لماذا غاب الاستقرار


د. مصلح النجار


للزواج أهمية عظيمة في حياة الأفراد والمجتمعات، وقد دّل الإسلام على عظم شأن الزواج، فحث عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقوله: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.." الحديث. كما أنكر على الشباب اعتزالهم للنساء بعدم الزواج مظنة أن ذلك يقربهم إلي الله عز وجل بقوله: "أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
و بالتأمل في حال المنبهرين بالحضارة الغربية، والمقلِّدين لها، نجدهم حريصين على اتباعها في جميع شؤونهم، حتى الأسرية منها والاجتماعية، برغم تصدع تلك الجوانب وعدم استقرارها في الغرب.
حيث أظهرت دراسة حكومية أمريكية أنَّ الزيجات في الجيل الحالي تستمر فترة أقل ممَّا كانت عليه في الجيل السابق، حيث يفشل الآن زواج واحد من بين كل ثلاث زيجات مقارنة بطلاق واحد من بين كل خمس زيجات في الماضي.
وذكرت الدراسة أنّ نصف الزيجات في أمريكا التي تقل فيها سنُّ العروس عن 18 سنة تنتهي بالانفصال أو الطلاق في غضون عشرة أعوام.. وأضافت أنَّ الفتيات اللاتي يتزوجن في سن 25 أو أكثر تنتهي زيجاتهن بالانفصال في الفترة نفسها.
وعلى النقيض من ذلك نجد الزواج في الإسلام هو السبيل الأمثل لإعفاف كلا الزوجين، حتى لا يقع أي منهما في الفاحشة، أو يسلك مسلكاً خاطئاً في قضاء الشهوة.
فالتوتر الذي يصيب كل من الرجل والمرأة عندما يفكِّر أحدهما في الآخر ليس سبيل علاجه كبت يولد الانفجار، ولا إطلاق للشهوات كما في المجتمعات الغربية، ولكنَّ السبيل لذلك هو إقامة العلاقة السّوية التي تشبع الفطرة وترويها بالطريق القويم الذي يعمر ويثمر، وذلك من خلال الزواج المستقر، فالزواج في الإسلام يدعو إلى الاستقرار الذي ينصلح به حال كثير من الشباب، حيث يصبحون بعد الزواج رجالاً حازمين يحسنون التفكير واتخاذ القرار وتحمل المسؤولية.
هذا هو حال الزواج في الإسلام فتأمل وتفكر وقارن..