قال الإمام أحمد ابن أَبي الحواري المحدث الدمشقي الزاهد ت 264 - كما في "تهذيب الكمال" 1/ 373 -:
صحبت أبا سُلَيْمان - الداراني - طول ما صحبته ، فما انتفعت بكلمة أقوى علي وأهدى لرشدي وأدل على الطريق من هذه الكلمة.
قلت له في ابتداء أمري: أوصني ، فقال : أمستوصٍ أنت؟ قلت: نعم، إن شاء الله. قال: خالف نفسك في كل مراداتها ، فإنها الأمَّارة بالسوء ، وإياك أن تحقر أحدًا من المسلمين ، واجعل طاعة الله دثارًا ، والخوف منه شعارًا ، والإخلاص زادًا ، والصدق جنة ، واقبل مني هذه الكلمة الواحدة ، ولا تفارقها ، ولا تغفل عنها ، إنه من استحيى من الله عز وجل في كل أوقاته وأحواله وأفعاله ، بلغه إلى مقام الأولياء من عباده.
فجعلت هذه الكلمات أمامي ، ففي كل وقت أذكرها وأطالب نفسي بها.