حكم الوقف على قوله : ( وُمطهرُكَ مِن الذين كَفَرُواْ) للشيخ جمال القرش
قال تعالى: ] إِذْ قَالَ اللّهُ يَعِيسَىَ إِنّي مُتَوَفّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيّ وَمُطَهّرُكَ مِنَ الّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ فَوْقَ الّذِينَ كَفَرُواْ[ آل عمران: 55 .
المسألة فيها قولان:
اختلف علماء الوقف على قولين
الأول تام .
الثاني : لا وقف .
وقد ذكر ذلك الإمام الداني والعلامة الأشموني وغيرهم [1]
يعرف الوقف بمعرفة من المقصود بقوله تعالى: ] وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ [.
القول الأول: أن يكون (وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ) للنبى r بتقدير: " وجاعل الذين اتبعوك يا محمد "، فهو منقطع مما قبله وعلى هذا يكون الوقف تاما.
واستدلوا على ذلك بما يلي:
قول الرسول r: " لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" رواه مسلم.
والمعنى قوله: «فوق الذين كفروا»، أي: في الحجة وإقامة البرهان
القول الثاني: أن يكون ما بعده لعيسي أي: وجاعل الذين اتبعوك يا عيس، فهو متصل بما قبله وعلى هذا لا وقف.
واستدلوا على ذلك بما يلي:
أنَّ المذكور في الآية الشريفة إنما هو عيسى؛ لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا به، وراموا قتله
و إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج به عنهما إلا بدليل يجب التسليم له
الراجح من الأقوال:
الراجح عند أكثر المفسرين وأهل الوقف والمصاحف هو الوجه الثاني: أن يكون (وَجَاعِلُ الّذِينَ اتّبَعُوكَ) لعيسي ، وعليه فلا وقف لأنه متصل بما قبله [2]
لما يلي:
1- ما رواه قتادة في قوله:"وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة"، هم أهلُ الإسلام الذين اتبعوه على فطرته وملته وسُنته، فلا يزالون ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة[2]
2. أن إدخال الكلام في معاني ما قبله وما بعده أولى من الخروج به عنهما إلا بدليل يجب التسليم له [3]
3. أن إعادة الضمير إلى المحدث عنه أولى من إعادته إلى غيره [4]
4- أنه قول جمهور المفسرين والقراء على ذلك ، وعموم المصاحف
5- قال أبو جعفر الطبري: يعني بذلك جل ثناؤه: وجاعل الذين اتبعوك على منهاجِك وملَّتك من الإسلام وفطرته، فوق الذين جحدوا نبوّتك وخالفوا سبيلهم [من] جميع أهل الملل[3]
[1] المكتفى في الوقف والابتداء (ص: 40)، ومنار الهدى في بيان الوقف والابتداء (1/ 141)
[2] تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (6/ 462)
[3] قواعد الترجيح 1/137
[4] قواعد الترجيح 2/603
البحث من كتاب مسك الختام في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش