الحمد لله
عذرا للاخوة الافاضل فقد أردت الاضافة الى مشاركتي قبل ، لكن فاتني الوقت المسموح به
فوضعتها هاهنا .
ويقال لهؤلاء المنكرين ايضا : أرأيتم قوله تعالى في سورة النجم :
ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى
فقد نفى القرآن عن النبي صلى الله عليه وسلم الضلال ،وليس بعد الحق الا الضلال :
فماذا بعد الحق الا الضلال
فإن لم يكن ثمة الا حق أو ضلال ، وقد انتفى عنه الضلال
صلى الله عليه وسلم ، فلم يبق الا الحق ، أفترون الحق -الذي هو يفعله -حجة أم لاترونه ؟!
وفي نفس الآية نفى الله عنه النطق بالهوى :
وما ينطق عن الهوى
والهوى نقيض الحق في القرآن كما في قوله تعالى :
فاحكم بين الناس بالحق و لا تتبع الهوى
فإذا انتفى عنه صلى الله عليه وسلم النطق بالهوى ، فليس ينطق -إذن - الا بالحق الذي هو نقيض
الهوى ، وقد عُلم بالبديهة والعقل أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتكلم ، وينطق في المجالس
ويخاطب اصحابه و ينصحهم ويامرهم و ينهاهم ، فإذا ثبت أنه كان يفعل ، و ثبت انه لا ينطق الا
بالحق ، فيقال لهم : أفترون اتباع الحق الذي يقوله حجة أم لا ؟
ونفى عنه الله جل وعلا الغواية ، بقوله
وما غوى
،و الغواية نقيض الرشاد و الرشد ،
فإن أبيتم اتباع سبيل الرشد في حجية افعاله صلى الله عليه و سلم وهو النبي الرشيد المرشد ، فإن
الله ذم أقواما من المتكبرين في الارض بغير الحق وقال عنهم :
سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الارض بغير الحق ....الى ان قال عنهم سبحانه : وان
يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وان يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا
فإذا تيقنا اتصاف النبي صلى الله عليه وسلم بالرشد ثم تركتم حجية ذلك الرشد ، فلأنتم ممن اذا
راوا سببيل الغي يتخذونه سبيلا وما ذلك الا بإنكاركم حجية افعال من انتفى عنه الغي.
والله اعلم
.