حسن النية في طلب الفقه

صالح بن صبحي القيم


أدب طالب الفقه مع نفسه
ينبغي لطالب الفقه أن يطهر قلبه من كل غش، ودنس، وغل، وحسد، وسوء عقيدة وخلق، ليصلح بذلك لقبول العلم وحفظه والاطلاع على دقائق معانيه وحقائق غوامضه.كما عليه أن يكون حسن النية في طلب العلم بأن يقصد به وجه الله عز وجل, والعمل به، وإحياء الشريعة، وتنوير قلبه، وتحلية باطنه، والقرب من الله تعالى يوم لقائه، والتعرض لما أعد لأهله من رضوانه، وعظم فضله، قال سفيان الثوري: "ما عالجت شيئاً أشد من نيتي". وألا يقصد به أغراض الدنيا, من تحصيل الرياسة، والجاه، والمال، ومباهاة الأقران وتعظيم الناس له، وتصديره في المجالس، فقد قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ لِيُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ" [رواه النسائي (2654) وحسنه الألباني].كما عليه أيضاً أن يتميز في عامة أموره عن طرائق العوام باستعمال آثار رسول الله - صلى الله عليه - و سلم ما أمكنه, وتوظيف السنن على نفسه فإن الله تعالى يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب : 21]. قال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب قال لي إبراهيم الحربي: "ينبغي للرجل إذا سمع شيئا من آداب النبي صلى الله عليه و سلم أن يتمسك به".وقال سفيان الثوري: " يجب على الرجل أن لا يحك رأسه إلا بأثر".وقال الشافعي: "إذا وجدتم سنة من رسول الله صلى الله عليه و سلم خلاف قولي فخذوا بالسنة ودعوا قولي فإني أقول بها". وقال أحمد بن حنبل: "سمعت وكيعاً قالت أم سفيان لسفيان" اذهب فاطلب العلم حتى أعولك أنا بمغزلي فإذا كتبت عدد أحاديث فانظر هل تجد في نفسك زيادة فاتبعه وإلا فلا تتعن". [آداب العلماء والمتعلمين(1 / 12)].
[أدب الإملاء والاستملاء - السمعاني - (1 / 108)
].