بسم الله أبدأ في ذكر بعض الموضوعات والتحريرات الهامة
التي وردت في كتابي حادثة تعرض النبي للسحر
والغرض من وراء ذلك هو إظهار بعض الفوائد التي قد لا تظهر بسبب خصوصية عنوان الكتاب
ومناقشة بعض الإشكالات والأفكار الواردة فيه
الموضوع الثالث:



ص: 345
سابعا: إلصاق إثبات الحديث بالوهابية أو السلفية
يحاول الشيعة والمنكرون للسنة وبنو علمان إلصاق إثبات الحديث بالوهابية
في واحدة من محاولاتهم اليائسة لضرب أهل السنة
واستمرارا منهم في مسلسل تشويه الحقائق بالزعم أن مذهب أهل السنة هو ما اختلقه محمد بن عبد الوهاب
ويكفي في رد ذلك ما أوردناه في المبحث السابق من أسماء لعشرات الأئمة قد ولدوا قبل محمد بن عبد الوهاب
اختلفت مذاهبهم العقدية والفقهية، وعشرات آخرين ولدوا بعده ولم ينتهجوا ما كان سائرا عليه بل بعضهم كان محاربا له.
فلأهل الإنصاف منهم أقول ليس المشكل أن تكون خصما
إنما المشكل أن تكون كذابا مدلسا، فالصدق الصدق مع النفس ومع القراء
ولا يغرنكم اعتقادكم خطأ مخالفكم، فإن الكذب كذب في حق الموافق أو المخالف
وهو يورث الفجور ومصير صاحبه إلى النار.
وهذه بعض النصوص المؤكدة أصحابها معروفون بمخالفة أو محاربة المنهج السلفي:
قال محمد الحافظ التجاني الشنقيطي (1315-1398ه): "فإذا سرنا في السبيل السَّوي
وقد ثبت الحديث على القواعد والأصول العلمية وحملنا هذا السحر الذي صحَّ به الحديث
على وجه لا يؤدي إلى طعن في مقامه الشريف ، فلا وجه إذ ذاك لرد الحديث
حيث لا تعارض بين إثباته وبين أصول الإسلام وقواعده ولا بينه وبين كتاب الله عزّ وجلّ
فإنّ المنفي في الكتاب السحر الذي يؤثر في العقل والتخيل والتفكير
والذي ثبت في السنة سحر عادي لا يرجع إلى الأمور الروحية،
نتج عنه مرض عادي من الأمراض البشرية التي تجوز على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام"([1]).
وقال الغماري([2]): "ثبت حديث السحر في صحيح البخاري ومسلم وهو حديث
ص: 346
صحيح لم يطعن فيه أحد، حتى أتى الشيخ محمد عبده فطعن فيه بأمر تافه لا يستحق الذكر..."([3]).
وقال محمد بن علوي المالكي الصوفي: "والحق أن حديث سحره صحيح متفق عليه وهو لا يقدح في عصمته "
وذكر أن في الحديث دليلا على كمال العصمة([4]).
قلت: وقد نقلنا في مواضع من الكتاب احتجاج الماتريدي بالحديث في مواضع من تفسيره
ودفاع الهيتمي وأمثاله عنه.


([1]) الدين القيم وقضايا العصر (ج2/132-133).
([2]) وصفه تلميذه بو خبزة بالصوفي الاتحادي المتشيع (صحيفة السوابق وجريدة البوائق).
([3]) فتاوى الغماري نقلا عن جامع المسائل الحديثية لطارق عوض الله (ج2/318).
([4]) محمد الإنسان الكامل (ص: 104-105).