مقاصد الشريعة الإسلامية في الاستثمار
أحمد محمد نصار

للشريعة الإسلامية مقاصد مهمة في مجال الاستثمار وتنمية المال، وهي خلاصة ما يريده الإسلام من هذا النشاط الحيوي والمهم، ونوجز فيما يلي بعض هذه المقاصد والغايات:
1 - السعي إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في المجالات الاقتصادية، في مجال يؤثر في حياة الناس وسلوكهم ونشاطهم، دون الاضطرار إلى الاستثمار في المجالات المحرمة.
2 - العمل على تيسير أسباب الربح الحلال، في مجال زعم أن الفوائد الربوية هي لتيسير أسباب الربح، بل هي علة نشأت مع البنوك وذلك من منطلق الإيمان المطلق بحرمة فوائد البنوك لكونها من الربا الذي حرّمته الشريعة الإسلامية ونهت عنه.
3 - التدليل من خلال التطبيق العملي على إمكانية النهوض الاقتصادي للأمة، من خلال التقيد المطلق بأحكام الشريعة الإسلامية ونظمها الاقتصادية، مع الاستفادة بما لا يُناقض تلك الأحكام من التجارب الاقتصادية للغير.
4 - السعي للكسب وتنمية المال وعدم اكتنازه، لأن العلاقة بين المسلم والمال علاقة وسيلة يستعين بها على بلوغ هدفه لا غاية ينشغل بها:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم المال الصالح للمرء الصالح".
وعن عبد الله بن حبيب عن عمه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا بأس بالغنى لمن اتقى الله عز وجل، والصحة لمن اتقى الله ـ عز وجل ـ خير من الغنى، وطيب النفس من النعم".
5 - الاستعداد للحاجات الحالية والحاجات المستقبلية، ومن متطلبات كفاية الإنسان لحاجاته في الحياة الدنيا أن يسعى لاستثمار أمواله وتنميتها للوفاء بها على أكمل وجه وللتحوط لمخاطر الحياة والظروف الطارئة وهو يلبي مقصد حفظ النفس في الشريعة الإسلامية.
والحاجات المستقبلية عند كبر السن أو الموت فإن للاستثمار هنا دورا مهما يتجلى في عديد من التوجيهات النبوية الخاصة بذلك، منها:
قال عليه الصلاة والسلام "أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون الناس".
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كان من دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي لا يكاد أن يدعه: "اللهم اجعل أوسع رزقك علي عند كبر سني وانقطاع عمري وقرب أجلي".
ومن ذلك الوصية بالخيرات بعد الوفاة خاصة الصدقة الجارية، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عن عمله إلا من ثلاث، صدقة جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له".