قال العلامة ابن القيم : ( لا يدخل الجنة نفس مشركة ،وإنما يدخلها أهل التوحيد ، فإن التوحيد هو مفتاح بابها فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها وكذلك إن أتى بمفتاح لا أسنان له لم يمكن الفتح به.------------------------------------------- قال شيخ الإسلام في الفتاوى : ( فلا ينجون من عذاب اللّه إلا من أخلص للّه دينه وعبادته، ودعاه مخلصًا له الدين، ومن لم يشرك به ولم يعبده فهو معطل عن عبادته وعبادة غيره؛ كفرعون وأمثاله، فهو أسوأ حالا من المشرك، فلابد من عبادة الله وحده، وهذا واجب على كل أحد، فلا يسقط عن أحد البتة، وهو الإسلام العام الذي لا يقبل الله دينا غيره‏.‏
ولكن لا يعذب الله أحداً حتى يبعث إليه رسولا، وكما أنه لا يعذبه فلا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة مؤمنة، ولا يدخلها مشرك ولا مستكبر عن عبادة ربه، فمن لم تبلغه الدعوة في الدنيا امتحن في الآخرة، ولا يدخل النار إلا من اتبع الشيطان، فمن لا ذنب له لا يدخل النار، ولا يعذب اللّه بالنار أحداً إلا بعد أن يبعث إليه رسولا، فمن لم تبلغه دعوة رسول إليه كالصغير والمجنون، والميت في الفترة المحضة، فهذا يمتحن في الآخرة كما جاءت بذلك الآثار‏ )------
فمن لم يكن على التوحيد لا يطلق عليه اسم المسلم . فالإسلام والشرك نقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان ، فإن حلّ أحدهما ارتفع الآخر -----------وقال شيخ الاسلام-في الأخنائية :--- ( وكذلك من دعا غير الله وحج إلى غير الله هو أيضا مشرك ، والذي فعله كفر ، لكن قد لا يكون عالما بأن هذا شرك محرم . كما أن كثيرا من الناس دخلوا في الإسلام من التتار وغيرهم وعندهم أصنام لهم صغار من لبد وغيره وهم يتقربون إليها ويعظمونها ولا يعلمون أن ذلك محرم في دين الإسلام ويتقربون إلى النار أيضا ولا يعلمون أن ذلك محرم ، فكثير من أنواع الشرك قد يخفى على بعض من دخل في الإسلام ولا يعلم أنه شرك فهذا ضال وعمله الذي أشرك فيه باطل ، لكن لا يستحق العقوبة حتى تقوم عليه الحجة ) .----- للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم ( 4400 ) ( السؤال : هناك من يقول: كل من يتقيد برسالة محمد صلى الله عليه وسلم واستقبل القبلة بالصلاة ولو سجد لشيخه لم يكفر ولم يسمه مشركا، حتى قال: إن محمد بن عبد الوهاب الذي تكلم في المشركين في خلودهم في النار إذا لم يتوبوا قد أخطأ وغلط، وقال: إن المشركين في هذه الأمة يعذبهم ثم يخرجهم إلى الجنة، وقال: إن أمة محمد لم يخلد فيهم أحد في النار.
الجواب : كل من آمن برسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسائر ما جاء به في الشريعة إذا سجد بعد ذلك لغير الله من ولي وصاحب قبر أو شيخ طريق يعتبر كافرا مرتدا عن الإسلام مشركا مع الله غيره في العبادة، ولو نطق بالشهادتين وقت سجوده؛ لإتيانه بما ينقض قوله من سجوده لغير الله. لكنه قد يعذر لجهله فلا تنزل به العقوبة حتى يعلم وتقام عليه الحجة ويمهل ثلاثة أيام؛ إعذارا إليه ليراجع نفسه، عسى أن يتوب، فإن أصر على سجوده لغير الله بعد البيان قتل لردته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه . فالبيان وإقامة الحجة للإعذار إليه قبل إنزال العقوبة به، لا ليسمى كافرا بعد البيان، فإنه يسمى: كافرا بما حدث منه من سجود لغير الله أو نذره قربة أو ذبحه شاة مثلا لغير الله، وقد دل الكتاب والسنة على أن من مات على الشرك لا يغفر له ويخلد في النار؛ لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } وقوله: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ } وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم."اهـ-------------------------------
قال العلامة الشيخ عبد اللطيف : ( فيقال لهذا المغرور : إن من منع تنزيل القرآن وما دل عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل تحت العموم اللفظي ، فهو من أضل الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم ، قرنا بعد قرن وجيلا بعد جيل . ومن أعظم الناس تعطيلا للقرآن وهجراً له ، وعزلا عن الاستدلال به في مورد النـزاع ، وقد قال تعالى : ( فإن تنازعتم في شئ فردوه الى الله والرسول ) والرد إلى الله هو الرد إلى كتابه ، وإلى الرسول الرد إلى سنته . وقـد قال تعالى : ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) وقال تعالى : ( لأنذركم به ومن بلغ ) فنصوصه وأحكامه عامة ، لا خاصة بخصوص السبب .
وما المانع من تكفير من فعل ما فعلت اليهود من الصد عن سبيل الله والكفر به ، مع معرفته ؟ .
وهذا الرجل لا يبدي قولة في اعتراضه وتلبيسه إلا وهي أكبر من أختها في الجهالة والضلالة . ولو كنت تعرف الكتاب العزيز وما دل عليه من الحدود والأحكام والاعتبار لأحجمت عن هذه العبارات التي لا يقولها إلا أفلس الخلق من العلم والإيمان .
يا خاسرا هانت عليه نفســـه ** إذ باعها بالغبن مـن أعدائـه
لو كنت تعلم قـدر مـا قد بعته ** لفسخت هذا البيع قبل وفائـه
أو كنت كفؤا للرشـاد وللهدى ** أبصرت لكن لست من أكفائه
قال ابن القيم : وقوله تعالى : ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ، وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) والقرآن مملوء من أمثال هذه الآية، ولكن أكثر الناس لا يشعر بدخول الواقع تحته ويظنه في قوم قد خلوا ولم يعقبوا وارثاً،وهذا هو الذي يحول بين المرء وبين فهم القرآن، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية. وهذا لأنه إذا لم يعرف الشرك وما عابه القرآن وذمه وقع فيه وأقره وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية، فتنتقض بذلك عرى الإسلام، ويعود المعروف منكراً والمنكر معروفاً، والبدعة سنة والسنة بدعة، ويكفر الرجل بمحض الإيمان وتجريد التوحيد، ويبدع بتجريد متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم ومفارقة الأهواء والبدع، ومن له بصيرة وقلب حي يرى ذلك عياناً. فالله المستعان ) .---------------------------------
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى : ( وهذا التوحيد ـ توحيد العبادة ـ : هو الفارق بين الموحدين والمشركين، وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة، فمن لم يأت به كان من المشركين ----------------------وقال الشيخ عبد اللطيف رحمه الله : ( فجنس هؤلاء المشركين وأمثالهم ممن يعبد الأولياء والصالحين ، نحكم بأنهم مشركون ، ونرى كفرهم إذا قامت عليهم الحجة الرسالية ، وما عدا هذا من الذنوب التي دونه في الرتبة والمفسدة ، لا نكفر بها ، ولا نحكم على أحد من أهل القبلة الذين باينوا عباد الأوثان والأصنام والقبور بمجرد ذنب ارتكبوه وعظيم جرم اجترحوه ).----------------------قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن ( وأما الخوارج فلم يفصلوا ولم يفقهوا مراد الله ورسوله ، فكفروا بكل ذنب ارتكبه المسلم . فمن جعل التكفير بالشرك الأكبر من هذا الباب فقد طعن على الرسل وعلى الأمة ولم يميز بين دينهم ومذهب الخوارج، وقد نبذ نصوص التنـزيل واتبع غير سبيل المؤمنين )
وقال أيضا : (فإن كان تكفير المشرك ومن قام الدليل على كفره هو مذهب الخوارج ولا يكفر أحد عند أهل السنة. فهذا رد على الله وعلى رسله وعلى أهل العلم والإيمان قاطبة .ويكفي هذا رداً وفضيحة لهذا المعترض ، الذي لم يميز ولم يفرق بين دين المرسلين ، ومذهب الخارجين والمارقين
وقال بن القيم رحمه الله في زاد المعاد : ( ولم يكن أحد من أرباب هذه الطواغيت يعتقد أنها تخلق وترزق ، وتميت وتحيي ، وإنما كانوا يفعلون عندها وبها ما يفعله إخوانهم من المشركين اليوم عند طواغيتهم ،فاتبع هؤلاء سنن من كان قبلهم ، وسلكوا سبيلهم حذو القَّذة بالقَّذة ،وأخذوا مأخذهم شبرا بشبر ، وذراعا بذراع ، وغلب الشرك على أكثر النفوس لظهور الجهل وخفاء العلم ، فصار المعروف منكرا ، والمنكر معروفا ، والسنة بدعة ، والبدعة سنة ، ونشأ في ذلك الصغير ، وهرم عليه الكبير ، وطمست الأعلام ، واشتدت غربة الإسلام ، وقل العلماء ، وغلب السفهاء ، وتفاقم الأمر ، واشتد البأس ، وظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ،ولكن لا تزال طائفة من العصابة المحمدية بالحق قائمين ، ولأهل الشرك والبدع مجاهدين إلى أن يرث الله سبحانه الأرض ومن عليها ، وهو خير الوارثين ). .------------------قال العلامة عبد اللطيف في المصباح : ( واعلم أن هذا المعترض لم يتصور حقيقة الإسلام والتوحيد؛ بل ظن أنه مجرَّد قول بلا معرفة ولا اعتقاد ، وإلاَّ فالتصريح بالشهادتين والإتيان بهما ظاهراً هو نفس التصريح بالعداوة والبغضاء، وما أحسن ما قيل:
وكم من عائب قولاً صحيحاً وآفته من الفهم السقيم
ولأجل عدم تصوره أنكر هذا، وردّ إلحاق المشركين في هذه الأزمان بالمشركين الأولين، ومنع إعطاء النظير حكم نظيره، وإجراءالحكم مع علته، واعتقد أن من عبد الصالحين ودعاهم وتوكل عليهم وقرَّب لهم القرابين مسلم من هذه الأمة، لأنه يشهد أن لا إله إلاَّ الله ويبني المساجد ويصلي، وأن ذلك يكفي في الحكم بالإسلام ولو فعل ما فعل من الشركيات ) .
وقال رحمه الله في المصباح : ( فمن عبد غيرالله، وعدل بربه، وسوّى بينه وبين غيره في خالص حقه: صدق عليه أنه مشرك ضال غير مسلم، وإن عمَّر المدارس، ونصَّب القضاة، وشيَّد المنار، ودعا بداعي الفلاح، لأنه لا يلتزمه، وبَذْل الأموال، والمنافسة على صورة العمل ، معترك حقيقته لا تقتضي الإسلام؛ ولأهل الكتاب في عمارة البيع والكنائس والصوامع اجتهاد عظيم، ومحبة شديدة.
وقد قال تعالى: ( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ ) قال الله تعالى:(أَجَعَلْت ُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِالْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)
وقد أجمع العلماء: أن الإيمان الذي دلَّت عليه شهادة أن لا إله إلا الله شرط في كل عمل، فالاحتجاج بهذه الأفعال ـ أعني بناء المساجد والمدارس ونصب القضاة ـ لا يصدر إلاَّ عن جاهل أو ملبِّس ) .
وقال أيضا : ( وكل من عقل عن الله يعلم علماً ضروريًّا أن المقصود من الشهادتين ما دلَّتا عليه من الحقيقة والمعنى، وما اشتملتا عليه من العلم والعمل، وأما مجرَّد اللفظ من غير علم بمعناهما و لااعتقاد لحقيقتهما فهذا لا يفيد العبد شيئاً، ولا يخلِّصه من شعب الشرك وفروعه.
قال الله تعالى : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ) وقال: ( إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ).
فالإيمان بمعناهما والانقياد له لا يتصور ولايتحقق إلاَّ بعد العلم، والحكم على الشيء فرع عن تصوره ؛ فإذا لم يعلم ولم يتصور فهو كالهاذي وكالنائم وأمثالهما ممن لا يعقل ما يقول، بل لو حصل له العلم وفاته الصدق لم يكن شاهداً بل هو كاذب، وإن أتى بهما صورة.
قال الله تعالى: ( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )
فكذبهم في قيلهم، ورد شهادتهم وشهد على كذبهم ؛وأكَّد الحكم "بإنَّ" المؤكدة ولام التعليق ، فهل يقول عاقل: إنهم يشهدون بكلمتي الإخلاص، ويعترفون بها ؟ ، وهل هذا القول إلاَّ رد لكتاب الله وخروج عن سبيل المؤمنين ؟ فإنهم مجمعون على اعتبار ما دلَّت عليه الشهادتان من المعنى المراد ، وأنه هو المقصود ) .
( فيقال لهذا المغرور: إن من منع تنزيل القرآن، وما دلَّ عليه من الأحكام على الأشخاص والحوادث التي تدخل تحت العموم اللفظي، فهو من أضلَّ الخلق وأجهلهم بما عليه أهل الإسلام وعلماؤهم، قرناً بعد قرن، وجيلاً بعد جيل، ومن أعظم الناس تعطيلاً للقرآن وهجراً له، وعزلاً عن الاستدلال به في موارد النزاع.
وقد قال تعالى: ( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )
والرد إلى الله: هو الرد إلى كتابه، وإلى الرسول رد إلى سنَّته. وقد قال تعالى: ( وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ).
وقال تعالى: ( لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ ) فنصوصه وأحكامه عامة، لا خاصة بخصوص السبب ).
وقال في المصباح : ( وقد نصَّ العلماء على أن الشخص لا يدخل في الإسلام إلاَّ بعبادة الله وحده لا شريك له، والبراءة مما عبد من دونه، والكفر بالطواغيت ، مع التزام بقية الأركان والعمل بها )
وقال أيضا : ( فسبحان من اقتضت حكمته ، وجود ورثة وأتباع لأعدائه وأعداء رسله، كما اقتضت وجود أوليائه وأتباع رسله،ومضت إرادته تعالى ومشيئته بوجود الضدَّين واجتماع الجنسين، إلى أن يأتي أمر الله وهم في خصومة يختصمون في ربهم، وسيحكم بينهم بعدله ويزيد أولياءه من رحمته وفضله )
وقال رحمه الله في المصباح : ( والمشركون وعبَّاد القبور عند أهل السنَّة والجماعة معدودون من أهل الشرك والردَّة ،والفقهاء فرَّقوا بين القسمين في الأبواب والأحكام ، فذكروا أهل الشرك والردَّة في باب الردَّة ، وذكروا أهل الأهواء في باب قتال أهل البغي كالخوارج والقدريَّة ونحوهم، وهذا يعرفه صغار الطلاب، وقد خفي على ثورالمدار والدولاب، فلبَّس على العامة والجهال، وأدخل أهل الشرك في أهل البدع، وسوَّى بينهم في الأحكام، خلافاً لكتاب الله وسنَّة نبيه وما عليه علماء أهل الإسلام، فسحقاً له سحقاً، وبعداً له بعداً، حيث جادل بالباطل والمحال.
ويقال أيضاً : قد صرَّح أبو العباس أن عدم التكفير قد يقال فيما يخفى على بعض الناس، وأما ما يعلم من الدين بالضرورةكشهادة أن لا إله إلا الله؛ وشهادة أنَّ محمداً رسول الله، فهذا لا يتوقف أحد في كفر من أنكر لفظه أو معناه، ولم ينقد لما دلَّت عليه الشهادتان،وهذا متفق عليه في الجملة، فجعله من المسائل التي خاض فيها أهل البدع والأهواء خروج عن محل النزاع، وخرقٌ لما صح وثبت من الاتفاق والإجماع، ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) .
وقال ايضا الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن: ( والمعترض أحمق ! يظن أن العلم مع من لم يكفَّر المشركين، وعبَّاد القبور، ومن جعلهم من جملة أهل البدع،واحتجَّ بكلام أهل العلم في أهل البدع على أهل الشرك والتسوية بين الله وبين غيره في خالص حقه، فلا جرم سود الأوراق، وأكثر النقل، وشقشق في عبارته ولبَّس في مقالته ، وتزين بثوب ضلالته وجهالته، ولم يتحاش من كشف سوأته وإظهار خزيته، والحمد لله الذي أظهر دينه وأعلى كلمته، وصدق وعده ونصر عبده ) .