وفي نقاشٍ هو أشبه بالجَدَل بل هو جَدَلٌ بيزنطي ولينصر رأيه الذي تفرّد به عن كلّ الأمّة من عصر النبوّة إلى يومنا هذا، لوى كلّ النصوص، ثمّ نسب لبعض العلماء أقوالًا استنتجها من بعض عباراتهم يستحيل عليهم قولها، بل بعضهم قال عكسها تماما، ولمّا ذُكِرَ له قولهم المخالف لما استنتجه من كلام العلماء ونسبه لهم بدأ يتحدّث عن الناسخ والمنسوخ!!!
وأمّا النصوص التي صبّها عليه أهل العلم فقد أوّل بعضها، وأمّا التي عجز عنها فقد عدّها مرجوحة وغلّط عددًا من أهلها، وكأنّ قوله السقيم الذي نسبه لأهل السنّة والجماعة وحيٌ لا يقبل النقاش.
عندها تذكّرت قول ابن حزم رحمه الله عن أمثاله كما في الأخلاق والسير 193: (فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في العلم أبدا).
وكم رأينا من طلاب العلم من يفرح لاستنتاجٍ استنتجه فظنّ نفسه ممّن فقّههم الله في الدين وعلّمهم التأويل، رأيناهم وقد فرحوا باستنتاجاتهم فلمّا عرضوها على العلماء تبيّن لهم أنّهم أَغِرَّة في العلم، فالذين عرفوا حدودهم رأيناهم قد أفلحوا فيما بعد، وأما الذين لبسوا ثوب الغرور فلم يفلحوا ولن يفلحوا أبدا.
{واتّقوا الله ويعلمكم الله}.