بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل أختي الفاضلة قد تضاربت الفتاوى في مسألة الحجاب؛ علماً لدى تتبعي لتاريخ هذه القضية لم أجد مَن أثارها واعترضها إلا منذ (60) عاماً من الآن، وما قبل ذلك كان التوافق من العلماء والعامة على ما سأذكره في هذا الملخص، وقد جمعت في الجانب العملي لتاريخ ستر الوجه من الشابة، منذ نزول آية الحجاب إلى القرن العاشر- حسب توفر المصادر لدي- فلم أجد كشفاً للوجه من الشابة قط؛ أما النقد والاعتراض فلم يبدأ إلا منذ (60) عاما فقط.
والاختلاف في الفتوى في ذلك له سلبيته في شبابنا وشاباتنا؛ لما يورثه من شك وعدم ثقة في صلاحية الإسلام لكل عصر، لرسمه في صدر الشاب صورة التناقض بين نصوص القرآن والسنة- وذلك مستحيل علمياً ومنهجياً ومنطقياً- وعجز الإسلام عن البت في مثل هذه القضية ومثيلاتها في تصوره، الذي خلفه ذلك الاختلاف.
وقد سبق لي منذ سنين مضت أن اعتراني هذا التردد في الحكم، والاشتباه بوجود تناقض بين آيات الحجاب والأحاديث الواردة فيه؛ فجعلت أبحث في ذلك حتى اتضح ما تضمنته آيات الحجاب من تمييز بين الشابة والكبيرة، والأمر والنهي، والتصريح بعلة الحكم، ثم قمت بدراسة الأحاديث القولية والفعلية الواردة في هذا الخصوص؛ فتبين تطابقها مع ما تضمنته آيات الحجاب؛ فاجتمع لدي خمسة وثلاثون (35) حديثاً -موزعة على مباحث الكتاب حسب المناسب- دلت على ستر وجه الشابة، وجواز كشفه في الكبيرة، ثم وجدت انعقاد إجماع الفقهاء وفق التمييز بين الشابة والكبيرة؛ حيث يترجح احتمال الفتنة أو عدم ذلك، فاتضحت صورة الانسجام بين نصوص الكتاب والسنة وإجماع الفقهاء، وملخص الإجماع: أنه إذا لم تؤمن الفتنة من المرأة أو عليها لجمالها أو شبابها أو فساد أهل الزمن، وجب ستر وجهها دون أي اختلاف بين الفقهاء؛ وإن أمنت الفتنة من المرأة لكبر سنها ، أو دمامتها مع حسن أخلاقها وصلاح أهل زمانها؛ فاختلفوا- هنا موطن وموقع الاختلاف بين الفقهاء- فبعضهم ذهب إلى جواز كشف الوجه، وبعضهم إلى أن ستره سنة، وبعضهم واجب، وهذه المسألة تعرف عند الفقهاء بمسألة الطرد والعكس، أي يدور حكمها مع علته؛ فإن كان ثمة فتنة فوجوب الستر، وإن لم تكن فتنة فلا وجوب من حيث الجملة.
وجُل ما نسمع من الفتوى اليوم ( اختلف الفقهاء في ستر وجه المرأة) دون تمييز بين الكبيرة والصغيرة، أو الإباحة المطلقة بأدلة تعوزها المنهجية بنشاط علمي أكثر, وهدف الإسلام من هذا الحكم حفظ كرامة المرأة وحرمتها، وحفظ الأخلاق؛ لأن الرسالات السماوية نزلت لتأصيل الأخلاق؛ لكونها السبب الأساس للاستقرار الأمني بجميع صوره، ثم هي الوجه الحضاري للأمة, هذا وقد جمعت ذلك وصنفته في كتاب أسميته: (الوسطية في حجاب المسلمة) اشتمل الكتاب على تفصيل ما سبق بالأدلة التفصيلية مراعياً أسلوب الحوار، وكرامة الإنسان واحترام رأيه ، وذلك حسب الآتي:
- دراسة جميع آيات الحجاب في ضوء أقوال المفسرين والفقهاء.
- دراسة خمسة وثلاثين حديثاً وافقت دلالة آيات الحجاب.
- الجواب العلمي والمنهجي عن أحاديث دل ظاهرها على كشف الوجه من بعض الصحابيات؛ تبين أنهن من كبار السن.
- مناقشة آيات الحجاب منهجياً ومنطقياً في ضوء القول: بجواز كشف الوجه مطلقاً دون أي قيد أو شرط شرعي.
- حكم اختلاط الرجال بالنساء.
- حكم قيادة المرأة للسيارة.
- حكم حجاب المرأة في بلاد الغرب.
- جواب عن سؤال: هل الحجاب عادة أم عبادة؟
لتحميل الكتاب مجاناً الرجاء الضغط على الروابط السابقة أو الضغط هنا
والله أعلم وهو ولي التوفيق.