قال مسلم رحمه الله في مقدمة صحيحه:
وحدثني عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي قال: سمعت أبا نعيم وذكر المعلى بن عُرْفان فقال: قال: حدثنا أبو وائل، قال: خرج علينا ابن مسعود بصفين، فقال أبو نعيم:
أتراه بعث بعد الموت ؟

قال النووي رحمه الله في المنهاج 1/ 117:
معنى هذا الكلام أن المعلى كذب على أبى وائل فى قوله هذا؛ لأن بن مسعود رضى الله عنه توفى سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين، والأول قول الأكثرين، وهذا قبل انقضاء خلافة عثمان رضى الله عنه بثلاث سنين، وصفين كانت فى خلافة على رضى الله عنه بعد ذلك بسنتين، فلا يكون ابن مسعود رضى الله عنه خرج عليهم بصفين إلا أن يكون بعث بعد الموت - وقد علمتم أنه لم يبعث بعد الموت - وأبو وائل مع جلالته وكمال فضيلته وعلو مرتبته والاتفاق على صيانته لا يقول خرج علينا من لم يخرج عليهم.
هذا ما لا شك فيه.
فتعين أن يكون الكذب من المعلى بن عرفان مع ما عرف من ضعفه.
وقوله: أتراه هو بضم التاء، ومعناه: أتظنه.
وأما صفين: فبكسر الصاد والفاء المشددة وبعدها ياء فى الأحوال الثلاث: الرفع والنصب والجر، وهذه هي اللغة المشهورة، وفيها لغة أخرى حكاها أبو عمر الزاهد، عن ثعلب، عن الفراء، وحكاها صاحب "المطالع" وغيره من المتأخرين: صفون بالواو فى حال الرفع؛ وهى موضع الوقعة بين أهل الشام والعراق مع على ومعاوية رضى الله عنهما.
واما عُرفان والد المعلى فبضم العين المهملة واسكان الراء وبالفاء، هذا هو المشهور، وحكى فيه كسر العين وبالكسر، ضبطه الحافظ أبو عامر العبدرى.
والمعلى هذا أسدى كوفى ضعيف؛ قال البخارى رحمه الله فى "تاريخه": هو منكر الحديث، وضعفه النسائى أيضا وغيره.
وأما أبو نعيم فهو: الفضل بن دكين بضم المهملة، ودكين لقب، واسمه: عمرو بن حماد بن زهير، وأبو نعيم كوفي من أجلِّ أهل زمانه ومن أتقنهم رحمه الله.