تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    ( لا يصر على ترك الصلاة إصرارا مستمرا من يصدق بأن الله أمر بها اصلا فإنه يستحيل في العادة والطبيعة أن يكون الرجل مصدقا تصديقا جازما أن الله فرض عليه كل يوم وليلية خمس صلوات وأنه يعاقبه على تركها أشد العقاب وهو مع ذلك مصر على تركها
    هذا من المستحيل قطعا فلا يحافظ على تركها مصدق بفرضها أبدا فإن الايمان يأمر صاحبه بها
    وتأمل في الطبيعة بأن يقوم بقلب العبد إيمان بالوعد والوعيد والجنة والنار وأن الله فرض عليه الصلاة وأن الله يعاقبه معاقبة على تركها وهو محافظ على الترك في صحته وعافيته وعدم الموانع المانعة له

    من الفعل
    وهذا القدر هو الذي خفي على من جعل الإيمان مجرد التصديق وإن لم يقارنه فعل واجب ولا ترك محرم وهذا من امحل المحال ان يقوم بقلب العبد إيمان جازم لا يتقاضاه فعل طاعة ولا ترك معصية
    ونحن نقول الإيمان هو التصديق ولكن ليس التصديق مجردا اعتقادا صدق المخبر دون الانقياد له

    ولو كان مجرد اعتقاد التصديق إيمانا لكان إبليس وفرعون وقومه وقوم صالح واليهود الذين عرفوا أن محمدا رسول الله كما يعرفون أبناءهم مؤمنين مصدقين وقد قال تعالى
    ( فإنهم لا يكذبونك ) اي يعتقدون أنك صادق ( ولكن الظالمين بايات الله يجحدون )
    والجحود لا يكون إلا بعد معرفة الحق قال تعالى ( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا ) وقال موسى لفرعون ( لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر )
    وقال تعالى عن اليهود ( يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون )
    وأبلغ من هذا قول النفرين اليهوديين لما جاءا إلى النبي وسألاه عما دلهما على نبوته فقالا نشهد أنك نبي فقال ما يمنعكما من اتباعي قالا إن داود دعا أن لا يزال في ذريته نبي وإنا نخاف إن اتبعناك أن تقتلنا اليهود فهؤلاء قد اقروا بألسنتهم إقرارا مطابقا لمعتقدهم أنه نبي ولم يدخلوا بهذا التصديق والإقرار في الإيمان لأنهم لم يلتزموا طاعته والانقياد لأمره ومن هذا كفر أبي طالب فإنه عرف حقيقة المعرفة أنه صادق وأقر بذلك بلسانه وصرح به في شعره ولم يدخل بذلك في الإسلام

    فالتصديق إنما يتم بأمرين أحدهما اعتقاد الصدق والثاني محبة القلب وانقياده
    ولهذا قال تعالى لإبراهيم
    ( ياإبراهيم قد صدقت الرؤيا ) وإبراهيم كان معتقدا لصدق رؤياه من حين رآها فإن رؤيا الأنبياء وحي وإنما جعله مصدقا لها بعد أن فعل ما أمر به
    وكذلك قوله ( والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه )
    فجعل التصديق عمل الفرج لا ما يتمنى القلب والتكذيب تركه لذلك وهذا صريح في ان التصديق لا يصح إلا بالعمل
    وقال الحسن ( ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل )

    الصلاة و حكم تاركها لابن القيم



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    المشاركات
    1,179

    افتراضي

    و يقول رحمه الله

    إذا كان الإيمان يزول بزوال عمل القلب فغير مستنكر أن يزول بزوال أعظم اعمال الجوارح ولا سيما إذا كان ملزوما لعدم محبة القلب وانقياده الذي هو ملزوم لعدم التصديق الجازم كما تقدم تقريره
    فإنه يلزمه من عدم طاعة القلب عدم طاعة الجوارح إذ لو اطاع القلب وانقاد أطاعت الجوارح وانقادت ويلزم من عدم طاعته وانقياده عدم التصديق المستلزم للطاعة وهو حقيقة الإيمان فإن الإيمان ليس مجرد التصديق كما تقدم بيانه وإنما هو التصديق المستلزم للطاعة والانقياد وهكذا الهدى ليس هو مجرد معرفة الحق وتبينه بل هو معرفته المستلزمة لاتباعه والعمل بموجبه وإن سمي الأول هدى فليس هو الهدى التام المستلزم للاهتداء كما أن اعتقاد التصديق وإن سمي تصديقا فليس هو التصديق المستلزم للإيمان فعليك بمراجعة هذا الأصل ومراعاته


    ​الصلاة و حكم تاركها لابن القيم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    بارك الله فيكم، هل هناك رابط بين سرعة الغضب والتهاون بالصلاة ؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم، هل هناك رابط بين سرعة الغضب والتهاون بالصلاة ؟
    سرعة الغضب
    بارك الله فيك
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    الغضب عند أهل العلم له ثلاث مراتب:
    المرتبة الأولى: أن يشتد غضبه حتى يفقد عقله وحتى لا يبقى معه تمييز من شدة الغضب
    فهذا حكمه حكم المجانين والمعاتيه لا يترتب على كلامه حكم لا طلاقه ولا سبه ولا غير ذلك، يكون كالمجنون لا يترتب عليه حكم.
    القسم الثاني:
    دون ذلك، اشتد معه الغضب وغلب عليه الغضب جدًا حتى غيَّر فكره وحتى لم يضبط نفسه واستولى عليه استيلاء كاملًا حتى صار كالمكره والمدفوع الذي لا يستطيع التخلص مما في نفسه لكنه دون الأول، لم يزل شعوره بالكلية، ولم يفقد عقله بالكلية، لكن معه شدة غضب بأسباب المسابة والمخاصمة والنزاع الذي بينه وبين بعض الناس، بينه وبين أهله أو زوجته أو أبيه أو أميره أو غير ذلك،
    فهذا اختلف فيه العلماء:
    فمنهم من قال:
    حكمه حكم الصاحي وحكم العاقل ... تجري فيه أحكام يقع طلاقه، ويرتد بسبه الدين، ويحكم بقتله وردته، ويفرق بينه وبين أهله بين زوجته،
    ومنهم من قال:
    يلحق بالأول الذي فقد عقله؛ لأنه أقرب إليه؛ ولأن مثله مدفوع مكره إلى النطق لا يستطيع التخلص من ذلك لشدة الغضب، وهذا القول أظهر وأقرب، وأن حكمه حكم من فقد عقله في هذا المعنى في عدم وقوع طلاقه وفي عدم ردته؛ لأنه يشبه فاقد الشعور بسبب شدة غضبه واستيلاء سلطان الغضب عليه حتى لم يتمكن من التخلص من ذلك، واحتجوا على هذا بقصة موسى عليه الصلاة والسلام فإنه لما وجد قومه على عبادة العجل اشتد غضبه عليهم وجاء وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه، مع شدة غضب فلم يؤاخذه الله لا بإلقاء الألواح، ولا بجر أخيه وهو نبي مثله هارون من أجل شدة الغضب، ولو ألقاها تهاونًا بها وهو يعقل الإنسان لكان هذا عظيمًا، ولو جر النبي بلحيته أو رأسه وآذاه صار كفرًا، لو جره إنسان، لكن لما كان موسى في شدة الغضب العظيم غضبًا لله على ما جرى من قومه سامحه الله ولم يؤاخذ بإلقاء الألواح ولا بجر أخيه هذه من حجج الذين قالوا: إن طلاق هذا - الذي اشتد به الغضب - لا يقع وهكذا سبه لا تقع به الردة،
    وهو قول قوي ظاهر
    وله حجج أخرى كثيرة بسطها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله والعلامة ابن القيم
    واختارا هذا القول.
    وهذا القول أرجح عندي وهو الذي أفتي به؛
    لأن من اشتد غضبه ينغلق عليه قصده ويشبه المجنون بتصرفاته وكلامه القبيح،
    فهو أقرب إلى المجنون والمعتوه منه إلى العاقل السليم،
    فهذا القول أظهر وأقوى
    ولكن لا مانع من كونه يؤدب بعض الأدب إذا فعل شيئًا من أسباب الردة من وجوه الردة من باب الحيطة،
    ومن باب الحذر من التساهل بهذا الأمر،
    أو وقوعه منه مرة أخرى إذا أدب.
    المقدم: تعزير مثلًا يعني.
    الشيخ: من باب الضرب أو السجن أو نحو ذلك، هذا قد يكون فيه مصلحة كبيرة لكن لا يحكم عليه بحكم المرتدين من أجل ما أصابه من شدة الغضب التي تشبه حال الجنون، والله المستعان.
    أما المرتبة الثالثة، القسم الثالث: فهو الغضب العادي الذي لا يزال معه العقل ولا يكون معه شدة تضيق عليه الخناق وتفقده ضبط نفسه بل هو دون ذلك، غضب عادي يتكدر ويغضب لكنه سليم العقل سليم التصرف، فهذا عند جميع أهل العلم تقع تصرفاته، يقع بيعه وشراؤه وطلاقه وغير ذلك؛ لأن غضبه خفيف لا يغير عليه قصده ولا قلبه،
    التهاون بالصلاة ؟
    التهاون: هو التضييع و استحقار الشّيء والاستخفاف به
    قال الامام ابن باز رحمه الله
    الذي يتركها تهاوناً ويقول: أنا أؤمن بها وأنا أعرف أنها واجبة وفريضة، يعترف بهذا، ولكنه يتساهل فلا يصلي أو يصلي الجمعة دون غيرها، أو في رمضان دون غيره،
    فهذا هو الذي هو محل الخلاف،
    ذهب جمع من أهل العلم إلى أنه يكون كافراً كفراً أصغر، وظلماً أصغر، وفسقاً أصغر ما دام يقر بالوجوب فلا يكون كفره كفراً أكبر، مثلما جاء في الحديث الآخر: لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض، ومثل قوله ﷺ: إنه ........ من آبائكم، ومثل قوله ﷺ: اثنتان في الناس هما كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت،
    قالوا: هذا كفر دون كفر، فيكون قوله ﷺ في حق التارك للصلاة، العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر، يعني كفراً أصغر، وهكذا يقولون في الحديث الآخر: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، قالوا: يكون المراد بهذا الكفر والشرك الكفر الأصغر والشرك الأصغر.

    وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه كفر أكبر،
    وإن لم يجحد وجوبها، لأنها عمود الإسلام، ولأنها أعظم الأركان كما تقدم، بعد الشهادتين،
    ولأن من ضيعها أضاع دينه،
    فلهذا قالوا: إنه كفر أكبر، وإن لم يجحد وجوبها، قالوا: ولأن إطلاقا النبي ﷺ فقد كفر يدل على الكفر الأكبر، ولأن قوله أيضا ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك، يدل على الكفر الأكبر، يعني كفر معرف بأل، وشرك معرف بأل، وهذا ينصرف إلى كفر أكبر، قالوا: ولأن أصحاب النبي ﷺ اتفقوا على تكفير تارك الصلاة، ولم يتفقوا تكفير تارك الزكاة والصيام، إذا لم يقاتل دون ذلك، ولم يستهزئ بذلك، وذلك لما رواه التابعي الجليل عبد الله بن شقيق العقيلي، قال: لم يكن أصحاب النبي ﷺ يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر، غير الصلاة، وذكر عن الصحابة جميعاً أنهم يرون ترك الصلاة كفر، يعني وإن لم يجحد الوجوب،
    **************
    قال ابن عثيمين رحمه الله
    تأملت الأدلة التي استدل بها من يقول:
    إن تارك الصلاة تهاوناً وكسلاً لا يكفر.
    فوجدتها لا تخلو من أربع أو خمس حالات:
    الحالة الأولى: أنه ليس فيها دلالة أصلاً على أن تارك الصلاة سيكفر،
    والحالة الثانية: أن تكون مقيدة بوصف لا يمكن أن يدع الموصوف به الصلاة.
    والحال الثالثة: أن تكون مقيدة بحال يعذر فيها تارك الصلاة.
    والحال الرابعة: أن تكون أدلة عامة،
    ومن المعلوم أن الأدلة العامة تقضي على الأدلة الخاصة وتخصصها،
    الحال الخامسة: أن تكون أحاديث ضعيفة لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أعلم حديثاً واحداً ذكر فيه النبي عليه الصلاة والسلام أن تارك الصلاة من أهل الجنة، أو أن تارك الصلاة مؤمن، أو نحو ذلك مما يقتضي حمل النصوص الدالة على كفره على الكفر الأصغر، الذي لا يخرج من الملة، وإنني بهذه المناسبة أحذر إخواننا المسلمين من التهاون بالصلاة وإضاعتها، وأذكرهم بقوله تعالى: ﴿فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً إلا من تاب وآمن وعمل صالحاً فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً﴾
    والغالب على من أضاع الصلاة أن يتبع الشهوات؛
    لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر؛ فإذا تركها فقد، فقد ناهياً عن الفحشاء والمنكر فيوشك أن يقع فيه، هذا
    وقد حمل بعض العلماء رحمهم الله الأحاديث الدالة على كفره حملها على من ترك الصلاة جاحداً لوجوبها،
    ولا شك أن هذا الحمل غير صحيح
    لوجهين
    الوجه الأول
    أنه صرف للنصوص عن ظاهرها إلى معنى لا يدل عليه الظاهر،
    والوجه الثاني
    أنه إلغاء لوصف علق الشارع عليه الحكم مع اعتبار وصف آخر لم يعلق عليه الشارع الحكم ثم إنه منقوض بما لو كان الإنسان يصلى ويحافظ على الصلاة؛
    لكن لا يعتقد وجوبها فإنه كافر، ومع ذلك لم يكن تارك للصلاة،
    فدل هذا على أن المراد بتارك الصلاة من تركها، وهو يعتقد وجوبها،
    أما من جحد وجوبها فهو كافر سواء صلى أم لم يصل.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    نفع الله بكم، اخواني لعل سؤالي يكون خارج الموضوع:

    ١) ولكن احتاج للمساعدة، وذلك احتاج لربط الصلاة بمحبة الله تعالى؟ لأن الشرح سيكون لفئة موظفات وطالبات في الاعدادي والثانوي؟؟؟

    ٢) والرد على علوم دخيلة زعموا بأنه علم الطاقة وأن علينا بتكرار القول أنا قوي ،، أنا قوي ٢١ مرة
    أنا جميل ،، أنا جميل ١١ مرة، لتعزيز الثقة بالنفس!!!؟؟؟
    وكذلك كذبة قانون الجذب ؟!!

    المصادر متوفرة ولله الحمد، ولكن احتاج لشرح سهل واضح ومباشر لأن الوقت المتوفر ٤٥ دقيقة


    .
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    احتاج لربط الصلاة بمحبة الله تعالى؟ لأن الشرح سيكون لفئة موظفات وطالبات في الاعدادي والثانوي؟؟؟
    .
    الصلاة قرة عُيون المحبين ، و لذة أرواح الموحدين ، و بستان العابدين و لذة نفوس الخاشعين ، و محك أحوال الصادقين ، و ميزان أحوال السالكين ،
    و هي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين .
    هداهم إليها ، و عرَّفهم بها ، و أهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين ،
    رحمة بهم ، و إكراما لهم ، لينالوا بها شرف كرامته ،
    و الفوز بقربه لا لحاجة منه إليهم ، بل منَّة منه ، و تفضَّلا عليهم ،
    و تعبَّد بها قلوبهم و جوارحهم جميعا ،
    و جعل حظ القلب العارف منها أكمل الحظين و أعظمهما ؛
    و هو إقباله على ربِّه سبحانه ، و فرحه و تلذذه بقربه ، و تنعمه بحبه ، و ابتهاجه بالقيام بين يديه ، و انصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده ،
    و تكميله حقوق حقوق عبوديته ظاهرا و باطنا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربه سبحانه. و لما امتحن الله سبحانه عبده بالشهوة و أشباهها من داخل فيه و خارج عنه ،
    اقتضت تمام رحمته به و إحسانه إليه
    أن هيأ له مأدبة قد جمعت من جميع الألوان و التحف و التحف و الخلع و الخلع و العطايا ،
    و دعاه إليها كل يوم خمس مرَّات ،
    و جعل في كل لون من ألوان تلك المأدبة ،
    لذة و منفعة و مصلحة و وقار لهذا العبد ،
    الذي قد دعاه إلى تلك المأدبة ليست في اللون الآخر ،
    لتكمل لذة عبده في كل من ألوان العبودية
    و يُكرمه بكلِّ صنفٍ من أصناف الكرامة ،
    و يكون كل فعل من أفعال تلك العبودية مُكفّرا لمذموم كان يكرهه بإزائه ،
    و يثيبه عليه نورا خاصا ، فإن الصلاة نور و قوة في قلبه و جوارحه و سعة في رزقه ،
    و محبة في العباد له ،
    و إن الملائكة لتفرح و كذلك بقاع الأرض ، و جبالها و أشجارها ، و أنهارها تكون له نورا و ثوابا خاصا يوم لقائه.
    فيصدر المدعو من هذه المأدبة و قد أشبعه و قد أشبعه و أرواه ،
    و خلع عليه بخلع القبول ، و أغناه ،
    و ذلك أن قلبه كان قبل أن يأتي هذه المأدبة ،
    قد ناله من الجوع و القحط و الجذب و الظمأ و العري و السقم ما ناله ،
    فصدر من عنده و قد أغناه و أعطاه من الطعام و الشراب و اللباس و التحف ما يغنيه .
    ابن القيم رحمه الله
    **************
    فان الله لم يشرع الصلاة سُدىً، وإنما شرعها لما فيها من المحبة والخشوع والخضوع والطمأنينة ،وهى من أسباب تحصيل محبَّته سبحانه؛ لدخولها في الإيمان دخولا أوليًّا لا ينفك عنه
    فالتقرب إلى الله تعالى يكون بعبادته وطاعته وأداء فرائضه، واجتناب محارمه، ثم بفعل النوافل والمستحبات وترك المكروهات،في صحيح البخاري عنه صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: «ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    سرُّ الصلاة و لُبها إقبال القلب فيها على الله ، و حضوره بكلِّيته بين يديه
    ، فإذا لم يقبل عليه و اشتغل بغيره و لهى بحديث نفسه ،
    كان بمنزلة وافد وفد إلى باب الملك معتذرا من خطاياه و زلله مستمطرا سحائب جوده و كرمه و رحمته ، مستطعما له ما يقيت قلبه ، ليقوى به على القيام في خدمته ،
    فلما وصل إلى باب الملك ، و لم يبق إلا مناجته له ،
    التفت عن الملك وزاغ عنه يمينا و شمالا ، أو ولاه ظهره ، و اشتغل عنه بأمقت شيء إلى الملك ، و أقلّه عنده قدرا عليه ، فآثره عليه ، و صيَّره قلبة قلبه ، و محلَّ توجهه ، و موضع سرَّه ، و بعث غلمانه و خدمة ليقفوا في خدم طاعة الملك عوضا عنه و يعتذروا عنه ، و ينوبوا عنه في الخدمة ، و الملك يشاهد ذلك و يرى حاله مع هذا ، فكرم الملك وجوده و سعة برّه و إحسانه تأبي أن يصرف عنه تلك الخدم و الأتباع ، فيصيبه من رحمته و إحسانه ؛ لكن فرق بين قسمة الغنائم على أهل السُّهمان من الغانمين ، و بين الرضَّخ لمن لا سهم له : { و لكل درجات ممَّا عملوا و ليُوَفيهم أعمالهم و هم لا يظلَمون }[الأحقاف :19] ،
    و الله سبحانه و تعالى خلق هذا النوع الإنساني لنفسه و اختصه له ،
    و خلق كل شيء له ، و من أجله كما في الأثر الإلهي :
    " ابن آدم خلقتك لنفسي ، و خلقت كلِّ شيء لك ،
    فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عمَّا خلقتك له " .
    و في أثر آخر : " ابن آدم خلقتك لنفسي فلا تلعب و تكفلت برزقك فلا تتعب ،
    ابن آدم اطلبني تجدني ، فإن و جدتني و جدت كلّ شيء ،
    و إن فُتَّك فاتك كلّ شيء ،
    و أنا أحب إليك من كلّ شيء". و جعل سبحانه و تعالى الصلاة سببا موصلا إلى قُربه ، و مناجاته ، و محبته و الأنس به .
    ابن القيم رحمه الله

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    و سرُّ الصلاة و روحها و لبُّها ، هو إقبال العبد على الله بكليّته فيها ، فكما أنه لا ينبغي أن يصرف وجهه عن القبلة إلى غيرها فيها ، فكذلك لا ينبغي له أن يصرف قلبه عن ربِّه إلى غيره فيها. بل يجعل الكعبة ـ التي هي بيت الله ـ قبلة وجهه و بدنه ، و رب البيت تبارك و تعالى قبلة قلبه و روحه ، و على حسب إقبال العبد على الله في صلاته ، يكون إقبال الله عليه ، و إذا أعرضَ أعرض الله عنه ، كما تدين تُدان.
    وقال ابن القيم رحمه الله
    تامل كيف قال : " أرحنا بالصّلاة " و لم يقل : " أرحنا منها " ، كما يقوله المتكلف الكاره لها ، الذي لا يصليها إلا على إغماض و تكلف ، فهو في عذاب ما دام فيها ، فإذا خرج منها وجد راحة قلبه و نفسه ؛ و ذلك أنَّ قلبه ممتلئ بغيره ، و الصلاة قاطعة له عن أشغاله و محبوباته الدنيوية ، فهو معذَّب بها حتى يخرج منها ، و ذلك ظاهر في أحواله فيها ، من نقرها ، و التفات قلبه إلى غير ربه ، و ترك الطمأنينة و الخشوع فيها ، و لكن قد عَلِمَ أنَّه لا بدّ له من أدائها ، فهو يؤديها على أنقص الوجوه ، قائل بلسانه ما ليس في قلبه و يقول بلسان قلبه حتى نصلي فنستريح من الصلاة ، لا بها. فهذا لونٌ و ذاك لونٌ آخر . ففرق بين مَن كانت الصلاة لجوارحه قيداً ثقيلاً ، و لقلبه سجناً ضيقا حرجاً ، و لنفسه عائقا ، و بين مَن كانت الصلاة لقلبه نعيماً ، و لعينه قرة و لجوارحه راحة ، و لنفسه بستاناً و لذة. فالأول : الصلاة سجن لنفسه ، و تقييد لجوارحه عن التورط في مساقط الهلكات ، و قد ينال بها التكفير و الثواب ، أو ينال من الرحمة بحسب عبوديته لله تعالى فيها ، و قد يعاقب على ما نقص منها. و القسم الآخر : الصلاة بستان له ، يجد فيها راحة قلبه ، و قرّة عينه ، و لذَّة نفسه ، و راحة جوارحه ، و رياض روحه ، فهو فيها في نعيم يتفكَّه ، و في نعيم يتقلَّب يوجب له القرب الخاص و الدنو ، و المنزلة العالية من الله عزَّ و جل ، و يشارك الأولين في ثوابهم ، بل يختص بأعلاه ، و ينفرد دونهم بعلو المنزلة و القربة ، التي هي قدر زائد على مجرد الثواب.
    .............. وقال ابن القيم...القسم الآخر :مَثَلُهُ كمثلِ رَجُلٍ دخَل دار الملك ، و رفع الستر بينه وبينه ، فقرَّت عينه بالنظر إلى الملك ، بقيامه في خدمته و طاعته ، و قد أتحفه الملك بأنواع التحف ، و أدناه و قربه ، فهو لا يحب الانصراف من بين يديه ، لما يجده من لذَّة القرب و قرة العين ، و إقبال الملك عليه ، و لذة مناجاة الملك ، و طيب كلامه ، و تذلُّله بين يديه ، فهو في مزيد مناجاة ، و التحف وافدة عليه مِن كلِّ جهة ، و مكتن و قد اطمأنت نفسه ، و خشع قلبه لربه و جوارحه ، فهو في سرورٍ و راحةٍ يعبد الله ، كأنه يراه ، و تجلَّى له في كلامه ، فأشد شيء عليه انصرافه مِن بين يديه ، و الله الموفق المُرشد المعين ، فهذه إشارة و نبذة يسيرة في ذوق الصلاة ، و سرّ من أسرارها و تجلٍّ من تجلياتها.

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    والرد على علوم دخيلة زعموا بأنه علم الطاقة

    .
    هذه الطاقة المسؤول عنها؛ هي ما يعبر عنه بـ " الطاقة الكونية" أو " الطاقة البشرية" ، وقد انتشر أمرها واستفحل في السنوات الأخيرة؛ وهي أمر وهمي لا حقيقة له في الوجود.
    فهذه الطاقة المزعومة ليست الطاقة المعروفة في علم الفيزياء ، وليست هي المقصودة في كلام الناس ويريدون بها الاجتهاد والنشاط ؛ وإنما هي أمر متوهم لا تدركه الحواس ، ولو بمساعدة الأجهزة الحديثة، وهي من توهمات وخيالات بعض الديانات الوثنية القديمة .
    وحقيقتها كما بسطت ذلك الدكتورة فوز كردي وفقها الله تعالى :
    " روج الباطنيون دعاة "النيو اييج " في العالم لمصطلح "الطاقة الكونية "، فيفهمها السامع على ما هو معروف من الطاقة الفيزيائية ، ويريدون هم معنى آخر .
    فليس المقصود منها الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة، سواء الكامنة منها أو الحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ"الطاقة الحيوية الإنتاجية" أو"الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك .
    وإنما الطاقة المرادة: هي "الطاقة الكونية" حسب المفاهيم الفلسفية ، والعقائد الشرقية ؛ فهي سبب الوجود ، وهي القوى العظمى التي هي عند معتقديها من أصحاب ديانات الشرق ، متولدة منبثقة عن "الكلي الواحد" ، ولها نفس قوته وتأثيره .
    أما المروجون لها من أصحاب الديانات السماوية ، ومنهم بعض المسلمين – هداهم الله - فيفسرونها بما يظهر عدم تعارضه مع عقيدتهم في الإله !!
    فيدّعون : أنها طاقة عظيمة خلقها الله في الكون ، وجعل لها تأثيراً عظيماً على حياتنا وصحتنا وروحانياتنا وعواطفنا وأخلاقياتنا ، ومنهجنا في الحياة !!
    وتنقسم "الطاقة الكونية" إلى طاقة إيجابية، وهي الموجودة في الحب والسلام والطمأنينة ونحوها. وطاقة سلبية ، وهي الموجودة في الكره والخوف والحروب ونحوها .
    لذا يطالب معتنقوها ، بمن فيهم من المسلمين ، بتصفية النفوس والعالم من (الطاقات السلبية ) ؛ أي لابد من القضاء على الكره والخوف من قلوب العالمين .
    ولابد من إحياء جلسات التأمل التجاوزي الجماعية ، لنشر طاقات المحبة في الكون التي تمسح أو تصارع طاقات الكره التي يبثها من لا يؤمن بهذه الطاقة !!!
    كما لا بد من القضاء على مسبباتها ، من النقد والجدال والحروب !!
    ومن ثم ؛ فهذه الطاقة المسماة "الطاقة الكونية" لا يعترف بها العلماء الفيزيائيون ، فليست هي الطاقة التي يعرفون .
    ولا يعترف بها علماء الشريعة والدين ، فليست الطاقة التي قد يستخدمونها مجازاً بمعنى الهمة أو الإيمانيات العالية ونحوه ، وكلا الطاقتين لاعلاقة لها بطرائق الاستمداد التي يروج لها أهل "الطاقة الكونية" .
    وإنما هي عقائد أديان الشرق ، وبخاصة الصين والهند والتبت ، وهي ما يروج له حكماؤهم الروحانيون وطواغيتهم ، قديماً وحديثا .
    وما مصطلح "الطاقة" إلا لباس علمي ، على جسد الباطل والجهل ، ليشتبه عليهم ، وطريقة باطنية لبث فكر عقيدة وحدة الوجود ، والتدريب على مبادئ دعوة وحدة الأديان عملياً " انتهى . "المذاهب الفلسفية الإلحادية" (ص 22).
    وتقول الدكتورة فوز ، أيضا :
    " وهذه الطاقة غير قابلة للقياس بأجهزة قياس الطاقة المعروفة، وإنما يُدّعى قياسها بواسطة أجهزة خاصة مثل "البندول"، فبحسب اتجاه دورانه تُعرف الطاقة السلبية من الطاقة الإيجابية، وبعضهم يستخدم "كاميرا كيرليان" التي تصور التفريغ الكهربائي أو التصوير "الثيرموني"، أو تصوير شرارة "الكورونا"، أو جهاز الكشف عن الأعصاب ويزعمون أن النتائج الظاهرة هي قياسات "الطاقة الكونية" في الجسد! في محاولة منهم لجعل "الطاقة الكونية" شيئاً يقاس ، كالطاقة الفيزيائية؛ لتلبس لبوس العلم ، ولتوحي ببعدها عن المعاني الدينية والفلسفات الوثنية، مستغلين جهل أغلب الناس بهذه الأجهزة وحقيقة ما تقيس .. " انتهى.
    http://ar.islamway.net/article/22555
    ويقول الكاتب فيصل بن علي الكاملي وفقه الله تعالى :
    " وقال وثنيو الصين: إن الكون وما فيه من أحداث إنما هو ناتج عن تفاعل "طاقتين قطبيتين"، إحداهما تدعى "يِن" ، وتمثل "العنصر المؤنث والسلبي والضعيف والهدام" ، والأخرى تدعى "يانج" ، وتمثل "المذكر والإيجابي والفاعل والبناء" .
    ونَجَم قوم في زماننا يدّعون العلاج بالطاقة ، يقولون بمثل قولهم: إن الكون طاقة، يحوي ذبذبات موجبةً طبعُها الإيجابية والفاعلية والبناء، وأخرى سالبة طبعها السلبية والهدم. فالأولى: تجذب السعادة والحب والغنى والفرح والتوفيق والصحة؛ والأخرى: تجذب الخوف والمشاكل والكوارث والمعاناة والمصائب والمرض " انتهى.
    الاسلام سؤال وجواب

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    (التنمية البشرية ) تدل على تطوير المهارات وتنمية جوانب الشخصية ونحو ذلك مما هو مطلب حضاري ملح كالدورات المتعلقة بالجوانب الإدارية ومنها: التخطيط للحياة ورسم الأهداف وإدارة الوقت ونحو ذلك. والدورات المتعلقة بالجوانب الاجتماعية ومنها: دورات تربية الأبناء وفنون العلاقات الأسرية. والدورات المتعلقة بالمهارات كدورات فنون الحوار والاتصال والإلقاء. ومنها ما هو متعلق بالجوانب النفسية كتنمية الإيجابية والشجاعة الأدبية ونحو ذلك.
    إلا أن غالب دورات التنمية البشرية في الآونة الأخيرة تلك الدورات التي تجمع شيئًا من المطلوب المذكور مع كثير من الفلسفة والمغالطات العلمية والفرضيات والنظريات العلمية الخاطئة مع الطرق الباطنية وربما الطقوس الوثنية كدورات البرمجة اللغوية العصبية بمختلف أسمائها وتلوناتها ( هندسة نفسية، استراتيجيات العقل )، وغيرها وكذلك دورات الطاقة البشرية وتشمل الريكي والشي كونغ والقراءة التصويرية وطاقة الألوان وغيرها كثير.
    وجميع هذه الدورات تلبس رداء التنمية البشرية زيفًا وهي المقصودة بالتحذير في هذا الموقع فقد أفسدت في واقع شباب الأمة وكثير ممن ظاهرهم الخير فيها وأخذتهم بعيدًا عن منهج الحياة الصحيح.
    وربما كان أصل تسميتها ( التنمية البشرية) دال على أصلها الذي انبثقت عنه من ( حركة القدرات البشرية الكامنة) التي خرجت في الغرب من أجل تعظيم الإنسان وتدريبه للاستغناء عن الإله وعن الحاجة لاستمداد العون منه .
    فينبغي الحذر منها وتحذير الشباب لكون بريقها ومستوياتها الأولى مبهرجة غير ظاهرة المخاطر للأغرار ومن ثم تشكل طعماً خطيراً يجرفهم في متاهات فكرية ولوثات عقدية كثيرة.
    أما قضية ربطها بالكتاب والسنة فهذه مسألة أخرى أشد خطرًا لكونها تغطي فلسفاتها الباطلة بستار من الأدلة يغطي الحقيقة ويريد الفتنة والتلبيس. أسأل الله العظيم أن يحمي شبابنا منها. اهـ
    الاسلام سؤال وجواب

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    علم البرمجة اللغوية العصبية". ويمكننا أن ننقل هنا خلاصة ما ذكروا عنه في العناصر التالية: 1. أنه علم ذو جذور فلسفية عقدية.
    2. أن هذه البرمجة تغسل دماغ المسلم وتلقنه أفكارًا في اللاواعي ثم في عقله الواعي من بعد ذلك، مفاد هذه الأفكار أن هذا الوجود وجود واحد‏، ليس هناك رب ومربوب‏، وخالق ومخلوق‏، هناك وحدة وجود‏. إنها الأفكار القديمة التي قال بها دعاة وحدة الوجود‏.
    3. أنها وسائل وهمية؛ وإن ترتب عليها أحياناً بعض النتائج الصحيحة‏، ‏ويحرم الاعتماد عليها وممارستها سواء بالخيال أو الفعل‏.
    4. أن هذه الوافدات العقدية جميعها واضحة الخطر، ولا بد من تحذير الناس منها.
    5. أن هذا الذي يسمى (علم البرمجة اللغوية العصبية) مما يجب تحذير أهل الإسلام من الاغترار بما فيه من الإيجابيات المغمورة بكثير من السلبيات.
    وقد أيد هذه الفتاوى جمع من العلماء المتخصصين في العقيدة والمذاهب المعاصرة، وكذلك نخبة من المختصين في العلوم النفسية والطب النفسي.
    الاسلام سؤال وجواب

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    يقول الأستاذ سامي القدومي في رسالته (الحقيقة الشرعية للبرمجة اللغوية): ما يسمى بالعقل الباطن يعد من ركائز هذه الفلسفة، ولنقرأ عن ذلك ما كتبه أحد سدنة البرمجة اللغوية وهو انتوني روبنز، في كتابه (قدرات غير محدودة) ... أما د. جوزيف ميرفي، فيذكر في مقدمة كتابه (قوة عقلك الباطن): "تستطيع هذه القوة المعجزة الفاعلة للعقل الباطن أن تشفيك من المرض وتعطيك الحيوية والقوة من جديد". كذلك عقد الدكتور ميرفي فصلاً في كتابه عن كيفية استخدام قوة العقل الباطن في تحقيق الثروة، ومن ذلك قوله: "عندما تذهب للنوم ليلاً كرر كلمة (غني) بهدوء وسهولة وإحساس بها ... وسوف تدهشك النتائج ، حيث ستجد الثروة تتدفق إليك. وهذا مثال آخر يدل على القوة العجيبة لعقلك الباطن". لقد أصبح ما يسمى بالعقل الباطن عند أولئك الماديين أصحاب الفلسفة المادية صنماً يعبد من دون الله، فهو الرزاق وهو الشافي، نسأل الله السلامة والعافية وأن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه. ونظرية المثل الأفلاطونية تزعم أن للإنسان عقل ظاهر واع محدود وعقل غير واع أقوى وأرحب من العقل الظاهر غير المحدود. وكذلك "السريالية" المتأثرة بالمدرسة الفرويدية لها نصيب في فلسلفة البرمجة اللغوية العصبية باعتمادها على قوى الواقع اللاواعي الكامنة في النفس البشرية والتي يتطلب إطلاقها وتحريرها. ... وفكرة هذا العقل الباطن أوجدها العالم اليهودي النمساوي سيجموند فرويد الذي كان يقول: "ينبغي أن نحطم كل العقائد الدينية". ... وكما هو مُوثّق في كتب البرمجة اللغوية العصبية أن العقل الباطن يتحكم بجميع العمليات الحيوية في الجسد، ويعرف حلول كل المشاكل. وهذا العقل هو الذي يجعلك سليماً أو مريضاً، سعيداً أو تعيساً ، أو غنياً أو فقيرا. وتمثل ذلك جلياً في مُسلّمات وفلسفة البرمجة اللغوية العصبية حيث زعمت ، كسابقيها من الفلاسفة القدماء بالتعلق بالأسباب المادية البحتة تعلقاً صرفاً كلياً وحتمياً ، أن بمقدور العقل واللغة عمل العجائب والمعجزات في حياة الإنسان، وتزعم أن العقل الباطن هو مصدر قوته اهـ.
    الاسلام سؤال وجواب

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    العلاج بالطاقة المذكور محرم، لا يجوز لأحد أن يستعمله، وهو ضرب من الطقوس الوثنية الموجودة في بلاد شرق آسيا، وكما هو مذكور في الموقع أنها رياضة يابانية اسمها (ركيه دن كجوه).
    وبالدخول إلى موقع العلاج بالطاقة أيضا اتضح أنه قائم على الدعاية لمذهب البوذية، وهو مذهب وثني قائم على عبادة: غير الله عز وجل.
    وقد صرح القائمون على هذا العلاج بأن المتعالج لابد أن يكون بوذياً حتى يستفيد من هذا الأمر، وأن عليه أن يقسم على اتباع بوذا وتعاليمه إذا أراد الالتحاق بهم، وأن الأشياء الظاهرة تعطى لكل أحد وهي قليلة، أما حقيقة هذا الأمر، فلا تعطى إلا للبوذيين.
    كما ذكروا أن هناك أعمالا يومية قائمة على أداء تمارين اليوغا، وقراءة كتب بوذا، وترديد القسم.
    وهذا كفر بالله تعالى يجب إنكاره والبراءة منه، تحت أي مسمى كان، سواء سمي علاجاً بالطاقة، أو غير ذلك.
    والعالم اليوم يشهد دعوة ونشراً وترويجاً للبوذية، لا سيما في مجال العلاج والرياضة، فيجب الحذر من ذلك.
    والزعم بأن هذا العلاج معروف بالإسلام باسم الرُّقى، إفك وزور، فإن الرقية في الإسلام هي قراءة شيء من كتاب الله تعالى، أو الأدعية التي استعملها النبي صلى الله عليه وسلم، فهي قائمة على الإيمان بالله وتوحيده، لا على الإيمان ببوذا وأتباعه، فالفرق بين الأمرين هو الفرق بين التوحيد والشرك، والإيمان والكفر.
    وإننا نحذر المسلمين من الاستماع إلى هذه البرامج المفسدة للعقيدة، الملوثة للفطرة، ومن الانخداع بهذه الدعايات الوثنية الجديدة. والله أعلم.
    الاسلام سؤال وجواب

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    وكذلك كذبة قانون الجذب ؟!!

