يستدل البعض بقول الله تعالى : {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ}
ويستدل ببعض الآثار - وقد يقال : إنها أخذت من الاسرائيليات - وهو الصواب -
منها ما أخرجه ابن جرير قال :
27796- حَدَّثَنَا بِشْرٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى} : كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ كَانَ ابْنَ عَمِّهِ أَخِي أَبِيهِ ،
وَكَانَ يُسَمَّى الْمُنَوَّرَ مِنْ حُسْنِ صَوْرَتِهِ فِي التَّوْرَاةِ ، وَلَكِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ نَافَقَ ، كَمَا نَافَقَ السَّامِرِيُّ ، فَأَهْلَكَهُ الْبَغْيُ.

مع أن الآيات ظاهرها أنه لم يؤمن أصلا !
قال تعالي: ( وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ )

وقوله تعالي : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (23) إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ )

وغيرها من الآيات .

وأما قوله تعالى : ( من قوم موسى ) معناه كما قال ابن جرير: وأكثر أهل العلم على أنه كان ابن عمه، والله أعلم.