يوميات الحاج
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
مقدمة:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً، أما بعد:
فإن الحج من أفضل العبادات وأجل الطاعات؛ لأنه أحد أركان الإسلام الذي بعث الله به محمداً صلى الله عليه وسلم، والتي لا يستقيم دين العبد إلا بها.
ولما كانت العبادة لا يستقيم التقرب بها إلى الله ولا تكون مقبولة إلا بأمرين:
أحدهما: الإخلاص لله عز جل بأن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة، لا يقصد بها رياء ولا سمعة ولا غيرها من أمور الدنيا.
الثاني: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيها قولاً وفعلاً، والإتباع للنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن تحقيقه إلا بمعرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك كان لابد لمن أراد تحقيق الإتباع أن يتعلم سنته صلى الله عليه وسلم بأن يتلقاها من أهل العلم بها، إما بطريق المكاتبة أو بطريق المشافهة، وكان من واجب أهل العلم الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وسلم وخلفوه في أمته أن يطبقوا عباداتهم وأخلاقهم ومعاملاتهم على ما علموه من سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، وأن يبلغوا ذلك إلى الأمة ويدعوهم إليه؛ ليتحقق لهم ميراث النبي صلى الله عليه وسلم علماً وعملاً وتبليغاً ودعوة، وليكونوا من الرابحين الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.
ولما كان موقع شبكة السنة النبوية وعلومها في مقام المسؤولية الشرعية أراد أن يقدّم خلاصة فيما يتعلق بمناسك الحج والعمرة مبنية على نصوص الكتاب والسنة راجينً من الله تعالى أن تكون خالصة له نافعة لعباده.
أنواع الأنساك:
الأنساك ثلاثة: تمتع، وإفراد، وقران.
فالتمتع أن يحرم بالعمرة وحدها في أشهر الحج، فإذا وصل مكة طاف وسعى للعمرة وحلق أو قصر، فإذا كان يوم التروية وهو اليوم الثامن من ذي الحجة أحرم بالحج وحده وأتى بجميع أفعاله.
والإفراد أن يحرم بالحج وحده، فإذا وصل مكة طاف للقدوم ثم سعى للحج، ولا يحلق ولا يقصر، ولا يحل من إحرامه بل يبقى محرماً حتى يحل بعد رمي جمرة العقبة يوم العيد، وإن أخر سعى الحج إلى ما بعد طواف الحج فلا بأس.
والقران أن يحرم بالعمرة والحج جميعاً، أو يحرم بالعمرة أولاً ثم يدخل الحج عليها قبل الشروع في طوافها، وعمل القارن كعمل المفرد سواء، إلا أن القارن عليه هدي والمفرد لا هدي عليه، وأفضل هذه الأنواع الثلاثة التمتع وهو الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وحثهم عليه حتى لو أحرم الإنسان قارناً أو مفرداً فله أن يقلب إحرامه إلى عمرة ليصير متمتعاً ولو بعد أن طاف وسعى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما طاف وسعى عام حجة الوداع ومعه أصحابه أمر كل من ليس معه هدي أن يقلب إحرامه عمرة ويقصر ويحل وقال: "لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به" رواه البخاري (1568) .
هذا وقد يحرم الإنسان بالعمرة متمتعاً بها إلى الحج ثم لا يتمكن من إتمام العمرة قبل الوقوف بعرفة؛ ففي هذه الحال يدخل الحج على العمرة ويصير قارناً، ولنمثل لذلك بمثالين:
المثال الأول: امرأة أحرمت بالعمرة متمتعة بها إلى الحج فحاضت أو نفست قبل أن تطوف ولم تطهر حتى جاء وقت الوقوف بعرفة؛ فإنها في هذه الحال تنوي إدخال الحج على العمرة وتكون قارنة، فتستمر في إحرامها وتفعل ما يفعله الحاج غير أنها لا تطوف بالبيت ولا تسعى بين الصفا والمروة حتى تطهر وتغتسل.
المثال الثاني: إنسان أحرم بالعمرة متمتعاً بها إلى الحج فحصل له عائق يمنعه من الدخول إلى مكة قبل يوم عرفة، فإنه ينوي إدخال الحج على العمرة ويكون قارناً، فيستمر في إحرامه ويفعل ما يفعله الحاج.
صفة العمرة:
إذا أراد أن يحرم بالعمرة فالمشروع له في الميقات أن يتجرد من ثيابه، ويغتسل كما يغتسل للجنابة، ويتطيب بأطيب ما يجد في رأسه ولحيته .
والاغتسال عند الإحرام سنة في حق الرجال والنساء حتى النفساء والحائض، ثم بعد الاغتسال والتطيب يلبس ثياب الإحرام، ثم يصلي – غير الحائض والنفساء – الفريضة إن كان في وقت فريضة وإلا صلى ركعتين ينوي بهما سنة الوضوء أو غيرها، فإذا فرغ من الصلاة أحرم وقال: لبيك عمرة، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. يرفع الرجل صوته بذلك، والمرأة تقوله بقدر ما يسمع من بجنبها .
وإذا كان من يريد الإحرام خائفاً من عائق يعوقه عن إتمام نسكه فإنه ينبغي أن يشترط عند الإحرام فيقول عند عقده: ( إن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني ) أي: إن منعني مانع عن إتمام نسكي من مرض أو نحوه فإني أحل من إحرامي، فمتى اشترط وحصل له ما يمنعه من إتمام نسكه فإنه يحل ولا شيء عليه.
وأما من لا يخاف من عائق يعوقه عن إتمام نسكه فإنه لا ينبغي له أن يشترط؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط، ولم يأمر بالاشتراط كل أحد، وإنما أمر به ضباعة بنت الزبير لوجود المرض بها .
وينبغي للمحرم أن يكثر من التلبية خصوصاً عند تغير الأحوال والأزمان مثل أن يعلو مرتفعاً، أو ينزل منخفضاً، أو يقبل الليل أو النهار وبعد الصلوات، وأن يسأل الله بعدها رضوانه والجنة، ويستعيذ برحمته من النار.
والتلبية مشروعة في العمرة من الإحرام إلى أن يبتدئ بالطواف، وفي الحج من الإحرام إلى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة يوم العيد.
فإذا دخل المسجد الحرام قدم رجله اليمنى وقال: ( السلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك، أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ) ثم يتقدم إلى الحجر الأسود ليبتدئ الطواف فيستلم الحجر بيده اليمنى ويقبله، فإن لم يتيسر تقبيله قبل يده إن استلمه بها، فإن لم يتيسر استلامه بيده فإنه يستقبل الحجر ويشير إليه بيده إشارة ولا يقبلها، والأفضل ألا يزاحم فيؤذي الناس ويتأذى بهم، ويقول عند استلام الحجر: بسم الله والله أكبر.
ثم يأخذ ذات اليمين ويجعل البيت عن يساره، فإذا بلغ الركن اليماني استلمه من غير تقبيل، فإن لم يتيسر فلا يزاحم عليه ويقول بينه وبين الحجر الأسود: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وكلما مر بالحجر الأسود كبر ويقول في بقية طوافه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة القرآن، فإنما جعل الطواف بالبيت وبالصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله .
وفي هذا الطواف أعني الطواف أول ما يقدم ينبغي للرجل أن يفعل شيئين:
أحدهما: الاضطباع من ابتداء الطواف إلى انتهائه، وصفة الاضطباع أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر، فإذا فرغ من الطواف أعاد رداءه إلى حالته قبل الطواف؛ لأن الاضطباع محله الطواف فقط .
الثاني: الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى فقط، والرمل إسراع المشي مع مقاربة الخطوات، وأما الأشواط الأربعة الباقية فليس فيها رمل وإنما يمشي كعادته .
