تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيامة صغرى!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيامة صغرى!

    قال شيخ الإسلام في "منهاج السنة" (8 /83-84)
    ولهذا لما مات النبي صلى الله عليه وسلم ونزلت بالمسلمين أعظم نازلة نزلت بهم، حتى أوهنت العقول، وطيشت الألباب، واضطربوا اضطراب الأرشية في الطوي البعيدة القعر، فهذا ينكر موته، وهذا قد أقعد، وهذا قد دهش فلا يعرف من يمر عليه ومن يسلم عليه، وهؤلاء يضجون بالبكاء، وقد وقعوا في نسخة القيامة، وكأنها قيامة صغرى مأخوذة من القيامة الكبرى، وأكثر البوادي قد ارتدوا عن الدين، وذلت كماته، فقام الصديق - رضي الله عنه - بقلب ثابت، وفؤاد شجاع، فلم يجزع، ولم ينكل، قد جمع له بين الصبر واليقين، فأخبرهم بموت النبي صلى الله عليه وسلم، وأن الله اختار له ما عنده، وقال لهم: " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} [سورة آل عمران: 144].
    فكأن الناس لم يسمعوا هذه الآية حتى تلاها الصديق، فلا تجد أحدا إلا وهو يتلوها، ثم خطبهم فثبتهم وشجعهم.
    قال أنس: " خطبنا أبو بكر - رضي الله عنه - وكنا كالثعالب، فما زال يشجعنا حتى صرنا كالأسود ".
    وأخذ في تجهيز أسامة، مع إشارتهم عليه، وأخذ في قتال المرتدين، مع إشارتهم عليه بالتمهل والتربص، وأخذ يقاتل حتى مانعي الزكاة، فهو مع الصحابة يعلمهم إذا جهلوا، ويقويهم إذا ضعفوا، ويحثهم إذا فتروا،
    فقوى الله به علمهم ودينهم وقوتهم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي رد: يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيامة صغرى!

    جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب ابا مالك
    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    بلاد دعوة الرسول عليه السلام
    المشاركات
    13,561

    افتراضي رد: يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيامة صغرى!

    جزاكم الله خيرا

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي رد: يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيامة صغرى!

    وجزاكما مثله، وبارك فيكما.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    1,054

    افتراضي رد: يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وكأنه قيامة صغرى!

    جزاك الله خيرا ...
    لايشك مسلم صحيح الإيمان في حب الصحابة لنبيهم عليه الصلاة والسلام
    ومن قرأ سيرتهم عرف حقيقتهم
    يحبونه عادة وعبادة فجميل أخلاقه يقهر النفوس لمحبته
    ودعوته الى ربه جاءت بالناس الى دين الله أفواجا
    سمعوا مرة أن النبي اعتزل نساءه أو طلقهن فكان من حالهم أن دخل عمر المسجد فرأى منهم من يبكي ومنهم من ينكت بالحصى من الهم الذي أصابهم شفقة عليه
    فياترى ماكان حالهم يوم مات أحب الخلق إليهم ؟!

    عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ :
    ( أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مات وأبو بكر بالسُّنح،
    فقام عمر يقول: والله ما مات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ،
    قالت: وقال عمر: والله ما كان يقع في نفسي إلا ذاك،
    وليبعثنَّه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم،
    فجاء أبو بكر فكشف عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقبّله،
    قال: بأبي أنت وأمي طبت حياً وميتاً،
    والذي نفسي بيده لا يذيقك الله الموتتين أبداً،
    ثم خرج فقال: أيها الحالف على رِسْلِك ( يقصد عمر )،
    فلما تكلم أبو بكر جلس عمر، فحمد الله أبو بكر وأثنى عليه وقال:
    " ألا من كان يعبد محمداً ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن محمداً قد مات،
    ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت "،
    وقال: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }،
    وقال: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ
    انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}
    فنشج الناس يبكون ) .... رواه البخاري .

    قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ:
    " والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها
    حتى تلاها أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ،
    فتلقاها منه الناس، فما يسمع بشر إلا يتلوها " .

    وقال عمر: " فوالله لكأني لم أتل هذه الآية قط " .
    قال ابن رجب: " ولما توفي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اضطرب المسلمون،
    فمنهم من دهش فخولط، ومنهم من أقعد فلم يطق القيام،
    ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام، ومنهم من أنكر موته بالكلية " .

    وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:
    ( أن أبا بكر ـ رضي الله عنه ـ دخل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    بعد وفاته فوضع فمه بين عينيه، ووضع يديه على صدغيه،
    وقال: ( وا نبياه، وا خليلاه، وا صفياه ،
    صدق الله ورسوله { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ }
    { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }
    { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }) رواه أحمد .

    قال عثمان رضي الله عنه : توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
    فحزن عليه رجال من أصحابه حتى كان بعضهم يوسوس،
    فكنت ممن حزن عليه، فبينما أنا جالس في أطم من آطام المدينة
    - وقد بويع أبو بكر ـ إذ مَرَّ بي عمر فسلم عليَّ،
    فلم أشعر به لِمَا بي من الحزن " .!!!

    قال أبو ذؤيب الهذلي: " قدمت المدينة ولأهلها ضجيج بالبكاء
    كضجيج الحجيج أهلوا جميعاً بالإحرام،
    فقلت: مه؟!، فقالوا: قُبِض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " .
    وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال :
    لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء
    فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء
    ولما نفضنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيدي وإنا لفي دفنه حتى أنكرنا قلوبنا

    وفي البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:
    «لمَّا ثَقُلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، جعل يتغَشَّاه الكَربُ،
    فقالت فاطمةُ: وا كَرْبَ أبَتَاهُ ؟!
    فقال لها: ليس على أبيك كَرْبٌ بعد اليوم،
    فلما مات قالت: يا أبَتَاهُ، أجاب رباً دعاه، يا أَبَتَاه، جَنَّةُ الفِرْدَوسِ مأواه،
    يا أبَتَاه، إلى جبريلَ نَنْعاه،
    فلما دُفِن قالت: يا أنس، !
    كيف طابتْ أنفسُكم أن تَحثُوا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- الترابَ؟»

    فيارب صل عليه وسلم وبارك كثيرا كثيرا
    وارض عن أصحابه الكرام واجزهم عنه وعنا خير الجزاء.واجمعنا به وبهم في جناتك جنات النعيم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •