سؤال واستفهام كبير؟

منى بنت صالح المشيطي

حينما انحسر عن الحياء رداؤه, وغاض ماء الفضيلة, وتبدلت بعض المفاهيم رأيت وربي عجباً؟!

فتاة تتزين بحجابها ؟!
عقمت بنيَّات أفكاري أن تلد لي سبباً لما أراه!
وصار في ذهني سؤال وأدتُ إجابته:
ما الذي تريده تلك من حجابها؟
أُلقي في روعي الآن, وبعد هذا التساؤل أنها إحدى امرأتين:
إما أنها لم تفهم معنى الحجاب, واتخذته عادة.. وهذه كارثة كبرى! وإما أنها تقصد إغراء الرجال وفتنتهم.. وهذه طامة أخرى! أظن أننا حين نعود إلى نواتها الأولى سنجد أن التربية لها الدور الأكبر في تشكيلها بهذه الصورة, إذ عُوِّدنا من لدن الأهل أن الحجاب عادة نشأنا عليها.. فتفهم البنت أنها تتحجب؛ لأن النساء يتحجبن؛ ولأن أمها تفعل ذلك من قبلها, فإذا ما طرأ تغيير في هيئته فإنها لا تبالي في حذو قذّتهم, وربما لن تجد بأساً في نزعه إذا ألقت به الأخريات!
إني أتساءل وبكل وضوح ومصداقية: من منا تستشعر حين ترتدي حجابها أنها تؤدي عبادة فرضها الله عليها؟ وأنها بتأديتها تلك العبادة تدرأ شراً عظيماً وتخمد أنوار نزغات الشياطين في قلوب الرجال, وتسكن فتنة تكاد تعج, وتصون نفسها من عيون من في قلوبهم مرض؟
من منا ترَبت على أنها باحتشامها تمتثل لأمر ربها؟ ومن منا إذا بلغت سن الحجاب عن الرجال الأجانب شرح لها أهلها ضرورة الحجاب وأهميته, وخطورة السفور, والحكمة من الحجاب, ولم فرضه الله.. الخ.
ألا تتفقون معي في أن غرس تلك المفاهيم أصبح شبه معدوم؟
إنه بات من الضرورة الملحة تنشئة فتياتنا على ارتداء الحجاب بقناعة تامة, في زمن لا يرى التقدم إلا بالسفور والتبرج والرذيلة..
كثيراً ما يعتصر قلبي الألم إذا رأيت أولئك الفتيات يتباهين بِخمرهن؛ لأني حينها لن أستطيع أن أشرح لكل متساهلة في حجابها معنى الحجاب, أو أقنعها بأهميته, ولأني أعلم أن الإنكار بجملة أو جملتين لن يجدي شيئاً في زمن الفضائيات وغربة المفاهيم.. ولعلِّي أكتفي وقتها بإهدائها ورقة أو نصحها على عجلٍ وأعود أدراجي وقد تملكتني الحسرة وغلبت على أمري!
أيا قارئة سطوري:
ناشدتكِ الله والدين إلا حملتِ معي هذا الهم , وبذلتِ وسعكِ في النصح لأولئك, غيرة على دينك وحميَّة.