عبقريات تنتظر





أ. حاتم بن راشد العتيبي*


يشكو كثير من الشباب ـ من الجنسين ـ من الكآبة ـ رغم الصحة والفراغ والجدَّة ـ عند بعضهم ـ كآبة وملل يسيطران على الحياة ويغتالان لذّتها ويدفعان إلى الاهتمام بالتوافه والتعامل مع صغائر الأمور بمنطق العضلات.
ومردُّ هذا الملل وهذه الكآبة في أحيان كثيرة إلى خلو حياة هؤلاء الشباب من قضية يؤمنون بها ويوفِّرون لها الوقت ويكرِّسون لها الجهد، إنَّ هؤلاء الشباب يملكون القدرة، ولكنّهم يفتقدون الاتجاه وهذا مايشقيهم.
إنَّ الشباب طاقة مبدعة حيوية تفور، وهو قادر على إنجاز الأعمال المبدعة، فقط إن وجد قضيته وتعامل معها بجدية ومنحها الاهتمام، إنَّ ما نشاهده اليوم من أعمال علمية عظيمة واختراعات تقنية مبهرة كثيرٌ منها قام بها شباب.
إذاً فهو الاهتمام والميول وربّما كانت بداية الطريق هواية يتعلَّق بها الشباب تعلُّقاً يبعد عن كلّ التزام درامي أو عملي، ويقبل عليها بشغف يتعلَّمها، يقرأ عنها، يمارسها كلّ ما وجد فسحة من الوقت تملأ فكره وخياله، يفكِّر في تطويرها، تسيطر على هواجسه فتطرد التفاهات والأفكار السلبية وتجعل مكانها العمل المثمر المفيد.
ليس هناك هواية مقترحة بعينها، وليس ثمَّة مجال أفضل من غيره بإطلاق؛فمجالات التقنية على قدرٍ من الأهمية كبير، والاهتمامات الأدبية من الأهمية بمكان، والعلوم الشرعية رأس الأمر وذروة سنامه، وعلى كلّ خير، فقط المهم أن تخلص النية ويصدق الاهتمام.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــ