موقف الروافض من السنة النبوية
أبو عاصم البركاتي المصري
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإنه بالنظر لموقف الشيعة الروافض من السنة النبوية المروية بنقل الثقات عن مثلهم؛ المتلقاة بالقبول لدى عموم المسلمين؛ يجد أن هؤلاء الروافض يعادون الأحاديث المروية من طريق أسانيد أهل السنة؛ فإنهم ردوا الأخبار والأحاديث من جهة الصحابة؛ ورموا أكثرهم بالكفر والردة والعياذ بالله؛ بل لم يسلم القرآن من افتراءاتهم فزعموا تحريفه ونقصانه.
وعليه فالشيعة الروافض لا يعتمدون روايات أهل السنة لا في كثير ولا في قليل؛ بل يتدينون بمخالفة أهل السنة؛ وان خلاف السنة هو الحق عندهم.
عقد الحر العاملي في كتابه "وسائل الشيعة" بابا جعل اسمه: عدم جواز العمل بما يوافق العامة([1]) ويوافق طريقتهم.
ثم قال: والأحاديث في ذلك متواترة ... فمن ذلك قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين: اعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه؛ وما خالف أخبارهم فخذوه" ([2]).
كذب الروافض في الحديث
وقد شهد طائفة من أئمة المسلمين بأنه لم ير أكذب وأشهد بالزور منهم، وأنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً، وأن الناس كانوا يسمونهم بالكذابين، ونهى أهل العلم عن أخذ الحديث عن هؤلاء الروافض([3]).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية 1 / 59: "وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف والكذب فيهم قديم ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب".
ومما قال أيضًا في وصف الرافضة : "أعظم الطوائف كذبًا على الله و على رسوله وعلى الصحابة وعلى ذوي القربى و كذلك هم من أعظم الطوائف تكذيبا بالصدق فيكذبون بالصدق الثابت المعلوم من المنقول الصحيح والمعقول الصريح" ا هـ [منهاج السنة النبوية 7 /193].
ثم نقل شيخ الإسلام ابن تيمية أقوالا لأئمة الحديث في حال الروافض وبيان كذبهم في الحديث والتحذير منهم فقال :
قال أبو حاتم الرازي سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول قال أشهب بن عبد العزيز: سئل مالك عن الرافضة فقال: "لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون"
وقال أبو حاتم حدثنا حرملة قال سمعت الشافعي يقول: "لم أر أحدا أشهد بالزور من الرافضة".
وقال مؤمل بن إهاب سمعت يزيد بن هارون يقول: "يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلا الرافضة فإنهم يكذبون" .
وقال محمد بن سعيد الأصبهاني سمعت شريكا يقول: " أحمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه دينا".
وشريك هذا هو شريك بن عبد الله القاضي فاضى الكوفة من أقران الثوري وأبي حنيفة وهو من الشيعة الذي يقول بلسانه: أنا من الشيعة وهذه شهادته فيهم .
وقال أبو معاوية سمعت الأعمش يقول: " أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين " انتهى [منهاج السنة النبوية 1 /60]
"ومن تأمل كتب الجرح والتعديل المصنفة في أسماء الرواة والنقلة وأحوالهم مثل كتب يحيى بن سعيد القطان وعلي ابن المديني ويحيى بن معين والبخاري وأبي زرعة وأبي حاتم الرازي والنسائي وأبي حاتم بن حبان وأبي أحمد بن عدي والدارقطني وإبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني السعدي ويعقوب بن سفيان الفسوي وأحمد بن عبد الله بن صالح العجلي والعقيلي ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي والحاكم النيسابوري والحافظ عبد الغني بن سعيد المصري وأمثال هؤلاء؛ الذين هم جهابذة ونقاد وأهل معرفة بأحوال الإسناد؛ رأى المعروف عندهم بالكذب في الشيعة أكثر منهم في جميع الطوائف؛ حتى أن أصحاب الصحيح كالبخاري لم يرو عن أحد من قدماء الشيعة مثل عاصم بن ضمرة والحارث الأعور وعبد الله بن سلمة وأمثالهم مع أن هؤلاء من خيار الشيعة". انتهى [منهاج السنة النبوية 1 /66]
