في كتاب "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال" لأبي عبيد البكري ص 403 - 404 :
قال أبو عبيد : قال الأصمعي وغيره في هذا المثل : ( لَيْسَ هذا بِعُشِّكِ فَادْرجي ) أي : ليس هذا من الأمر الذي لكَ فيه حق فدعه ، وقد يضرب مثلاً للرجل ينزل المنزل لا يصلح له .
ع : قال ابن قتيبة : يُضرب مثلاً للرجل المطمئن المقيم وقد أظلّه أمر عظيم يحتاج إلى مباشرته والخفوف فيه .
وقد أتى به الحجاج في خطبته حين دخل العراق فقال : ( إني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها كأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى ليس أوانَ عُشّكِ فادرجي ليس أوانَ يكثرُ الخِلاط )
وإنما حضّهم يومئذ على اللحاق بالمهلب لقتال الأزارقة . والخلاط : السّفَادُ.
وفي تهذيب اللغة للأزهري 10 /340 :
ومن أمثالهم : ( ليس ذا بعشّك فادرُجي ) ، أي : تحوَّلي وامضي واذهبي .
وأخبرني المنذري عن المبرَّد عن التَّوَّزيّ قال : كنت عند أبي عبيدة فجاءه رجل من أصحاب الأخفش فقال لنا أليس هذا فلاناً ؟ قلنا بلى ، فلما انتهى إليه الرجل قال ( ليس هذا بعشك فادرُجي ) فقلنا يا أبا عبيدة لمن يُضرب هذا المثل ؟ قال لمن يُرفع له بحبال أو يُطرد ، قاله المبرِّد .
وفي جمهرة الأمثال لأبي هلال العسكري 2 / 197:
1521 - قولهم ليس بعشك فادرجي
أي : ليس مما ينبغي لك فزل عنه ، والعش ما يكون في الشجرة والجمع عششة وقد عشش الطائر .
والدرجان والدروج المضي في تقارب خطو وضعف مشى ..
وفي "نهاية الأرب في فنون الأدب" للنويري 3 / 49 :
وقولهم: «ليس هذا بعشّك فادرجي» : يضرب لمن يرفع نفسه فوق قدره.اهــ
قلت : ويضرب أيضا لمن يترشح لما ليس من فنه ولا علمه ، فيقال له : ليس هذا عشك فادرجي .
قال الزمخشري في "المستقصى في أمثال العرب" 2 / 305 :
ليس بعشك فادرجي يضْرب لمن يَدعِي أمرا لَيْسَ من شَأْنه ..