تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: برنامج عملي لحياة زوجية سعيدة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي برنامج عملي لحياة زوجية سعيدة

    برنامج عملي لحياة زوجية سعيدة 1



    يشكو كثير من الأزواج والزوجات تحول الحياة الزوجية إلى روتين يومي يفتقد التجديد. وتتلاشى أحلام السعادة والرومانسية التي طالما راودتهم كثيراً قبل الزواج.. وكي تستمر الحياة الزوجية فإنها بحاجة إلى جرعات متجددة من السعادة.
    هذه بعض التوصيات التي أرجو أن تساعد الزوجين والمقبلين على الزواج في تحقيق ذلك ـ إن شاء الله تعالى ـ:
    جميل أن تبدأ الحياة الزوجية بالتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء بالتوفيق، فالزوجان كلاهما لا يعرف طباع الآخر، وكلاهما يرجو تحقيق التفاهم والتقارب والسعادة في الدنيا والآخرة. ولن يتم ذلك إلا بعون من الله عز وجل والعمل على إرضائه، ويقول الله عز وجل مادحاً للمؤمنين: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً} (الفرقان:74).
    في البداية على كل طرف أن يعلم أنه لم يصبح فرداً فقد حمل صفة الزوجية وأصبح له شريك تدور حياته من حوله.. فكل شعور يصدر عن وجداني وكل ما أقوم به من أعمال مرتبط بـك، حتى عندما أنشغل بأمر من أمور الحياة تكون ملء الخاطر.
    وهذا الأمر يحتاج إلى حرص من الزوجين كليهما على أن يظل محور حياة الآخر، فلا يدعه يبتعد عنه بعقله أو بإحساسه قيد أنملة. فبقدر انشغاله وابتعاده سيكون انشغال الآخر وابتعاده، الأمر الذي يجعل العلاقة الزوجية تتأثر سلباً، فيحدث التباعد والهوة والانفصال، وهنا تكمن الخطورة.
    وليبدأ كل طرف بنفسه ويهتم برفيقه ويجعله محور حياته، وسوف تنعكس الآثار الطيبة الإيجابية على الطرف الآخر، وذلك يبعث على الطمأنينة والسرور والاستقرار، ويجعل الطرفين كليهما يعطي بلا حدود وبلا تردد.
    الزواج أن تكونا معاً كياناً واحداً ، منصهران حباً وعشرة، وآمالاً وآلاماً وطموحاً.. ولكن فلتبق أشياء خاصة، ربما أشياء بسيطة وتافهة ولا وزن لها، يخفيها عنك رفيقك، فلا تحاول أن تعرف عنها شيئاً، ولا تتحر ولا تسأل ولا تتجسس، ربما يريد أن يبقيها لنفسه. فلا بد أن يكون للإنسان حوار مع نفسه، ربما الأشياء التي يخفيها تتعلق بالعمل أو بالأسرة الكبيرة، قد تكون أشياء يخجل منها، أو ربما لا يخجل ولكنه لا يحب أن يطلع عليها رفيق حياته، ليس لأنه يخفي عنه أسـراراً، أو لأنه لا يثق به، أو لأنه على هامش حياته، وإنما لأنه يجب أن تظل له أشياء خاصة يحتفظ بها لنفسه.
    الزواج أن تكونا معاً متحابين متقاربين، ولكن مع هذا يجب أن تظل هناك مسافة، والفائدة العظيمة لهذه المسافة هي الحنين الجارف المستمر والشوق المتجدد.
    والمسافة معناها أن أخلو لنفسي بعض الوقت، وليس معناها سفراً بعيداً أو انفصالاً أو إجازة زوجية. فالإجازة الزوجية هي رغبة دفينة للانفصال الحقيقي؛ لأن الحياة أصبحت صعبة مع التقارب، والإجازة مرفوضة بين الأزواج الأحباء؛ لأنهم لا يقوون عليها. فالمسافة تعني الانفراد بالنفس قليلاً من الوقت لتجديد الحنين والشوق.
    الاحترام بين الزوجين لا يعني ذكر الآخر بلقبه أو درجته العلمية أو منصبه الإداري، وإنما يعني التقدير ووضع الآخر في المكانة الرفيعة التي يحبها، لاسيما أمام أهله وذويه، ولا شك أنه سيبادلك المعاملة نفسها ويقدرك التقدير نفسه. أما التقليل من قيمة الطرف الآخر فهو عدم الاحترام، وهنا تفسد العلاقة وتؤتي نتائجها السلبية على جميع أفراد الأسرة.
    والزوج التقي هو الذي إذا أحب زوجته أكرمها، وإذا كرهها لم يهنها، وهو الذي يعاشر بالمعروف امتثالاً لقول الله تعالى: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً} (النساء:19).
    والدور العظيم للمرأة في حياة زوجها( بعد إعانته على مرضاة الله عز وجل): أن تحقق إحساسه بذاته، فهناك امرأة تسهم في تحقيق رجولة الرجل، وهناك امرأة تساعد على الانتقاص من هذه الرجولة. والرجل وبدون أن يدري وتدريجياً يبتعد عن امرأته إذا كانت تؤثر سلباً على إحساسه بذاته الرجولية. والمرأة المحبة الذكية هي التي تدعم وتعمق وتؤكد إحساس الرجل بذاته، ولذا يظل الرجل مشدوداً إليها طوال حياته.
    وكذلك المرأة لا تحقق ذاتها إلا من خلال زوج يجعلها قادرة على العطاء بكل جوانبه، فساعد زوجتك على تحقيق ذاتها واهتم بالأشياء الصغيرة قبل الكبيرة، جمالها، عطرها، شعرها، ملابسها، صوتها، ثم تحسس أفكارها، رؤيتها، فلسفتها، عمقها، ستجد أنك ستكتمل بها فأنت تحتاج إلى هذا النبض الفكري الأنثوي لتصبح إنساناً كاملاً.
    · نظر كل منهما للآخر عند التحدث، فالعين دليل الاحترام.
    · مراعاة آداب الحوار، لاسيما في وجود الأبناء، وذلك بحسن الاستماع وتبادل الرأي وعدم رفع الصوت أو الرد بما يجرح مشاعر الآخر.
    · مراعاة كل منهما لمشاعر الآخر وحالته النفسية، فلا يضحك حين يكون الآخر حزيناً أو العكس.
    · احترام الزوجين كليهما للآخر في حال غيابه فلا يسبه ولا يذكره بما يكره.
    · ألاَّ يعاب أحد بذم مظهر أو سمة خلقية تكون في الزوج: كالعرج أو العور أو الصمم، أو أي شيء يحرج الزوج كما لو أن الكلام كان موجهاً إليه شخصياً.
    · ومن احترام الزوج أيضاً: عدم ذكر أهله بسوء، بل يدافع عنهم في غيابهم، فذلك يرضي الزوج؛ لأنه دفاع عنه بطريقة غير مباشرة، وهذا من شأنه أن يزيد المحبة ويقوي الروابط بين أفراد الأسرة.
    منقول



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,487

    افتراضي

    برنامج عملي لحياة زوجية سعيدة 2

    السعادة الزوجية ليست معطيا ثابتاً، وإنما تزيد وتنقص حسب ما يبذله الزوجان من جهد لتحقيقها؛ ولذا فهي تحتاج إلى سعي دؤوب وجهد متواصل، ليس فقط لتحقيقها، بل والمحافظة عليها أيضاً.
    تعد الثقة من وسائل تحقيق السعادة، فمما أوصى عبدالله بن جعفر بن أبي طالب ابنته عند الزواج أنه قال: "إياك والغيرة فإنها مفتاح الطلاق". وفي حديث جابر بن عتيك الأنصاري رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فأما الغيرة التي يحب الله فالغيرة في الريبة، وأما الغيرة التي يبغض فالغيرة في غير ريبة). والغيرة في الريبة تعني في شئ يحرمه الله مع ثبوت الأدلة وظهور القرائن فيغار على محارم الله، أما الغيرة في غير ريبة فتكون من غير دليل وهي غير مشروعة.

    ولا شك أن الحياة لا تستقيم ولا تستمر مع الشك أو الغيرة. فالثقة لا بد أن تكون متبادلة ومطلقة لا تشوبها شائبة، فكل ذرة شك ينهار أمامها ذرة حب يختل التماسك ويبدأ البناء في الانهيار تدريجياً.
    فأي مشكلة يمكن علاجها ومداواتها في الزواج، إلا الشك، فإذا انزرعت جرثومته الأولى فإنها لا تغادر هذه العلاقة أبداً، وتتكاثر الشكوك وتتضاعف ولا يصبح هناك أمل. وقد يلعب أحد الطرفين لعبة الشك، فقد تتصور الزوجة – مخطئة – أنها بتحريك شكوك زوجها فإنها تحرك عواطفه تجاهها وتجعله أكثر تشبثاً بها، أو لعله يعرف قيمتها وأنها مرغوبة من آخرين! فيقدرها حق قدرها ويقبل عليها، فتدعي مثلاً إعجاب الآخرين بها، أو قد تدعى استحساناً أو إعجاباً برجل، أو قد تتعمد أشياء من شأنها إثارة غيرته ثم إثارة شكوكه، وهذه لعبة في غاية الخطورة.. إنها كالطفل الذي يلعب بلغم قد ينفجر في وجهه في أي لحظة.
    وكذلك قد يفعل الرجل فينقل لزوجته مدى إعجاب النساء به والتفافهن حوله، أو قد يبدي هو إعجابه بسيدة ما أو يظهر استحسانه لامرأة ممتدحاً صفاتها، وهو بذلك يحرق أعصاب زوجته، وقد يحرق عواطفها تجاهه شيئاً فشيئاً.
    وقد تبدي الزوجة غيرتها فعلاً فتبدي اهتماماً بزوجها، ولكن ثمة شك انزرع في داخلها، وثمة أوهام انغرست في عقلها، وثمة مرارة علقت بعواطفها.
    وقد يبدي الزوج غيرته الفعلية ويبدي اهتماماً بزوجته التي يتهافت عليها الرجال ولكن تذهب من قلبه براءة الحب وطهارة العلاقة، وتتشوه صورة زوجته في ضميره وتختلف نظرته لها، فتتبدل الصورة تماماً وتفسد العلاقة الزوجية.
    ويرى بعض علماء النفس أن الإنسان الذي يلعب لعبة الشك ليس فعلاً أهلاً للثقة، وفي داخله عدوان، وأنه من الممكن أن يخون فعلاً، لأنه استطاع أن يلعب هذه اللعبة على مستوى التخيل وصمم سيناريو الخيانة.
    وقد تندفع المرأة إلى استخدام سلاح الغيرة والشك بسبب زوج يهملها، وقد يندفع الرجل إلى هذا الأسلوب بسبب زوجة تهمله، ولكن مهما كانت الأسباب فإنه لا ينبغي تفجير قنبلة الشك، لأنها إذا انفجرت أطاحت بكل شيء. فالزواج علاقة يجب أن تقوم على أساس من الثقة المتبادلة لتحقيق الاستقرار والسعادة.
    قد تحظي بإعجاب كل الناس، ولكن إذا افتقدت إعجاب رفيق حياتك فإنك ستفقد إعجابك بنفسك، فأنت لا يهمك إلا إعجاب هذا الرفيق، وهو فقط الذي يهمك أن تظهر له مواطن جمالك وقوتك وإبداعك وتفوقك ونجاحك، وهو الذي يهمك أن تسمع منه كلمة مدح، وهي ليست ككلمات الآخرين، وإنما هي كلمة تعبر عن فهمه لك وعن سعادته، لأنه معك وأنك تستحق الحب والتقدير، ولذلك يجب أن تسمو وترقى كلمات الإعجاب فلا تكون تقليدية تتناول الشكل والجمال الخارجي والأناقة والإمكانات المادية فقط، وإنما تمتد لتشمل الذكاء والفكر والنجاح والتفوق.
    فالمدح بين الزوجين يدخل الفرح على النفس، وهو حاجة نفسية يحتاجها كلا الطرفين. وقد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم السيد خديجة حين قال: "آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها"، كما أنه صلى الله عليه وسلم مدح السيدة عائشة فقال: "فضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام".
    وقد روي عن عمر بن الخطاب أنه عاتب إحدى الزوجات التي صرحت لزوجها بأنها تكرهه، فالبيوت تقوم على العشرة والمودة والرحمة، ويجوز لكلا الزوجين أن يجامل أحدهما الآخر، فحديث الرجل لزوجته، وحديث المرأة لزوجها، لا يعد ذلك من الكذب أو النفاق.
    الإنسان مع أقرب الناس إليه يتحاور أحياناً بصمته، صمت تشم فيه رائحة طيبة، صمت تنقله الأنفاس ونظرات الأعين وتعبيرات الوجه، وأي حوار في الحياة الزوجية لا بد أن يكون ودوداً يعكس روحاً طيبة سمحة سهلة سلسلة بسيطة، حتى في أشد الأوقات عصبية وثورة وغضباً. فالعداء أمر مقيت ويفسد تدريجياً ـ وبدون أن تدريا ـ حياتكما الزوجية.
    تحاور بلطف.. استخدم أرق الألفاظ، حتى وإن أردت أن تعبر عن أصعب المعاني وأشقاها.. أنت لست نداً لست عدواً منافساً.. ورفيق حياتك ليس طرفاً غريبـاً.. أنه هو أنت وبينكما الزواج والعشرة والمودة والرحمة.
    احذر الانتقاد بكل أشكاله.. احذر التجريح.. احذر اللوم.. فليكن تعبير وجهك سمحاً.. فلتكن نظرات عينك حانية.. ولتكن نبرات صوتك ودودة، ولتكن كلماتك طيبة.
    اغضب.. تشاجر.. انفعل.. ثر.. عاتب.. ولكن كن ودوداً رحيماً كما أمرك اللـــه.
    تتعدد أدوار الزوجة في حياة زوجها، فهي أم وصديقة وأخت وابنة وحبيبة، فكوني كل النساء في حياة زوجك. فهو يحتاج منك أحياناً إلى عناية الأم واحتوائها ورعايتها وقدرتها على التوجيه، كما يحتاج إلى أن يعبر عن الطفل بداخله. والطفل في حاجة إلى أم وليس زوجة. وهذا لقاء مهم يجدد ذكريات الطفولة ويثير مشاعر كانت موجودة وأساسية ومهمة بين الابن والأم، ويحرك بين الزوجين فيضاً من الأحاسيس الثرية الدافئــة.
    وتتعدد أدوار الزوج في حياة زوجته، فهو الأب والأخ والابن والحبيب، فلتكن أيضاً الأب الذي يحرك طفولة زوجته، والأب ـ بتوفيق الله عز وجل ـ هو الحماية ـ القوة - الرأي السديد ـ الحزم ـ المسئولية ـ فتأوي بداخلك وتنتصر بك.
    تختلف علاقة الزواج عن غيرها من العلاقات الأخرى، فأي علاقة تقوم على شروط مكتوبة أو غير مكتوبة، وتقوم أيضاً على الندية والتكافؤ والتوزيع العادل للمسؤولية إلا في الزواج، ففي هذه العلاقة المباركة قد يكون أحد الطرفين ضعيفاً أو عاجزاً أو سلبياً أو يعاني قصوراً معيناً أو نقصاً في أمر ما، وهنا يقوم الطرف الآخر وعن طيب خاطر بتعويض هذا العجز أو النقص أو القصور. وهي علاقة بين زوج وزوجته والرجل له طبيعة ومواصفات خاصة وكذلك المرأة، ولكل دوره في الحياة حسب إمكاناته وقدراته وطبيعته وتكوينه.
    فعلى كلا الطرفين ألا ينازع الآخر في مسؤولياته، وألا يطالبه بتحمل المسؤوليات التي من شأنه القيام بها. فدعوة المساواة هي دعوة تخلو من أي فهم لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، فلا ينبغي أن ينظر كل طرف للآخر على أنه ند. إنها علاقة خالية من أي شبهة تحدٍّ أو ندية، فلا يمكن أن يكون هناك تطابق في طبيعة المرأة والرجل، فهما مختلفان تشريحياً وفسيولوجياً ونفسياً.
    والرجل يهتدي لمسؤولياته كرجل بفطرته السوية، وكذلك المرأة؛ امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
    فليتحمل كل منكما مسؤولياتـه، وليحمل أي منكما الآخر على كتفيه إذا كان هذا الآخر عاجزاً عن تحمل قدر من مسؤولياته. فالزواج ليس شركة وليس مؤسسة وليس تجارة، وإنما هو حب وتعاون وتكامل وحياة مشتركة.
    منقول



    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •