تدليس الأعمش عن مجاهد
بسم الله الرحمن الرحيم
الأعمش , سليمان بن مهران امام مشهور بالتدليس مكثر لكن صنفه الحافظ في الطبقة الثانية التي احتمل الأئمة تدليسهم , واختار البخاري ومسلم من حديثه ما قد تحقق عندهما اتصاله أو ما قد توفر عندهما من متابعات لحديثه , أو انتخبا من حديث تلاميذه من عرفوا بالتثبت و تمييز ما سمعه الأعمش مما دلسه كحفص بن غياث وشعبة .
لكن الأئمة تكلموا في رواية الأعمش عن مجاهد وأغلبهم قد اتفقوا على أنه لم يسمع منه الا أحاديث يسيرة معدودة , والأخرى قد سمعها من قوم ضعفاء
- وقيل لعلي بن المديني كم سمع الأعمش من مجاهد قال لا يثبت منها إلا ما قال سمعت هي نحو من عشرة وإنما أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات)) انتهى من التهذيب
-وقال أبو حاتم (الأعمش قليل السماع من مجاهد وعامة ما يروي عن مجاهد مدلس) انتهى من العلل لابن أبي حاتم
وقال الدارقطني: (وقيل إن الأعمش لم يسمع من مجاهد)) انتهى
--((حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت محمد ابن بشار يقول سمعت وكيعا يقول: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث.)) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل
أما ابن معين في تاريخه فقد جزم بأنها لا تتعدى خمسة أحاديث مسموعة حيث قال :
(إنما سمع الأعمش من مجاهد أربعة أحاديث أو خمسة) التاريخ برواية الدوري
لكن خالفهم البخاري كما حكاه عنه الترمذي في العلل
("قال الترمذي: قلت لمحمد : يقولون لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث. فقال: ريح ليس بشيء لقد عددت له أحاديث كثيرة نحو من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها:
حدثنا مجاهد".)) انتهى
والمثبت مقدم على النافي , لأن عنده زيادة علم خفيت على من نفى .
لذلك اذا وجدنا حديثا عند البخاري جزمنا أنه محمول على الاتصال وان لم يصرح فيه بالسماع, وهذا ليس مطردا في كل سند فيه عنعنة الأعمش عن مجاهد خارج الصحيح
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي
