بسم الله الرحمن الرحيم

اولا لنسلم أنه لا بد من خالق وأنه واحد لا شريك له

ثانيا معنى اسم الخالق واسم المخلوق
الخالق اسم فاعل مشتق من خلق قال ابن فارس: (خَلَقَ) الْخَاءُ وَاللَّامُ وَالْقَافُ أَصْلَانِ: أَحَدُهُمَا تَقْدِيرُ الشَّيْءِ، وَالْآخَرُ مَلَاسَةُ الشَّيْءِ.
فَأَمَّا الْأَوَّلُ فَقَوْلُهُمْ: خَلَقْتُ الْأَدِيمَ لِلسِّقَاءِ، إِذَا قَدَرْتَهُ. قَالَ:
لَمْ يَحْشِمِ الْخَالِقَاتِ فَرْيَتُهَا ... وَلَمْ يَغِضْ مِنْ نِطَافِهَا السَّرَبُ
وَقَالَ زُهَيْرٌ:
وَلَأَنْتَ تَفْرِي، مَا خَلَقْتَ، وَبَعْ ... ضُ الْقَوْمِ يَخْلُقُ ثُمَّ لَا يَفْرِي
وَمِنْ ذَلِكَ الْخُلُقِ، وَهِيَ السَّجِيَّةُ، لِأَنَّ صَاحِبَهُ قَدْ قُدِّرُ عَلَيْهِ. وَفُلَانٌ خَلِيقٌ بِكَذَا، وَأَخْلِقْ بِهِ، أَيْ مَا أَخْلَقَهُ، أَيْ هُوَ مِمَّنْ يُقَدَّرُ فِيهِ ذَلِكَ. وَالْخَلَّاقُ: النَّصِيبُ ; لِأَنَّهُ قَدْ قُدِّرَ لِكُلِّ أَحَدٍ نَصِيبُهُ.
وَمِنَ الْبَابِ رَجُلٌ مُخْتَلَقٌ: تَامُ الْخَلْقِ. وَالْخُلُقُ: خُلُقُ الْكَذِبِ، وَهُوَ اخْتِلَاقُهُ وَاخْتِرَاعُهُ وَتَقْدِيرُهُ فِي النَّفْسِ. قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا} [العنكبوت: 17] .....(مقاييس)
والخلق يأتي بمعنى الصنع والإنشاء والإيجاد على غير مثال سابق قال تعالى:.. صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ (88) وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وقال تعالى: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79)

فالخالق هو الذي أوجد وأنشأ وصنع كل شيء بعد عدمه وبتقدير مسبق
فالمخلوق هو الذي وُجد وصُنع بفعل وتقدير غيره

ثالثا اذا قلنا من خلق الله فهذا يعني ان الله سبحانه مخلوق وان الذي خلقه هو الخالق ،كذلك اذا قلنا من خلق هذا الذي خلق الله سبحانه فهذا يعني أن هذا الذي خلق الله مخلوق والذي خلقه هو الخالق فهنا تدخل في تسلسل اصله باطل لأن المخلوق ليس بخالق فلا يقدر على ايجاد وصنع وانشاء شيء بعد عدمه وبتقدير مسبق غير مسبوق! لأن تقديره مقدر مسبوق وفعله مصنوع فكيف له أن يخلق خالقا فبطل التسلسل بمجرد هذا لأننا دخلنا في الدور القبلي السبقي وهو مثل أن يقال لا يكون هذا إلا بعد ذاك، ولا يكون ذاك إلا بعد هذا وتطبيقه هنا أنه لا يكون المخلوق الا بعد الخالق ولا يكون الخالق الا بعد المخلوق وهذا باطل ممتنع باتفاق العقلاء

فلا بد من خالق في الأزل متصف بالأولية أي هو الأول فليس قبله شيء والذي منه بدء كل شيء فلو لم يكن الأول لما بدأ زمان ولا وجد مكان. ولقد علمت الخلائق كلها من لدن خلقها الى نهايتها أنه لم يتجرأ احد على القول بأن احدا خلق الله سبحانه طبعا بحجة قاطعة والا فان الكثير من الكفار ليفترون على الله الكذب وهم يعلمون.