تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: حكم صلاة ركعتين كلما دعته نفسه لفعل العادة السرية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2016
    المشاركات
    599

    افتراضي حكم صلاة ركعتين كلما دعته نفسه لفعل العادة السرية

    السؤال : إنني مدمن على العادة السرية وأصبح لي عامان ولا أستطيع الإقلاع عنه ومهما اتبعت نصائح الناس في تركها أنني لا زلت على هذه المعصية، ويوم من الأيام سمعت شيخ يقول كل مرة أردت أن تمارس العادة السرية اذهب وصل ركعتين وستتركه، فهل يصح لي فعل ذلك؟ أسألكم للتأكد ربما يكون بدعة

    تم النشر بتاريخ: 2017-03-13
    الإجابة :

    الحمد لله
    أولا:
    يحرم الاستمناء وهو ما يسمى بالعادة السرية، ويجب التوبة من ذلك بالإقلاع عنه، والندم على ما فات، والعزم على عدم العود إليه.
    وانظر في تحريم الاستمناء وسبيل الوقاية منه: جواب السؤال رقم (329) ورقم (101539).
    ثانيا:
    الصلاة خير عظيم، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/45
    وأعظم وسيلة للإقلاع عن الذنب هي استحضار عظمة الله تعالى، والحياء والخوف منه، والصلاة تحقق ذلك، فإن الإنسان إذا توضأ ووقف بين يدي ربه وقال: الله أكبر، علم أن الله تعالى أكبر من كل شيء، فهانت عليه الدنيا وشهواتها وملذاتها، فإذا سجد ودعا ربه وسأله أن يعصمه من فتنة الشهوة، وأن يطهر قلبه، فلعله أن يستجاب له، فإذا فرغ من صلاته استحى من ربه أن يقوم إلى الذنب.

    ولهذا لا نرى مانعا من اتباع هذه الطريقة، فأسُّ العلاج هو التذكر عند الغفلة، والتفكر قبل الوقوع في المعصية.
    قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ) الأعراف/201
    فهذا حال أهل الإيمان. إذا هَمَّ الواحد منهم بمعصية تذكر عظمة الله وعقابه وثوابه، فأمسك.
    قال ابن كثير رحمه الله: " يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر، وتركوا ما عنه زجر، أنهم (إذا مسهم) أي: أصابهم "طيف" وقرأ آخرون: "طائف"، وقد جاء فيه حديث، وهما قراءتان مشهورتان، فقيل: بمعنى واحد. وقيل: بينهما فرق، ومنهم من فسر ذلك بالغضب، ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه، ومنهم من فسره بالهم بالذنب، ومنهم من فسره بإصابة الذنب.
    وقوله: (تذكروا) أي: عقاب الله وجزيل ثوابه، ووعده ووعيده، فتابوا وأنابوا، واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب. (فإذا هم مبصرون) أي: قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه" انتهى من تفسير (3/ 534).

    وقد قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة/ 153
    فالصلاة لها أثر عظيم في الثبات على الحق، والنفور من الباطل، والقرب من الله تعالى.
    وهي نافعة قبل الذنب وبعده.
    قال تعالى: ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ * وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) هود/114-115 .

    وروى أبو داود (1521) عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ : "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ") . صححه الألباني في صحيح أبي داود.

    وروى أحمد (26998) عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، غَفَرَ لَهُ ) قال محققو المسند : إسناده حسن . وذكره الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (3398).

    ولو أنك نوعت في أبواب العبادات ، التي يرجى منها أن تصدك عن ذلك ؛ مثل أن تشغل نفسك بالصيام ، الذي يضعف شهوتك ، ويشغل وقتك ، فلا تفطر به ؛ فهو حسن .
    أو أن تتصدق ، إذا زلت قدمك ، أو نحو ذلك من أنواع العبادات ، التي من شأنها أن تنهاك عن ذلك المنكر ، وتشغل قلبك وفراغك بالخير ، والطاعات : فهو حسن نافع إن شاء الله .

    قال عَبْد اللَّهِ بْن وَهْبٍ رحمه الله :
    " نَذَرْتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا ، أَصُومُ يَوْمًا .
    فَأَجْهَدَنِي ؛ كُنْتُ اغْتَابُ ، وَأَصُومُ !!
    فَنَوَيْتُ أَنِّي كُلَّمَا اغْتَبْتُ إِنْسَانًا ، أَتَصَدَّقُ بِدَرَاهِمَ .
    فَمِنْ حُبِّ الدَّرَاهِمِ ، تَرَكْتُ الْغِيبَةَ !! " .
    "الإرشاد إلى معرفة علماء الحديث" للخليلي (1/405) ، "سير أعلام النبلاء" (9/228) .

    والحاصل أن هذا العلاج نافع بإذن الله تعالى، وهو يحقق أمورا عدة:
    1-تأجيل المعصية وتأخيرها.
    2-التذكر حال الغفلة.
    3-الوضوء وما له من أثر في تطهير المسلم من الذنوب السابقة.
    4-استحضار عظمة الله تعالى والوقوف بين يديه.
    5-الحياء منه أن يعود العبد إلى المعصية بعد أن وقف بين يديه.
    6-وإذا اجتمع مع ذلك إطالة الصلاة، وسؤاله تعالى العصمة، كان هذا خيرا عظيما، وحاجزا قويا بين المؤمن ومواقعة المعصية.
    ونسأل الله تعالى أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يقيك الفتن ما ظهر منها وما بطن.
    والله أعلم.
    https://islamqa.info/ar/258729

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    الدولة
    المغرب/الدار البيضاء
    المشاركات
    1,504

    افتراضي

    وهناك أسباب لترك هذه العادة:
    (1) أن تعلم أنها حرام، وهذا ولله الحمد متوفر عندك.

    (2) أن تعلم أن ضررها على البدن عظيم، فإنها تستنزف قواك التي أكرمك الله تبارك وتعالى بها؛ لأن الله تعالى جعل للرجل طاقة؛ ولذلك حتى وإن كان الرجل متزوجاً لا يستطيع أن يأتي أهله في كل لحظة وإنما في أوقات يرى فيه الرغبة والاستعداد الفطري لإتيان أهله فيحدث ذلك، أما هذه العادة السرية فأنت تمارسها في الوقت الذي تريده أنت؛ ولذلك أنت تحدد مقدار الاستنزاف الذي تستنزفه من قواك نتيجة هذه العادة المحرمة التي ما حرمها الله تبارك وتعالى إلا لأنها تلحق ضرراً بعباد الله عز وجل.

    (3) أن تعلم أن هذه العادة السرية إذا أردت أن تتخلص منها بجوار ما سبق أن تبحث عن الأسباب التي تؤدي إلى وقوعك فيها وذلك كالخلوة، فتجتهد ألا تختلي بنفسك كثيراً، فإذا كنت تنام وحدك فاحرص على ألا تغلق باب الغرفة مثلاً، وإذا كنت تنام مع أحد من إخوانك فاحرص على ألا تنفرد مثلاً في دورة المياه وتطيل الوجود فيها، واحرص على أن تلبس ملابس واسعة حتى لا تحدث عندك بعض الإثارة، كذلك أيضاً زيارتك للمواقع الإباحية مما يزيد الطين بلة ويؤجج الشهوة في قلبك، فاتركها أيضاً حياءً من الله تبارك وتعالى واستحي من الله على قدر قرب الله تبارك وتعالى منك؛ لأنك تعلم أن الله قال: (( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ))[العلق:14] فأنت لا تستطيع أن تدخل إلى هذه المواقع في وجود أي امرئ من إخوانك أو والدك أو والدتك فلماذا جعلت الله أحقر الناظرين في عينك؟!

    تدخل إلى هذه المواقع ولا تستحيي من الله رغم أنك لا تستطيع أن تدخلها مع أقل عبد من عباد الله تعالى، وهذا يدل فعلاً – كما ذكرت – على ضعف إيمانك وأنك في أمس الحاجة إلى زيادة الإيمان، ومن العوامل التي تعينك على زيادة الإيمان ترك هذه المعاصي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اتق المحارم تكن أعبد الناس)، فاجتنب الحرام تكن أعبد الناس؛ ولذلك أنا واثق أنك لو تركت العادة السرية وتركت الدخول إلى المواقع الإباحية سوف يزيد الله في إيمانك، وتحس فعلاً بالقرب من الله تبارك وتعالى، وسوف تعان على الصلاة وتلاوة القرآن؛ لأن المعاصي لها شؤم خطير، ومن شؤمها حرمانك من الطاعات، ومن أعظم الطاعات الصلاة والأنس بالله وتلاوة كلام الله تعالى، فإذا ما تركت العادة السرية، وإذا ما تركت الدخول إلى المواقع الإباحية وقلت: (يا رب إني تركت ذلك من أجلك حياءً منك وخوفاً منك وحدك، فاملأ قلبي بمحبتك وطهر قلبي وحصن فرجي واغفر ذنبي)، فثق وتأكد أنه مع الأيام ستجد نفسك وقد امتلأ قلبك بمحبة الله تبارك وتعالى بفضل الله تعالى ورحمته؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشرك بقوله: (اتق المحارم تكن أعبد الناس)، أي اجتنب الحرام تكن أعبد الناس – أي من أعبد الناس – لأن ترك الحرام مقدم على أداء الفرائض، والأصل فيه أنك لا تفعله؛ ولذلك إذا ما تركت الحرام كما أخبر الله تبارك وتعالى تعان على طاعة الله عز وجل.

    (4) اجتهد - بارك الله فيك – على أن تحافظ على الصلاة في أوقاتها، فإذا ما سمعت المؤذن يؤذن فعجل بالتوجه إلى المسجد مباشرة، فإن ذلك فيه إعانة، أما أنك لو سمعت المؤذن يؤذن وتكاسلت أو تباطأت أو قلت سوف أذهب بعد قليل فإنه قطعاً ستفوتك صلاة الجماعة، وصلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ – كما تعلم – ببضع وعشرين درجة، ولذلك اجتهد حتى تعان أن تصلي الصلاة في جماعة مع المسلمين؛ لأن صلاة الجماعة لها مذاق خاص ولها طعم خاص ولها عطاء خاص، فاجتهد - بارك الله فيك – وتستطيع ذلك عن طريق ترتيب وقتك، خاصة في صلاة الفجر، فتستطيع أن تستعين بساعة توقظك عند وقت الأذان، وتستطيع أن تستعين بجوال تضبطه على وقت الأذان، وتستطيع أن تستعين بصديق أو بأحد أفراد الأسرة، وتستطيع أن تستعين بالهاتف العادي، المهم أنك تستطيع أن تعان على ذلك إذا أخذت بالأسباب.

    أيضاً احرص على أن تنام مبكراً، وألا تكثر من طعام العشاء، وأن تنام على السنة بأن تنام على الوضوء، وأن تقول أذكار النوم، فهذا كله يعينك على صلاة الفجر، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بشرك بقوله: (من صلَّى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله)، أي في عناية الله، وفي حفظ الله، وفي رعاية الله، وفي حراسة الله.

    (5) ومن الأسباب التي تعينك على القضاء على العادة السرية عدم الاطلاع على الأشياء المثيرة، كالدخول إلى المواقع الإباحية أو مشاهدة الصور العارية أو المجلات أو الأفلام، أو غير ذلك من هذه الأشياء التي تثير الرغبة الجنسية لدى المسلم.
    (6) كذلك أيضاً من الأسباب المعينة على تركك العادة السرية غض البصر؛ ولذلك قال الله تبارك وتعالى: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ))[النور:30]، فهناك علاقة قوية ما بين غض البصر وحفظ الفرج.
    (7) ومن العوامل المعينة على ترك العادة السرية عدم الاختلاط بالنساء الأجنبيات، بمعنى أنك لا تدخل إلى الأسواق أو الأماكن التي فيها عري أو تعر إلا عند الضرورة، فإذا لم تكن هناك ضرورة فلا تدخل إلى هذه المواقع.
    أما كونك تخاف من الزواج لأن الجانب المادي عندك ضعيف وتخاف منه، فإن هذا من الشيطان - أخي الكريم – لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة حق على الله عونهم) من هؤلاء الثلاثة: (الشاب يريد العفاف)، فثق وتأكد من أنك إذا تزوجت - بإذن الله تعالى – بقصد أن تغض بصرك وأن تحصن فرجك سوف يعينك الله تبارك وتعالى ويوسع عليك، واعلم أنك إن تزوجت امرأة فإن رزقها سيضاف إلى رزقك، فيكون لك رزقك الشخصي ورزق زوجتك معك، فتتسع عليك الأرزاق، وإذا ما رزقك الله بولد فسيأتي رزقه أيضاً فتكون ثلاثة أرزاق في بيت واحد، فخذ بنصيحتي وتوكل على الله، وابحث عن فتاة صالحة مؤمنة تعينك على طاعة الله، وتزوج في أسرع وقت، وأبشر بتوسعة من الله في رزقك، وإطالة في عمرك، وبركة لك في صحتك؛ لأن الله تبارك وتعالى وعد الصالحين بأن يكون معهم.



    المصدر
    اللهم ارحم والدي كما ربياني صغيرا، رب اغفر لي ولوالدي و للمومنين يوم يقوم الحساب

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •