استكشفي نفسك






قال الرافعي: في نفسك أول حدود دنياك وآخر حدودها..
فاستكشاف النفس يعني البحث والتأمل في داخلها؛ للوقوف على جوانب القوة والضعف فيها، وقد جعل الله فينا ميزة الإدراك الذاتي لما يختلج في صدورنا وعقولنا، وخصنا عز وجل بذلك من بين المخلوقات الأخرى، حيث قال عز وجـل: {بل الإنسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره} (القيامة:15،14).
فإذا طلب منك أن تمسكي ورقة وقلم وتسطري هذا السؤال: من أنا؟
فماذا تكتبين عن نفسك؟ جربي .............................
مثل هذا السؤال يغوص في أعماق ذاتك ليكشف نظرتك الخفية عن نفسك، بعيداً عن البريق الخارجي الذي يراه الآخرون على ظاهرك. وهذه النظرة لن تتعدى إحدى هذه الصور:
* النظرة السلبية عن الذات: وفيها يكون شعارك: "أنا سيئة، غيري أفضل مني، لا أنفع لشيء". ولهذا النظرة أثر مدمر يشلك ويحد من طاقتك في سائر شؤون حياتك".
فإذا كانت نظرتك لنفسك سلبية وصغيرة، فراجعي هذه النظرة؛ لأن من يريد إدارة نفسه يحتاج إلى نظرة إيجابية عنها وثقة عالية فيها تمضي بها نحو أفضل الأمور، وهذا لا يعني أن تتجاهلي مساوئك، بل أن تهذبيها، وأنت بذلك لا تتوقعين الكمال في ذاتك، ففيك الضعف وفيك القوة شأنك شأن أي إنسان خلقه الله عز وجل بصفات الضعف والقوة.
* النظرة الإيجابية عن الذات: وفيها يكون شعارك: "أنا أتقبل نفسي، أنا أستطيع أن أفعل الشيء الكثير".
إذا كانت نظرتك لنفسك إيجابية، فأنت بعون الله تملكين قوة تساندك فيما تودين تحقيقه في حياتك، وتنبع هذه القوة من أمرين:
الأول: أنك لا تتخذين موقف العداء تجاه نفسك، فأنت تدركين أن كل إنسان له عيوب، وليس أحد يملك الكمال.
الثاني: أنك تؤمنين بإمكاناتك، وبقدرتك (بعد عون الله عز وجل) على عمل الكثير في حياتك، ولا يحدك نقصك أن تتقدمي تجاه ما تصبين إليه.
* النظرة المرتبطة بالآخرين: وفيها يكون شعارك: "ما يراه فيَّ الآخرون هو الصحيح".
هنا تستمدين نظرتك لذاتك مما يقوله الآخرون عنك، فأنت تتأرجحين بين الإيجابية والسلبية حسب ما يقال عنك، وتقيمين نفسك من خلال هذه النظرة، الأمر الذي يجعلك رهينة لها، فثقتك في نفسك تعلو وتنخفض حسب ما تسمعين من الآخرين.
فأي نظرة تودين أن تحمليها عن نفسك؟!
منقول