فإذا أتم الطواف سبعة أشواط تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً) ثم صلى ركعتين خلفه يقرأ في الأولى بعد الفاتحة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) وفي الثانية: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) بعد الفاتحة فإن لم يتيسر أن يصلي عند المقام صلّى في أي مكان من المسجد.
ثم يخرج إلى المسعى فإذا دنا من الصفا قرأ: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّه) ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبلها ويرفع يديه فيحمد الله ويدعو ما شاء أن يدعو. وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم هنا: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، يكرر ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك".
ثم ينزل من الصفا إلى المروة ماشياً، فإذا بلغ العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً بقدر ما يستطيع ولا يؤذي، فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة فيرقى عليها، ويستقبل القبلة ويرفع يديه ويقول ما قاله على الصفا، ثم ينزل من المروة إلى الصفا فيمشي في موضع مشيه، ويسعى في موضع سعيه، فإذا وصل الصفا فعل كما فعل أول مرة، وهكذا المروة حتى يكمل سبعة أشواط، ذهابه من الصفا إلى المروة شوط، ورجوعه من المروة إلى الصفا شوط آخر، ويقول في سعيه ما أحب من ذكر ودعاء وقراءة قرآن .
فإذا أتم سعيه سبعة أشواط حلق رأسه أو قصره إن كان رجلاً ، وإن كانت امرأة فإنها تقصر من كل ضفيرة قدر أنملة أو من مجموع شعرها تمسكه بيدها وتقصّر.
ويجب أن يكون الحلق شاملاً لجميع الرأس، وكذلك التقصير يعم به جميع جهات الرأس، والحلق أفضل من التقصير؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا للمحلقين ثلاثاً وللمقصرين مرة، إلا أن يكون وقت الحج قريباً بحيث لا يتسع لنبات شعر الرأس؛ فإن الأفضل في عمرة المتمتع التقصير ليبقى الرأس للحلق في الحج .
وبهذه الأعمال تمت العمرة فتكون العمرة: الإحرام، والطواف، والسعي، والحلق أو التقصير، ثم بعد ذلك يحل منها إحلالاً كاملاً ويفعل كما يفعله المحلون من اللباس والطيب وإتيان النساء وغير ذلك حتى يحرم يوم التروية.
بيان ما يفعله الحاج ابتداءً من اليوم الثامن
اليوم الثامن:
(*) يستحب للمتمتع في وقت الضحى من هذا اليوم أن يغتسل ويتنظف ويقص أظافره ويحف شاربه – إن احتاج إلى ذلك – ويلبس الإزار والرداء الأبيضين، ويفعل كما فعل في الميقات عند إحرام بالعمرة أو الحج.
(*) أما المرأة فتلبس ما شاءت غير القفازين والنقاب (1).
(*) ثم يحرم من المكان الذي هو نازل فيه حيث ينوي أداء مناسك الحج، ويقول: لبيك حجاً وهو ما يسمى بـ (الإهلال بالحج) . ولا يشرع للمسلم التلفظ بما نوى لأن النية محلها القلب، ولكن الذي يشرع ذكر النسك الذي يريده من حج أو عمرة بعد لبس ثياب الإحرام مثل أن يقول: لبيك عمرة، أو اللهم لبيك عمرة. وإن كانت نيته الحج قال: لبيك حجاً، أو اللهم لبيك حجاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك .
(*) إن كان الحاج خائفاً من عائق يمنعه من إتمام الحج فيشترط ويقول بعد الإهلال بالحج : « فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني » وإن لم يكن خائفاً فلا يشترط؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشترط .
(*) بعدما ينوي الحج يجب عليه أن يتجنب محظورات الإحرام كلها .
(*) أما القارن والمفرد فيكونان على إحرامهما من قبل، فلا يفعلان كما يفعل المتمتع.
(*) ثم يكثر الحاج من التلبية وهي: « لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك » ولا يقطعها حتى يرمي جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة .
(*) ثم ينطلق الحاج إلى منى وهو يلبي حيث يصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها قصراً بلا جمع، فيصلي الرباعية ركعتين، ولا فرق بين الحجاج من أهل مكة وغيرهم فالجميع يقصر الصلاة.
(*) لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحافظ على شيء من السنن الرواتب في السفر إلا سنة الفجر بالإضافة إلى الوتر .
(*) ينبغي أن يحافظ الحاج على الأذكار الثابتة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا ذكر العبد الله في أدبار الصلوات، وغُدُوَّا وعَشِيّاً، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا وراح من منزله، فهو من الذاكرين الله كثيراً .
(*) ثم يبيت الحاج في منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
اليوم التاسع ( يوم عرفة):
(*) إذا صلى الحاج الفجر. وطلعت عليه الشمس ينطلق إلى عرفة وهو يلبي قائلاً: « لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك » ويكبر قائلاً: « الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد » يرفع بذلك صوته، وإن انطلق قبل ذلك أو بعده فجائز وإنما الذي ذكر هو السنة.
(*) يكره للحاج صيام هذا اليوم فقد وقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرنة مفطراً إذ أُرسل إليه بقدح لبن فشربه .
(*) من السنة أن ينزل الحاج في نمرة إلى زوال الشمس إن أمكن .
(*) ثم يخطب الإمام خطبة اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدها يصلي بالحجاج الظهر والعصر قصرا وجمعا ركعتين ركعتين في وقت الظهر لا يجهر فيهما بقراءة القرآن، وتكون بأذان وإقامتين، ولا يصلون بينهما ولا قبلهما شيئاً من النوافل .
(*) ثم يدخل الحاج عرفة ويتأكد أنه داخل حدودها، لأن وادي عرنة ليس من عرفة. علماً أن جزءاً كبيراً من مقدمة مسجد نمرة ليس من عرفة .
(*) ويتفرغ الحاج للذكر والتضرع إلى الله عز وجل والدعاء بخشوع وحضور قلب .
(*) عرفة كلها موقف .
(*) ليس من السنة صعود الجبل، كما يفعله بعض الجهلة .
(*) يستحب أثناء الدعاء استقبال القبلة مع رفع اليدين وأن يكون الدعاء بخشوع وحضور قلب حتى الغروب، ولا تنشغل بالملهيات من الضحك والمزاح أو النوم عن الدعاء.
(*) على الحاج أن يكثر من الأذكار، ومنها قول ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير )، وكذا التسبيح والتكبير والتحميد والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
(*) على الحاج ألا يخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس .
(*) قال الرسول صلى الله عليه وسلم: « ما ُرئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أُريَ يوم بدر ...» رواه مالك في الموطأ، فعلى الحاج أن يكثر من التوبة والاستغفار ليدحر الشيطان ويرضي الرحمن.
(*) وفي مثل هذا اليوم وهذا المكان أنزل الله سبحانه: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [سورة المائدة: 3].
(*) بعد الغروب ينطلق الحاج إلى مزدلفة بهدوء وسكينة، وإذا وجد متسعاً فيسرع قليلاً لأنها السنة، ويستغفر الله ويذكره . قال الله تعالى:{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم } [سورة البقرة: 199] .
(*) حين يصل إلى مزدلفة يصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، فيصلى المغرب ثلاثا والعشاء ركعتين، ولا يصلي بعدهما شيئاً إلا أن يوتر. وإن خشي الحاج أن لا يصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب الزحام أو غيره فإنه يجب عليه أن يصلي ولو في الطريق، والمهم في ذلك أن يصلي الصلاة قبل أن يخرج عليه وقتها .
(*) ثم ينام الحاج حتى الفجر. أما الضعفاء والنساء و من معهم فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل والأحوط بعد غياب القمر .
(*) يجب على الحاج المبيت في مزدلفة لقوله صلى الله عليه وسلم: « خذوا عني مناسككم » ولقوله تعالى: { فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام} . فهذا الأمر القرآني الصريح يدل على مشروعية ذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات .
ومزدلفة كلها موقف، تدخل في مسمى المشعر الحرام.
يتبع