تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: صُومُوا عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ،..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي صُومُوا عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ،..

    مشروعية صيام يوم قبل و بعد يوم عاشوراء معه:

    الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
    وبعد.

    فقد انتشر في هذه الأيام فتاوى غريبة تنقل عبر شبكات التواصل تشكك الناس في ماجرت عليه فتوى علماء هذه البلاد -حرسها الله- الكبار من القول بجواز صيام يوم قبل و بعد يوم عاشوراء معه وأن هذا لا أصل له بل وبالغ بعضهم فعد صيام التاسع والعاشر والحادي عشر معاً من البدع المحدثة!
    فأردت في هذه العجالة أن أبين خطأ هذا القول وتعسّف قائليه وإنكارهم لما قد صح به الدليل وقال به الراسخون، فأقول مستعيناً بالله:

    أولاً- متن الحديث الوارد في هذا ولفظه:

    عن عبدالله بْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «صُومُوا عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ، صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا».
    وفي لفظ: «صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ؛ صُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا، أَوْ بَعْدَهُ يَوْمًا».
    وفي لفظ:« لَئِنْ بَقِيتُ لآمُرَنَّ بِصِيَامِ يَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ يَوْمٍ بَعْدَهُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ».


    ثانياً- تخريجه ودراسة أسانيده:

    أخرجه أحمد رقم(2154)، وابن خزيمة رقم(2095)، وابن عدي في "الكامل"(3/88)، وابن بشران في "أماليه" رقم(475) والبيهقي في "سنن الكبرى"(4/ 287)، وفي "فضائل الأوقات" رقم(243)، وأبو القاسم الأصبهاني في "الترغيب" رقم(1872)من طريق هشيم بن بشير.
    والحميدي في "مسنده" رقم(485)-ومن طريقه البيهقي(4/287)- عن سفيان بن عيينة.
    وابن عدي (3/ 89) من طريق الحارث بن النعمان بن سالم عن سفيان به.
    والبزار في "مسنده" رقم(1052-كشف الاستار)عن عيسى.
    والطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 387) والطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 78)من طريق أبي شهاب عبد ربه بن نافع الحناط الصغير.
    والطحاوي (2/ 78)من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى.
    جميعهم (هشيم، وسفيان، وعيسى، وأبو شهاب، ومحمد بن عمران ) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس، فذكره.
    وهو عندهم -إلَّا البزّار- بالتخيير. "صوموا قبله يومًا أو بعده ... ".

    قال البزار: "قد رُوي عن ابن عباس من غير وجهٍ، ولا نعلم روى: (صوموا قبله يومًا أو بعده) إلَّا داود بن علي عن أبيه عن ابن عباس، تفرّد بها عن النبي - صلى الله عليه وسلم -". أهـ.

    وقال الهيثمي في "المجمع" (3/ 188 - 189): "وفيه محمد بن أبي ليلى، وفيه كلام". أهـ.
    وهو صدوق سيّء الحفظ جدًا كما في "التقريب".

    وقال البوصيري في"اتحاف الخيرة"(3/81):"رَوَاهُ مُسَدَّدٌ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبَيْهَقِيّ ُ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ، لِضَعْفِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، لَكِنْ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهِ فَقَدْ تَابِعُهُ عَلَيْهِ صَالِحُ بْنُ أَبِي صَالِحِ بْنِ حَيِّ".
    ومتابعة ابن حي أخرجها ابن عدي في "الكامل" (3/ 89)من طريق عَبَّاسُ بْنُ يَزِيدَ الْبَحْرَانِيُّ ، عن سفيان بن عيينة عنه.

