أهمية علم العلل:
قال الحافظ الناقد ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى المتوفى (795 هجرية) في شرح علل الترمذي 1/42
" الكلام في العلل والتواريخ قد دوَّنه أئمة الحفاظ، وقد هُجر في هذا الزمان، ودَرس حفظُه وفهمُه، فلولا التصانيف المتقدمة فيه لما عُرف هذا العلم اليوم بالكلية، ففي التصنيف فيه ونقل كلام الأئمة المتقدمين مصلحةٌ عظيمةٌ جدًا."
وقال فيه أيضًا (2/467(
"أردت بذلك تقريب علم العلل على من ينظر فيه، فإنه علم قد هُجر في هذا الزمان ، .. قلَّ من يعرفه من أهل هذا الشأن، وأن بساطه قد طُوي منذ أزمان، والله المستعان". انتهى
فماذا يُقال فيمن يُخرج الحديث تخريجًا طويلا ويتعب نفسه في دراسة رجاله وسرد طرقه، ولا ينقل تعليلات الأئمة ونقدهم للحديث؟! وإن نقل ربما لم يرفع لنقدهم رأسًا ودفَعه بسذاجة وسطحية. !
وابن رجب يتحسر في زمانه على هجران كلام النقاد وغربة هذا الفن.
وتأمل قول ابن رجب: ( قلَّ من يعرفه من أهل هذا الشأن) فإذا كان أهل الحديث أنفسهم قلَّ فيهم من يعرف هذا الفن وهو فن النقد والتعليل والتاريخ، فكيف بغيرهم؟!
من أجل ذلك: فدعوتُنا بذلُ الوقت والجهد والمال في إحياء هذا العلم ونشره والتعب في فهمه وتسهيل التعامل معه، غيرُ ملتفتين لعامّي ولا مقلد لمعاصر ولا مرجف ولا مشكك، وغيرُ منتقصين من أحد ولا هاضموا جهدِ أحد، ولا مدعوا ارتفاعٍ على أحد، والله من وراء القصد، وهو المستعان.