قال القرطبي رحمه الله في الجامع لأحكام القرآن 5 / 253
عند تفسير قوله تعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ..):
فيه أربع مسائل: ....
الثالثة:
يقال: إن سليمان عليه السلام، كان أكثر الأنبياء نساء، والفائدة في كثرة تزوجه أنه كان له قوة أربعين نبيَّا، وكل من كان أقوى فهو أكثر نكاحًا. ويقال: إنه أراد بالنكاح كثرة العشيرة، لأن لكل امرأة قبيلتين؛ قبيلة من جهة الأب، وقبيلة من جهة الأم، فكلما تزوج امرأة صرف وجوه القبيلتين إلى نفسه؛ فتكون عونًا له على أعدائه.
ويقال: إن كل من كان أتقى فشهوته أشد؛ لأن الذي لا يكون تقيًّا فإنما يتفرج بالنظر والمس، ألا ترى ما روي في الخبر: (العينان تزنيان واليدان تزنيان). فإذا كان في النظر والمس نوع من قضاء الشهوة قلَّ الجماع، والمتقي لا ينظر ولا يمس، فتكون الشهوة مجتمعة في نفسه، فيكون أكثر جماعًا. وقال أبو بكر الوراق: كل شهوة تقسي القلب إلا الجماع، فإنه يصفي القلب، ولهذا كان الأنبياء يفعلون ذلك. اهـ