عندما تنتكس الفطر


أم حسام المحمد

في إحدى الحفلات، دخلت امرأة الحفل بكامل زينتها، وتقدمها طفلاها التوأم، يرفلان في حلتين حمراوين، يبدو أنهما متشابهان في كل شيء ملامحهما لباسهما.. هيئة شعرهما.. غير أن أسفل الرداء ينشق في أحدهما ليكون (بنطالاً) ويظل الآخر كما هو، وبهذا فقط عرفت أن أحدهما ولد والأخرى بنــــت.

كان في تناسقهما مظهر جمالي تسرح فيه العين ولا تمل، وكانا بهذا مكملين لأناقة أمهما وسبباً في إحرازهما مزيداً من نظرات الإعجاب، ولكنهما طفلان من أطفال الأمة وليسا تحف زينة تربط بشرائط الساتان وتوضع في زاوية دون أن يهمنا ما بداخلهما..
ساءني في (الطفلة) أن يبدوا شعرها حليقاً أو كالحليق من أجل أن توافق أخاها.
أما الطفل فآلمني أن يربى على التأنث بلبس ألوان وتصاميم وزخارف خاصة بالفتيات، رأيت في الطفل رقة ونعومة وتقليداً لمشية أخته وجلستها.. ومن البليّة أن ينشأ هذا الطفل رخواً ليكون هو وأمثاله عالة وحملاً ثقيلاً على الأمة، ومن المؤسف أن ينحصر تفكير الأم في سبل تزيين أبنائها بالمظهر الجمالي أيّا كان وتغفل عن عواقب وخطر تصرفها في غرس كثير من المبادئ والأخلاقيات الرديئة في نفوسهم وعقولهم دون أن تشعر، عندما تنتكس الفِطَر، يصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً.
عندما تنقلب الموازين.. يرى العاصي نفسه متعالياً متحضراً ويرى غيره من أهل الطاعة لا يزالون في براثن الجاهلية.. متى نبدأ في تصحيح هذه النظرة السقيمة؟!!
متى يصبح صاحب الحق قوياً لا يخاف في الله لومة لائم؟!
متى تشمخ راية الحق خفاقة فوق كل الرايات معلنة أن لا نجاة لهذه الأمة إلا بإنكار المنكر؟!!
متى نجدد العهد مع الله على محاربة تغريب هذه الأمة بشتى أنواعه وضروبه؟!
أسئلة تتداعى.. تحتاج إلى إجابة شافية..
ليسأل كل واحد منا نفسه هذه الأسئلة فإن يرد الله به خيراً.. يهيئه لنصرة هذا الدين والذود عنه.
إن الدين منتصر لا محالة.. وعد من عند علاَّم الغيوب.
ولكن المحكّ.. هو هل نكون من المساهمين في نصرته فننجو من العقاب؟!
أترك لكم.. الإجابة..