حقيقة الحياة

عفاف التويم

الدنيا إن لم تُسلح نفسك بالصبر عند مواجهتها تردك على أعقابك.
في بعض مواجهاتك لها ربما تتكسر رماحك فلا تيأس فإن اليأس هو آخر المطاف عند الكسالى وضعاف الإيمان.
والمؤمن القوي بإيمانه قوي بعقيدته لا يعرف اليأس والقنوط إلى قلبه طريقاً.
ربما يتعثر في بعض الطريق لكن سرعان ما يستعيد قواه ويستريح هنيهة ثم يعود ليواصل السير في طريقه الطويل.
أي عجز عند من يتبع النفس الهوى ويتمنى على الله الأماني؟
ماذا تغني الأماني الجادين الذين ينظرون للدنيا على أنها مزرعة الآخرة؟ أي أماني يسعون لها وقد زهدوا في الدنيا رغبة في الآخرة، يضع الواحد منهم نصب عينيه الجنة ثم يجدّ ويطوي عمره سعياً لينال رضى الله وبه ينال مكان له في عليين؟
وهناك من هو بين الانغماس في الأماني والجد في طلب الآخرة، تتوق نفسه إلى لقاء ربه كلما لاح في خلده نعيم الآخرة، وسرعان ما يتذكر القبر وظلمته والحساب وشدته فيتهيب من ذلك ويعود يراجع نفسه يتفقد رحله يتفقد زيت مصباحه الذي أعده لينير به ظلمة قبره؛ فيعود على نفسه يلومها.
ومنهم من يكون حب المغامرة والتجربة طاغ عليه وهو قد خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً فيتقدم وهو متعلق بقول ربه ]عسى الله أن يتوب عليهم[.
يالرحمة ربنا ويالكرمه وحبه لعبده، لنا رب رحيم كريم يحب من عبده أن يقبل عليه، ونحن في دنيانا لاهين وفي شهواتنا غارقين، أي مصير ينتظرنا؟ أي دار هي دارنا؟ أي عمل قدمناه؟
ويح أنفسنا أما ملت رسم الأماني؟ أما سئمت طول الأمل؟ آجالنا كتبت وأعمارنا قاربت ونحن في لجج الدنيا نعيش وكأننا لا نموت.
ليتني كنت شجر يعضد، ليتني كنت طائر يصاد فيؤكل أو سيف في يد مجاهد أو سارية في مسجد، ليتني ما كنت بشراً.