يفرق كثير من العلماء بينهما ان
الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون:
- إخباراً مجرداً من حبٍّ و تعظيم .
- أو مقروناً بحبِّه و تعظيمه ،
فإن كان الأول؛ فهو المدح، وإن كان الثاني: فهو الحمد
فالمدح على هذا التفريق هو الاخبار عن المحاسن مجرد عن الحب و التعظيم للمدوح
فعلى هذا الحد و التفريق
لا يجوز مدح الله عز وجل لان المدح لا يكون الا مجردا من المحبة و التعظيم
لكن قد روى البخاري و مسلم في صحيحيهما
عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا أحد أغيَر من الله عز وجل، من أجل ذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ولا أحد أحب إليه المدح من الله، من أجل ذلك مدح نفسه ، ولا أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك بعث النبيين مبشرين ومنذرين)
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله تعالى-: ومقتضى الحديث إطلاقه على الله؛ لأنه لولا صحة الإطلاق ما انتظم الكلام كما ينتظم ما أحدٌ أعلم من زيد؛ فإن زيدًا من الأحَدِين بخلاف ما أحدٌ أحسن من ثوبي؛ فإنه ليس منتظما؛ لأن الثوب ليس من الأحدِين.
و قال /
وقال ( والمدح الثناء بذكر أوصاف الكمال والأفضال.. قاله القرطبي... قال ابن بطال: أراد به المدح من عباده بطاعته وتنزيهه عما لا يليق به، والثناء عليه بنعمه؛ ليجازيهم على ذلك... ولا يحتج بهذا على جواز استجلاب الإنسان الثناء على نفسه؛ فإنه مذموم ومنهي عنه، بخلاف حبه له في قلبه إذا لم يجد من ذلك بُدًّا فإنه لا يذم بذلك؛ فالله - سبحانه وتعالى - مستحق للمدح بكماله ) انتهى
و ممن فرق هذا التفريق ابن القيم رحمه الله في الكثير من كتبه
و هو الذي يقول في الجواب الكافي معلقا على الحديث /
( ولما جمع سبحانه صفات الكمال كلها كان أحق بالمدح من كل أحد ولايبلغ أحد ان يمدحه كما ينبغي له بل هو كما مدح نفسه وأثنى على نفسه )
فظهر ان الله عز وجل يمدح لما له من صفات الكمال و نعوت الجلال . و ان ذلك المدح لا يكون مجردا عن المحبة و التعظيم
فكيف يقال في التفريق بينه و بين الحمد
ان المدح ما تجرد عن ذلك ؟
و الله اعلم