بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ لِلَّهِ الأَوَّلُ الآخِرُ، الظَّاهِرُ البَاطِنُ، القَادِرُ القَاهِرُ، شُكْرًا عَلَى تَفَضُّلِهِ وهِدَايَتِهِ، وفَزَعًا إِلَى تَوْفِيقِهِ وكِفَايَتِهِ، ووَسِيلَةً إِلَى حِفْظِهِ ورِعَايَتِهِ، ورَغْبَةً فِي المَزِيدِ مِنْ كَرِيمِ آلَائِهِ وجَمِيلِ بَلَائِهِ، وحَمْدًا عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي عَظُمَ خَطَرُهَا عَنِ الجَزَاءِ وجَلَّ عَدَدُهَا عَنِ الإِحْصَاءِ، وصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ والمُرسَلِينَ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِين ،،، وبَـــعْــــــدُ
فَإِنَّ عِلْمَ الحَدِيثِ مِن أَهَمِّ العُلُومِ الإِسْلاَمِيَّة ِ بَعدَ القُرآنِ الكَرِيمِ، فَهُوَ المَصْدَرُ الثَانِيُّ مِن مَصَادِرِ التَّشْرِيعِ الَّتِي تَلْزَمُ الإِنْسَانُ فِي هِذِهِ الحَيَاةِ، حَتَّى يَسِيرَ عَلَى هَدْيهَا ويَنعَمَ بِنَعِيمِهَا يَومَ القِيَامَةِ، وسَعَادَتِهَا عِنْدَ لِقَاءِ الحَقِّ جَلَّ وعَلاَ، ومِنْ هُنَا كَانَ لاَ بُدَّ لِلإِنْسَانِ العَاقِلِ أَنْ يَبحَثَ عَنْ ذَاكَ الهَديَ ويَتَمَسَّك بِهِ أَشَدّ التَّمَسُّك.
ومِنْ ثَمَّ رَأَيتُ أَنْ أَجْمَعَ مُخْتَصَراً مِنَ الأَحَادِيْثِ الصَّحِيْحَةِ مَعَ شَرحِهَا بِإِيجَازٍ مِنْ أَقْوَالِ أَئِمَّتِنَا السَّابِقِينَ بِأَلخَصِ عِبَارَةٍ، مُسْتَخْلِصًا مِنْهَا الأَحكَامَ الفِقْهِيَّةِ، مشْتَمِلاً عَلَى مَا يكُونُ طَرِيقاً لِصَاحِبِهِ إِلَى الآخِرَةِ، ومُحَصِّلاً لِآدَابِهِ الظَاهِرَةِ والبَاطِنَةِ ... وسَمَّــيْــتُـ ـــهُ: ((اللُّؤْلُؤ النَّفِيس فِي ذِكْرِ الأَحْكَامِ الفِقْهِيَّةِ مِنْ صَحِيْحِ الأَحَادِيْث)).
واللهَ أَسْأَلُ أَنْ يَجعَلَ هَذَا العَمَلَ خَالِصاً لِوَجهِهِ الكَرِيمِ وأَنْ يَتَقبَّلَهُ بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ، وأَنْ يَنفَعَنا بِهِ وإِيَّاكُم وسَائِر المُسْلِمِين، وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحبِهِ أَجمَعِينَ، وآخِرُ دَعوَانَا أَن الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين.
حَاتِمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الشّحرِيُّ