداب التي يجب مراعاتها في احتفالنا :

1 - الغُسل والتطيب ولبس أجمل الثياب: فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس عند الخروج إلى صلاة العيد أجمل ثيابه، فعن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلبس للعيدين أجمل ثيابه.

2 - التبكير في الذهاب إلى المصلَّى: المسلم يستيقظ في يوم العيد مبكرًا، فيصلي الفجر، ثم يخرج إلى مكان الصلاة، ففي يوم عيد الأضحى، قال النبي - صلى الله عليه وسلم إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر أي نذبح الأضحية.

3 - الصلاة في الخلاء: من السنة أداء صلاة العيد في الخلاء والأماكن الفسيحة، ما لم يكن هناك عذر كمطر أو نحوه، وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج في صلاة العيد إلى الخلاء (المصلَّى). ولم يصلِّ النبي - صلى الله عليه وسلم - العيد بمسجده إلا مرة واحدة لنزول المطر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: أصاب الناسَ مطرٌ في يوم عيد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم في المسجد.

4 - الجلوس لاستماع الخُطبة بعد الصلاة: فقد كان - صلى الله عليه وسلم - يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى، وأول شيء يبدأ به هو الصلاة، ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس، والناس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- يصلون العيدين قبل الخطبة.

5 - صلة الأرحام: فذلك من سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أمرنا بصلة الأرحام والأقارب وزيارتهم وتهنئتهم بالعيد، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (من سرَّه أن يبسط له في رزقه، وينْسَأَ له في أثره، فليصل رحمه) [متفق عليه]. وإن كانت صلة الأرحام واجبة في غير أيام العيد، فهي في العيد أولى.

6 - العطف على الفقراء واليتامى: المسلم يكثر من الصدقة والإنفاق على الفقراء والمساكين، ويمسح دموع اليتامى، ويحسن إليهم، وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بإخراج زكاة الفطر إلى الفقراء والمستحقين قبل خروج الناس إلى صلاة العيد .

وهناك بعض المخالفات التي قد نقع فيها في ليالي العيد وأيامه وهذه بعض منها :

1 - عدم تأدية صلاة العيد في المصلى: قد يتحجج بعض الشباب أن صلاة العيد سنة فلا يقم بتأديتها وهذا حق، لكن لا ينبغي لمسلم تركها وهو قادر عليها، بل هي من شعائر الإسلام فلزم إظهارها من الجميع كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءً، ومن تركها بدون عذر فقد أخطأ خطأً عظيماً.

2 - عدم خروج النساء والفتيات لصلاة العيد: لنفس أسباب تهاون الشباب والرجال، أو لاعتقاد البعض منهن - أو من أولياء أمورهن - أن صلاة العيد غير واجبة عليهن، وهذه سلوكيات مرفوضة؛ لقول أم عطية - رضي الله عنها -: أُمِرْنا أن نخرج العواتق والحُيَّض في العيدين؛ يشهدْن الخير ودعوة المسلمين، ويعتزل الحُيَّضُ المصلَّى.

3 - خروج النساء متبرجات: وهذه صور تُلْعَنُ بها الفاعلات منهن ذلك، وكذا من رضي ذلك من آبائهن، وأمهاتهن، وإخوانهن، ومن شاهدهن ولم ينكر عليهن، قال الله - تعالى -: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) (الأحزاب: 59)، وقال - تعالى -: (وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) (الأحزاب: 33) .

4 - الأكل قبل صلاة العيد: وهذا مخالف للمشروع، حيث يسن في عيد الأضحى ألا يأكل إلا من أضحيته، لما ورد عن عـبــد الله بن بريدة عن أبيه، قال: كان الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي.

5 - زيارة المقابر يومَ العيد: وهذا من البدع الإضافية في دين الله تعالى؛ وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحدَث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ)) ، أي: مردودٌ عليه وِزرُه، ووِزرُ مَن عمل به يوم القيامة، من غير أن يُنْقص من أوزارهم شيء.

6 - مشاهدة الأفلام والاستماع إلى الأغاني: قضاء أيام العيد بمشاهدة الأفلام واستقبال ما يصل إلينا من الخبث والفساد والمعاصي، وهؤلاء ـ نعوذ بالله أن نكون من هؤلاء القوم.
7 - الإغراق في المباحات: من لبس وأكل وشرب حتى يتجاوز الأمر إلى الإسراف في ذلك ، قال تعالى : (( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين )) الأعراف : 31