    .
    (قانون الجذب)، والذي ينص على (أن الشبيه يجذب إليه شبيهه) ، وأن (كلَّ شيءٍ يحدث في حياتك فأنت من قمت بجذبه إلى حياتك، وقد انجذب إليك عن طريق الصور التي احتفظت بها في عقلك، أي ما تفكر فيه، فأياً كان الشيءُ الذي يدور بعقلك فإنك تجذبه إليك). وأصحاب هذا المبدأ يعتقدون أن الفكرة الواقعة في العقل تؤثر بذاتها في محيط الإنسان وما حوله، وأن الإنسان يستطيع بفكرته المجردة أن يجتذب إليه ما يريد من الخيرات من غير عمل، ويزعمون أن الفكرة لها تردد، وأنها تنطلق من عقل الإنسان على شكل موجة كهرومغناطيسية، وأنها تجتذب من خير الكون وشره مما هو على نفس الموجة، فإذا كنت تفكر تفكيراً إيجابياً فأنت تطلق موجة ذات تردد إيجابي تجذب إليك الإيجابيات، وإذا كنت تفكر بفكرة سلبية فأنت تطلق موجة سلبية تجذب إليك السلبيات.
    ولا شك أن هذا الكلام مصادم للعلوم التجريبية وبديهة العقل ، وأن اعتقاده أو العمل بأفكاره مصادم للشرع.
    أما مصادمته للشرع ،
    فلأن الله تعالى أمر بالعمل والسعي في الأرض ، ورتب الرزق على بذل الأسباب ، وليس على الأماني والخيالات ، قال تعالى : ( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ) الملك/15
    وأما مصادمته للعقل
    فلأن الاعتماد على الأماني والأحلام يعني خراب العالم ، وتعطل مصالح أهله ، وإهدار ما أنجزته البشرية خلال قرون من معارف وعلوم وحضارات ، إذ مقتضى هذه النظرية ، أن المريض لا يطلب الدواء ولا يحتاج إليه ، والناس لا يحتاجون إلى مهندسين وبنائين وعمال ، فما على المحتاج إلا أن يفكر تفكير إيجابياً فيما يريد ، ثم يطلب من الكون - عياذا بالله - تحقيق مراده ، دون عمل أو بذل .
    وأصحاب هذه الدعوة يتناقضون حين يقولون للمريض المشرف على الموت لا تتوقف عن الدواء ، وإلا فمقتضى فكرتهم ترك التداوي وإغلاق المستشفيات ، وتحويل كليات الطب إلى مقاعد للتفكير والاسترخاء لطلب الأماني والأحلام أو ما يسمونه الأفكار الايجابية ، وقس على هذا غيره من الأعمال ؛ فظهر بهذا أنها دعوة مصادمة للعقل ، مخالفة للحس ، لا تستقيم عليها حياة الناس ، وصدق القائل :
    إذا تمنيتُ بتُّ الليل مغتبطاً *** إن المُنى رأس أموال المفاليسِ

    ومن مصادمته للشرع الغلو في تعظيم ذات الإنسان، وإعطائه هالة من القداسة والعظمة، واعتقاد أنه ذو قدرات مطلقة، وطاقات هائلة، تبلغ به حد القدرة على الإيجاد والخلق، فكل ما يقع بالإنسان من خير وشر فهو من خلقِه وإيجاده ، يقولاصحاب قانون الجذب
    : (أي شيءٍ نركز عليه فإننا نخلقه) [السر 141] ، ولا شك أن هذا انحراف كبير، وشرك بالله تعالى في ربوبيته ، وصدق الله تعالى : ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون )

    ومن المصادمة للشرع الدعوة إلى عقيدة وحدة الوجود الباطلة بالقول أن الخالق والمخلوق شيء واحد، وأن الإنسان هو الله في جسد مادي، تعالى الله عمَّا يقولون ،

    ومن طوام هذا القانون إحياء جملة من العقائد الشرقية والفلسفات الوثنية، كديانات البوذيين والهنادكة وغيرهم، وقد رأينا احتفاء أصحاب هذه الملل والأديان بكتاب (السر) لما قام به من نشر لمبادئ هذه الأديان وترويج لها.
    ومن مصادمته للشريعة الاسلامية الدعوة إلى التعلق بالكون رغبة وسؤالاً وطلباً، فإذا أردت شيئاً فما عليك إلا أن تتوجه بطلبك للكون، والكون سيلبي طلبك ولا بد، والإسلام إنما يدعو لتعليق القلب بالله جل وعلا فإليه الرغبة والتوجه، والسؤال والطلب، والتوجه إلى غيره فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه من الشرك، أعاذنا الله منه.
    الاسلام سؤال وجواب بتصرف

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: علاقة الصلاة بالايمان ( من كلام ابن القيم )

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •