تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: نظرة في الضابط المشهور في التفريق بين الحمد و المدح

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي نظرة في الضابط المشهور في التفريق بين الحمد و المدح

    يفرق كثير من العلماء بينهما ان

    الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون:
    - إخباراً مجرداً من حبٍّ و تعظيم .
    - أو مقروناً بحبِّه و تعظيمه ،
    فإن كان الأول؛ فهو المدح، وإن كان الثاني: فهو الحمد

    فالمدح على هذا التفريق هو الاخبار عن المحاسن مجرد عن الحب و التعظيم للمدوح
    فعلى هذا الحد و التفريق
    لا يجوز مدح الله عز وجل لان المدح لا يكون الا مجردا من المحبة و التعظيم

    لكن قد روى البخاري و مسلم في صحيحيهما

    عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أغيَر من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين)

    قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: ومقتضى الحديث إطلاقه على الله؛ لأنه لولا صحة الإطلاق ما انتظم الكلام كما ينتظم ما أحدٌ أعلم من زيد؛ فإن زيدًا من الأحَدِين بخلاف ما أحدٌ أحسن من ثوبي؛ فإنه ليس منتظما؛ لأن الثوب ليس من الأحدِين.

    و قال /

    وقال ( والمدح الثناء بذكر أوصاف الكمال والأفضال.. قاله القرطبي... قال ابن بطال: أراد به المدح من عباده بطاعته وتنزيهه عما لا يليق به، والثناء عليه بنعمه؛ ليجازيهم على ذلك... ولا يحتج بهذا على جواز استجلاب الإنسان الثناء على نفسه؛ فإنه مذموم ومنهي عنه، بخلاف حبه له في قلبه إذا لم يجد من ذلك بُدًّا فإنه لا يذم بذلك؛ فالله - سبحانه وتعالى - مستحق للمدح بكماله ) انتهى

    و ممن فرق هذا التفريق ابن القيم رحمه الله في الكثير من كتبه

    و هو الذي يقول في الجواب الكافي معلقا على الحديث /

    ( ولما جمع سبحانه صفات الكمال كلها كان أحق بالمدح من كل أحد ولايبلغ أحد ان يمدحه كما ينبغي له بل هو كما مدح نفسه وأثنى على نفسه )

    فظهر ان الله عز وجل يمدح لما له من صفات الكمال و نعوت الجلال . و ان ذلك المدح لا يكون مجردا عن المحبة و التعظيم

    فكيف يقال في التفريق بينه و بين الحمد

    ان المدح ما تجرد عن ذلك ؟

    و الله اعلم





  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيك

    المدح أعم من الحمد ، فالمدح هو الثناء على الممدوح سواء كان فيه حب وتعظيم أو لا ، فهو حقيقة مدح وهذه دلالة بنية الكلمة نفسها ، ولا نقول أن المدح لا يكون إلا إذا خلا من الحب والتعظيم فهذا مخالف للغة والنقل والعقل أيضا بل لا يتصور ذلك

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    يقول ابن القيم رحمه الله في بدائع الفوائد

    ( الصواب في الفرق بين الحمد والمدح أن يقال الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبارا مجردا من حب وإرادة أو مقرونا بحبه وإرادته
    فإن كان الأول فهو المدح وإن كان الثاني فهو الحمد فالحمد إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه
    ولهذا كان خبرا يتضمن الإنشاء بخلاف المدح فإنه خبر مجرد فالقائل إذا قال الحمد لله أو قال ربنا لك الحمد تضمن كلامه الخبر عن كل ما يحمد عليه تعالى باسم جامع محيط متضمن لكل فرد من أفراد الحمد المحققة والمقدرة وذلك يستلزم )



  4. #4

    افتراضي

    كلام ابن القيم ليس فيه نفي ان يسمى الثناء مع الحب مدح وانما ذكر الاسم الأخص به والذي فيه كمال لانه لا يحتمل ان كان معه حب او لا
    وهذه اسايب عربية ذكرها شيخ الاسلام في كثير من كلامه فذكر ان هناك اسم عام ثم يخص بعض معانيه باسم ويخص الاسم العام لمعنى اخر وان كان الاسم العام يطلق على هذا وهذا

    مثل التنوين والنون الساكنة فان التنوين حقيقته نون ولكن اخترع له هذا الاسم ليخص معنى وان كان لفظ النون الساكنة الذي هو الاسم الاعم يطلق على هذا وهذا

    وكذا لفظ الحيوان يعم الانسان والبهائم ثم جعل هذا العام خاصا ببعض افراده وجعل للانسان لفظ اخر وان كان العام مازال يطلق على هذا وهذا لكنه في الاستعمال اصبح كما قلنا
    فاذا عرفنا مثل هذه القواعد اللغوية انحلت كثير من الاشكالات

    قال شيخ الاسلام
    ومن الأمر المعتاد في لغة العرب وغيرهم أن الاسم العام إذا كان له نوعان خصت أحد النوعين باسم، وأبقت الاسم العام مختصا بالنوع، كلفظ الدابة والحيوان، فإنه عام في كل ما يدب، وكل حيوان، ثم لما كان للآدمي اسم يخصه بقي لفظ الحيوان يختص به البهيم، ولفظ الدابة يختص به الخيل أو هي والبغال والحمير ونحو ذلك، وكذلك لفظ الجائز والممكن، وذوي الأرحام، وأمثال ذلك، فلما كان لغير المسيح ما يختص به أبقي اسم الكلمة العامة مختصا بالمسيح"
    الجواب الصحيح

    وقال: ولكن من عادة العرب وغيرهم إذا كان الاسم عاما تحته نوعان، خصوا أحد نوعيه باسم خاص، وأبقوا الاسم العام للنوع الآخر، كما في لفظ الدابة، فإنه عام للإنسان وغيره من الدواب، لكن للإنسان اسم يخصه، فصاروا يطلقونه على غيره، وكذلك لفظ الحيوان، ولفظ ذوي الأرحام، يتناول لكل ذي رحم، لكن للوارث بفرض، أو تعصيب اسم يخصه. وكذلك لفظ المؤمن، يتناول من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ومن آمن بالجبت والطاغوت، فصار لهذا النوع اسم يخصه وهو الكافر، وأبقى اسم الإيمان مختصا بالأول، وكذلك لفظ البشارة، ونظائر ذلك كثيرة.
    ثم إنه مع القرينة تارة، ومع الإطلاق أخرى"
    (الفتاوى الكبرى)

    وكذا الحمد والمدح فان احد المعنيين اذا كان اشرف جعلوا له اسما خاصا وابقوا العام على معنى آخر وان كان العام في نفسه يعم هذا وهذا ولكن هذه من معجزات اللغة العربية ، فلما كان للحمد معنى شريف جعلو له اسما خاصا وهو الحمد وابقوا المدح على المعنى الآخر وهو عدم اقترانه بالحب وان كان المدح في حقيقته يعم هذا وهذا ، فاذا رايت اطلاقاللمدح في كلامهم فاعلم انهم ارادوا معناه الاصلي وهو عمومه الذي يشمل الحب والتعظيم

    قال شيخ الاسلام: "واسم الجنس إذا كان يعم نوعين، أحدهما أشرف من الآخر، فقد يخصون في العرف النوع الأشرف باسمه الخاص، ويبقون الاسم العام مختصا بالنوع المفضول، كما في لفظ الحيوان، والدابة وذوي الأرحام والجائز، والممكن، والمباح، وغير ذلك فلهذا كثيرا ما يخص بلفظ الوهم، والخيال النوع الناقص، وهو الباطل الذي لا حقيقة له، وأما ما كان حقا مما يتخيل ويتوهم، فيسمونه باسمه الخاص، من أنه حق وصدق ونحو ذلك، ومن أنه معلوم ومعقول، فإنه إذا كان حقا عقله القلب، فصار معقولا، كما يعقل أمثاله، ويقال: إنه متصور، ومتذكر ونحو ذلك. وهذا بخلاف لفظ العلم والعقل والإحساس، فإن هذا إنما يقال على نفس الإدراك، الذي هو الإدراك الصحيح. ولفظ التخيل والتوهم، لا يدل على نفس الإدراك؛ وإنما يدل على نحو الاعتقاد، الذي يكون مطابقا للإدراك تارة، ويكون فيما تصور في النفس وتألف فيها وتنشأ فيها، كما تنشأ فيها العلوم بالنظر والاستدلال. وهذا الثاني يكون حقا تارة وباطلا أخرى، كما أن ما يثبته الإنسان في نفسه، من الاعتقادات بالنظر والاستدلال، قد يكون حقا، وقد يكون باطلا. ومن هذا التخيل والتوهم، ما يراه الإنسان في منامه، فإنه ينشأ في نفسه في النوم، وإن لم يكن رآه بعينه في النظر"
    انتهى

    فالمقصود ان العلماءلما يفرقون انما يفرقون بحسب هذه التفاصيل والدقائق والاساليب ليبينوا الفرق بين كذا وكذا في الاستعمال لا انهم ينفون نفيا مطلقا ذاك المعنى في ذاك اللفظ

    فلينتبه لهذا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •