تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: كيفية قيام الحجة على المعين

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي كيفية قيام الحجة على المعين

    قال الإمام ابن حزم رحمه الله في الإحكام في أصول الأحكام 1/ 74:
    وكل ما قلناه فيه أنه يفسق فاعله أو يكفر بعد قيام الحجة، فهو ما لم تقم الحجة عليه، معذور مأجور و إن كان مخطئا، وصفة قيام الحجة عليه أن تبلغه فلا يكون عنده شيء يقاومها، وبالله التوفيق.اهـ

    وقَالَ رحمه الله أيضا في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" 3 /139:
    وَكَذَلِكَ من قَالَ إن ربه جسم فَإِنَّهُ إِن كَانَ جَاهِلا أَو متأوَلَا فَهُوَ مَعْذُور لَا شَيْء عَلَيْهِ وَيجب تَعْلِيمه فَإِذا قَامَت عَلَيْهِ الْحجَّة من الْقُرْآن وَالسّنَن فَخَالف مَا فيهمَا عناداً فَهُوَ كَافِر يحكم عَلَيْهِ بِحكم الْمُرْتَد وَأما من قَالَ أَن الله عز وَجل هُوَ فلَان لإِنْسَان بِعَيْنِه أَو أَن الله تَعَالَى يحل فِي جسم من أجسام خلقه أَو أَن بعد مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبيا غير عِيسَى بن مَرْيَم فَإِنَّهُ لَا يخْتَلف اثْنَان فِي تكفيره لصِحَّة قيام الْحجَّة بِكُل هَذَا على كل أحد وَلَو أمكن أَن يُوجد أحد يدين بِهَذَا لم يبلغهُ قطّ خِلَافه لما وَجب تكفيره حَتَّى تقوم الْحجَّة عَلَيْهِ.اهـ

    وقال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى 23/ 346:
    "وهكذا الأقوال التي يكفر قائلها: قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها، فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ فإن الله يغفر له خطأه كائنا ما كان…"اهـ

    وقال رحمه الله أيضا:
    وَإِذَا عُرِفَ هَذَا فَتَكْفِيرُ " الْمُعَيَّنِ " مِنْ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالِ وَأَمْثَالِهِمْ - بِحَيْثُ يُحْكَمُ عَلَيْهِ بِأَنَّهُ مِنْ الْكُفَّارِ - لَا يَجُوزُ الْإِقْدَامُ عَلَيْهِ إلَّا بَعْدَ أَنْ تَقُومَ عَلَى أَحَدِهِمْ الْحُجَّةُ الرسالية الَّتِي يَتَبَيَّنُ بِهَا أَنَّهُمْ مُخَالِفُونَ لِلرُّسُلِ وَإِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْمَقَالَةُ لَا رَيْبَ أَنَّهَا كُفْرٌ .اهـ

    وقال تلميذه ابن القيم رحمه الله في طريق الهجرتين ص611:
    الأصل الثاني: أن العذاب يستحق بسببين: أحدهما: الإعراض عن الحجة وعدم إرادتها والعمل بها وبموجبها. الثاني: العناد لها بعد قيامها وترك إرادة موجبها، فالأول كفر إعراض، والثاني كفر عناد، وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة وعدم التمكن من معرفتها فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل وأما كفر الجهل مع عدم قيام الحجة، وعدم التمكن من معرفتها، فهذا الذي نفى الله التعذيب عنه حتى تقوم حجة الرسل)

    ويقول رحمه الله أيضا في مدارج السالكين 1/ 217:
    فإن حجة الله قامت على العبد بإرسال الرسل، وإنزال الكتب، وبلوغ ذلك إليه، وتمكنه من العلم به، سواء علم أو جهل، فكل من تمكن من معرفة ما أمر الله به ونهى عنه، فقصر عنه ولم يعرفه، فقد قامت عليه الحجة، والله سبحانه لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه.

    وقال الشيخ العلامة إسحاق بن عبد الرحمن بن حسن في "حكم تكفير المعين" ص18، عن الإمام المجدد أنه:
    قرر أن من قامت عليه الحجة، وتأهل لمعرفتها، يكفر بعبادة القبور…اهـ

    ويقول العلامة سليمان بن سحمان:
    الذي يظهر لي - والله أعلم - أنها لا تقوم الحجة إلا بمن يحسن إقامتها، و أما من لا يحسن إقامتها كالجاهل الذي لا يعرف أحكام دينه ولا ما ذكره العلماء في ذلك، فإنه لا تقوم به الحجة.اهـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة


    وقَالَ رحمه الله أيضا في "الفصل في الملل والأهواء والنحل" 3 /139:
    وَأما من قَالَ أَن الله عز وَجل هُوَ فلَان لإِنْسَان بِعَيْنِه أَو أَن الله تَعَالَى يحل فِي جسم من أجسام خلقه أَو أَن بعد مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَبيا غير عِيسَى بن مَرْيَم فَإِنَّهُ لَا يخْتَلف اثْنَان فِي تكفيره لصِحَّة قيام الْحجَّة بِكُل هَذَا على كل أحد وَلَو أمكن أَن يُوجد أحد يدين بِهَذَا لم يبلغهُ قطّ خِلَافه لما وَجب تكفيره حَتَّى تقوم الْحجَّة عَلَيْهِ.اهـ
    لو امكن ان يدين احد بان الله عز وجل هو انسان لفلان بعينه و هو جاهل
    لما وجب تكفيره حتى تقام عليه الحجة !

    ( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ )

    قال أبو جعفر الطبري في تفسيره :

    ( يقول تعالى ذكره: إن الفريق الذي حق عليهم الضلالة، إنما ضلوا عن سبيل الله وجارُوا عن قصد المحجة, باتخاذهم الشياطين نُصراء من دون الله، وظُهراء,
    جهلا منهم بخطأ ما هم عليه من ذلك، بل فعلوا ذلك وهم يظنون أنهم على هدى وحق, وأن الصواب ما أتوه وركبوا.

    وهذا من أبين الدلالة على خطأ قول من زعمَ أن الله لا يعذِّب أحدًا على معصية ركبها أو ضلالة اعتقدها، إلا أن يأتيها بعد علم منه بصواب وجهها، فيركبها عنادًا منه لربه فيها . لأن ذلك لو كان كذلك, لم يكن بين فريق الضلالة الذي ضلّ وهو يحسَبُ أنه هادٍ. وفريق الهدى، فَرْقٌ. وقد فرَّق الله بين أسمائهما وأحكامهما في هذه الآية )

    و قد فسر ابن كثير الاية بقول ابن جرير و لم يزد عليه . بل هو مقر له في هذا

    البغوي رحمه الله

    ( فيه دليل على أن الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء )

    هذا الكافر لم يتبين له الهدى فهو و الجاحد و المعاند سواء


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    لو امكن ان يدين احد بان الله عز وجل هو انسان لفلان بعينه و هو جاهل
    لما وجب تكفيره حتى تقام عليه الحجة !


    البغوي رحمه الله

    ( فيه دليل على أن الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء )

    هذا الكافر لم يتبين له الهدى فهو و الجاحد و المعاند سواء

    أما تدقق في كلامه رحمه الله:
    وَلَو أمكن أَن يُوجد أحد يدين بِهَذَا لم يبلغهُ قطّ
    هذا أمر يصعب أن يوجد من أحد يقوله، لكن لو وجد ولا يعلم شيئا عن الإسلام قط، فقاله، يُعلَّم ولا يحكم عليه بالكفر بسبب جهله، هذا مقصده رحمه الله.

    ونقلك عن البغوي يوضح لك الأمر بشكل جلي:
    الكافر الذي يظن أنه في دينه على الحق والجاحد والمعاند سواء
    الجاحد والمعاند ليس جاهلا، بل علم ومع علمه عاند وجحد، ( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنْفُسُهُمْ).

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة

    لكن لو وجد ولا يعلم شيئا عن الإسلام قط، فقاله
    يعني قال ( أَن الله عز وَجل هُوَ فلَان لإِنْسَان بِعَيْنِه ) يُعلَّم ولا يحكم عليه بالكفر بسبب جهله ؟

    يا شيخنا لعلك لم تتصور ما يقول . فان هذا ورب الكعبة لا يجامع الايمان و لا الاسلام .
    و هذا الجهل والكفر و العياذ بالله مضاد للايمان من كل وجه .
    فكيف نتوقف في كفر و جهل كهذا ؟

    و قولك لا يعرف شيئا عن الاسلام قط . معناه انه ليس بمسلم

    فان من شرط الاسلام ان يعرف المرء ربه المعرفة المجزئة في الايمان
    و المطلوب في الايمان امورا وجودية لا يتحقق الايمان بدونها
    و عدم ذلك لجهل او غيره عدم للايمان

    و لست ادري بما يثبت لهذا الايمان و الاسلام ان امكن وجوده ؟

    و الكافر الذي
    يسلم. لا بد ان يتحقق ( بيسلم ) حتى نثبت له الاسلام
    صحيح اننا نثبت له الاسلام بكلمة التوحيد
    لكن ان علمنا منه بعد ذلك انه يثبت الالوهية و الربوبية لمخلوق
    او انه يعتقد ما يضاد كلمة التوحيد من جهالات لا تجامع الايمان من كل وجه
    ادركنا انه ليس على الايمان و الاسلام و انه لا يزال كافرا بجهله
    فنعلمه و نقيم عليه الحجة ليدخل الاسلام . لا ليخرج عنه

    و ابن حزم يعلم انه يلزمه على قوله لوازم كثيرة ممكنة الوقوع . التزم بها لكي لا ينقض قوله فيقول بالتفريق بين جهل و جهل لذا مثل بهذا

    و الحقيقة التي غابت عليه ان الايمان لا بد له من قدر مجزء لا يتصور وجود الايمان الا به . وجهل هذا القدر لا يتصور معه وجود الايمان . و يبقى بعد هذا امور اخرى متوقفة على البلاغ . فهذه الامور هي التي يشترط لها بلوغ الحجة .

    و من جهة اخرى فهناك اقوال و اعمال تضاد الايمان من كل وجه . لا يتصور وجود الايمان القلبي معها و لو كان الرجل جاهلا .

    و الله اعلم


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    ، لكن لو وجد ولا يعلم شيئا عن الإسلام قط، فقاله، يُعلَّم ولا يحكم عليه بالكفر بسبب جهله،

    .
    الشيخ ابن باز –رحمه الله-
    "السائل : كثير من المنتسبين للسلفية يا شيخ يشترطون في إقامة الحجة أنه يكون من العلماء فإذا وقع العامي على كلام كفر يقول له لا أنت ما تكفره ؟
    الشيخ: إقامة الدليل يعني ، كل على حسب حاله .
    السائل: لكن يجب على العامي أن يكفر من قام كفره أو قام فيه الكفر ؟
    الشيخ: إذا ثبت عليه ما يوجب الكفر كفره ما المانع ؟!
    إذا ثبت عنده ما يوجب الكفر كفره ، مثل ما نكفر أبا جهل وأبا طالب وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة ، والدليل على كفرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم يوم بدر .
    السائل: يمنعون يا شيخ العامي من التكفير!؟
    الشيخ: العامي لا يكفِّر إلا بالدليل ، العامي ما عنده علم هذا المشكل ، لكن الذي عنده علم بشيء معين مثل من جحد تحريم الزنا هذا يكفر عند العامة والخاصة ، هذا ما فيه شبهة ، ولو قال واحد : إن الزنا حلال ، لكفر عند الجميع ، عند العامة و إلى آخره ، هذا ما يحتاج أدلة ، أو قال : إن الشرك جائز، يجوز للناس أن يعبدوا غير الله ، هل أحد يشك في هذا ؟! هذا ما يحتاج أدلة ، لو قال : يجوز للناس أن يعبدوا الأصنام و يعبدوا النجوم و يعبدوا الجن ،كفر ، التوقف في الأشياء المشكلة التي قد تخفى على العامي.
    السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !
    الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .
    السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟
    الشيخ: يُحكم عليه بالشرك ، ويُعلَّم أما سمعت الله يقول :" أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا "
    و قال جل وعلا :" وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ".
    ما وراء هذا تنديداً لهم ،نسأل الله العافية."اهـ من أجوبة الشيخ عند شرحه لكتاب كشف الشبهات.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطيبوني مشاهدة المشاركة
    و الحقيقة التي غابت عليه ان الايمان لا بد له من قدر مجزء لا يتصور وجود الايمان الا به . وجهل هذا القدر لا يتصور معه وجود الايمان .

    ما شاء الله!
    غابت عنه ولم تغب عنك، ما أعجب هذا.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة

    السائل: ما يعرف أن الذبح عبادة والنذر عبادة !
    الشيخ: يعلَّم ، الذي لا يعرف يعلَّم ، والجاهل يعلَّم .
    السائل: هل يحكم عليه بالشرك ؟
    الشيخ: يُحكم عليه بالشرك ، ويُعلَّم
    أعلم أن مذهب شيخنا رحمه الله - وغيره من أئمة الدعوة - أنه لا يعذر في مثل هذا.

    أما غيره من أهل العلم كمن ذكرنا وغيرهم يعذرون.
    والأمر معروف ومشهور، والمسألة خلافية قد نوقشت قبل ذلك مرارا.

    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - كما في "الفتاوى السعدية" (ص: 443-447):
    " فكل من كان مؤمنا بالله ورسوله ، مصدقا لهما ، ملتزما طاعتهما ، وأنكر بعض ما جاء به الرسول ، جهلا ، أو عدم علم أن الرسول جاء به : فإنه وإن كان ذلك كفراً ، ومن فعله فهو كافر ، إلا أن الجهل بما جاء به الرسول يمنع من تكفير ذلك الشخص المعيَّن ، من غير فرق بين المسائل الأصولية والفرعية ، لأن الكفر جحد ما جاء به الرسول أو جحد بعضه مع العلم بذلك .
    وبهذا عَرفت الفرق بين المقلدين من الكفار بالرسول ، وبين المؤمن الجاحد لبعض ما جاء به جهلاً وضلالاً ، لا علماً وعناداً ".

    ويدل على عذر المسلم بالجهل في مسائل العقيدة عدة كثيرة من الأدلة، كقوله تعالى : ( رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ).
    وقد قال الله تعالى : ( قَدْ فَعَلْتُ ) ، كما في "صحيح مسلم" (126).

    وقوله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) .
    وفي الحديث : إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ.

    فهذه النصوص تدل على أن كل من خالف ما كُلف به ، ناسياً أو جاهلاً فإنه معفو عنه ؛ فالمخطئ يشمل الجاهل ؛ لأن المخطئ هو كل من خالف الحق بلا قصد .

    قال الشيخ عبد الرحمن السعدي كما في "الإرشاد إلى معرفة الاحكام" ص 208:
    " وهذا عام في كل ما أخطأ فيه المؤمنون من الأمور العملية والأمور الخبرية " .

    وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (14/449):
    " والجهل ـ بلا شك ـ من الخطأ ، فعلى هذا نقول : إذا فعل الإنسان ما يُوجب الكفر ، من قول أو فعل ، جاهلاً بأنه كفر ، أي : جاهلاً بدليله الشرعي، فإنه لا يكفر" .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " وَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ: (رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا) قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ( قَدْ فَعَلْت) ، وَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ الْخَطَأِ الْقَطْعِيِّ فِي مَسْأَلَةٍ قَطْعِيَّةٍ أَوْ ظَنِّيَّةٍ ...

    وقال ابن العربي :
    " فالجاهل والمخطئ من هذه الأمة ، ولو عمل من الكفر والشرك ما يكون صاحبه مشركاً أو كافراً ، فإنه يعذر بالجهل والخطأ ، حتى تتبين له الحجة ، التي يكفر تاركها ، بياناً واضحاً ما يلتبس على مثله " انتهى ، وقد نقله عنه القاسمي في "محاسن التأويل" (3/161).

    وقال الشيخ العلامة عبد الرحمن المعلمي كما في " آثار الشيخ عبد الرحمن المعلمي" (3/ 826):
    " فنحن وإن قلنا في صورةٍ من صور السؤال ونحوها : إنَّ هذا دعاءٌ لغير الله تعالى وعبادةٌ وشرك ، فليس مقصودُنا أن كلَّ من فعل ذلك يكون مشركًا ، وإنما يكون مشركًا مَنْ فَعَلَ ذلك غيرَ معذور، فأما من فعلها معذورًا ، فلعلَّه يكون من خيار عباد الله تعالى ، وأفضلهم وأتقاهم" .

    وقال الشيخ ابن عثيمين مبينا فوائد هذه الآية (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ...) قال : " الفائدة العظيمة الكبرى وهي العذر بالجهل ، حتى في أصول الدين ؛ لأن الرسل يأتون بالأصول والفروع ، فإذا كان الإنسان جاهلاً لم يأته رسول ، فله حجة على الله ، ولا يمكن أن تثبت الحجة على الله إلا إذا كان معذورا " انتهى من "تفسير سورة النساء" (2/485).

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •