تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: شحذ الهمم نحو شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    Lightbulb شحذ الهمم نحو شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


    بسم الله
    والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.

    أما بعد:

    "الإنسان كثير النسيان كثير الخطأ النفس تأمره بالسوء والشيطان يغريه بالمعاصي وإذا كانت الأجسام تمرض , وتصيبها العلل والآفات وذلك يستلزم وجود الطبيب , الذي يصف الدواء المناسب , لتعود الأجسام إلى اعتدالها فكذلك النفوس , والقلوب تصيبها أمراض الشهوات والشبهات فتقع فيما حرم الله من سفك الدماء واستباحة الفروج وشرب الخمور . وظلم الناس وأكل أموالهم بالباطل والصد عن سبيل الله والكفر بالله .

    أمراض القلوب أشد خطراً من أمراض الأجسام وذلك يستلزم وجود الطبيب الماهر ولكثرة أمراض القلوب ، وما ينشأ عنها من الشرور والفساد كلف الله المؤمنين بعلاج تلك الأمراض ، بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )
    آل عمران/104 .

    والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أسمى الوظائف الإسلامية بل هي أشرفها وأعلاها , وهي وظيفة الأنبياء والرسل عليهم السلام كما قال سبحانه : ( رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل )
    النساء/165 .

    وقد جعل الله الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس لقيامها بهذه الوظيفة العظيمة كما قال سبحانه : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)
    آل عمران/110 .

    وإذا عطلت الأمة شعيرة الأمر بالمعروف , والنهي عن المنكر , انتشر الظلم والفساد في الأمة واستحقت لعنة الله وقد لعن الله الذين كفروا من بني إسرائيل ، لتعطيلهم هذه الشعيرة العظيمة , كما قال سبحانه : (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)
    المائدة/78 ".
    https://islamqa.info/ar/11403




    أخواتي نذكر التجارب في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لشحذ الهمة، في معالجة المنكرات في المجتمع وفي أوساط النساء خاصة...








    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    تجارب شخصية في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر



    مريم عبد الله النعيمي .. كاتبة وباحثة إماراتية
    مجلة العصر

    من تجاربي في تغيير بعض الأخطاء
    قد يكون هذا المقال نوعا من سرد أحداث شخصية مجردة. وقد يظن القارئ للوهلة الأولى أنها استعراض عضلات أو ذكر مآثر شخصية أريد تسجيلها عبر هذه المساحة المكتوبة، لكن الأمر جد مختلف، وما سيعرض من تجارب بسيطة في طبيعتها عميقة في دلالاتها، الهدف منها ترسيخ قيمة رفض الأخطاء ،والدعوة للتحرر من التفكير الضيق، الذي يحرمنا في كثير من الأحيان من ممارسة حقنا المشروع في التعبير عن آرائنا!!


    فيما سأسرد من تجارب بسيطة في طبيعتها مؤثرة في نتائجها يعكس قيمة حضارية علينا نحن كمسلمين أن لا نفرط بها وسلوكا متفوقا للمسلم الذي أراده الله عز وجل أن يكون شاهدا على البشرية ومبلغا عن رب العالمين.

    القصص والتجارب في إنكار الخطأ، تحفز على التغيير وتعكس نتائجه النقلة الإيجابية الممكنة، فيما لو تقدمنا للأمام وأعلنا الرفض عما نعتقد أنه مسيء للمجتمع ومتجاوز للخطوط الحمراء.

    قبل أكثر من عام، نشرت صحيفة كبرى في الإمارات، وفي ملحقها اليومي وعلى صفحتها الأولى إعلانا عن حذاء نسائي، وكان الإعلان مثيرا وفيه ما يصدم ذوق القارئ، ويجرح مشاعره، الأمر الذي كان يستدعي التعبير عن الرفض لمنع تكرار تلك المحاولة.

    كانت الساعة الثانية ظهرا حين اتصلت بقسم الإعلان بالصحيفة، ولم أنتظر إلا لحظات لأستمع لصوت امرأة مثقلة بالحزن والاستياء تجيب على الهاتف، وبعد أن طلبت منها المسئول عن قسم الإعلانات بالصحيفة، سألتني بخصوص ماذا؟ فقلت لها بخصوص إعلان عرض على صحيفتكم اليوم.

    فتنهدت بمرارة، وقالت لي نعم الإعلان الذي ظهر في الجزء الثاني من الصحيفة عن أحد الأحذية، فأبديت لها دهشتي، فقالت لا تستغربي فمنذ الصباح الباكر، ونحن نتلقى اتصالات والمسئول قد أغلق الباب على نفسه وهو في حالة تثير الرثاء والشفقة!

    علمت حينها مدى حيوية مجتمعاتنا، ومدى أهمية أن نتحرك للتعبير عن غضبنا، وبما أن المسئول قد انهار خلال ساعات من تلقي المكالمات الغاضبة، فماذا لو حوصر هو أو غيره على مدى الأيام والأسابيع؟أعتقد أن الصورة سوف تكون لصالح تحسين أداء وسائلنا الإعلامية، وإجبارها على عدم الاندفاع وراء التسطيح والإسفاف.

    في تجربة ثانية في التعبير عن الرفض لأداء الإعلام، حين يتجاوز خطوطه الحمراء، كانت النتائج إيجابية أيضا.

    قبل مدة، قامت إحدى أكبر قنواتنا الفضائية بعرض لقطة من برنامج شبابي، قدم فيها الضيف إجابة صادمة على سؤال عن رأيه في سلوك معين يمارسه بعض الشباب غير المتزوجين، ورغم أن الشرع كان له حكمه الصريح، إلا أن الضيف لم يكتف فقط بإباحة أمر محرم، بل وأخذ يزين ذلك السلوك في أعين الشباب، ويربطه بالرجولة والنضج والقوة!!

    ورغم أن البرنامج كما ذكرت كان إسلامي الطابع، إلا أن الرجل أساء في عرض فكرته، وكان فجا واستخدم ألفاظا لا أخلاقية، بل حتى رؤيته، كانت تصطدم اصطداما واضحا مع الدين، الذي أمر بالعفة والاستعفاف!!

    لقد تم عرض وتكرار تلك الحلقة على مدى عدة أيام، تجاوزت الأسبوع والأسبوعين، حيث كان يبث الإعلان في الموسم الصيفي، الذي تكثر فيه إعادة الحلقات!!

    لم يكن من الصعب اتخاذ قرار بالاتصال الهاتفي بتلك المحطة الكبيرة، والمحمول اليوم يفعل الكثير ويساعد على الاتصال من أي مكان.

    بعد محاولة أو اثنتين أتاني صوت موظف في العلاقات العامة، يسأل عن سبب الاتصال، فأجبته تقديم رسالة احتجاج واضحة وصريحة لما تبثه القناة منذ عدة أيام وفي أوقات الذروة يوميا حول لقطة إعلانية ممجوجة لبرنامج إسلامي الطابع.

    أبديت حينها غضبا كبيرا لاستهتار القناة وعدم قدرتها على التمييز بين المناسب وغير المناسب لعرضه أمام الناس، المهم أني وجدت تفاعلا واهتماما كبيرين بالملاحظات التي عرضتها، وأخذ موظف العلاقات العامة اسمي ورقم هاتفي، ودّون الملاحظات وأعاد قراءتها من جديد.

    بعد يوم واحد فقط من إجراء المكالمة اختفى الإعلان عن الحلقة، واختفت العبارات المخلة بالأدب مع ذلك الإعلان، ما سبب لي ارتياحا وزادني ثقة أن المطلوب منا أن نبذل ما نستطيع والباقي على الله.

    ولو أن كل فرد فكر في تغيير خطأ يراه ويقلقه وضع أمام نفسه العوائق الذهنية، وبدا يفكر بأسلوب مهزوم، فلن يغير ذلك أي خلل ولن يصلح ذلك التفكير أي عطب!

    المطلوب فقط أن نطلق لإرادتنا العنان، وأن لا نكبل تلك الإرادة بوهم الشعور بالضعف والعجز وقلة الحيلة، فالعاجز لا ينجز، والذي يرى نفسه غير قادر على التغيير، ولو في إنكار منكر، بأسلوب شفوي وبالكلمة المجردة، فمعنى ذلك أن هذا المسلم بعيد كل البعد عن فهم أبجديات تحقيق الإيمان وتحويله لمصدر قوة وطاقة، لا يمكن إيقافها متى ما توفرت الثقة بالنفس والغيرة على الخير والفضيلة.

    استدعاء ذكريات النجاح في تغيير الخطأ أو الحد من عنفوانه وشدته، لا شك أنه يمنح المرء حافزا للمواصلة طالما أن هناك من يمضي في هذا الطريق ويواصل حتى النهاية.

    قبل عام أو أكثر، ونتيجة لتغيير الإدارة في إحدى صحفنا المحلية، لاحظ القراء أن الملحق الطبي لتلك الصحيفة اليومية تخلى عن وقاره، وارتدى ثوبا يكشف أكثر مما يستر من عورة وعيب!!

    فعلى مدى أسابيع عدة، فوجئت كما فوجئ غيري بعدد كبير من القراء، بالجرأة التي تصل إلى حد الوقاحة والإسفاف على غلاف ذلك الملحق الأسبوعي التابع للصحيفة المحلية.

    وفي الأسبوع الأول، حدثت نفسي كغيري، بأنه ربما حدث خطأ وتجاوز غير مقصودين، وسرعان ما سيتم الإصلاح والتدارك، فالموضوعات الطبية لا علاقة لها برجال ونساء وأطفال شبه عراة على شاطئ البحر، أو نساء يرتدين ملابس فاضحة، تسيء لقيم المجتمع وتصدم القارئ دون ذنب!!

    بعد مرور عدة أسابيع، كان الوضع قد ازداد سوء، وصارت المجلة الطبية كأنها مجلة للاستعراض والمجون!! لم يكن الصمت قرارا صائبا، ولا السكوت أكثر أمام هذا الانفلات، فقد بدا واضحا أن هناك قرارا خفيا بالخروج عن ضوابط المجتمع، والدخول في المناطق المحظورة وكان الجوال قريبا فرفعت سماعة الهاتف واتصلت على رقم الهاتف المذكور في الصفحة الداخلية بالمجلة.

    لم يطل بي الانتظار، وجاءني صوت رجل في الستين عمره، وبعد الاستفهام، وجدته أحد المؤسسين للقسم الطبي بتلك الصحيفة. وأطلعته على أن سبب الاتصال، تقديم رسالة احتجاج على المسار الجديد للصحيفة اليومية، وتحديدا ما يعرض من صور في المجلة الطبية، التي تدخل منذ الصباح الباكر لبيوتنا ومؤسساتنا دون استئذان!!

    في البداية، حاول التهرب وإبداء اللامبالاة، وأظهر حججا واهية، لكنه في أثناء المكالمة، بدا شخصا مختلفا تماما، وانقلب على كثير من تبريراته التي قدمها في بداية حديثه.

    أذكر أني قلت له أنت تعلم أن النظرية التسويقية التي يقف وراءها مصممو هذه المجلة، نظرية متهالكة، والدليل على ذلك أن هناك رسائل احتجاج وصلتكم كما أعتقد طيلة الأسابيع الفائتة. فأجاب نعم تلقينا الكثير من المكالمات، وكلها كانت تحتج على المسار الجديد للمجلة الطبية، فقلت له إذن نظرية "الجمهور عاوز كده"، ليست نظرية صحيحة يا سيدي، ألا ترى أن من اتصل بك هم رجال ونساء لديهم أسر ويحرجهم إلى أبعد حد وجود هذه الصور كل أسبوع في بيوتهم؟!!

    إن الجمهور يا أستاذ يتضمن شريحة ما زالت قابضة على قيمها ومبادئها بقوة، وهي ليست على استعداد للتضحية بتلك المبادئ ومن أخبرك أن الصور شبه العارية ستزيد من أرقام المبيعات هو واهم ولاشك فأغلب الأسر ترغب في إنتاج إعلامي نظيف. أما تجاوز الخطوط الحمراء رغبة في مضاعفة الأرباح، فتلك خسارة وطنية وأخلاقية واجتماعية لا يمكن القبول بها!!

    بعد قرابة 15 دقيقة وأكثر من الأخذ والرد، بدا الرجل غير قادر على الدفاع أكثر عن خط الصحيفة الجديد، خاصة وأنه يؤكد أن هناك رسائل احتجاج وصلته على مدى الأسابيع الفائتة، ورغم شعوره باليأس وتأكيده على أنه سينقل هذا الكلام حرفيا إلى الإدارة، إلا أنه أظهر عدم اقتناعه بإمكانية إحداث تغيير في موقف الإدارة العليا بالصحيفة يعمل بها!!

    السؤال الجديد ماذا كانت نتيجة الرسائل الاحتجاجية التي تقدم بها القراء؟!! كانت النتائج مذهلة، وبعد مرور أسبوع واحد فقط من تلك المكالمة، اعتدل مسار الصحيفة بشكل جذري، واختفت تلك الصور، ومنذ ذلك اليوم وإلى لحظة كتابة هذه السطور لم تعد تلك اللقطات المخلة بالآداب تظهر في الملحق الطبي للصحيفة.

    والسؤال: ما هو الجهد الذي بذله كل من اتصل هاتفيا، وأبدى احتجاجه وغضبه؟

    بصراحة لم يكن هناك جهد على الإطلاق، فالاتصال وبذل دقائق محدودة للتعبير عن الغضب، لا يعد جهدا كبيرا مقارنة بالحصول على تلك النتائج المذهلة، التي أزاحت العبء الثقيل عن كاهل آلاف الأسر التي يسيء إليها أن تقع أبصار بناتها وأولادها منذ الصباح الباكر على صور مسيئة وتحمل رسائل سلبية.

    تجربة أخرى في التغيير، ولكنها أبسط كثيرا، وإن كنت قد تعلمت منها الكثير، واستفدت على المستوى الشخصي، حدثت معي حين قبلت عن غير طيب خاطر إحضار مجلة أسرية إلى المنزل، ولكن مضمونها من الوزن الخفيف كعادة أغلب مجلاتنا، التي ترفع شعار الأسرة، ولا يتجاوز مضمونها الأزياء والديكور وتلقف أخبار الفنانين.

    لمدة من الزمن، كنت كلما انتهيت من زيارة المطبعة التي اعتدت طباعة كتبي عندها، كان مدير المطبعة يصر على إهدائي الصحيفة اليومية، والمجلة الأسبوعية الصادرة من تلك المؤسسة الإعلامية.

    ورغم الاعتذار عن قبول المجلة، بل وإظهار ملاحظاتي عليها، كنت أفاجئ بأن الموظف الآسيوي يحضرها إلى السيارة، ولم يكن هناك بد من القبول بها.

    لاحظت ابنتي الوسطى دخول المجلة إلى المنزل أكثر من مرة، وسألتني عنها، فقلت لها دون اكتراث لا عليك منها، ضعيها في أي درج داخلي، فلا وقت لدينا لقراءة هذا النوع من المجلات.

    فوجئت بأني أعاتب على خطأ لم أقترفه، فقلت لها لم أدفع نقودا لشراء هذه المجلة، بل أرغمت على القبول بها، حيث وصلتني للسيارة ولا تشغلي نفسك بها كثيرا. ثم شرحت لها وجهة نظري، بأنه الشعور بالخجل الذي منعني من الإصرار على رفض المجلة من مدير المطبعة والذي هو شخص وقور ومحترم. ومن غير اللائق النزول من السيارة، وإعادتها إلى مكانها في مكتب مدير المطبعة.

    لكن جوابي لم يكن مقنعا، ولم يكن تبريري منطقيا على الإطلاق. وتكرر الأمر مرات، وفي بعض الأحيان كانت المجلة تصل للسيارة قبل انصرافي من المكتب، ورغم إبداء عدم الرغبة لمدير المطبعة في اقتناء هذه المجلة التي ترفع شعار الأسرة، إلا أن الرجل كان كعادته يؤمن بأن من حسن الضيافة إهداء زبائنه نسخة من مجلتهم الذائعة الصيت، والتي حققت انتشارا واسعا في الخليج.

    مع توالي ردود الفعل الغاضة من ابنتي ومع عتابها لي، فهمت أن علي أن أكون أكثر وضوحا مع مدير المطبعة، فقلت له يا أستاذ لقد أظهرت لك أن أفراد أسرتي وأنا معهم لا نكترث بهذا النوع من الصحافة، وقد عوتبت من قبل ابنتي التي أظهرت غضبا مستمرا، فما رأيك لو تتوقف عن إرسال المجلة التي رغم أنها تباع بآلاف النسخ أسبوعيا، إلا أن هناك فئة من الفتيات تحتج عليكم ولا تقبل باقتناء مطبوعتكم حتى ولو مجانا!!

    فقال إذن هذا موقف نهائي، فقلت له نعم، ولو تكرمت أخبر رئيسة تحرير هذه المجلة أن هناك فتاة لا يتجاوز عمرها الستة عشر عاما، تحاسب أمها على إحضار المجلة للمنزل، فلعل رئيسة التحرير تتأثر، وتفهم أن هناك فئة من فتيات اليوم يبحثن عن المضمون الجيد، والمحتوى الذي يحترم عقولهن ويضيف لهن الكثير!!

    ومنذ ذلك اليوم، سواء ذهبت بنفسي للمطبعة لمتابعة كتبي، أو أرسلت بديلا عني، اختفت المجلة من البيت، وازددت يقينا أن المجاملات، حتى ولو كانت شخصية وفي إطار ضيق، ينبغي أن لا تكون إلا عن اقتناع تام، ومهما كان التعبير الواضح والصريح سيزعج احد الأطراف، فلا بأس، طالما أنه في حدود الأدب، ويصب على انتقاد العمل ولا يجرح الأشخاص!!


    نعم الوضوح مطلوب والصراحة أفضل من الاكتفاء بالرفض البسيط أو الامتناع عن تقديم الرأي كاملا، ولعلي هنا استحضر قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إني لأعجب من جلد الفاجر وعجز الثقة".

    لعل الصفة التي نحتاج إليها في هذا الزمن، الذي كثر فيه تجاوز الخطوط الحمراء، والقفز فوق الثوابت أكثر من أي صفة أخرى، هو التعبير الواضح والصريح للمتسببين في الفوضى، بأن يصلحوا ما أفسدوا، أو أن يقللوا على الأقل من مساحة الاختراق لكل ما هو أصيل وثمين من قيمنا وعاداتنا. هذا وإلا المزيد من الفوضى والخراب دون شعور بالخجل أو وازع من ضمير.



    منــقول
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    نـسـاء في الأفـراح


    عبد الله بن سعيد آل يعن الله



    ...وأما المناقب التي تحلى بها بعض النساء في أفراحنا ، فهي كثيرة جدا ، لكن سألفت الإنتباه إلى بعض الشيء الذي ينبغي أن نخبر بها النساء ، ويكون ذلك حافزا لهن في أفراحهن .


    فهناك من النساء الحاضرات ، من تحضر معها بطاقات دعوية ، أو أشرطة للتوزيع ، أو هدايا لإئتلاف قلوب صاحبات المنكر ويجعلن ذلك وسيلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    كذلك هناك من النساء من تمتلك الشجاعة للوقوف أمام الحاضرات وإلقاء كلمة قصيرة تحرك بها قلوب الحاضرات بعد الإذن من أهل الزواج ، وبعض النساء ينسقن مع أحد الدعاة ليلقي كلمة قصيرة عبر الميكرفون من الخارج ، لا تتجاوز العشر دقائق ...

    - ومن المناقب أيضا – الاتجاه الكبير للنساء إلى إقامة الزواج بالطرق الشرعية ، التي لا تنافي الفرح وأُطر الشرع المطهر.

    وهذا المشروع لا بد أن نتبناه جميعا ، من اجل أن يأتي في الأعوام القادمة وزوجات النساء زوجات تتميز بالزوجات المنضبطة ، وهذا سهل جدا ، فقد كان قبل عشرات السنين الماضية لا يكاد يمر زواج إلا وفيه الطبل للرجال ، وبعد سعي المجتمع في إصلاح ذلك ، أصبح الزواج الذي فيه طبل ، شيء غريب في مجتمعاتنا ، وستذكر ما أقول لك ( ستصبح زوجات النساء بإذن الله زوجات سليمة من الآفات والمنكرات ) وذلك بعد سعي المصلحين والمصلحات في ذلك ...

    ومن المناقب ايضا ، عدم التوسع في الذهاب إلى الأفراح ، إلا ما كان سببا في الصلة والمحبة ، ومع ذلك إن وجدوا منكرات في الفرح يباركون لأهل الزواج ثم يفارقون المكان مباشرة ...

    ومن المناقب أيضا -- كما يقول أحد الدعاة وجود نساء يقيمون ( أعراسا أساسها الرضا ، وسمتها التواضع ، وهي نموذج عملي على من يرون أنهم لا يستطيعون تغيير الواقع السيئ في أعراسنا ) ...

    أمة الإسلام : يا أهل الغيرة والدين ، يجب على كل من علم بمنكرات في ليالي الأفراح والأعراس أن ينكرها ، ويبادر بمناصحة أهلها لتغييرها ، فإن لم يتغير المنكر ، وجب عليه الخروج ، ومنع أهله من حضور تلك الليالي الحمراء والظلم الدهماء ، إنكاراً للمنكر ، وغضباً لله تعالى ، وينبغي ان لا تلغى قوامة الرجل على أهله فبعض الأفراح كما يقول أحد الدعاة إخراجها نسائي ، و يجب أن يكون للمرء سبلا في إقناع أهله بالمخاطر التي تحصل في مثل هذه الأفراح ، وأن يحفزهم على عدم التوسع في حضور الزوجات ، وأن يخبرهم بالمخاطر التي قد تحصل في ليلة الفرح ، وأهم ذلك خطر التصوير بالجوال .

    هذا ما استطعت جمعه عن ما يخص النساء في الأفراح ، وأسال الله لي ولهن التوفيق والسداد ، والفوز بالجنة ...

    https://saaid.net/mktarat/alzawaj/163.htm



    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4

    افتراضي

    المنكرات التي لا يطّلع عليها سوى النساء


    منكرات الأفراح .
    ومنكرات البيوت .
    ومنكرات الطالبات .
    ومنكرات الأسواق النسائية .

    فيتعيّن على المرأة المسلمة إنكار تلك المنكرات حسب استطاعتها .
    وكم من المنكرات التي لا يليق إنكارها إلا مِن قبل النساء ، ويكون إنكارها من قِبَلِهِنّ أبلغ في كثير من الأحيان .
    إذ قد يجلب إنكار الرجل - في بعض الأحيان - شبهة أو يُحدث ضجّـة وما أشبه ذلك ، فإن الرجل إما أن يُكلّم المرأة بصوت عالٍ يحدث معه ضجّة أو فضيحة ، أو يُكلم المرأة سِرّاً ، وهذا يجلب شبهة على الرجل ، وكلا الأمرين مرّ ، ولكن لا بدّ من إنكار الرجل لما تخلّت المرأة عن دورها .
    وقد استفاض واشتهر إنكار الصحابيات فمن بعدهن من التابعيات وغيرهن ، وما ذلك إلا لعلمهن بضرورة قيامهن بـهذا الواجب ،وأن عليهن مثل ما على الرجال في ذلك
    وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها على مَنْ كانت تلبس لباسـاً فيه صـورة صليب ، فقد رأت على امرأة بُرْداً فيه تصليب ، فقالت : اطرحيه اطرحيه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى نحو هذا قضبه . رواه الإمام أحمد . ومعنى قَضَبَه : أي قطعه .
    وحدّثت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تَصالِيب إلا نَقَضَه . رواه البخاري .
    وما أكثر الملابس التي فيها صُلبان ، وواجب المسلمة أن تأمر بإزالته ، وتُبيّن هدي النبي صلى الله عليه وسلم تجاه هذا الأمر ، كما فَعَلَتْ عائشة رضي الله عنها .
    فتُبيَّن الحكمة إن عُلِمَتْ ، ويوضّح الدليل إذا عُلِم .
    ومن ذلك أنه قيل لعائشة رضي الله عنها : إن امرأة تلبس النعل ، فقالت : لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَة من النساء . رواه أبو داود وهو حديث صحيح .
    وروى البخاري عن ابن جريج قال : أخبرني عطاء إذ منع ابن هشام النساء الطواف مع الرجال . قال : كيف تَمنعهن وقد طاف نساء النبي صلى الله عليه وسلم مع الرجال ؟ قلت : أبعد الحجاب أو قبل ؟ قال : إي لعمري . لقد أدركته بعد الحجاب .
    قلت : كيف يخالطن الرجال ؟ قال : لم يكن يخالطن ، كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجْرة من الرجال لا تخالطهم .
    فقالت امرأة : انطلقي نستلم يا أم المؤمنين قالت : عنك ، وأَبَتْ .
    ومعنى ( حَجْرَة ) أي ناحية . يعني أنـها لا تُـزاحم الرجال في الطواف .

    ودخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها : يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله تدافعين الرجال ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي .
    وأنكَرَتْ عائشةُ قَشْرَ الوجـه ، فقالت : يا معشر النساء إياكن وقشر الوجه . كما في مسند الإمام أحمد .

    ولما دَخَلَتْ نسوةٌ من أهل الشام على عائشة رضي الله عنها قالت : لعلكن من الكورة - أي البلدة - التي تدخل نساؤها الحمام ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما امرأة وضعت ثيابـها في غير بيت زوجها فقد هتكت ستـرها فيما بينها وبين الله عز وجل . رواه أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .

    فدلّ هذا على حُـرمـة وضـع الثياب في غير بيت الـزوج ، كَمَنْ تضع ثيابـهـا عنــد " الكوافيرة »" وفي المَشاغِل ومن ثم تبدو العورات ، وتـهتك المرأة الستـر الذي بينها وبين الله عز وجل .
    ولم يقف إنكار نساء الصحابة على بنات جنسهنّ ، فقد أنكرت أم الدرداء على عبد الملك بن مروان .
    فقد روى الإمام مسلم عن زيد بن أسلم أن عبد الملك بن مروان بعث إلى أم الدرداء بأنجاد من عنده ، فلما أن كان ذات ليلة قام عبد الملك من الليل ، فدعا خادمه ، فكأنه أبطأ عليه ، فَلَعَنَهُ ، فلما أصبح قالت له أم الدرداء : سمعتك الليلة لَعَنْتَ خادمك حين دعوته ، سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يكون اللعانـون شفعـاء ولا شهداء يوم القيامة .
    والأنجاد : هو متاعُ البيت الذي يزيّنُه .
    وإنكار نساء السلف كثير سواء كان على بنات جنسهن أو كان على الرجال .
    وكم مِن أمٍّ أنكرت على أولادها حتى استقاموا ، فلها مثل أجورهم .
    وكم مِن امرأةٍ أنكرت على زوجها حتى هداه الله على يديها فلها مثل أجره .
    وكم مِن بنتٍ أنكرت على أبيها أو أمِّها أو أخيها أو زميلتها فكانت سبباً في صلاحِ أمرهم وتركهم للمنكرات ، فلها مثل أجورهم .
    ولعل الكثير سمعنَ قصة تلك البُنيّة الصغيرة التي دَخَلَتْ على أبيها في جوف الليل وهو ساهرٌ على ما حرّم الله من الأفلام الساقطة وما شابهها فقالت : يا أبتِ اتقِ الله .

    أمثلة :
    * إذا رأت المسلمة امرأة تطوف بالبيت وقد لبِستْ قفازاً أو نقاباً فإنـها تُنكر عليها ، وتُبيّن لها قول النبي صلى الله عليه وسلم : لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفازين . كما عند البخاري .
    ولكن تستفسر منها قبل ذلك هل هي مُحرِمة ، أو تطوف طواف تطوّع .
    * إذا رأت المسلمة امرأة تلبس العباءة على الكتف تقول لها : أفتى العلماء أن هذا الفعل تشبّهٌ بالرجال ، والنبي صلى الله عليه وسلم لعن المتشبِّهات من النساء بالرجال . رواه البخاري .
    * إذا رأت من تنتف شعر وجهها فإنـها تُنكر عليها وتُبيّن لها حُرمة ذلك الفعل ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن النامصة والمتنمّصة .
    * كذلك إذا رأت من تصِل شعرها أو تلبس الباروكة .
    * إذا رأت امرأة تلبس العاري والضيق أو البنطال " البنطلون " – ولو كان ذلك في أوساط النساء – فإنـها تُبيّن لها أن هذا اللباس هو الكاسي العاري ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم صنفان من أهل النار لم أرهما – فَذَكَرَ منهما – ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . رواه مسلم .
    وهكذا تتناصح المسلمات ويُنكر بعضهن على بعض ، بل ويُنكرن على آبائهن وإخوانـهن وأزواجهن ، ولكن بلطف وأدب .
    وهذا من التواصي الحق الذي هو سبب الفلاح ، كما بيّنه الحق تبارك وتعالى في سورة العصر .
    ولا خير فينا إن لم نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر ، فيأمر بعضنا بعضا ، وينهى بعضنا بعضاً ، فإن الله لعن بني إسرائيل بتـرك الإتمار بالمعروف وترك التناهي عن المنكر ، قال سبحانه : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) .
    وقال عز وجل عنهم : (وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62) لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّو نَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) .

    وقال صلى الله عليه وسلم : ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي يَقْدِرون أن يُغَيِّروا عليهم ولا يُغَيِّروا إلا أصابهم الله بعقاب قبل أن يموتوا . رواه أحمد وغيره ، وهو حديث صحيح .
    فدلّ هذا على أن الساكت على المنكر أشد ممن ارتكبه ، لأنه بسكوته جـرّأ صاحب المنكَر وجرّأ غيره ، ولو تناهى الناس عن المنكر لما انتشر منكَر .

    شبهات وجوابها :
    يستدل بعض الناس على تقاعسه وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بتلك المقولة الفاسدة دع الخلق للخالق . ولست وكيلاً على بني أدم ، وغيرها من الكلمات .
    وقـد قام أبو بكر رضي الله عنه خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وإنكم تضعونـها على غير موضعها وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن الناس إذا رأوا المنكرفلم يغيـروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه . رواه الإمام أحمد وأهل السنن ، وهو صحيح .
    قال أبو أمية الشعباني :
    أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له : كيف تصنع بـهذه الآية ؟ قال : أيـّة آية ؟ قلت : قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) قال : أما والله لقد سألتَ عنها خبيرا ، سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بل ائتمروا بالمعروف ، وتناهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيت شُحّـاً مُطاعَاً ، وهوى متبعا ، ودنيا مؤثرة ، وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، فعليك بخاصة نفسك ودع العوام ، فإن من ورائكم أياما ، الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم . قيل : يا رسـول الله أجـر خمسين منا أو منهم ؟ قال : بل أجـر خمسين منكم . رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم .

    قال ابن القيم – رحمه الله – في ذِكْرِ شيء من مكايد إبليس :
    وزيّن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قالب التودد إلى الناس ، وحسن الخُلُق معهم ، والعمـل بقولـه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) . اهـ .
    وللأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب ، تبدأ بالقلب ، فينتفض إذا عَلِمَ بالمنكر ، وبأنه منكَر ، ولا يُنكر المنكر إلا قلب المؤمن ، فيُؤدّي ذلك إلى التغيير باللسان ، فإن لم يُستَجب له غيّر باليد إن استطاع ، وقال بعض العلماء بعكس ذلك ، يعني أن يُغيّر باليد ، ثم باللسان ، ثم بالقلب ، غير أنه لا يمكن لليد أن تُغيّر إلا إذا كان الإنكار نابِعاً من القلب
    وإنكار القلب أقلّ درجات الإنكار ، فإذا كان هناك منكر في مكان مـا ، ولم يُغيّر بعد الإنكار وجبت مفارقة المكان .
    ويخطئ بعض الناس حينما يقول : أنا أنكرت ، وسوف أجلس - يعني في مكان فيه منكَر - ، وقلبي قد أنكر المنكَر ، وهو إنما يتّبع هواه وما تُريده نفسه .
    فيُقال له : لو أنكر قلبك المنكر وأبغضه لفارقت المكان ، كما لو كنت في مكان يُسبّ فيه والدك أو يُسبّ فيه شخصك ، فإما أن ترد وتُنافح أو تقوم من ذلك المكان .
    وينبغي أن يُعلم أن هناك فرقاً بين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبين الانتصار للنفس إذا لم يُستجب للمنكِر ، فليس من شرط الإنكار تغيُّر المنكر وزوالَه .
    فإذا أنكرتْ المسلمة وقامت بما وجب عليها وفارقت المنكر ، فقد أعذرت إلى الله وعندها يَرِدُ قوله تعالى : (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ) أما قبل ذلك فلا .
    ومِنْ تلبيس إبليس قول بعض الناس : لا فائدة من الإنكار فالزمان قد فَسَد ، ولن تُصلِح الناس ، وما أشبه هذه الكلمات .
    وقد سُئل سفيان الثوري – رحمه الله – أيأمر الرجل مَنْ يَعلم أنه لا يَقبل منه ؟ فقال : نعم ، ليكون ذلك معذرة له عند الله تعالى .
    يعني يؤدّي ما عليه وعلى أقل أحواله أنه أعذر أمام الله .

    وتلبيس آخر للشيطان ؛ وهو أن يقول – المسلم أو المسلمة : كيف آمــر بالمعـروف
    وأنـهى عن المنكر وعندي تقصير ومعاصي ؟
    قال سعيد بن جبير : لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عـن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف ، ولا نَهى عن منكر .
    وقال الحسن البصري لمُطرِّف بن عبد الله : عِظ أصحابك ، فقال : إني أخاف أن أقول ما لا أفعل ، قال : يرحمك الله ! وأيُّنا يفعل ما يقول ؟ ودّ الشيطان أنه قد ظفِرَ بـهذا فلم يأمر أحد بمعروف ، ولم يَنْهَ عن منكر .

    منقول بتصرف

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    جزاكِ الله خيرا ونفع الله بكِ الأمة أختي أم رفيدة
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رفيدة المسلمة مشاهدة المشاركة

    وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها على مَنْ كانت تلبس لباسـاً فيه صـورة صليب ، فقد رأت على امرأة بُرْداً فيه تصليب ، فقالت : اطرحيه اطرحيه ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى نحو هذا قضبه . رواه الإمام أحمد . ومعنى قَضَبَه : أي قطعه .

    ودخلت مولاة لعائشة عليها فقالت لها : يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا ، فقالت لها عائشة رضي الله عنها : لا آجرك الله . لا آجــرك الله تدافعين الرجال ألا كبّرتِ ومررتِ . رواه الشافعي والبيهقي.


    وأنكَرَتْ عائشةُ قَشْرَ الوجـه ، فقالت : يا معشر النساء إياكن وقشر الوجه . كما في مسند الإمام أحمد .

    ما درجة صحة هذه الأحاديث؟
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    ما درجة صحة هذه الأحاديث؟
    جزاك الله خيرا ، ونفع بك .
    روى الإمام أحمد في مسنده :
    25091 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي دِقْرَةُ أُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أُذَيْنَةَ، قَالَتْ: كُنَّا نَطُوفُ بِالْبَيْتِ مَعَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ، فَرَأَتْ عَلَى امْرَأَةٍ بُرْدًا فِيهِ تَصْلِيبٌ، فَقَالَتْ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ: " اطْرَحِيهِ اطْرَحِيهِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا رَأَى نَحْوَ هَذَا قَضَبَهُ " (1)
    إسناده حسن، دقرة- بدال ثم قاف- أم عبد الرحمن بن أذينة: هي بنت غالب الراسبية البصرية، روى عنها جمع- كما سيأتي في التخريج- وذكرها ابن حبان في "الثقات". ويقال: لها صحبة، قال الحافظ في "الإصابة" 4/298: هي تابعية من الطبقة الأولى، وبقية رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. يزيد: هو ابن هارون، وهام: هو ابن حسان القردوسي، ومحمد: هو ابن سيرين.
    وأخرجه المزي في "تهذيب الكمال" (ترجمة دقرة) من طريق الإمام أحمد، بهذا الإسناد.

    وذكر البيهقي في السنن الكبير (9 /554):
    9341. وأخبرَنا أبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سعيدُ بنُ سالِمٍ، عن عُمَرَ بنِ سعيدِ بنِ أبى حُسَينٍ، عن مَنبوذِ بنِ أبى سُلَيمانَ، عن أُمِّه أنَّها كانَت عِندَ عائشةَ زَوجِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أُمِّ المُؤمِنينَ، فدَخَلَت عَلَيها مَولاةٌ لها فقالَت لها: يا أُمَّ المُؤمِنينَ طُفتُ بالبَيتِ سَبعًا، واستَلَمتُ الرُّكنَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثًا. فقالَت لها عائشَةُ رضي الله عنها : لا أجَرَكِ اللَّهُ، لا أجَرَكِ اللَّهُ، تُدافِعينَ الرِّجالَ ! ألا كَبَّرتِ ومَرَرتِ(1)؟
    ورُوِّينا عن سَعدِ بنِ أبى وقّاصٍ أنَّه كان يقولُ لَهُنَّ: إذا وجَدتُنَّ فُرجَةً مِنَ النّاسِ فاستَلِمنَ، وإلا فكَبِّرنَ وامضينَ .
    المصنف فى المعرفة (2936)، والشافعى 2/172. وأخرجه الفاكهى فى أخبار مكة (108، 109) من طريق عمر بن سعيد به .

    جاء في مسند أحمد :
    26279- حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُبَارَكٍ ، عَنْ كَرِيمَةَ بِنْتِ هَمَّامٍ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ إِيَّاكُنَّ وَقَشْرَ الْوَجْهِ فَسَأَلَتْهَا امْرَأَةٌ عَنِ الْخِضَابِ ؟ فَقَالَتْ : لاَ بَأْسَ بِالْخِضَابِ ، وَلَكِنِّي أَكْرَهُهُ لأَنَّ حَبِيبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ رِيحَهُ.
    وقد روي الحديث موقوفا من طريق أخرى ، أخرجه أحمد ( 6 / 210 ) عن كريمة بنت همام قالت : سمعت عائشة تقول : " يا معشر النساء ! إياكن وقشر الوجه . فسألتها امرأة عن الخضاب ؟ فقالت : لا بأس بالخضاب ، ولكني أكرهه ، لأن حبيبي صلى الله عليه وسلم كان يكره ريحه " . وأخرجه أبو داود ( 4164 ) والنسائي ( 2 / 280 ) دون ذكر القشر . وهذا إسناد ضعيف أيضا ، رجاله ثقات غير كريمة هذه ، فلم يوثقها أحد ، وقد روى عنها جماعة ، وقال الحافظ في " التقريب " : " مقبولة " يعني عند المتابعة ، وإلا فلينة الحديث
    .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي


    من أساليب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



    في صحيح البخاري أن رجلاً أعرابياً أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يطوف بالكعبة فجبذه بشدة مع ردائه أو بردته، فأثر ذلك في رقبته، فالتفت إليه مبتسماً عليه الصلاة والسلام، فقال الأعرابي بشدة وغلظة، وبدون مقدمات يا محمد أعطني من مال الله الذي ليس من مالك، ولا من مال أبيك. فقال الشفيق العطوف على أمته، أعطوه ، فأعطاه الصحابة وادٍ من الغنم، فذهب الرجل إلى قومه، وقال: يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة، وفي رواية: لا يخشى الفقر.

    إنه فعل مشين، وأمرٌ منكر، أن يُصنع بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ، ويفعل معه هذا الفعل، جذبٌ بقوة، وتأثير في رقبته الشريفة، ثم ماذا؟ نداء فيه سوء أدب مع معلم البشرية -صلى الله عليه وسلم- ، ومع ذلك كلّه قابله -صلى الله عليه وسلم- بابتسامة مشرقة، وفعل جميل، وكانت النتيجة والثمرة لتصرفه الحكيم -صلى الله عليه وسلم-، أن الرجل أصبح داعية إلى قومه يحثهم على الدخول في الإسلام. لذا قال أنس -رضي الله عنه- : "خدمت النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر سنين، فما قال لي أفٍ قط، وما قال لشيء صنعته لم صنعته؟ ، ولا لشيء تركته لم تركته؟ وكان من أحسن الناس خُلُقاً، ولا مسست خزاً قط ولا حريراً، ولا شيئاً كان ألين من كفّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا شممت مسكاً قط، ولا عطراً كان أطيب من عرق النبي -صلى الله عليه وسلم- ".

    فأسلوب التعامل فيمن يقع في الخطأ مهم جداً، فأنت حينما تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر تذكّر أمران:

    الأول: النيّة ، فاستحضر النية الصالحة . فأنت في عمل جليل ومبارك، وستؤجر وتثاب عليه.

    الثاني: تخيّر في نفس الوقت الأسلوب الجميل، والتصرف الحكيم ، والكلمة الطيبة والتي لها تأثير في إنكارك ، وذلك حسب المقام والحال.
    وانظر إلى موقف آخر، موقف رائع وجميل، يتجلى فيه مكارم الأخلاق، ويشرق فيه خُلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكيف يتعامل مع الخطأ!؟

    يقول معاوية بن الحكم -رضي الله عنه-، صليت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فعطس رجل من القوم ، فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم، فقلت: واثكل أماه، ما شأنكم تنظرون؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يصمّتونني، فلما رأيتهم يسكتونني سكت، فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأبي وأمي - ما ضربني ولا سبني، وفي رواية: فما رأيت معلماً قط أرفق من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، ثم قال: "إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير، وقراءة القرآن".

    وقصة الصحابي الأعرابي، الذي بال في طائفة المسجد، فقام الصحابة لينهروه، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فترك حتى فرغ من حاجته، فدعاه النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ووجهه توجيهاً نبوياً رفيقاً بقوله: "إن هذه المساجد لا تصلح لهذا إنما هي لذكر الله والصلاة" ، فقال الأعرابي: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحد" فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- ، وهو يضحك: لقد حجرت واسعاً .

    وأذكر موقفين رائعين في كيفية التعامل مع من ارتكب خطأً:
    الأول:
    أن زين العابدين علي بن الحسين خرج من المسجد يوماً، فاعترضه رجل في طريقه فسبه، فقام الناس إليه يريدون ضربه، فقال: دعوه، ثم أقبل عليه، وقال: ما ستره الله عنك من عيوبنا أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيا الرجل، فألقى عليه خميصة، وأمر له بألف درهم، فكان الرجل إذا رآه قال: "إنك من أولاد الأنبياء".

    الثاني:
    ومرة كان يتوضأ فصب عليه مولاه ماءً حاراً ففزع، وغضب، فقال له: والكاظمين الغيظ، قال زين العابدين: كظمت غيظي، قال : والعافين عن الناس، قال: عفوت عنك، قال: والله يحب المحسنين، قال: اذهب فأنت حر لوجه الله.



    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/39281/#ixzz4PuYWgw7p
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  10. افتراضي

    بارك الله فيكن أخواتي لاحرمكم الله الأجر.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    وفيك بارك الله وأحسن إليك

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    نفع الله بكن أخواتي على هذا الجهد النافع.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •