قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 209)
[بَابٌ فِي سَرَايَاهُ]
103555 - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ «أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَعَثَ سَرِيَّةً فَغَنِمُوا وَفِيهِمْ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنِّي لَسْتُ مِنْهُمْ، عَشِقْتُ مِنْهُمُ امْرَأَةً فَلَحِقْتُهَا، فَدَعُونِي أَنْظُرُ إِلَيْهَا ثُمَّ اصْنَعُوا بِي مَا بَدَا لَكُمْ. فَأَتَى امْرَأَةً طَوِيلَةً أَدْمَاءَ فَقَالَ لَهَا: أَسْلِمِي حُبَيْشُ قَبْلَ نَفَادِ الْعَيْشِ.
أَرَأَيْتِ لَوْ تَبِعْتُكُمْ فَلَحِقْتُكُمْ ... بِحَلْبَةٍ أَوْ أَلْفَيْتُكُمْ بِالْخَوَانِقْ
أَمَا كَانَ حَقًّا أَنْ يَنُولَ عَاشِقٌ ... تَكَلَّفَ إِدْلَاجَ السَّرَى وَالْوَدَائِقْ
قَالَتْ: نَعَمْ فَدَيْتُكَ.
فَقَدَّمُوهُ فَضَرَبُوا عُنُقَهُ، فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ فَوَقَعَتْ عَلَيْهِ فَشَهِقَتْ
شَهْقَةً أَوْ شَهْقَتَيْنِ ثُمَّ مَاتَتْ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَمَا كَانَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَحِيمٌ» ".
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ وَالْأَوْسَطِ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ.
وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2594 ، ج 6 / 1844، وقال: الإسناد حسن كما قال الهيثمي في " المجمع"

قلت وفي هذا تصديق لمقولة : ومن العشق ما قتل بل ويؤيد هذه المقولة الشهيرة قصةالأصمعي_و_العاشق طبعا ان ثبتت حيث
حكى الاصمعيّ :بينما كنت أسيرُ في البادية ، إذ مررتُ بحجر مكتوب عليه هذا البيت :
أيا معشرَ العشاقِ بالله خبّروا * إذا حلَّ عشقٌ بالفتى كيفَ يصنعُ ؟
فكتبت تحته :
يداري هواهُ ثمّ يكتُمُ سرّه * و يخشعُ في كلّ الأمورِ و يخضعُ
ثم عدتُ في اليوم الثاني فوجدت مكتوبا تحته :
فكيف يُداري و الهوى قاتلُ الفتى * و في كلّ يومٍ قلبُهُ يتقطّعُ
فكتبت تحته :
إذا لم يجد صبراً لكتمان سرّه * فليس لهُ شيء سوى الموتِ أنفعُ
ثم عدتُ في اليوم الثالث فوجدتُ شابا ملقى تحت الحجر ميتا ، فقلت لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و قد كتب قبل موته :
سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا * سلامي على من كانَ للوصلِ يمنعُ