إلـــى متزوجة






جلست مع بعض المتزوجات أستمع لحديثهن، فهذه تشتكي زوجها وعدم اهتمامه بها، وتلك تشتكي جفاءه، وثالثة تشتكي قسوته في القول والفعل.
ووقفت متعجبة أمام إجماعهن على أن الرجل لا ينفع معه إلا العين الحمراء؛ لذا ينبغي عدم تنفيذ رغباته وترك الثناء عليه، زاعمات أن ذلك يدخل العُجب قلبه فيترفع على زوجته.
حينها أمسكت بالقلم لأسطِّر كلمة .. وأبذل نصيحة لكل متزوجة :
أختي:كيف تريدين منه اهتماماً بك وأنت تتركين "إذا نظرت إليها سرتك"؟!
كيف تحلمين بعطفه وبذله .. بمحبته وودّه، وأنت تحدثينه بنبرة حادة حديث متسلطة آمرة؟! كيف تطلبين منه لين الكلمة ورفق المعاملة وأنت تعاملينه بندية وأحياناً باستهزاء؟!
تخالفين أمره .. وترتكبين نهيه (في غير معصية الله) وترجين استجابته؟!!
حذار أختي من )ويل للمطففين( وهم الذين يريدون من الناس كمال حقوقهم في حين يهضمون الناس حقهم .
تذكري دوما أنك تزوَّجت رجلاً ولم تتزوجي حجراً ، ابذلي له "حسن التبعل" تجني منه )وعاشروهن بالمعروف( .
ازرعي )ادفع بالتي هي أحسن( تحصدي )فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم(.
إن أبدى لك عدم اهتمام فلا تيأسي، واهتمي به يهتم بك ، تلطفي معه في الكلام يتلطف معك، كوني له سكناً هادئاً يكن لك يداً حانية وقلباً محباً ولساناً طيباً ودوداً.
ختاماً : لا تنصتي لنعيق الناعقات حولك و لا تجالسيهن، فإنك إن فعلت ذلك شربت كأس الخلاف معهن، فاجتماعهن حولك سيصبح فرقة حينما تحملين اسم مطلقة؛ لأن ما كان لله وفي الله يبقى، وما كان لغيره يزول ويفنى، و)الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين( .
منقول