لا تجوز تهنئة النصارى على باطلهم أعني عيدهم القادم بعد أيام ولا دخول كنائسهم لذلك حتى ولو زعم أصحابه أنهم يفعلون ذلك من باب البر وكان الرسول صلى الله عليه وسلم من أبر الناس أوفاهم بالعهود وما فعل ذلك مع النصارى فهل هم أعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبر ؟! كلا بل هم أجهل الناس بمعنى البر وهو المعاملة بالجوارح بالعدل مع من لم يقاتلنا منهم ( فلا نظلمهم ولا نعتدي عليهم ولا نفجر فيهم المتفجرات بل بيننا وبينهم العدل ) دون المودة بالقلب وهو : أي البر = أبعد ما يكون عن مداهنتهم للنصارى على كفرهم وباطلهم .



دليل الكلام أعلاه : (وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا )

قال المفسرون ومنهم العلامة ابن كثير : (وهذه أيضا من صفات عباد الرحمن ، أنهم : ( لا يشهدون الزور ) قيل : هو الشرك وعبادة الأصنام . وقيل : الكذب ، والفسق ، واللغو ، والباطل .) انتهى



فالمؤمن لا يحضر مجالس الكفر والشرك في الكنائس ولا يقرها .



ومن الأدلة أيضاً : (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ )

جاء في تفسير الطبري : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال: معنى ذلك: ودّ هؤلاء المشركون يا محمد لو تلين لهم في دينك بإجابتك إياهم إلى الركون إلى آلهتهم، فيلينون لك في عبادتك إلهك، كما قال جلّ ثناؤه: وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا * إِذًا لأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ وإنما هو مأخوذ من الدُّهن شبه التليين في القول بتليين الدُّهن.



ومن الأدلة أيضاً ما جاء في السنة : (كانَ لأهْلِ الجاهليَّةِ يومانِ في كلِّ سنَةٍ يلعَبونَ فيها فلَمَّا قدمَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ المدينةَ قالَ كانَ لَكُم يومانِ تلعَبونَ فيهِما وقد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهِما خيرًا منهُما يومَ الفطرِ ، ويومَ الأضحى) صحيح سنن النسائي \ الموسوعة الحديثية



قلت : أولاً : فالمسلم يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم وينكر هذه الأعياد لا أن يقرها ويقبلها تحت زعم البر وعدم إثارة الفتن ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلم الناس وأعقلهم وأعلم الناس بالحكمة فأنى لجاهل معاصر ولو لبس أفخم العمامات أن يحسب نفسه أكثر حكمة من الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلم بالبر منه وأعلم بمصالح الناس منه وأعلم بالحلال والحرام منه ؟! وهذا موقفه ثابت في أنكار هذه الأعياد المبتدعة الجاهلية فما بالك بعيد يعبد فيه غير الله جل وعلا ويتقرب إليه ؟!



ثانياً : يحرم أبتداع أعياد غير هذين العيدين فمن زعم أنه يجوز الأحتفال بميلاد المسيح فضلاً عن ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بغير صيام يوم الأثنين من كل أسبوع فقد أبتدع وزاد على الدين وطعن بلازم أفعاله وأقواله في الرسول صلى الله عليه وسلم كونه لم يبلغ أمته هذا الخير وهو أولى الناس به عملاً ودعوة ! فحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أن يبلغ وينشر الخير وكذب هولاء المبتدعة .



ومن الأدلة أيضاً : (نذرَ رجلٌ على عهدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يَنْحَرَ بِبُوَانَةَ فأَتَى رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال إني نذرتُ أن أَنْحَرَ بِبُوَانَةَ فقال لهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هل كان فيها وَثَنٌ من أوثانِ الجاهليةِ يُعبدُ قال لا قال فهل كان فيها عيدٌ من أعيادِهم قال لا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أَوْفِ لِنَذْرِكَ فإنهُ لا وفاءَ بنذْرٍ في معصيةِ اللهِ ولا في قطيعةِ رَحِمٍ ولا فيما لا يَملكُ ابنُ آدمَ) السلسلة الصحيحة \ الموسوعة الحديثية



قلت : فإذا كان هذا موقفه صلى الله عليه وسلم مع من نذر أن ينحر إببلا بمنطقة تسمى بوانة أن سأله هل كان فيها عيد من أعيادهم أو وثن يعبد قطعاً فكيف بمن يحضر هذه الأعياد ويقرها ويبارك لأهلها عليها ؟ أنى لهذا أن يقف متفاخراً زاعماً محبته للرسول صلى الله عليه وسلم وهو من أبعد الناس عن الأقتداء به في سنته وطريقته وهديه الجميل في نشر التوحيد وأبطال الشرك والكفر ؟!



الدليل العقلي :



كمسلم أعتقد أن عبادة غير الله جل وعلا من بشر كعيسى المسيح ويسمونه يسوع = شرك وكفر فكيف أهنىء أصحاب هذا المعتقد الباطل بمعتقدهم وأحتفالاتهم به ؟!



كمسلم أعتقد أن الزنا حرام فكيف أهنىء الزناة على زناهم ؟! ومن باب أولى كيف أهنىء على الكفر وهو أشد من الزنا ؟!



والحمد لله وحده وهو ينصر الرسل وأتباع الرسل -عليهم جميعاً الصلاة والسلام- على كل منحرف زائغ .