تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الطعن في الحديث الصحيح طريق للطعن في السنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    المشاركات
    151

    افتراضي الطعن في الحديث الصحيح طريق للطعن في السنة

    هذا النص أخذته من كتابي حادثة تعرض النبي للسحر
    نقلته بحروفه


    - الطعن في الحديث (حديث حادثة تعرض النبي للسحر) طريق للطعن في السنة

    يحدثنا الكثير ممن يتمسحون بالإسلام من بني علمان عن حبهم للدين وتقديسهم لمقدساته وأن نواياهم صادقة في الذود عنه وتمييز صحيحه من سقيمه، فتراهم في هذا الحديث يتباكون على عصمة النبي وكيف ليهودي أن يؤثر على رسول رب البرية، لكنهم كما تعلم ذئاب في ثياب خراف إلا أن مصيبتها أنها ذئاب خرقاء دائما ما تنسى ذيلها ظاهرا كاشفا لعوارها.

    يحاول الفنجري أن يذب عن النبي بكل شيء يجده أمامه فهو لم يسحر ولم تمس عصمته ولا قداسته، وليسقط حديث السحر وليسقط معه دين محمد!!

    قد تستغربون مثل هذا الكلام، لكنه الحق فلا تتعجبوا!!
    قدم الفنجري حديثه بمعطيات كاذبة خاطئة للطعن في دوواين الحديث جملة وفي صحيح البخاري وهو أمتنها خاصة.
    أول مغالطاته: ذكر أن البخاري جمع ستمائة ألف حديث رد أكثرها واكتفى بخمسة آلاف التي هي الجامع الصحيح.
    قلت: كَذِبٌ ورب الكعبة، لم يجعل البخاري كتابه جامعا لكل الصحيح فيكون ما تركه كله ضعيفا ومختلقا، وهذا أمر يعلمه صغار طلبة العلم، فنص البخاري واضح، وتصحيح البخاري لكثير من الأحاديث خارج الصحيح معلوم، منها ما صححه في كتبه ومنها ما نقله عنه تلاميذه كالترمذي وغيره..
    المغالطة الثانية: قوله أن الألباني وجد في كتب الحديث المعروفة الآن وهي تسعة وجد فيها 5 آلاف حديث موضوع.
    قلت: وهذا كذب ظاهر صراح ليس من ورائه غرض إلا الطعن في سنة نبينا وإبطال جهود العلماء الأولين في كشف الكذبة والمختلقين ليصفو الجو لبني علمان فيقولوا في الدين برأيهم.
    أولا: لم يفرق بين الضعيف والموضوع وهذا أمر لا يستغرب منه إما لجهله أو لتعمده مغالطة القراء.
    ثانيا: ضعف الألباني سبعة آلاف حديث من مجموع الأحاديث الذي يبلغ مئات الآلاف.
    ثالثا: ما ضعفه الألباني أو حكم بوضعه ليس قاصرا على الكتب التسعة بل من كل الأحاديث التي بلغته وهي مجموعة في مئات المدونات.
    رابعا: الكتب التسعة المذكورة هي ديوان السنة وأغلبها صحيح، ويكفي أن تعرف أن الأحاديث التي ضعفت في الموطأ لم تتجاوز أصابع اليدين وأن السبب الرئيس في وجود الضعيف في الموطأ بضع بلاغات لم نجد من وصلها، وأن مسند أحمد الذي به ما يقرب الثلاثين ألف حديث لا تكاد تعثر في الألف منه على حديث موضوع.
    فأي كذب وافتراء يقوم به الفنجري؟!
    ثم ينهض الفنجري إلى صحيح البخاري طاعنا فيه ومستدلا بحديث حادثة السحر على وجود الموضوع في الجامع الصحيح!!
    فليتنبه أبناء الإسلام لمثل هؤلاء المدلسين ولا يقولن أحد إن عندي عقلا أميز به الغث من السمين، إن كان لك عقل فليس لك علم، فتسلح بالعلم أولا، فما أسهل مغالطة الجاهل ومخادعته.
    ثم إن كان لك علم فليس في ما يكتبونه شيء ذا قيمة، فقراءة ما يقولون ما هو إلا تضييع للأوقات.
    ثم إن الشبه خطافة وإدمان النظر فيها يورث قسوة في القلب، ولربما بطول المكث في هذه المستنقعات تصير الشبه حقائق والعياذ بالله.
    انظر رحمني الله وإياك كيف بجرة قلم وهو جالس على أريكته يحاول أن يمحو جهود العلماء مئات السنين يصونون السنة ويحفظونها، أين هو من سفرات العلماء في التثبت من الحديث الواحد؟!([1]).
    أين هو من إفناء العلماء أعمارهم طلبا للحديث ونقدا له وتعليما وتبليغا؟!([2]).
    أين هم من جهود النقاد وتتبعهم الرواة راو راو يمخرون حديثه وينظرون في ضبطه وعدالته؟!([3]).


    ([1]) أخرج الخطيب بأسانيد في (الجامع لأخلاق الراوي: ج2/226) و(الرحلة في طلب الحديث ص: 127-129) عن سعيد بن المسيب أنه قال: "إن كنت لأرحل الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد".
    وأخرج الخطيب بإسناد حسن عن الحسن البصري قال: "رحلت إلى كعب بن عجرة من البصرة إلى الكوفة فقلت: ما كان فداؤك حين أصابك الأذى؟ قال: شاة" (الرحلة في طلب الحديث ص: 143).

    ([2]) الحديث في هذا طويل عريض لا يمكن حصره إنما نضرب مثالا يدل على غيره ومن أراد التوسع فعليه بالكتب المصنفة في هذا الشأن ك: (الرحلة في طلب الحديث) للخطيب، والكتب التي تحدثت عن العلل عموما، وانظر (علو الهمة) للمقدم و(من قصص أئمة الحديث المتقدمين) لعلي الصياح.
    مثال عن أبي حاتم في طلبه ورحلته وفي محفوظه ثم في اشتغاله بالحديث حتى وفاته، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي يقول: أول سنة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ، لم أزل أحصي حتى لما زاد على ألف فرسخ تركته [أكثر من خمسة آلاف كيلومتر]" وذكر مدنا كثيرة زارها ثم قال: "كل ذلك ماشيا كل هذا في سفري الأول وأنا ابن عشرين سنة أجول سبع سنين" (الجرح والتعديل ج1/359-360).
    وكان ثمرة هذه الرحلة وما أعطاه الله من حفظ وفهم استيعابه لمعظم المروي عن النبي فكان من النادر ألا يعرف حديثا قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي رحمه الله يقول: قلت على باب أبي الوليد الطيالسي: من أغرب على حديثا غريبا مسندا صحيحا لم أسمع به فله على درهم يتصدق به وقد حضر على باب أبي الوليد خلق من الخلق أبو زرعة فمن دونه، وإنما كان مرادي أن يلقي علي ما لم أسمع به فيقولون هو عند فلان فأذهب فأسمع، وكان مرادي أن أستخرج منهم ما ليس عندي، فما تهيأ لأحد منهم أن يغرب على حديثا" (الجرح والتعديل ج1/355). =
    = وقال ابن أبي حاتم: "حضرت أبي رحمه الله وكان في النزع وأنا لا أعلم فسألته عن عقبة بن عبد الغافر يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: له صحبة؟ فقال برأسه: لا، فلم اقنع منه فقلت: فهمت عني: له صحبة؟ قال: هو تابعي.
    قلت فكان سيد عمله معرفة الحديث وناقلة الآثار فان في عمره يقتبس منه ذلك فأراد الله أن يظهر عند وفاته ما كان عليه في حياته" (الجرح والتعديل ج1/368).

    ([3]) قال أبو زرعة: "نظرت في نحو ثمانين ألف حديث من حديث ابن وهب بمصر فلا أعلم أني رأيت حديثا له لا أصل له" الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (ج1/335)، (ج5/190).
    قال ابن حبان: "ولقد دخلت حمص وأكثر همي شأن بقية فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه وتتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا ولكنه كان مدلسا" (المجروحين ج1/200).

  2. #2

    افتراضي

    الطعن في الحديث الصحيح طريق للطعن في السنة والطعن في الحديث غير الصحيح طريق لتنقية للسنة


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •