بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد فانتشار الفرق والطوائف من الأمور التي أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث الافتراق والفرقة والتفرق ما زالا ينخران في جسد الأمة حتى أرداها في أسفل الدركات وهكذا البدع تنشأ يسيرة ثم تربو وتربو حتى تخرج صاحبها عن دائرة الإسلام .
لذلك أكد العلماء على ضرورة بناء العقائد بالأدلة النصية والعقلية لإبعاد كل شك وارتياب في الدين الحق ، ومما ابتلينا به في العصر الحاضر من هذه الفرق فرقة القاديانية الأحمدية وقد انبرى لها العلماء مذ نشأتها فبينوا ضلالها وخطأها ومبادءها الفاسدة ، ولكونها تخالف المسلمين في الأصول القطعية كختم النبوة بمحمد صلى الله عليه وسلم فإن العاقل يستبعد أن يصدقها العامة وينخرط في الناس في صفوفها ولكن لما رأينا انتشارها في ربوع الجزائر كان من اللازم بيان سفهها وخطرها على عقائد أبنائنا وشبابنا ليلا ينخدعوا بها .
وهاأناذا شارع بإذن الله تعالى في سلسلة مقالات أبين حقيقتها وخطرها وعقائدها الباطلة وطرق انتشارها والدواعي التي جعلت الناس يرتمون في أحضانها لعل وعسى أن نبصر الناس ونطرد شر الوسواس الخناس من الجنة والناس .
حقيقة القاديانية
نسبتها ومؤسسها
غلام أحمد : أصله وولادته ونشأته

ساقغلامأحمدنَسب هفذكرأنَّآباءهك انوايسكنون "سمرقند"ثمرحلواإ لىالهند،واستوطن وا "قاديان" وصارتلَهمالرياس َةفيتِلكالناحية ،ثمدارتعليهمالد وائر،وانهالتعلي همالمصائب،وذَهَ بَتعنهمتلكالريا سة،ونُهِبَتأموا لهم،وقال:" ثمردَّالله إلى أبي بعض القُرى في عهد الدولة البريطانية".
وُلدغلامأحمدسنة 1252هـ،ولمابلغسِن َّالتعليمشَرعفي قِراءةالقُرآنوب عضِالكُتُبالفار ِسية،ولمابلغالع اشرةمِنعمرهتعلّ َماللغةالعربية، ولمابلغالسابعةع شراتصلَبأستاذفت لقىعنهالنحووالم نطقوالفلسَفَة، وقرأ على أبيه كتباً في عِلم الطب، وأمَّا العلوم الدينية فلم يدرسها على أيِّ مُعلِّم، وإنما كان له وُلُوع بمطالعتها.
وعندماقَطعمسافة ًفيالتعلمكانتال سلطَةالبريطانيّ َةقدامتدتعلىالب ِنجَاب،وكانالشب انيطمحونإلىالمَ نَاصِبفاندفعغلا مأحمد يبحث عن وَظيفة، فذهب إلى "سيلكوت" وتقلد وظيفةً في إدارة نائب المندوب السامي، ثم استقال مِنها بعد أربعة أعوامٍ إجابةً لرغبةِ أبيه الذي رَأى نفسَه في حَاجةٍ على مُساعدتِه له في إدارة شؤونه الخاصة.
وفيسنة 1876ممرِض أبُوه، فزَعم غلام أحمد أنَّه نَزَل عليه وَحي مِن الله بأنَّ أبَاه سَيمُوت بَعدَ الغُروب، وكَان هذا الإخبار في زعمهم أوَّل وحي نَزَلَ عليه، وأخذَ بعد هذا يُصرِّحُ بِبَعض آراء، زاعماً أنه يتلقاها مِن طَرِيقِ الوَحي، وكان المسلمون يُلاقون هذه المزاعِم بالإنكار الشديد، فَرَحل إلى بلدة "لودهيانة" وأذاع منشوراً أعلن فيه أنَّهُ المسيح المُنتَظر، فقام في وجهِهِ عُلماء الشريعة بالإنكار، ومِن بين هؤلاء العلماء "مولوي محمد حسين" صاحب جريدة "إشاعة السُنَّة"، (ودعا مولوي محمد حسين كثيرا من العلماء) إلى "لودهيانة" لمناظرة غلام أحمد، ولكنَّ الوالي "الكوميسر" في هذه الناحية كان في جَانبه، فمَنَع مِن عَقد المُناظَرَة وأرغَمَ "مولوي محمد حسين" ومَن معه من العلماء على مُغادرة البَلَد في اليوم نفسِه.
ثمَّانتقلغلامأح مدإلى "دهلي" داعياًإلىنِحلَت ِهِ،فواجَهَهُال علماءبالإنكار،و طَلَبُوهللمناظر ةفيمايَدعو إليه، وقرَّروا أن يتولى مناظرَته "مولوينظيرحسي " أستاذالحديث،فلم يُجِبغلامأحمدلل مناظرة،ولكن–كم يقولأتباعه- دعا "مولوينظيرحسي " إلىالمباهلة: بأنيَحلِفهذاالأ ستاذعلىأنعيسىبن مريمعليهالسلامل ميَزلحيّاً،وإذا حَلَفَولمينزِلع ليهفي خلال سنةٍ بلاءٌ يَكون غلام أحمد كاذباً في نُبُوَّتِه، ولكن "مولوي نظير حسين" ومن معه من العلماء أَبَوا أن يسلكوا مع غلام أحمد هذه الطريقة بَدَل ما دَعَوه إليه من المناظرة.
وبعدهذادعاأهالي "دهلي" مولويمحمودبشيرم نمدينة "بهوبال" لمناظرةغلامأحمد ، وحكى هذا "محمود بن غلام أحمد" ولم يزد على أن قال:" وطُبِعَت هذه المناظرة".
وفيسنة 1892 ذهبإلى "لاهور" أيضا،فَجَرَتبين هوبينمولويعبدال حكيممناظرة،ذكره ذهالمناظرةأيضام حمودبنغلامأحمد، ولميتعرضلِوَصفه اأولِمَنكانالفو زفينهايتها.
وفي سنة 1896 عُقد مُؤتمر الأديان في "لاهور" وحضره مُمَثِّلو مِلل كثيرة، ويقول محمود بن غلام أحمد:"إن غلام أحمد هو الذي اقترح عَقدَ هذا المؤتمر، وغَرضه من هذا الاقتراح تعريف العالَم بحقيقة رسالته"، وقالوا: إنَّه كان عندما شرع في كتابة المقال الذي أراد إلقاءه في المؤتمر أخَذَه إسهَال عَنِيف، ثم أتَمَّه، وزعموا أنَّه أُوحي إليه بأنَّ مَقَاله سيَفُوقُ كلَّ مَا يُلقى في المُؤتمر، ولا يُنتظر مِنهم بَعد هذا إلا أن يقولوا: إنَّ مقاله في المؤتمر فوق كلِّ مقال، وذَكروا أن أتباعه إلى ذلك الحين لا يَزِيدون على ثلاثمائة شخصٍ.
وفيسنة 1897 دعا "حسينكامي" سفيرتركيافيالبن جابغلامأحمدللاج تماعفلميُجب،فذه بإليهبِنَفسه،وس َمِعمنهمايدَّعي همِننُزُولالوحي ،وبَعدانصرَافهع نهنَشرفيصُحُف "لاهور" مقالاأنكرفيهماي دَّعيهغلامأحمدأ شدَّالإنكار،وكا نلِهذاالمقالأثر ٌ في ازدياد حَنَق المسلمين على غلام أحمد في تِلك البلاد.
وفيتلكالسنةنَشَ رغلامأحمدتَحتعُ نوان "الصلحُخَير" خطاباًلعلماءالإ سلام،يدعوهمفيهأ نيكفُّواعنمعارض َتهوالتشنيعِعلي همدَّةعشرسنين،ف إذاكانكاذبافسيص ادفهمايُظهركَذِ به،وإذا تبيَّن صدقه فستكون هذه الهدنة سبباً لمعرفتهم للحق، ونجاتهم مِن العقاب الذي سيُنزله الله على مَن يُناوئونه.
ولمتَجِدهذهالمك يدةعِندعلماءالإ سلامغباوةً،فرفَ ضواهذاالاقتراحو استمروافيتفنِيد آرائهوتَحذيرالن اسمِنالسقوطفيضل الَتِه.
وفيهذهالسنة قَصدَ غلام أحمد إلى التخلُّص مِن حَملَة المنكرين عليه، فلجأ إلى حاكم الهند العام وقدَّم له مطلباً قال فيه: (إن أصل اضطراب الهند هو المشاغبات الدِينيَّة، فيَجِب وَضع قانونٍ يُسوِّغ لأتباع كُلِّ دِين إظهارَ حقائق دينهم ويَحمِيهم مِن تعرُّض غيرهم لَهم).
وفي سنة 1898 وضع لأتباعه قانونا هو أن لا يُزَوِّجوا بناتهم لِمن لم يكن مصدِّقا بنُبوَّته، وفي هذه السنة أسَّس مدرسة بقاديان لتعليم أبناء شيعته حتى يَشِبُّوا على مبادئ نِحلَتِه.
وفيسنة 1900 بنىمسجدابقاديان ،ولكنأقارِبَهال ذينسلَّمهماللهم ننَزَغاته بَنَوا أمام هذا المسجد جداراً جَعَل أشياعه لا يَصِلُون إلى المسجد إلا بَعد أن يَمشوا مسافةً طويلةً، فرفع غلام أحمد دَعوى فقَضَت المحكمة بإِزَالة الجدار.
وفيهذهالسنةألقَ ىعلىطائفتهالخُط بةالتييسميها "الخُطبةالإلهام َّة"،وأتباعُهيع دُّونهامنمعجزات ه، وسَنَنقُل فيما بعد شيئاً من هذيانها وضَلالاتها.
وفيسنة 1901 أمرأتباعهبإحصاء عددهموتقييدأسما ئِهمفيسِجِل،قال ابنهمحمودبشير:" وكانتهذهالسنةمب دأَالتفريقِبينه موبينَالمسلمين".
وفيسنة 1902 أصدرَمجلةًلنشرم ذهبهسماها "مجلةالأديان"،وه ي تنشر باللغتين: الأوردية والإنكليزية ، وكان يَكتُبُ فيها بعضَ مقالاتٍ بنفسِه، وفي هذه السنة أقام عليه السيد كريم الدين قضيَّة ادعى فيها أنه تَنَاوله بالقذف، واستُدعِيَ غلام أحمد إلى المحاكمة ببلدة "جهلوم" وحضر لدى المحكمة وقضت ببراءَتِه.
وفيسنة 1903 قُتِل أحدُ دُعاة مذهبه وهو السيد عبد اللطيف بمدينة "كابل"، بسبَب مُروقه من الدين، وفي هذه السنة كَتب غلام أحمد مَقالا خَرج فيه إلى شَتم السيد كريم الدين حتى قال عنه:"إنه كذاب لئيم"، فرفع عليه السيد كريم الدين قضيَّة قذف ثانية، واستدعي غلام أحمد إلى المحاكمة في بلدة "جردسبور" فَقَضَت المحكمة بغرامة قَدرها 500 روبية، فاستأنف القضيَّة لدى محكمة "أمرتسر" وكان القاضي إنجليزياً فَنَقَض الحُكمَ وقضى بِبَراءته.
وسافربعدذلكإلى "لاهور" و"سيلكوت" ليخطُبداعياعلىم ذهبه،فأصدرالعلم اءهناكمنشوراًين صحُونفيهالناس (بأن لا) يستمعوا إلى خُطَبِه، وخَطَب مرَّة واحدة فَثَار الناس عليه بالإنكار وحاولوا رميه بالحجارة، ولكنَّه كان كما هو شأنه في هذه المواقع محاطا بالشرطة (البوليس) فحَمَوهُحتىركِب القطارهَارِبا.
وفيسنة 1905 أسَّسمدرسةدينية عربيةفيقاديانلت خريجدعاة عارفين بمقاصد نِحلَته، وفي هذه السنة سافر إلى "دهلي" فقام العلماء في وجهه، ولم يتمَكَّن مِن الخطابة في مَحَلٍّ عام، إلا أنَّه دعا طائفة إلى المنزل الذي يقيم فيه ليَبُثَّ بينهم مبادئ مذهبه، فلَقِيَ مِن بعض الحاضرين مُعارَضة وإنكاراً، فغادَرَ المدينة خائباً.
وعند عودَتِه من "دهلي" مرَّ على بلد "أمرتسر" وعزم على إلقاء خُطبة في قاعة المحاضرات، وجاء العلماء يُحذِّرون الناس من الاستماع إليه، ولَمَّا دخل قاعة المحاضرات وأخذ يخطب، قدَّم أحدُ له أتباعِه قَدَح شَاي، وكان الاجتماع في نهار رمضان، فأخذ منه الرشفَةَ الأولى، فصاحَ الحاضرون بالإنكارِ عليه، فأجابَ بأنَّه مُسافر وقد رُخِّص للمسافرِ الفطر في رمضان، ووقع عَقِبَ هذا هِياج فانقطعَ عَن الخَطابة وانصرَف في حِماية الشرطة (البوليس) واضطر إلى مغادرة المدينة.
وفيسنة 1905 زعمأنَّهأُوحِيَ إليهأنَّأجلهقدق َرُب وكَتَبَ الكتاب المعروف عندهم بالوصاية، ولكن أجله امتد بعد هذا نحو ثلاث سنين، وفي هذِهِ السنة زعم أنَّه أُوحِيَ إليه بإِنشَاء مَقبرة خاصة لأتباعِهِ، وفَرَض على مَن يُريد الدفنَ فيها أن يَهب لِخَزِينتهم رُبع ماله.
وفيسنة 1907 قامتحركةٌوطنيةٌ في "البنجاب" فانحَازَ غلام أحمد إلى جانب الحكومة، وأذاعَ منشوراً دَعَا فيه أتباعه إلى موالاة الحكومة ومساعدَتِها على إخماد الحركة الوطنية، ففعلوا!
وفيهذهالسنةانعق دمؤتمرالأديانفي "لاهور" وحضرهمندوبوالدي انات،وبعثغلامأح مدمقالاًليُقرأف يالمؤتمر،ولمَّا قام أحدُ أتباعِه لقرَاءَتِه قابله جماعةٌ مِن الحاضرين بالازدراء ورَمَوه بكلمات الاستهزاء.
وفيسنة 1908 ذهبإلى "لاهور" وعندماوصلإليهاأ نكرالمسلمونمَجي ئَه،وصارالعُلما ءيَجتَمعونكلَّي ومبعدصلاةالعصرِ فيبَرَاححولمَنز له،ويُلقونخُطَب ايُحذِّرون فيها الناس من الاغترار بِمزَاعِمِهِ.
وكان غلام أحمد مُبتلى بإسهال مُزمِن، فاشتدَّ عليه وهو في "لاهور"، ومات في مايو من هذه السنة 1908 الموافقة لسنة 1326 هجرية، ونُقِل إلى قاديان ودُفن بِها، وانتَخَب أتباعه لرياسة المذهب حكيم نور الدين حتى مات سنة 1914، فانتقلت الرياسَة إلى بشير الدين محمود ابن واضِعِ هذه النحلَة غلام أحمد، وقد هلك في 8 نوفمبر 1965م، ثم خلفه ابنه مرزا ناصر أحمد إلى هلاكه في 8 جوان 1982م، ثم خلفه أخوه مرزا طاهر أحمد إلى هلاكه في 19 أفريل 2003م ، وخليفته الحالي هو ميرزا مسرور أحمد وهو من أحفاد شريف أحمد بن مدعي النبوة.

من خلال التعريف بهذا الدعي الغلام غلام أحمد ميرزا نتبين عدة أمور :
1ـ أن الرجل كذاب دجال مدع للنبوة .
2ــ أن علماء عصره وقفوا له بالمرصاد وبينوا دجله.
3ـ أنه كان يتهرب من مناظرة علماء الشريعة .
4ـ أنه كان يستغل سذاجة أتباعه ليفرض علهم الرسوم الكبيرة كما قرأنا فيمن أراد أ يدفن في مقبرته بدفع ربع ماله .
5ـ أنه كان يستهتر بالشرائع فأفطر في رمضان علنا لأن المسافر وإن رخص له الفطر إلا أنه لا يجوز له هتك حرمة رمضان بالأكل جهرة .
6ـ أن أتباعه في ذلك الوقت من العملاء لدولة الانجليز المستعمرة، ولنا إن شاء الله مقالا حول ولاء القاديانية للانجليز وعمالتهم لها.