الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله وبعد :
هذه أهم سمات ومميزات كتاب إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة من واقع قراءتي للكتاب .
هذا الكتاب يعتبر احد كتب الأحكام التي جمعت بين الأحكام من القرآن والسنة معاً بخلاف غيره من كتب الأحكام .
عدد أحاديث الكتاب (1867) حديث حسب نسختي المرفقة بالصورة .
رتب المؤلف كتابه على الأبواب الفقهية وافتتحه بكتاب السنة وختمه بكتاب الأدب .
أول حديث عنده حديث ابن عمر ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ..... الحديث)
آخر حديث هو حديث ( لا ينظر الله إلى من جر إزاره بطراً )
أول باب في الكتاب باب المياه وهو من كتاب الطهارة بعد كتاب الإيمان .
آخر باب – فصل في اللباس ( وهو من كتاب الأدب ) .
شرطه في العزو إلى المصادر الأصلية كشرط صاحب المنتقى من أحكام المصطفى , أي انه جعل المتفق عليه احمد والبخاري ومسلم ( بخلاف المتعارف عليه عند العلماء بان المتفق عليه البخاري ومسلم فقط ) ولا يلام على ذلك إذ لا مشاحة في الاصطلاح وهذا اصطلاحه رحمه الله .
أورد في كتابه هذا طائفة كبيرة من الأحاديث غالبها في الصحيحين و السنن وذكر طائفة غير قليلة خارج الستة عامتها من المسند وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم وطائفة قليلة من سنن البيهقي ومعجم الطبراني وزوائد عبد الله على مسند أبيه رحم الله الجميع .
غالب أحاديث الكتاب قولية والقليل منها فعلية وكلها أحاديث قصار او مختصرة من الأحاديث الطوال .
قد يذكر الشاهد فقط من الحديث ويختصره اختصار بين وقد نوه لذلك في المقدمة .
له تعليقات جيدة على الأحاديث وخاصة إذا كان ظاهرها التعارض انظر مثلاً قوله عقب - فصل في الأجرة على القرب- (بضم القاف جمع قربه ) وهو فصل خاص في اخذ الأجرة على القرآن وغيره ص 384 حتى ص386 تجد كلام نفيس ولولا قصد الاختصار لنقلته لكم .
قد يعلق على بعض الأحكام نهاية الباب وليس ذلك بالغالب في كل باب .
قد يستنبط المؤلف من الحديث بعض الأحكام انظر مثلاً حديث رقم (1761) في كتاب الاقضية والأحكام ص 629 حديث هند زوج أبي سفيان رضي الله عنه حين استفتته صلى الله عليه وسلم في الأخذ من مال (زوجها) ابي سفيان لنفقتها وولدها فقال لها صلى الله عليه وسلم (( خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف )) قال المؤلف معلقاً ومستنبطاً : وفيه القضاء على الغائب .
وكذلك حديث رقم 1786 ( ان الله فرض فرائض فلا تضيعوها ....... الحديث ) قال المؤلف : قال بعض العلماء ليس في حديث النبي صلى الله عليه وسلم حديث واحد جمع بانفراده لأصول الدين وفروعه من هذا الحديث انظر كلامه ص 640 .
يبدأ بعد التبويب بذكر أية أو أكثر من القرآن ثم يتبعها بالأحاديث وقد يذكر أشياء موقوفة لها حكم الرفع وقليلاً ما يذكر أقوال للتابعين .
قد ينقل تصحيح بعض العلماء للحديث .
نقل المؤلف عن كثير من العلماء وأكثر في النقل عن الإمام الترمذي .
يعزو الأحاديث دون تصحيح أو تضعيف إلا في مواضع قليلة .
اشترط المؤلف على نفسه في المقدمة الاختصار ومن خلال المطالعة للكتاب وجدت ذلك على ضربين :
الأول : اختصار الأحاديث واختيار القصار منها .
والثاني : تقليل عدد الأحاديث في الباب الواحد .
سمى المؤلف كتاب الصلاة ( باب الصلاة ) ولا ادري هل ذلك من المؤلف او خطأ من الناسخ او الناشر .
أحيانا يذكر الحديث بإسناد من رواه , انظر مثلاً حديث رقم 446 ص198
قد يسوق الحديث مساقاٌ واحداُ ثم يفرق عقبه ويميز إن كان هناك زيادة أو تفرد عزاه لصاحبه انظر مثلاً الحديث رقم 454 ص 202
في اغلب التراجم يسمي المؤلف الأبواب فصول فتجده يقول مثلاً فصل في المواقيت , فصل في الرهن , فصل في صوم التطوع, فصل في الكفن وهكذا في غالب التراجم , وقد يقول فصل بدون ترجمة وقد يقول باب بدون ترجمة .
يعد هذا الكتاب من كتب الأحكام الجامعة لأحكام الحديث وأحكام القرآن معاً وهذه ميزه فريدة مع اختصار جيد.
قد يشير إلى الأحاديث التي تكررت معه انظر مثلاً الحديث رقم 1606 , و 1607 في كتاب الأطعمة حيث قال : وتقدمت هذه الأحاديث في كتاب الحج (قلت ولم يستوعب ذلك فقد كرر عدت أحاديث ولم ينبه على ذلك ) .
وأخيرا أقول : هذا كتاب جيد وينبغي ان لا تخلوا منه مكتبة طالب العلم .
هذا ما علق بذاكرتي أثناء مطالعة هذا السفر المبارك
دمتم في طاعة الله وأمنه
يا نظراً فيه إن ألفيت فائدة
. فاجنح إليها ولا تجنح إلى الحسدِ
وان عثرت لنا فيه على زللٍ
..... فاغفر فلست مجبولاً على الرشد
وكتبه
الراجي عفو ربه القوي
أبو مسلم الصيودي الأثري
حمدي حامد محمود الصيد
حامداً ومصلياً لله رب العالمين