    وقال الغماري في "المداوي"(4/348) وهو يتعقب تضعيف المناوي للحديث:
    "كلام الهيثمى لا يدل على أن الحديث غير صحيح، فإن ابن أبي ليلى المذكور فقيه عالم مجتهد، وإنما كان سئ الحفظ فوقعت المناكير في حديثه، وليس هذا الخبر مما يهم فيه الإنسان لقلة ألفاظه وصغر متنه، وأما داود بن على فهو ثقة أيضًا، قال عثمان الدارمى عن ابن معين: شيخ هاشمى إنما يحدث بحديث واحد، قال ابن عدى: أظن الحديث في عاشوراء، وقد روى غير هذا بضعة عشر حديثا، وذكره ابن حبان في الثقات وقال ابن عدى: عندى أنه لا بأس بروايته عن أبيه عن جده، فهذا توثيق للرجلين يجعل الحديث حسنا، فإذا وجد له شاهد ارتفع إلى الصحيح، ولهذا الحديث شواهد متعددة يطول بذكرها الكتاب.
    وأما قول الذهبى: ليس بحجة فمراده أنه ليس من أهل الرواية والإتقان لها ولا من أهل هذا الشان لأنه كان أميرًا حاكمًا كما ليس من شأنه الرواية، ولذلك عقب ذلك بقوله: قال ابن معين أرجو أنه لا يكذب، إنما يحدث بحديث واحد ثم ذكر الذهبى الحديث لا على أنه من منكراته، وإنما ذكره تبيينًا لما نص عليه ابن معين من أنه ليس له إلا حديث واحدٌ، ثم ذكر أحاديث أخرى مما استدركه ابن عدى، وبين أن ابن أبي ليلى توبع عليه عن داود، فقال: وروى الحسن بن حى عن داود نحوًا من هذا".
    وقد صح عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قوله، لكن دون ذكر الحادي عشر، وله عنه طريقان:
    الأول: يرويه ابن جريج أخبرني عطاء أنّه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: خالفوا اليهود وصوموا التاسع والعاشر.
    أخرجه عبد الرزاق رقم(7839) عن ابن جريج به.
    ومن طريقه أخرجه البيهقي (4/ 287) وفي "فضائل الأوقات" رقم(242).
    وأخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (2/ 78) من طريق رَوح بن عبادة البصري ثنا ابن جريج به. وإسناده صحيح.
    وأخرجه الطبري في "تهذيب الآثار" (مسند عمر 1/ 392) بإسناد صحيح عن أبي كُريب محمد بن العلاء الهَمْداني ثنا ابن عُيينة عن عمرو بن دينار سمع عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: فذكره.
    الثاني: يرويه سفيان بن عيينة سمع عبيد الله بن أبي يزيد يقول: سمعت ابن عباس يقول: صوموا التاسع والعاشر ولا تشبهوا باليهود.
    أخرجه الشافعي -كما في "التلخيص" (2/ 214)- عن سفيان به.
    وقد صح -أيضاً- عن ابن عباس أنه كان يصوم يوما قبله وبعده:
    أخرج الطبري في "تهذيب الآثار"(660-مسند عمر بن الخطاب)من طريق وكيع، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس: « أنه كان يصوم قبله يوما وبعده يوما ». وإسناده صحيح. وعبد الملك بن جريج ثقة ثبت فقيه، وكان يدلس ويرسل، وهو أثبت الناس في عطاء بن أبي رباح لا يدلس عنه، قال أحمد بن حنبل :"عمرو بن دينار، وابن جريج أثبت الناس في عطاء". وقال يحيى القطان عن ابن جريج قال:"إذا قلتُ: قال عطاء فأنا سمعته منه، وإن لم أقل سمعتُ". ينظر:"تهذيب التهذيب"(6/402).
    وأخرج الطبري في "تهذيب الآثار"(661-مسند عمر بن الخطاب) من طريق ابن أبي ذئب ، عن شعبة مولى ابن عباس ، عن ابن عباس : « أنه كان يصوم في السفر يوم عاشوراء ، ويوالي بين اليومين فرقا أن يفوته ».
    وإسناده لا بأس به، فيه شعبة بن دينار مولى ابن عباس -رضي الله عنهما-:
    قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: "ما أرى به بأسا". وقال الدوري عن ابن معين: "ليس به بأس". وضعفه مالك والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم، وقال ابن عدي:" لم أجد له حديثا منكرا فاحكم عليه بالضعف وأرجو أنه لا بأس به". ينظر:"تهذيب التهذيب"(4/346-347). وقال في "التقريب"(2792):"صدو ق سيء الحفظ".

    وبالجملة فالحديث المرفوع حسن لغيره إن شاء الله ومثله يمشى ويرخص فيه؛ لأنه وارد في الفضائل.

    ثالثاً: من فوائده ومسائله:

    قال الإمام أحمد: "من أراد أن يصوم عاشوراء صام التاسع والعاشر إلا أن تشكل الشهور فيصوم ثلاثة أيام، ابن سيرين يقول ذلك" [" المغني " (4/441)].
    فتبين بهذا أنه لا يصح وصف صيام الأيام الثلاثة بأنه لا أصل له.

    وأما من فاته صيام اليوم التاسع، فإن صام العاشر وحده، فلا حرج في ذلك، ولا يكون ذلك مكروهاً، وإن ضم إليه صيام الحادي عشر فهو أفضل.
    قال المرداوي في "الإنصاف" (3/346):
    "لا يكره إفراد العاشر بالصيام على الصحيح من المذهب، ووافق الشيخ تقي الدين [ابن تيمية] أنه لا يكره".

    وقال ابن رجب في "اللطائف"(ص51):"ج اء في رواية: "أو بعده" فإما أن تكون "أو" للتخير أو يكون شكا من الراوي: هل قال قبله أو بعده وروي هذا الحديث بلفظ آخر وهو: "لئن بقيت لآمرن بصيام يوم قبله ويوم بعده" يعني عاشوراء وفي رواية أخرى: "لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ولآمرن بصيام يوم قبله ويوم بعده" يعني عاشوراء أخرجهما الحافظ أبو موسى المديني.
    وقد صح هذا عن ابن عباس من قوله من رواية ابن جريج قال: أخبرنا عطاء أنه سمع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء: خالفوا اليهود صوموا التاسع والعاشر قال الإمام أحمد أنا أذهب إليه..وممن رأى صيام التاسع والعاشر: الشافعي رضي الله عنه وأحمد واسحاق، وكره أبو حنيفة إفراد العاشر بالصوم".
    قال الشيخ ابن باز -رحمه الله- كما في "فتاوى نور على الدرب"(16/399):
    "صيام يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من محرم سنة، ويستحب أن يصوم قبله يومًا، أو بعده يومًا، أو يصوم الثلاثة جميعًا: التاسع والعاشر والحادي عشر".
    والله أعلم وهو الموفق والمعين.

    الدكتور خالد بن قاسم الردادي

    ما رأيكم بهذا التحقيق للحديث ؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي





    مذهب ابن عباس هو صوم اليوم التاسع كما ثبت عنه في صحيح مسلم
    في (باب أي يوم يصام في عاشوراء؟)
    ............... عَنِ الْحَكَمِ بْنِ الأَعْرَجِ قَالَ انْتَهَيْتُ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ رِدَاءَهُ فِى زَمْزَمَ فَقُلْتُ لَهُ أَخْبِرْنِى عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ إِذَا رَأَيْتَ هِلاَلَ الْمُحَرَّمِ
    فَاعْدُدْ وَأَصْبِحْ يَوْمَ التَّاسِعِ صَائِمًا
    . قُلْتُ هَكَذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَصُومُهُ قَالَ نَعَمْ.
    قال النووي رحمه الله تعالى :
    (( هذا تصريح من بن عباس بأن مذهبه أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم
    ويتأوله على أنه مأخوذ من اظماء الابل فان العرب تسمى اليوم الخامس من أيام الورد ربعا وكذا باقي الايام على هذه النسبة فيكون التاسع عشرا.... )). انتهى
    ويعضده ما رواه هو عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أخبر لئن عاش ليصومن التاسع
    ولو قصد الاقتران لقال (لأصومن معه التاسع ) فدل على الاستبدال
    كما أن العلة هي مخالفة اليهود , والمخالفة تكون في ترك صومه , لا في صومه مع غيره

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    كيف نردّ على مَن يقول أنّ صيام عاشوراء هو صيام اليوم التاسع فقط ؟

    عبد الرحمن السحيم


    شيخنا الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سمعت من بعض طلاب العلم من يقول إن صيام يوم عاشوراء منسوخ ( منقول) إلى اليوم التاسع واستدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) وقال أيضاًُ لم يثبت حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم بصيام التاسع مع العاشر أو العاشر مع الحادي عشر . فدل ذلك على أن المشروع صيامه هو اليوم التاسع فقط وقال إن هذا القول هو قول ابن عباس والإمام مسلم والنووي وابن حزم . أرجو التوجيه سؤال له ارتباط بصيام عاشوراء . الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء بصيام يوم قبله لكن الإشكال عندي هو أن الرسول من أول ما دخل المدينة وجد اليهود يصومونه فقال نحن أحق بموسى منكم أي أن الرسول جلس عشر سنوات في المدينة يوافق اليهود في صيام يوم عاشوراء ثم قال لإن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع . السؤال هنا هل الأمر بمخالفة اليهود ما نزل إلى في آخر حياته صلى الله عليه وسلم. ذكر الصنعاني رحمه الله في كتابه سبل السلام في باب صوم التطوع: عَنْ أَبي قَتَادة الأنصاري رضي اللَّهُ عنهُ أَنَّ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم سُئلَ عنْ صوم يوْمِ عرفة فقال: "يُكفِّر السّنةَ الماضية والباقية" وسئل عَنْ صَوْم يوْم عاشُوراءَ فقال: "يُكفِّر السّنَة الماضية" وسُئل عنْ صوْم يوْم الاثنين فقال: "ذلك يوْمٌ وُلدتُ فيهِ، ويوم بُعِثت فيه، أَوْ أُنْزلَ عليِّ فيه" رواهُ مسلمٌ. ثم قال : وفيه دلالة على أنه ينبغي تعظيم اليوم الذي أحدث الله فيه على عبده نعمة، بصومه والتقرب فيه. أرجو التوجيه فيما قاله الصنعاني رحمه الله وهل هو على إطلاقه؟ نفع الله بعلمكم

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    لعل بعض طلبة العلم يُحبّ المخالفة من باب " خالِف تُعْرَف " !
    وإلا فإن جماهير علماء الأمة يقولون بِصيام يوم عاشوراء .
    قال النووي : وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف بأن عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرَّم ، وهذا ظاهر الأحاديث . اهـ .
    وأما قوله عليه الصلاة والسلام : " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع" ، فإنه غير منسوخ ، ولا يُراد به صيام اليوم التاسع وحده .
    ومن أراد بيان وجه الحق فعليه أن يجمع روايات الحديث ، فإنه يستبين له وجه الحق .
    ومن روايات الحديث عند مسلم :
    قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : حين صام رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم عاشوراء وأمَر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صُمْنا اليوم التاسع . قال : فلم يأتِ العام المقبل حتى تُوفِّي رسول الله صلى الله عليه و سلم .
    فهذه الرواية تُبيّن المقصود من قوله صلى الله عليه وسلم : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع . وأنه يُراد به مع اليوم العاشر ، وذلك من أجل مخالفة اليهود .
    كما أنه قد ورد التصريح بِصيام يوم قبله :
    وأما أن القول بالنسخ هو قول ابن عباس رضي الله عنهما ، ففيه تلبيس ، فابن عباس رضي الله عنهما لم يُصرِّح بأنه لا يُصام العاشر ، ولا أن الصيام انتقل إلى التاسع ، وإنما جاء عنه الأمر بصيام التاسع ، والسكوت عن صيام العاشر .
    ففي رواية لمسلم مِن طريق الحكم بن الأعرج قال : انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنه وهو متوسد رداءه في زمزم ، فقلت له : أخبرني عن صوم عاشوراء ، فقال : إذا رأيت هلال محرم فأعدد وأصبح يوم التاسع صائما . قلت : هكذا كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصومه ؟ قال : نعم .
    فهذا ليس فيه النهي عن صيام اليوم العاشر ، ولا ادعاء أنه منسوخ .
    وقد أُجِيب عن هذا بأنه مُحتَمل .
    قال ابن القيم : فمَن تأمل مجموع روايات ابن عباس ، تبيَّن له زوالُ الإشكال ، وسَعة عِلم ابن عباس ، فإنه لم يجعل عاشوراء هو اليومَ التاسع ، بل قال للسائل : صُمِ اليوم التاسع ، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليومُ العاشر الذي يعدُّه الناسُ كلُّهم يومَ عاشوراء ، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصومُه كذلك . فإما أن يكون فِعلُ ذلك هو الأَوْلى ، وإما أن يكون حَمْلُ فعله على الأمر به ، وعزمه عليه في المستقبل . اهـ . ( وذَكَر ابن القيم مسلكًا آخر لبعض أهل العلم في " زاد المعاد " فليُراجَع " .
    وقال الرافعي : وفي صوم التاسع معنيان منقولان عن ابن عباس : الاحتياط ، ومخالفة اليهود . اهـ .
    قال ابن حجر في " التلخيص " : والمعنيان كما قال عن ابن عباس منقولان ، وكذا القياس الذي ذَكَره منقول عنه بل مرفوع من روايته ، وقد روى البيهقي من طريق ابن أبي ذئب ، عن شعبة مولى ابن عباس قال : كان ابن عباس يصوم عاشوراء يومين ، ويُوالي بينهما مخافة أن يفوته .
    فهذا المعنى الأول .
    وأما المعنى الثاني فقال الشافعي : أخبرنا سفيان أنه سمع عبيد الله بن أبي يزيد يقول : سمعت ابن عباس يقول : " صوموا التاسع والعاشر ، ولا تشبهوا باليهود " . اهـ .
    وقال ابن القيم : وقول ابن عباس: إن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصوم التاسع ، فابْن عباس رَوى هذا وهذا ، وصحَّ عنه هذا وهذا ، ولا تنافى بينهما ، إذ من الممكن أن يصومَ التاسِعَ ، ويُخبر أنه إن بَقِي إلى العام القابل صامه ، أو يكون ابنُ عباس أخبر عن فعله مستنداً إلى ما عزم عليه ، ووعد به ، ويصِحُّ الإخبار عن ذلك مقيداً ، أي : كذلك كان يفعل لو بَقِي ، ومطلقا إذا علم الحال ، وعلى كل واحد من الاحتمالين ، فلا تنافى بين الخبرين .
    وهذا القول ليس هو قول الإمام مسلم ؛ لأنه ليس فيه التصريح بأن مراده بالتاسع هو يوم عاشوراء ، وقد يغيب عن بعض طلبة العلم أن التبويب الذي في صحيح مسلم ليس مِن صنيع الإمام مسلم ، بل هو من صنيع الشُّرّاح ، وأكثر ما يُعتمد في طبعات صحيح مسلم تبويب النووي رحمه الله .
    والصريح يَقضي على الْمَحْتَمَل ، فما في صحيح مسلم مُحتَمَل ، وما في مصنّف عبد الرزاق صريح صحيح في صيام التاسع مع العاشر بقصد مخالفة اليهود .
    روى روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء أنه سَمِع ابن عباس يقول في يوم عاشوراء : خالفوا اليهود ، وصوموا التاسع والعاشر
    . وهذا إسناد صحيح .
    ورواه البيهقي في " الكبرى " من طريق عبد الرزاق ، ورَواه في " شُعب الإيمان " من غير طريق عبد الرزاق .
    وأما ادِّعاء النسخ ، فإن كان في نسخ وُجوب صيام يوم عاشوراء ، فهو صحيح ، وإن كان ادِّعاء نسخ استحباب صيامه فلا .
    ثم إن من شرط القول بالنسخ : العِلْم بالتاريخ ، وتعارض الْجَمْع ، وتكافؤ الأدلة .
    وهنا لا تعارض بين النصوص ، والْجَمْع ممكن ، وعليه جماهير السلف والخلف ، وهو صيام يوم عاشوراء ومخالفة اليهود بِصيام يوم قبله .
    وقد نَقَل النووي الإجماع على استحباب صيام يوم عاشوراء . فإنه قال :اتفق العلماء على أن صوم يوم عاشوراء اليوم سُنة ليس بواجب . اهـ .
    ولو افترضنا وُجود تعارض ، فإن العبرة بِما روى الراوي لا بِما رأى ، وهنا لدينا رواية ورأي ، والرواية مُقدّمة على الرأي .
    وقول الصحابي إنما يكون حُجّة إذا لم يُخالفه غيره .
    هذا كله على افتراض أن هذا القول هو قول ابن عباس ، وقد علمت أنه ليس بقوله ، وأن قوله مُحتمل ، وسبق القول فيه .
    ومن التلبيس ادّعاء أن القول بالنسخ هو قول ابن حزم أيضا !
    فإن ابن حزم قال : ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو التاسع من المحرم ، وإن صام العاشر بعده فَحَسَن . اهـ .
    فلو كان ابن حزم يرى النسخ لَمَنع من صيام اليوم العاشر !
    فبقي القول بالنسخ هو قول صاحبكم !! إلاّ أن يأتي بِبَـيِّـنة على قوله !




    http://almeshkat.net/fatwa/1692
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    جزاكم الله خيرًا
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وقول الصحابي إنما يكون حُجّة إذا لم يُخالفه غيره .
    هذا كله على افتراض أن هذا القول هو قول ابن عباس ، وقد علمت أنه ليس بقوله ، وأن قوله مُحتمل
    أولا ابن عباس لم يخالفه أحد بل وافقه معقل بن يسار
    ثانيا قول ابن عباس صريح في أنه قصد التاسع , والسائل سأله عن صوم يوم عاشوراء , وهو يعلم أنه العاشر , فأجابه ابن عباس بأن يوم عاشوراء هو التاسع , وهو لا يقصد أن عشرة هي تسعة فهذا لا يقوله انسان , وانما يقصد أن صيام عاشوراء يكون في اليوم التاسع وهذا قد سبق في كلام النووي

    قال النووي رحمه الله تعالى :

    (( هذا تصريح من بن عباس بأن مذهبه أن عاشوراء هو اليوم التاسع من المحرم
    ويتأوله على أنه مأخوذ من اظماء الابل فان العرب تسمى اليوم الخامس من أيام الورد ربعا وكذا باقي الايام على هذه النسبة فيكون التاسع عشرا.... )). انتهى
    فهل يوجد أصرح من هذا ؟؟
    و التبويب هو للامام مسلم وليس للنووي كما يدعيه كثير من المعاصرين ولهاته المسألة موضع غير هذا
    وعلى فرض لأنها للنووي فهو يؤيد الفهم الذي يحاول البعض دفعه (
    (باب أي يوم يصام في عاشوراء؟)
    سبحان الله
    أي يوم ؟ هذا يدل على أن الصيام هو يوم واحد
    (في عاشوراء) يدل على تعيين التاسع وليس العاشر
    ومثله تبويب أبي داود ((بَابُ مَا رُوِيَ أَنَّ عَاشُورَاءَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ))
    ثم روى الحديثين عن ابن عباس ويدأ بالمرفوع قبل الموقوف
    وقال الترمذي حاكيا الخلاف الذي أغفله كثير من الناس بعد أن ترجم بترجمة فيها التساؤل عن يوم عاشوراء ( بَابُ مَا جَاءَ عَاشُورَاءُ أَيُّ يَوْمٍ هُوَ؟)
    قال (وَاخْتَلَفَ أَهْلُ العِلْمِ فِي يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ التَّاسِعِ، وقَالَ بَعْضُهُمْ: يَوْمُ العَاشِرِ، ))
    وكذلك بوب النسائي ((أَيُّ يَوْمٍ يَوْمُ عَاشُورَاءَ))


    وقال الحافظ (وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ يَحْتَمِلُ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنَّهُ أَرَادَ نَقْلَ الْعَاشِرِ إِلَى التَّاسِعِ
    وَالثَّانِي أَرَادَ أَنْ يُضِيفَهُ إِلَيْهِ فِي الصَّوْمِ
    فَلَمَّا تُوُفِّيَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ بَيَانِ ذَلِكَ كَانَ الِاحْتِيَاطُ صَوْمَ الْيَوْمَيْنِ )) ثم ذكر المراتب الثلاثة
    وابن عباس قوى الاحتمال الأول وهو انتقاله الى التاسع , وصوم اليوم العاشر يكون للاحتياط من أجل الاحتمال الأول وليس العكس
    وهذا ما ذهب اليه ابن حزم أيضا حين قال
    (ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو التاسع من المحرم ، وإن صام العاشر بعده فَحَسَن)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    افتراضي

    نفع الله بكم, تحقيق ٌ طيبٌ,
    - ولكن المرفوع بزيادة يومٍ بعده لايثبت لأجل ضعف إبن أبي ليلى, وضعف علي بن داود, وكذا إعلاله بالوقف -كما أشار له الفوزان في (رسالة في أحاديث شهر الله المحرّم ص65) - وليكن كلامنا هنا عن هذه الزيادة في كونها موقوفةٌ عن إبن عباس رضى الله عنهما, والتي جعلها الدكتور الردادي حجةٌ لتقوية هذه الزيادة مرفوعةٌ.

    فنقول: قد أرفقنا لك تخريجه, وهو مبحثٌ مستلٌ من رسالة:
    (الأحاديث التي ذكر البزار فيها إختلافا مسند إبن عباس وإبن عمر) لعواطف الرشيدي

    - وفيه خلصت الباحثة إلى أنّ لفظة (صوموا قبله يوماً أو بعده) لاتثبت عن إبن عباس, والمحفوظ عنه ماأخرجه عبدالرزاق في مصنّفه بسندٍ صحيحٍ عنه بلفظ (خالفوا اليهود, وصوموا التاسع والعاشر).
    - وقد رجحّت الباحثة رواية عبد الرزاق, وأعلّت رواية (أبي كريب ومعه سفيان إبن وكيع) بالشذوذ, لأنّ روح بن عبادة تابع عبدالرزاق على روايته دون زيادة ( صوموا قبله يوماً أو بعده) كما أخرجها الطحاوي في شرح معاني الآثار.

    قلنا: وشيخ الطحاوي إبراهيم بن مرزوق (قال عنه قال ابن أبي حاتم: كتبتُ عنه وهو ثقةٌ صدوقٌ، وقال إبن يونس: ثقة ثبت الذهبي: صدوقٌ, وقال إبن حجر: ثقةٌ, عُمى قبل موته, فكان يخطئ ولايرجع), وقد تُوبع من القاضي بكار بن قتيبة (وقد روى عنه جمعٌ غفيرٌ - كما في تاريخ دمشق والسير وتاريخ الإسلام) كما في شعب الإيمان للبيهقي.
    - والنقاط التالية, قد تقوي ماذهبت إليه الباحثة في ترجيحها بشذوذ هذه اللفظة:
    1) كون كل الرواة في رواية عبد الرزاق في مصنفّه (7839) قد صرحوّا بالسماع.
    2) يُعتبر عبد الرزاق من أوثق الناس في إبن جريج - كما في بحث ( عبد الملك بن جريج ترجمة مُعلّة) للشرايري, ويُقدّم على غيره عند الإختلاف (كما في خاتمة البحث).
    3) قد رواه أبوكريب نفسه عن إبن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن إبن عباس بدون هذه الزيادة كما في تهذيب الآثار (مسند عمر - رقم 664), وسنده صحيحٌ, وقد يدلك هذا على أنّ إبن جريج إنما حدّث بهذه الزيادة ( صوموا يوماً قبله أو بعده) من حفظه, وهو قد غمزه العلماء إذا حدّث من حفظه لأجل الوهم والغلط - كما في مبحث الشرايري الآنف الذكر (ص 16 - نسخة بي دي إف), وخاتمة البحث.
    4) أخرج الأثر الإمام الشافعي في سننه ( رقم 330) من طريقٍ آخرى بسندٍ صحيححٍ عن إبن عباس, وليس فيها هذه الزيادة.
    5) ماوقع مرفوعاً في صحيح مسلم, ليس فيه ذكر لليوم الذي بعده, تقوي هذا الأصل.
    والله تعالى أعلم
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    أولا ابن عباس لم يخالفه أحد بل وافقه معقل بن يسار
    بارك الله فيك، هل لا تعلم أحد من الصحابة قال بأن عاشوراء هو العاشر من المحرم؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي

    هل ثبت أن أحد من الصحابة ترك صيام يوم عاشوراء غير عبد الله بن مسعود
    4503 - حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ الأَشْعَثُ وَهْوَ يَطْعَمُ فَقَالَ: اليَوْمُ عَاشُورَاءُ؟ فَقَالَ: «كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَادْنُ فَكُلْ» البخاري
    122 - (1127) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ» وقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ تَرَكَهُ. مسلم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وطني الجميل مشاهدة المشاركة
    هل ثبت أن أحد من الصحابة ترك صيام يوم عاشوراء غير عبد الله بن مسعود
    4503 - حَدَّثَنِي مَحْمُودٌ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: دَخَلَ عَلَيْهِ الأَشْعَثُ وَهْوَ يَطْعَمُ فَقَالَ: اليَوْمُ عَاشُورَاءُ؟ فَقَالَ: «كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَادْنُ فَكُلْ» البخاري
    122 - (1127) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، جَمِيعًا عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ؟ قَالَ: وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ» وقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ تَرَكَهُ. مسلم
    بارك الله فيك، توضيح للفائدة:
    ابن مسعود لم يترك يصام عاشوراء من باب الكراهة أو عدم جواز صومه، وإنما هذا كان حال ابن مسعود عمومًا مع صيام النافلة، فكان يقدم الصلاة على الصيام، ف
    عن عبد الله بن مسعود أنه كان لا يكاد يصوم وقال: (إني إذا صمت ضعفت عن الصلاة، والصلاة أحب إليَّ من الصيام، فإن صام صام ثلاثة أيام من الشهر).

    قال الهيثمي في مجمع الزوائد: (رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، وفي بعض طرقه: (ولم يكن يصلي الضحى).
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    افتراضي

    بارك الله فيكما,
    أخ أحمد: قولك: (أولا ابن عباس لم يخالفه أحد بل وافقه معقل بن يسار )
    إن قصدت بهذه الموافقة رواية إبن عبر البر في تمهيده, فهذا لايسلم لك, لأنّ في الإسناد: سلام الطويل - وهو متروكٌ, وشيخه: زيد العمى: وهو ضعيفٌ غايةٌ - وعليه فهذا الأثر لايصلح حتى في الشواهد.
    وإتماماً للفائدة, فإني قد أستخلصتُ لك مبحثاً نفسياً في صوم المحرم ومسائله, من رسالة (بحوث تطبيقية) لجلال بن علي السلمي, ووما يُستدرك عليه أنه ذكر حديثاَ منقطعاً في تسمية يوم عاشوراء بالعاشر مرفوعاً عند الترمذي, بأنّه قد ورد كذلك عند البزار( كشف 1051) عن عائشة, ونقل الألباني(في الضعيفة 3849) تصحيح إبن حجر له في مختصر الزوائد.
    قلت: قال البزار عقبه:( لانعلم روى هذا اللفظ إلا إبن أبي ذئب), وكأنّه يشير لشذوذ هذه اللفظة, وله هذا لأمرين:

    1) أنّ أصل الحديث عن عروة عن عائشة رضى الله عنها في الصحيحين, وله ثلاث طرق عنه ( الزهري, وعروة , ومالك بن عراك) - ورواه عن الزهري ( عقيل, وشعيب, وسفيان بن عيينة), بل إبن أبي ذئب نفسه (كما عند الشافعي في مسنده 628, إبن ماجة 1733) - ولم يذكروا هذه الزيادة التفسيرية.
    2) كان في رواية إبن أبي ذئب عن الزهري كلامٌ, قال الذهبي في السير(7|140):((...قال أبو إسحاق الجوزجاني: قلت لأحمد بن حنبل:( فإبن أبي ذئب، سماعه من الزهري، أعرضٌ هو؟ قال:لا يبالي كيف كان). قلت:( كان يليّنه في الزهري بهذه المقالة، فإنه ليس بالمجوّد في الزهري).
    قال عثمان الدارمي:( قلت ليحيى: ما حال ابن أبي ذئب في الزهري؟ فقال: إبن أبي ذئب ثقة)
    ...وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة:( سألت علياً عنه، فقال: كان عندنا ثقةٌ، وكانوا يوهنونه في أشياء رواها عن الزهري). وسُئل عنه أحمد فوثقّه، ولم يرضه في الزهري))...إنتهى
    - وخصوصاً أنه زاد تفسيراً لتحديد يوم عاشوراء من هو أوثق الناس في الزهري (كعقيل وشعيب وإبن عيينة), قال إبن معين:( أثبت الناس في الزهري مالك ومعمر ويونس وعقيل وشعيب وابن عيينة), وقال محمد بن عبد الرحيم:(سمعت علياً يقول: أثبت الناس في الزهري:سفيان بن عيينة...إلخ) ) السير(6|300).
    - وإن كان تعيين العاشر بأنّه يوم عاشوراء صريحاً لايتبث مرفوعاً, لكن هو ماعليه الجهمور – كما نقل الباحث في البحث المرفق....
    وأرفقت لك رسالة أخرى تؤيد ماذهبت له في كون التاسع هو يوم عاشوراء, ودلل الباحث على النسخ, ولكن فيها مافيها....والله تعالى أعلم
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,108

    افتراضي

    أخ علاوة..... في المرفقات بعضاً من الآثار على من كره إبن عمر رضى الله عنهما عن صيام عاشوراء
    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    خ أحمد: قولك: (أولا ابن عباس لم يخالفه أحد بل وافقه معقل بن يسار )
    إن قصدت بهذه الموافقة رواية إبن عبر البر في تمهيده, فهذا لايسلم لك, لأنّ في الإسناد: سلام الطويل - وهو متروكٌ, وشيخه: زيد العمى: وهو ضعيفٌ غايةٌ - وعليه فهذا الأثر لايصلح حتى في الشواهد.
    لا تعامل مثل هذا الأثر معاملة الحديث , فهو مجرد حكاية عن صحابي , فيتسامح فيها ما لا يتسامح في الروايات المرفوعة المثبتة للأحكام , وعدم اطلاعنا على أسانيد أخرى عنه وعن غيره لا تعنى عدم وجودها , فعدم العلم لا يستلزم عدم الوجود
    وحسبنا ما ثبت عن حبر الأمة , ومن لم يكفه قول ابن عباس ورأيه فليأتنا بما ينقضه
    وقد ترجم كل أئمة الحديث والفقه على كلام ابن عياس أنه قصد التاسع , فمن عنده فهم عمن يعتد بقوله يخالف فهم هؤلاء المعتد بقولهم فلا يبخلن علينا باخراجه ولا يضنن به على الذين لا يعلمون من أمثالنا
    بارك الله فيك، هل لا تعلم أحد من الصحابة قال بأن عاشوراء هو العاشر من المحرم؟
    قد روي عن بعض الصحابة ذلك , وهو ابقاء منهم للأمر الأول وهو صوم النبي عليه الصلاة والسلام هذا اليوم مدة اقامته في المدينة الى السنة الأخيرة قبل أن يعزم على نقله الى التاسع , فابن عباس قد علم هذا الأمر الذي خفي على من استصحب الفعل الأول
    منهم ابن الزبير عند الطبراني وعائشة عند البزار (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بصيام يوم عاشوراء يوم العاشر.))
    وهذا حق وهو الذي نقله كل الصحابة ومنهم ابن عباس فقد صام النبي عليه الصلاة والسلام يوم العاشر وأمر أصحابه بذلك , لكن في آخر الأمر عزم على صيام التاسع

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    بارك الله فيكم جميعاً .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •