تجربة قد تكون ملهمة إذا رغبتَ وبرّأتني من الغرور .. ذهبتُ في بداية الكتابة إلى بعض الأدباء وزرت مجلاتٍ وصحفاً؛ لأعرض عليهم شيئاً ممّا كتبت ..
لا أذكر أن أحداً منهم شجعني وأخذ بيدي ، شاعر كبير قرأت له مقالة فقال لي : لا تسرق ! وأستاذ له قدره أبى أن يستمع إليّ بحجة أنه ما عاد يحفل بمثل هذا .. ورئيس تحرير مجلة نهرني في الهاتف ، ورئيس تحرير مجلة أخرى خرجت من مكتبه شبه مطرود ومسؤول في مجلة طيب خاطري بكلمة سريعة وهو يمشي لاستقبال ضيوف عنده في المكتب ... وهكذا طويلاً من الإهانة أو شبهها ، حقيقة لا أدري لم كان هذا لكنه ما كان ، فكرهت أوهام النخبة وبصقت المداد عليها، وعدتُ أدراجي - منكسراً - إلى عزلتي ومكتبتي لسنواتٍ لا أكاد أعرف أحداً ، ثم خرجت أقوى مما كنت عليه ، وكتبت وواصلت إلى أن رحّب بي الأدباء ، وعرضت عليّ الكتابة - بإلحاح من بعضها وإغراء وبما أريد من مساحة ويوم - في أكثر من عشرٍ من الصحف والمجلات ، بعضها مما خرجت منه شبه مطرود ! لكن نفسي كانت قد يبست فلم يعد بي حاجة إلى مثل هذا فلم أكتب إلا القليل في صفحات غير ثابتة ثم تركت هذا كلّه ، ولأني لم أكن قد درست على طرائق طلبة العلم فلم أتتلمذ على المشايخ ، ولم أكن على علاقة بنوادي المثقفين ؛ فقد كنت غريباً على هؤلاء وهؤلاء ، فأستوحش كثير منهم من هذا الذي هبط عليهم لا يدرون من أين جاء ! فكان استيحاشهم مني باعثاً لأنسي بنفسي ، ماهداً العودة مرة أخرى إلى شبه عزلة بين كتبي، مواصلاً سير هذا الطريق لغايات أخرى هي أسمى في نفسي من الناس ودنيا الناس، مع شيء من هذا التواصل في تويتر، والحمد لله رب العالمين ..