قال المتوكل لعبادة : رُفع إليّ أنك ضربت إمام مسجد ، وإن لم تأت بعذر أدّبتك .
قال : يا أمير المؤمنين ، كنت قد خرجت في بعض الأيام لحاجة لي غلسا ، فمررت بمسجد قد أُذّن فيه لصلاة الفجر ، فقلت : أقضي هذه العبادة ، ثم أتوجه لحاجتي ، فدخلت ، فأقام المؤذن ، ودخلنا في الصلاة ، فابتدأ الإمام فقرأ الفاتحة ، وافتتح سورة البقرة ، فقلت : لعله يريد أن يقرأ آيات من هذه السورة فانتهى إلى آخرها في الركعة الأولى ، ثم قام إلى الثانية ، فلم أشك في أنه يقرأ مع الفاتحة سورة الإخلاص .
فافتتح سورة آل عمران حتى أتمها ، ثم أقبل بوجهه على الناس ، وقد كادت الشمس تطلع . فقال : أعيدوا صلاتكم - رحمكم الله - فإني لم أكن على طهارة !!
فقمت إليه وصفعته !
فضحك المتوكل من ذلك !
نثر الدر 7 / 166- 167
أبو سعد منصور بن الحسين الآبي