ابن آدم من هنا الطريق

عفاف التويم

قد ينغمس ابن آدم إلى رأسه في المعاصي فتظلم الدنيا حوله ويبحث عن ملاذ ومهرب، عن مكان يجمع فيه ما تشتت من فكره وعقله، عن باب يطرح عنده متاعه بطريقة يطلب النجاة من ربه؛ فلا يجد هذا اللاهث أوسع من رحمة ربه فيطرق بابه ويربط مطيته عنده، ويرفع يديه إلى السماء مناجياً ربه يسأله المغفرة والعتق من النار.

ابن آدم إلى متى تسرف على نفسك بالمعاصي إلى متى تسوِّف التوبة؟ أما آن لك أن تتذكر الموت وانقطاع العمل بعده، والآخرة وأهوالها التي تميد لها الجبال، وتصير كالعهن المنفوش.
أنت تزعم أنك تريد السعادة فلماذا تُصر على المعصية؟ ألم تعلم أن السعادة تكمن في الإقبال على الله والتوبة الصادقة النصوح والعزم الأكيد على عدم العودة إلى الذنب؟
لماذا لا تجرب الإقبال على الله لتذوق طعم السعادة؟
إن من أولى بشائر الاستقامة على الدين هي حسن الخاتمة فتخيل من أغرق نفسه في المعصية كيف تكون خاتمته؟ وتخيل من تورع عن الدنيا وأقبل على الآخرة كيف تكون خاتمته؟
إن من رحمة الله بعباده وسعة فضله أن جعل باب التوبة مفتوحاً لا يغلق إلى طلوع الشمس من مغربها، أو حتى تغرغر هاهي الفرصة أمامك في دخول الجنة فاختر لنفسك!