كيف تجعلين العيد موسم حب وسعادة لا ضغوط وخلافات؟


مي عباس



من الغريب والمؤسف أن وقت العيد كثيرًا ما يكون موسمًا للخلافات و#المشكلات الزوجية ، ويرجع هذا غالبًا إلى الضغوط العديدة مالية واجتماعية وغيرها، وإلى اختلاف الشخصيات والرغبات، بالإضافة إلى ارتفاع سقف التوقعات والذي يهدد بالإحباط.
تجديد العهود
العيدان يسبقهما مواسم طاعات، وسواء في عيد الفطر الذي يسبقه العشر الأواخر من رمضان وترقب ليلة القدر، أو #عيد الأضحى الذي تسبقه خير أيام الدنيا، ويوم عرفة، فإن العيد يأتي فرحة بعد طاعة وصبر وقرب.
وتقارب الزوجين في أوقات الطاعة، وتعاونهما على البر والتقوى، يجعل عيدهما فرحة ومحبة، فما أجمل أن يتشاركا الدعاء، والصيام والقيام، والتذكير بأعمال البر والصلة، وذكر الله تعالى.
وما أجمل أن يجمعا مع التوبة وتجديد العهد مع الله، تجديد عهودهما كزوجين، والتأكيد على معاني الحب والمشاركة والدعم والتقدير بالقول والفعل.
التقبل
الرفض هو عدو العلاقات الأول، وبين الزوجين ما لم يكن التقبل هو الأساس فإن العلاقة تنهار سريعًا.
خلقنا الله مختلفين، وإذا كانت القلوب طيبة، فإن الكثير من الاختلافات لن تُفسد للود قضية.
إذا كان زوجك لا يحب الخروج والتنزه فإن هذا لا يعني أن سعادتك معه مستحيلة، قد تكونين عكسه في هذا الأمر، وتشعرين باحتياجك واحتياج الأطفال أيضًا للخروج والفسحة، ولكن العناد والرفض لن يصل بكما إلى نتيجة جيدة.
وقد يكون مُحبًا للعلاقات الاجتماعية وقريبًا من أهله وأصدقائه بينما تعتبرين أنتِ أن الوقت المثالي هو الذي تقضيانه سويًا بمفردكما بعيدًا عن الناس، أو العكس.
وقد يكون سقف توقعاتك عاليًا بينما هو ليس لديه نفس التوجه.
كل هذه الخلافات قابلة للحل والوصول إلى منطقة وسط مرضية لكما، ولكن بشرط التقبل والتفهم مع عدم المقارنة مع الآخرين، فالمقارنة مجرد وهم مضلل، تنظرين إلى الناس من الخارج وأنت لا تعرفين حقًا ما الذي يمرون به.
الحلول الوسط
إذا تنازل كل طرف عن بعض مطالبه ورغائبه، وكان على استعداد أن يُسعد الآخر، فستحل جميع الخلافات، وغالبًا ما سيكشتف كل منهما متعة وسعادة في تفضيلات الآخر أيضًا.
قسّما أيام العيد بحيث ترضي كل منكما، وتفي بواجباتكما الاجتماعية، وحاجتكما أيضًا للخصوصية والانفراد.
لا تنسيا وقتكما الخاص أبدًا، وليكن العيد مليئًا بالمسرّات، والهدايا الجميلة المتبادلة، ولا يشترط فيها أن تكون باهظة ومكلفة، يكفي أن تعبر عن الود الذي لا يُقدر بثمن.
الإصرار على الهدوء
الاستقرار والهدوء قرار، إذا اتخذت قرارًا حاسمًا أنك لن تصلي إلى مرحلة الخلاف، وستموت كل الخلافات بصبرك وهدوئك فستكسبين نفسك أولًا، وستجدين الكثير من المشكلات حُلّت بالفعل!
خذي قرارًا مستعينة بالله، أن يكون عيدك سلامًا وفرحة، أنك لن تغضبي، ولن تثوري، ولن تنفعلي لأجل شيء، وإذا لم يرد شخص - مهما كان قربه - أن يشاركك فرحتك فلا تحزني، بل افرحي ولو وحدك، ف#العيد فرحة بنعمة الله وفضله، ووقت للبشر والبسمة، وثقي بأن السعادة في الحقيقة هي قرار، كن جميلًا ترى الوجود جميلًا.