شكوى آل البيت من الروافض
"بل في كتب هؤلاء نصوص تتضمن شكوى آل البيت من كذب هؤلاء وبهتانهم" والملاحظ أن روايات الشيعة في كتبها كلها منسوبة إلى الأئمة الاثني عشر، ومعظمها مروي عن جعفر الصادق، وقليل منها (بل نادرٌ ولا يكاد يوجد إلا بكلفة) مروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل أشار شيخهم الحر العاملي إلى أنهم يتجنبون رواية ما يرفع إلى النبي خشية أن يكون من روايات أهل السنة "[أصول مذهب الشيعة لناصر القفاري]
عدم اعتناء الروافض بعلم الجرح والتعديل
"لا تعتني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعرفة صحيحه من سقيمه والبحث عن معانيه، ولا تعتني بآثار الصحابة والتابعين حتى تعرف مآخذهم ومسالكهم وترد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول بل عمدتها آثار تنقل عن بعض أهل البيت فيها صدق وكذب " [منهاج السنة: 5 /163].
وقد اعترف أحد شيوخهم بأنهم إذا طبقوا علم الجرح والتعديل كأهل السنة لم يبق من أحاديثهم شيء فليبحثوا عن مذهب آخر.
ورجال أحاديثهم فيهم أسماء لا مسمى لها، وأكثرهم ينتحل المذاهب الفاسدة في نظر الإثنى عشرية نفسها، فهم في عداد الكفرة ولكنهم يقبلون أخبارهم لأنهم شيعة، أما أهل السنة والزيدية، وأهل البيت ما عدا الإثنى عشر فهم يردون رواياتهم حتى رفضوا روايات زيد بن علي. لكن الإمامي الذي على مذهبهم يقبل قوله مهما كان حتى قال بعض شيوخهم: "بأن القدح في دين الرجل لا يؤثر في صحة حديثه".[أصول مذهب الشيعة لناصر القفاري]
الكذب في وصف أئمتهم وافترائهم على الصحابة الكرام
وقد أضافت الشيعة معول هدم آخر للسنة المروية؛ فوضعوا الأحاديث الكثيرة في فضل أئمتهم ورؤسائهم لرفعهم إلى المكانة السامية لتتهيأ القلوب لقبول أقوالهم؛ وعلى النقيض من هذا كذبوا الصحابة وسبوهم؛ بل وكفروهم والعياذ بالله.
قال الشيخ على السالوس:
الجرح والتعديل عند هؤلاء القوم يرتبط بعقيدتهم الباطلة في الإمامة؛ ووضعت كتبهم كما سترى لتأييد هذه العقيدة؛ وكتب الرجال عندهم طعنت في خير جيل عرفته البشرية؛ وجرحت صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الصحابة البررة؛ ولم يسلم من الطعن إلا من اشتهر في التاريخ بولائه لعلي بن أبي طالب؛ وقولهم بعصمة الأئمة جعلهم لا ينظرون إليهم على أنهم رواة ثقات؛ بل جعلوهم مصدرا للتشريع؛ فأقوالهم سنة واجبة الاتباع كسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أدنى فرق([4]). اهـ
ثم ذكر الشيخ الدكتور السالوس بعض النماذج للجرح والتعديل عند الشيعة نقلا عن مصادرهم([5]) كان منها:
على بن أبي طالب رضي الله عنه:
أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام مناقبه وفضائله لا يسع البشر عدها وإحصاءها وقد ورد انه لو كان البحر مدادًا والأشجار أقلامًا وأوراق الأشجار قرطاسا والجن والإنس كُتَّابًا لما أحْصَوا مناقبه.
قلت: وهذا غلو مرفوض مذموم ومثل هذا يؤدي إلى الشرك والعياذ بالله ولا عجب فقد ألهه غلاة الشيعة.
محمد بن أبى بكر بن أبى قحافة:
جليل القدر عظيم المنزلة من خواص على رضي الله عنه وحوارييه. أتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس لا من قبل أبيه. من أنجب النجباء، من أهل بيت سوء. بايع أمير المؤمنين على البراءة من أبيه، ومن الخليفة الثاني، وقال له: أشهد أنك إمام مفترض الطاعة ، وأن أبى في النار... إلخ.
عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوى خليفة العامة:
بالغت العامة في مدحه، ومن لاحظ ترجمته المتفرقة وأمعن النظر فيها لم يعتمد على خبره ... إلخ
عبد الله بن عمرو بن العاص :
كان كأبيه في الرأي والنفاق، والكذب على الله ورسوله، والخروج مع معاوية بصفين، وكفى بذلك جرحا ... إلخ
عبد الرحمن بن عوف :
في ترجمته اتهام له ولذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله تعالى عنهما، وفى نهاية الترجمة قال: لا أعتمد على روايته، لأن من خان في الأصول لا يوثق به في الفروع
خالد بن الوليد :
تعاقد مع أبى بكر على قتل على رضي الله عنه ، ثم ندم أبو بكر خوفاً من الفتنة، سماه العامة سيف الله، والأحق بتسميته سيف الشيطان ... زنديق، أشهر من كفر إبليس في العداوة لأهل البيت .. إلخ
وغيرهم الكثير من الصحابة ممن ذكر الدكتور السالوس كلام الروافض فيهم ويكفي ما نقلناه.
وفي كتاب آخر للدكتور على السالوس وهو "قصة الهجوم على السنة" يقول: والجرح عندهم – أي الشيعة- سيء للغاية ؛ ولذلك اكتفي بالإشارة السريعة؛ فأذكر هذه النماذج:
عثمان بن عفان الأموي خليفة العامة ضعيف
عبد الله بن عمر بن الخطاب الخبيث ضعيف
عبد الرحمن بن عوف من أضعف الضعفاء
المغيرة بن شعبة صحابي في غاية الضعف
محمد بن أبي بكر بن أبي قحافة من أجلاء الثقات وتربى في بيت سوء.
معاوية بن أبي سفيان زندقته أشهر من كفر إبليس[6] اهـ
وبهذا وذاك تجد أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم أكثر الناس تعرضًا لسب الشيعة ولعنهم والطعن فيهم لا سيما أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة رضي الله عنهم؛ ولهذا جاء في دعاء صنمي قريش لدى الشيعة: " اللهم العن صنمي قريش أبا بكر وعمر وجبتيهما وطاغوتيهما وابنتيهما عائشة وحفصة .... الخ".
وهذا دعاء منصوص عليه في الكتب المعتبرة لدى الشيعة؛ وكان الخميني يقوله بعد صلاة الصبح كل يوم[7].
وإنما نفلت هذا الكلام في الصحابة ليتنبه به من يجهل حقيقة مذهب هؤلاء واعتقادهم في الصحابة رضي الله عنهم؛ وليخجل إذن من يدعو للتقريب معهم؛ فهم يتقربون إلى الله ويتدينون بسب الصحابة؛ ونحن أهل السنة نتقرب ونتدين لله بحب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والنبي صلى الله عليه وسلم يحذر من سب صحابته فقال: "من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"[8].
وقال مالك رحمه الله: من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية {ليغيظ بهم الكفار}(الفتح: 29)
والله من وراء القصد



([1]) العامة عند الروافض الشيعة أي أهل السنة.

([2]) نقلًا عن كتاب: لله ثم للتاريخ ص 84.

([3]) راجع: منهاج السنة: 1/ 16- 17.
([4]) مع الإثنى عشرية في الأصول والفروع (3 / 112).
([5]) السابق (3 / 112).

([6]) قصة الهجوم على السنة ص 31 ط دار الثقافة – قطر.

([7]) لله ثم للتاريخ ص 87.

([8]) الطبراني عن ابن عباس وحسنه الألباني في صحيح الجامع(6285).