المتخصصات في العلوم الشرعية


بندر بن محمد المحيميد


نتألم عندما نقرأ أو نسمع كلاما فيه قول على الله بغير علم أو تحريف لنص شرعي وقلب لحقائق الدين الإسلامي, والحاصل أن هذا الكاتب أو الناطق وجد طريقا قلَ سالكوه فسلك, وندر منتقدوه فاستمر في ضلاله وغيه, وإن من السبل التي تحتاج من الجميع تكاتفا وبذلا ما يخص النساء, فهنّ السد المنيع والحصن الحصين ومجتمعهنّ أسهل اختراقا وحينها يبدأ مسلسل الانهيار، وإن مما يلفت النظر إقبال المرأة في العالم الإسلامي على التعلم وخاصة العلوم الشرعية بتخصصاتها المتنوعة, ومن دواعي هذا الإقبال الحاجة للعلم الشرعي في زمن كثرت فيه المستجدات والوظائف الحاصلة لحملة تلك الشهادات ومنها البحث عن المكانة الاجتماعية بهذه الشهادة, وعند الحديث عن الحاجة للعلم الشرعي في المجتمعات النسائية فلن يكون الكلام حثاً على العلم الشرعي ولا عن كيفية تحصيله على أهمية ذلك إلا أن الكلام سيكون محصورا في استثمار الموجود من الطاقات, فكثير حاملات الشهادات العلمية العالية ينتهي المطاف بهن إلى الركون للراحة والدعة, والعبء عليهن كبير, قال الله تبارك وتعالى :{وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّه ُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ} (آل عمران: 187) قال قتادة-رحمه الله-:هذا ميثاق أخذه الله على أهل العلم, فمن علم شيئا فليعلمه, وإياكم وكتمان العلم, فإن كتمان العلم هلكة ا.هـ قال ابن كثير – رحمه الله: فعلى العلماء أن يبذلوا ما بأيديهم من العلم النافع الدال على العمل الصالح, ولا يكتموا منه شيئا ا.هـ . ولم نر كاليوم ابتذالا للحقيقة العلمية مع مسيس الحاجة إليها سواء في الفتوى أوفي الوعظ والإرشاد أو في التعليم ممن وجد السبيل متاحا أمامه إما بحسن نية لأنهم أفضل الموجود وهذا كثير أو ممن يدسون السم في العسل بالوسائل الإعلامية المتاحة أمامهم . والسوق اليوم متاح للجميع لأن يعرض ما عنده والناس تستهلك الأجود بناء ومعنى.
فعلى من حملت بين جنبيها كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن تساهم بما في وسعها لبنات جنسها ممن تخبر أحوالهن وما يحتجنه من علوم وكيف تقدمه لهن, وإن من المعلوم المتقرر نظرا وميدانا أن حامل العلم الشرعي لابد له من مجال يتحرك فيه ليبذل علمه, فمن مشاركات اجتماعية, وأخرى اقتصادية, ونوافذ تربوية ورابعة إعلامية وخامسة تعليمية ومشاركات دعوية فعليها أن تختار الأنسب الذي تجد أنها تعطي فيه أكثر, مع التذكير بأن التخصص هو الأنفع ولا بأس بتداخل يسير أحيانا يتطلبه واقع العمل.
وإن مما يؤكد عليه العمل الجماعي،ففيه إعانة للسائر على الدرب وتثبيت له وعصمة له بإذن الله من الزلل وتصويب له إن جانب الحق.
فإن حصل هذا - وهو حاصل بإذن الله – فسيتقاصر من ليس أهلاً لما يقوم به ويتقدم الأكفأ, فهذه تلقي درسا يحضره المئات, وتلك تكتب مقالاً يكون هو حديث المجالس, وثالثة تدير موقعاً يزوره آلاف الفتيات, وهناك مصلحة اجتماعية, وصادعة بالحق الذابّة عن دين الله ترد على كل صاحب هوى بأسلوب علمي رصين.
وحينها نعلم حقاً قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري من حديث معاوية رضي الله عنه : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين).