هل اليدين تكون كالقوس أو تكون مستقيمة ممدودة في الركوع ؟؟؟
هل اليدين تكون كالقوس أو تكون مستقيمة ممدودة في الركوع ؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وبعد:
قال العيني الحنفي: (قوله: " ووتَّر يديه " بتشديد التاء، معناه: وضعهما على ركبتيه ممدود تين).[شرح أبي داود 3/326]
وقال المباركفوري: (قَوْلُهُ (وَوَتَّرَ يَدَيْهِ) مِنَ التَّوْتِيرِ وَهُوَ جَعْلُ الْوَتَرِ عَلَى الْقَوْسِقَالَ فِي النِّهَايَةِ أَيْ جَعَلَهُمَا كَالْوِتْرِ مِنْ قَوْلِكَ وَتَّرْتَ الْقَوْسَ وَأَوْتَرْتَهُ شَبَّهَ يَدَ الرَّاكِعِ إِذَا مَدَّهَا قَابِضًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ بِالْقَوْسِ إِذَا أُوتِرَتْ انْتَهَى) [نحفة الاحوذي 2/103].
فاليدان ممدودتان كانهما وتر.
والله أعلم
وفي عون المعبود: (2/ 13): (ووتر يديه)، (أي عوجهما، وأصله من التوتير، وهو جعل الوتر على القوس). وكذا في مرقاة المفاتيح: (2/ 662).
هل من فائدة؟
قال ابن القيم في زاد المعاد:
وَكَانَ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا فَرَغَ مِنْ الْقِرَاءَةِ سَكَتَ بِقَدْرِ مَا يَتَرَادّ إلَيْهِ نَفَسُهُ ثُمّ رَفَعَ يَدَيْهِ كَمَا تَقَدّمَ وَكَبّرَ رَاكِعًا وَوَضَعَ كَفّيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ كَالْقَابِضِ عَلَيْهِمَا وَوَتّرَ يَدَيْهِ فَنَحّاهُمَا عَنْ جَنْبَيْهِ (قلت: وفي بعض ألفاظ الحديث: فتجافى عن جنبيه)وَبَسَطَ ظَهْرَهُ وَمَدّهُ وَاعْتَدَلَ وَلَمْ يَنْصِبْ رَأْسَهُ وَلَمْ يَخْفِضْهُ بَلْ يَجْعَلُهُ حِيَالَ ظَهْرِهِ مُعَادِلًا لَهُ .
قال الشيخ الألباني في صفة الصلاة:
قال الترمذي :
" وهو الذي اختاره أهل العلم ؛ أن يُجافيَ الرجل يديه عن جنبيه في الركوع والسجود " .
قلت : وذكر الطحاوي (1/135) إجماع المسلمين . وقال النووي (3/410) :
" ولا أعلم في استحبابها خلافاً لأحد من العلماء ، والحكمة فيها أنها أكمل في هيئة الصلاة وصورتها ".اهـ.
وتخصيص الترمذي ذلك بالرجل يُشعر أن المرأة لا تجافي ؛ بل تضم بعضها إلى
بعض . وهو مذهب الحنفية والشافعية وغيرهم ؛ خلافاً لابن حزم ؛ فإنه صرح في
" المحلى " (4/122 - 124) بأن الرجل والمرأة في ذلك سواء . قال :
" ولو كان لها حكم بخلاف ذلك ؛ لما أغفل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيان ذلك . والذي يبدو
منها في هذا العمل هو بعينه الذي يبدو منها في خلافه ولا فرق . وبالله تعالى نعتصم " . ا هـ .
فالذي يظهر مما سبق: أن تكون ممدودة مع التجافي.
نعم يستقيم مع التجافي، ولا يستقيم مع التخافي (ابتسامة)
إذا مد اليد وأبعدها عن الجنب، ولم يجمعها ولم يلصقها، كما يقوله بعض الفقهاء في حال المرأة، أعني أن تجمع وتضم نفسها بعضها على بعض في الصلاة، كما أشار إليه اشيخ الألباني في كلامه الذي نقلتُه آنفًا.
والمرأة كالرجل على القول الصحيح.
فمد اليدين (مع بعدها، وعدم إلصاقها بالجنب) يكون أمرا وسطًا.
ما فهمته من قوله: (ووتر)، أي جعل يديه كالوتر، فيكون الظهر مستقيم واليد مقوسة، حتى تعطي شكل الوتر مع الجسم، وهذا ما ذكره صاحب عون المعبود، وفي قوله: (ثم هصر ظهره) بالهاء والصاد المهملة المفتوحتين أي ثناه في استواء من غير تقويس. ذكره الخطابي). انظر فتح الباري: 2/ 308).
وقول العيني آنفا:
قوله: " ووتَّر يديه " بتشديد التاء، معناه: وضعهما على ركبتيه ممدودتين.
قال الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله في شرح امحرر في الحديث:
"ووتر يديه" يعني جعل يديه كالوتر في القوس، الوتر في القوس مستقيم ولا منحني؟ مستقيم، إذاً يجعل يديه مستقيمتين، وإذا كانتا يداه معتدلتين خلقة فإن ظهره سوف يكون مستوياً، لكن إن كان في يديه طول ووتر يديه أو فيهما قصر لا يتحقق وصف الركوع المأثور عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، يسوي ظهره ...
ليس هذا معلوما، بل في المعجم الوسيط رسموه ممدودا، فانظره، والذي رأيته من مشايخنا يؤيد ما ذكرتُه، فالشيخ ابن باز وابن عثيمين وابن جبرين- وغيرهم ممن رأيتهم ممن يوثق بهم في علمهم - لا يفعلون إلا ما ذكرتُه لك.
والشيء بالشيء يذكر:
من المعلوم في علم الرياضيات أن الوتر: هو القطعة المستقيمة الواصلة بين نقطتين على محيط الدائرة.
وقد تقدم كلام الشيخ الخضير حفظه الله:
الوتر في القوسمستقيم ولا منحني؟ مستقيم، إذاً يجعل يديه مستقيمتين،
وفي هذا القدر كفاية وغنية، فهذا حد علمي، والله أعلم وأحكم.