آجر - أجرة
صالح بن صبحي القيم




في المصباح المنير
[أ ج ر] أَجَرَهُ:
الله "أَجْرًا" من باب قتل ومن باب ضرب لغة بني كعب و"آجَرَه" بالمدّ لغة ثالثة إذا أثابه و"أَجَرْتُ" الدار والعبد باللغات الثلاث قال الزمخشري: و"آجَرْتُ" الدار على أفعلت فأنا "مؤجِرٌ" ولا يقال "مُؤَاجِرٌ" فهو خطأ ويقال "آجَرْتُهُ" "مُؤَاجَرَةً" مثل عاملته معاملة وعاقدته معاقدة ولأن ما كان من فاعل في معنى المعاملة كالمشاركة والمزارعة إنما يتعدى لمفعول واحد و"مُؤَاجَرَة" الأجير من ذلك "فَآجَرْتُ" الدار والعبدَ من أفعل لا من فاعل ومنهم من يقول "آجَرْتُ" الدار على فاعل فيقول "آجَرْتُهُ" "مُؤَاجَرَةً" واقتصر الأزهري على "آجَرْتُهُ" فهو "مُؤجَرٌ" وقال الأخفش: ومن العرب من يقول: "آجَرْتُهُ" فهو "مُؤْجَرٌ" في تقدير أفعلْتُ فهو مُفْعَل وبعضهم يقول فهو "مُؤَاجَرٌ" في تقدير فاعلته ويتعدى إلى مفعولين فيقال "آجَرْتُ" زيدا الدار و"آجَرْتُ" الدار زيدا على القلب مثل أعطيت زيدا درهما وأعطيت درهما زيدا ويقال "آجَرْتُ" من زيد الدار للتوكيد كما يقال بعت زيدا الدار وبعتُ من زيد الدار و"الأُجْرَةُ" الكراء والجمع "أُجَرٌ" مثل غرفة وغرف وربما جُمعت "أُجَُرَات" بضم الجيم وفتحها ويستعمل "الأَجْرُ" بمعنى "الإِجَارَة" وبمعنى "الأُجْرَة" وجمعه "أُجُورٌ" مثل فَلْس وفُلُوس وأعطيته "إِجَارَتَهُ" بكسر الهمزة أي "أُجْرَتَهُ" وبعضهم يقول: "أُجَارَتَه" بضم الهمزة؛ لأنها هي العُمالة فتضمها كما تضمها و"اسْتَأْجَرْتُ" العبد اتخذته "أَجِيرًا" ويكون "الأَجِيرُ" بمعنى فاعل مثل نديم وجليس وجمعه "أُجَرَاء" مثل شريف وشرفاء و"الآجُرُّ" اللبن إذا طبخ بمدّ الهمزة والتشديد أشهر من التخفيف الواحدة "آجُر" وهو معرب.

في المغرب في ترتيب المعرب
( أ ج ر ) : ( الْإِجَارَةُ ) تَمْلِيكُ الْمَنَافِعِ بِعِوَضٍ وَفِي اللُّغَةِ اسْمٌ لِلْأُجْرَةِ وَهِيَ كِرَاءُ الْأَجِيرِ وَقَدْ آجَرَهُ إذَا أَعْطَاهُ أُجْرَتَهُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَطَلَبَ فَهُوَ آجِرٌ وَذَاكَ مَأْجُورٌ وَفِي كِتَابِ الْعَيْنِ أَجَّرْتُ مَمْلُوكِي أَوْ أَجَّرَهُ إيجَارًا فَهُوَ مُؤْجَرٌ وَفِي الْأَسَاسِ آجَرَ دَارِهِ فَاسْتَأْجَرْتُ هَا وَهُوَ مُؤْجِرٌ وَلَا تَقُلْ هُوَ آجِرٌ فَإِنَّهُ خَطَأٌ وَقَبِيحٌ قَالَ وَلَيْسَ آجَرَ هَذَا فَاعَلَ بَلْ هُوَ مِنْ أَفْعَلَ وَإِنَّمَا الَّذِي هُوَ فَاعَلَ قَوْلُكَ آجَرَ الْأُجْرَةِ مُؤَاجَرَةً كَقَوْلِكَ شَاهَرَ وَعَاوَمَهُ وَفِي الْمُجْمَلِ آجَرْت الرَّجُلَ مُؤَاجَرَةً إذَا جَعَلْت لَهُ عَلَى فِعْلِهِ أُجْرَةً وَفِي بَابِ أَفْعَلَ مِنْ جَامِعِ الْغُورِيِّ أَجَرَهُ اللَّهُ لُغَةٌ فِي آجَرَهُ وَأَجَرَهُ مِنْ الْإِجَارَةِ وَفِي بَابِ فَاعَلَ آجَرَهُ الدَّارَ وَهَكَذَا فِي دِيوَانِ الْأَدَبِ وَالْمَصَادِرِ قُلْت وَفِيهِ نَظَرٌ وَإِنَّمَا الصَّوَابُ مَا أُثْبِتَ فِي الْعَيْنِ وَالتَّهْذِيبِ وَالْأَسَاسِ عَلَى أَنَّ مَا كَانَ مِنْ فَاعَلَ فِي مَعْنَى الْمُعَامَلَةِ كَالْمُشَارَكَة ِ وَالْمُزَارَعَة ِ لَا يَتَعَدَّى إلَّا إلَى مَفْعُولٍ وَاحِدٍ وَمُؤَاجَرَةُ الْأَجِيرِ مِنْ ذَلِكَ فَكَانَ حُكْمُهَا حُكْمَهُ وَمَا تَعَاوَنَ فِيهِ الْقِيَاسُ وَالسَّمَاعُ أَقْوَى مِنْ غَيْرِهِ فَالْحَاصِلُ أَنَّك قُلْت آجَرَهُ الدَّارَ وَالْمَمْلُوكَ فَهُوَ مِنْ أَفْعَلَ لَا غَيْرُ وَإِذَا قُلْت آجَرَ الْأَجِيرَ كَانَ مُوَجَّهًا ( وَأَمَّا قَوْلُهُمْ ) آجَرْتُ مِنْك هَذَا الْحَانُوتَ شَهْرًا فَزِيَادَةُ مِنْ فِيهِ عَامِّيَّةٌ وَاسْمُ الْفَاعِلِ مِنْ نَحْوِ آجَرَهُ الدَّارَ مُؤْجِرٌ وَالْآجِرُ فِي مَعْنَاهُ غَلَطٌ إلَّا إذَا صَحَّتْ رِوَايَتُهُ عَنْ السَّلَفِ فَحِينَئِذٍ يَكُونُ نَظِيرَ قَوْلِهِمْ مَكَانٌ عَاشِبٌ وَبَلَدٌ مَاحِلٌ فِي مَعْنَى مُعْشِبٌ وَمُمْحِلٌ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْهُ مُؤْجَرٌ لَا مُؤَاجَرٌ وَمِنْ الثَّانِي مِنْ آجَرَ الْأَجِيرَ مُؤْجَرٌ وَمُؤَاجَرٌ وَمَنْ قَالَ وَاجَرْتُهُ فَعُذْرُهُ أَنَّهُ بَنَاهُ عَلَى يُؤَاجِرُ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَأَمَّا الْأَجِيرُ فَهُوَ مِثْلُ الْجَلِيسِ وَالنَّدِيمِ فِي أَنَّهُ فَعِيلٌ بِمَعْنَى الْمُفَاعِلِ وَمِنْهُ لَا تَجُوزُ شَهَادَةُ الْأَجِيرِ لِمُعَلَّمِهِ يَعْنِي تِلْمِيذَهُ الَّذِي يُسَمَّى فِي دِيَارِنَا الْخَلِيفَةَ لِأَنَّهُ يُسْتَأْجَرُ ( وَقَوْلُهُ ) بَيْعُ أَرْضِ الْمُزَارَعَاتِ وَالْإِجَارَاتِ وَالْإِكَارَاتِ وَالْإِخَاذَاتِ جَائِزٌ يَعْنِي الْأَرْضَ الْمَمْلُوكَةَ إذَا أَجَّرَهَا أَرْبَابُهَا مِمَّنْ يَبْنِي فِيهَا وَالْإِكَارَاتُ هِيَ الْأَرَاضِي الَّتِي يَدْفَعُهَا أَرْبَابُهَا إلَى الْأَكَرَةِ فَيَزْرَعُونَهَ ا وَيَعْمُرُونَهَ ا وَالْإِخَاذَاتُ هِيَ الْأَرَاضِي الْخَرِبَةُ الَّتِي يَدْفَعُهَا مَالِكُهَا إلَى مَنْ يَعْمُرُهَا وَيَسْتَخْرِجُه َا وَعَنْ الْغُورِيِّ الْإِخَاذَةُ الْأَرْضُ يَأْخُذُهَا رَجُلٌ فَيُحْرِزُهَا لِنَفْسِهِ وَيُحْيِيهَا وَمَا تَقَدَّمَ كُلُّهُ تَفْسِيرُ الْفُقَهَاءِ وَكَأَنَّهُمْ جَعَلُوهَا أَسْمَاءً لِلْمَعَانِي ثُمَّ سَمَّوْا بِهَا الْأَعْيَانَ الْمَعْقُودَ عَلَيْهَا أَلَا تَرَاهُمْ قَالُوا فَإِنْ بَاعَ الَّذِي لَهُ إخَاذَتُهَا وَإِكَارَتُهَا ثُمَّ قَالُوا وَالْإِكَارَةُ الْأَرْضُ الَّتِي فِي يَدِ الْأَكَرَةِ وَهَذَا مِمَّا لَمْ أَجِدْهُ (آجَرُ) أُمُّ إسْمَاعِيلَ عَلَيْهَا السَّلَامُ وَالْهَاءُ أَصَحُّ وَهُوَ فَاعَلُ بِفَتْحِ الْعَيْنِ ( الْآجُرُّ ) الطِّينُ الْمَطْبُوخُ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَالْإِجَّارُ السَّطْحُ فِعَّالُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الْفَارِسِيِّ وَالْإِنْجَارُ لُغَةٌ فِيهِ وَعَلَيْهِ جَاءَ الْحَدِيثُ { فَتَلَقَّوْهُ عَلَى الْأَنَاجِيرِ } .

في الموسوعة الفقهية الكويتية
آجُرٌّ التَّعْرِيفُ: 1 - الْآجُرُّ لُغَةً: الطِّينُ الْمَطْبُوخُ. وَلَا يَخْرُجُ اسْتِعْمَالُ الْفُقَهَاءِ عَنْ ذَلِكَ إذْ قَالُوا: هُوَ اللَّبِنُ الْمُحَرَّقُ. ( الْأَلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ ): 2 - الْآجُرُّ يُخَالِفُ الْحَجَرَ وَالرَّمْلَ فِي أَنَّهُ خَرَجَ عَنْ أَصْلِهِ بِالطَّبْخِ وَالصَّنْعَةِ، بِخِلَافِهِمَا. وَيُخَالِفُ الْجِصَّ وَالْجِبْسَ أَيْضًا إذْ هُمَا حَجَرٌ مُحَرَّقٌ. ( الْحُكْمُ الْإِجْمَالِيُّ وَمَوَاطِنُ الْبَحْثِ ): 3 - لَا يَصِحُّ التَّيَمُّمُ بِالْآجُرِّ إلَّا عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ، وَيَصِحُّ الِاسْتِنْجَاءُ بِهِ عِنْدَ الْجَمِيعِ. غَيْرَ أَنَّهُ مَعَ الصِّحَّةِ يُكْرَهُ تَحْرِيمًا إنْ كَانَ ذَا قِيمَةٍ عِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ دُونَ غَيْرِهِمْ. وَلَوْ عُجِنَ بِنَجِسٍ فَفِي طَهَارَتِهِ أَوْ نَجَاسَتِهِ خِلَافٌ بَيْنَ الْفُقَهَاءِ، وَلَهُمْ فِي ذَلِكَ تَشْقِيقَاتٌ وَتَفْرِيعَاتٌ فِي مَبْحَثِ النَّجَاسَاتِ. وَعَلَى الْحُكْمِ بِطَهَارَتِهِ وَنَجَاسَتِهِ يَتَرَتَّبُ صِحَّةُ بَيْعِهِ وَفَسَادُهُ. وَمَحَلُّ ذَلِكَ فِي الْبَيْعِ "شَرَائِطُ الْمَعْقُودِ عَلَيْهِ" وَبِالْإِضَافَة ِ إلَى مَا تَقَدَّمَ يَتَنَاوَلُ الْفُقَهَاءُ ( الْآجُرُّ ) فِي الدَّفْنِ وَحَثْوِ الْقَبْرِ بِهِ. وَفِي السَّلَمِ عَنْ حُكْمِ السَّلَمِ فِيهِ. وَفِي الْغَصْبِ إنْ جُعِلَ التُّرَابُ آجُرًّا.
في رد المحتار على الدر المختار
( قَوْلُهُ: وَآجُرٍّ ) بِالْمَدِّ الطُّوبُ الْمَشْوِيُّ. ( قَوْلُهُ: وَخَزَفٍ ) بِفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالزَّايِ بَعْدَهَا فَاءٌ. فِي الْقَامُوسِ: هُوَ مَا يُعْمَلُ مِنْ طِينٍ يُشْوَى بِالنَّارِ حَتَّى يَكُونَ فَخَّارًا حِلْيَةٌ، وَفَسَّرَهُ فِي الْإِمْدَادِ بِصِغَارِ الْحَصَى وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَرَادَ الْخَذْفَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ السَّاكِنَةِ؛ لِأَنَّهُ كَمَا فِي الْقَامُوسِ: الرَّمْيُ بِحَصَاةٍ أَوْ نَوَاةٍ أَوْ نَحْوِهِمَا بِالسِّبَابَتَي ْنِ، فَيَكُونُ أَطْلَقَ الْمَصْدَرَ عَلَى اسْمِ الْمَفْعُولِ تَأَمَّلْ.