تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: هل أسلم مسيلمة الكذاب حتى يقال عنه مرتد ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي هل أسلم مسيلمة الكذاب حتى يقال عنه مرتد ؟

    هل أسلم مسيلمة الكذاب حتى يقال عنه مرتد ؟
    سمعت اليوم درسا للشيخ بسام جرار في تفسيره للقرءان الكريم أن مسيلمة الكذاب لم يسلم حتى نقول عنه مرتد فهو كافر ومن معه مرتد ...

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    الأمر محتمل ,
    ففي الصحيحين في قصة قدوم وفد بني حنيفة في السنة التاسعة
    عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ فَجَعَلَ يَقُولُ: إِنْ جَعَلَ لِي مُحَمَّدٌ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ اتَّبَعْتُهُ، فَقَدَّمَهَا فِي بَشَرٍ كَثِيرٍ مَنْ قَوْمِهِ، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمَعَهُ ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَفِي يَدِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قِطْعَةٌ مِنْ جَرِيدٍ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مُسَيْلِمَةَ فِي أَصْحَابِهِ فَقَالَ: " «لَوْ سَأَلَنِي هَذِهِ الْقِطْعَةَ مَا أَعْطَيْتُكَهَا ، وَلَنْ تَعْدُوَ أَمْرَ اللَّهِ فِيكَ، وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ، وَإِنِّي لَأَرَاكَ الَّذِي أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ، وَهَذَا ثَابِتٌ يُجِيبُكَ عَنِّي» "، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَسَأَلْتُ عَنْ قَوْلِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أُرِيتُ فِيكَ مَا رَأَيْتُ "....)) ثم ذكر حديث أبي هريرة

    فاشتراطه الاشراك في الأمر ورفض النبي عليه السلام اعطائه قطعة الجريد يدل على أنه لم يسلم ,
    لكن قول النبي عليه السلام ( وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ) يدل على أنه أسلم , لذلك قال فيه ذلك وتنبأ أنه المقصود بالسوار الذي رآه في المنام
    لكن هذا الاسلام في الظاهر لأنه أبطن الكفر في الداخل
    ويؤيد ذلك ما رواه ابن اسحاق في المغازي باسناد منقطع في سياق مختلف عن رواية الصحيحين
    (..ثمَّ انصرفوا عَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلما انْتَهوا إِلَى الْيَمَامَة ارْتَدَّ عَدو الله، وتنبأ وَتكذب لَهُم، وَقَالَ: إِنِّي اشتركت مَعَه ...)
    وقال شيخ الاسلام في الرد على الرافضي
    (..بَلْ تَوَاتُرُ رِدَّةِ مُسَيْلِمَةَ وَقِتَالِ الصِّدِّيقِ لَهُ أَظْهَرُ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ قِتَالِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ،...)
    ثم روى حديث ابن عباس السابق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال النووي في شرح مسلم 15 / 33 :
    قوله : ان مسيلمة الكذاب ورد المدينة في عدد كثير فجاء إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، قال العلماء : إنما جاءه تألفا له ولقومه رجاء إسلامهم وليبلغ ما أنزل إليه ، قال القاضي : ويحتمل أن سبب مجيئه إليه أن مسيلمة قصده من بلده للقائه فجاءه مكافأة له قال : وكان مسيلمة إذ ذاك يظهر الاسلام وإنما ظهر كفره وارتداده بعد ذلك .اهــ

    وفي "منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري " :
    عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
    قَدِمَ مُسَيْلَمَةُ الْكَذَّابُ عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَجَعَلَ يَقُولُ: إنْ جَعَلَ لي مُحَمَّد الأمْرَ مِنْ بَعْد تَبِعْتُهُ، وَقَدِمَهَا في بَشَرٍ كثِيرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فأقْبَلَ ....
    فقه الحديث: دل هذا الحديث على ما يأتي:
    أولاً: بيان قصة قدوم مسيلمة الكذاب إلى المدينة في جماعة من قومه في السنة التاسعة من الهجرة فكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يشركه في النبوة، فقال له - صلى الله عليه وسلم -: لو سألتني هذا العسيب الذي في يدي ما أعطيتك، فرجع عدو الله إلى اليمامة، وتنبأ، ثم جعل يسجع السجعات، وظاهر حديث البخاري أنه لم يسلم أصلاً، إلَّا أن المؤرخين يذكرون أنه أسلم عند التقائه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، ثم ارتد بعد عودته إلى اليمامة كما في "زاد المعاد" نقلاً عن ابن إسحاق .. اهــ

    قلت : وهذا كلام ابن القيم رحمه الله :
    قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : قَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَفْدُ بَنِي حَنِيفَةَ فِيهِمْ مُسَيْلِمَةُ الْكَذّابُ وَكَانَ مَنْزِلُهُمْ فِي دَارِ امْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ مِنْ بَنِي النّجّارِ فَأَتَوْا بِمُسَيْلِمَةَ إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُسْتَرُ بِالثّيَابِ وَرَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ جَالِسٌ مَعَ أَصْحَابِهِ فِي يَدِهِ عَسِيبٌ مِنْ سَعَفِ النّخْلِ فَلَمّا انْتَهَى إلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَهُمْ يَسْتُرُونَهُ بِالثّيَابِ كَلّمَهُ وَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لَوْ سَأَلْتنِي هَذَا الْعَسِيبَ الّذِي فِي يَدِي مَا أَعْطَيْتُك قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : فَقَالَ لِي شَيْخٌ مَنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ إنّ حَدِيثَهُ كَانَ عَلَى غَيْرِ هَذَا زَعَمَ أَنّ وَفْدَ بَنِي حَنِيفَةَ أَتَوْا رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَخَلّفُوا مُسَيْلِمَةَ فِي رِحَالِهِمْ فَلَمّا أَسْلَمُوا ذَكَرُوا لَهُ مَكَانَهُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللّهِ إنّا قَدْ خَلّفْنَا صَاحِبًا [ ص 534 ] فَأَمَرَ لَهُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِمَا أَمَرَ بِهِ لِلْقَوْمِ وَقَالَ أَمَا إنّهُ لَيْسَ بِشَرّكُمْ مَكَانًا يَعْنِي حِفْظَهُ ضَيْعَةَ أَصْحَابِهِ وَذَلِكَ الّذِي يُرِيدُ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ . ثُمّ انْصَرَفُوا وَجَاءُوهُ بِاَلّذِي أَعْطَاهُ فَلَمّا قَدِمُوا الْيَمَامَةَ ارْتَدّ عَدُوّ اللّهِ وَتَنَبّأَ ....

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وظاهر حديث البخاري أنه لم يسلم أصلاً، إلَّا أن المؤرخين يذكرون أنه أسلم عند التقائه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، ثم ارتد بعد عودته إلى اليمامة كما في "زاد المعاد" نقلاً عن ابن إسحاق .. اهــ
    قد سبق بيان أن رواية ابن اسحاق (المؤرخين) منقطعة ومعضلة ولا تصلح أن تعارض ما في الصحيح فضلا عن ترجيحها عليه
    وليس فيها أصلا أنه أسلم , لأنه تخلف عن قومه بني حنيفة الذين باشروا مقابلة النبي عليه السلام
    وليس فيها شيء يشير الى اسلامه الا قوله عليه السلام بعد أن أوصى له بمثل ما أوصى لأصحابه من العطايا
    (إنّهُ لَيْسَ بِشَرّكُمْ مَكَانًا)
    وذلك لأنه بقي يحرس ضيعة أصحابه , ولو كان فيه خير ما تخلف عن مقابلة النبي عليه السلام الذي لم يأت القوم الا للتشرف بملاقاته واعلان الاسلام بين يديه
    لكن هذه الحكاية لا تصح أصلا , لأن الصحيح المسند أنه قابل النبي عليه السلام على طمع كان في قلبه
    وحاول بعض الحفاظ أن يجمع بين القصتين بالتعدد , لكن المعروف والمشهور أن وفد بني حنيفة لم يأت مرتين
    والحاصل أن في قصة ابن عباس أنه لم يعلن الاسلام , ولكن هذا لا ينفي وقوعه , لأن ابن عباس لم يشهد القصة فهو مرسل صحابي
    والوفود التي كانت تأتي الى النبي عليه السلام انما كانت تحضر عنده لاظهار اسلامها , ولو لم يسلم أحد من الوفد لأعلن ذلك وأظهر
    لكن مسيلمة مع اظهاره للاستسلام بين يدي النبي عليه السلام كان يضمر الشر الذي أظهره حين رجع الى قومه
    وقد تقدم كلام شيخ الاسلام في أنه ارتد وهذا معلوم بالتواتر , ولا ينبئك مثل خبير


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي

    وقال شيخ الاسلام في الرد على الرافضي
    (..بَلْ تَوَاتُرُ رِدَّةِ مُسَيْلِمَةَ وَقِتَالِ الصِّدِّيقِ لَهُ أَظْهَرُ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ قِتَالِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ،...)

  5. #5

    افتراضي

    قال ابن حزم رحمه الله في المحلى من كتاب الحدود في مسألة (2208):
    (أما الحكم في أهل الردة فهو أمر مشهور نقل الكواف لا يقدر أحد على إنكاره...
    لأن أهل الردة كانوا قسمين:
    قسما لم يؤمن قطّ كأصحاب مسيلمة وسجاح، فهؤلاء حربيون لم يسلموا قط...)


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فى منهاج السنة النبوية (8/323)---وكان مسيلمة قد قدم في وفد بني حنيفة إلى النبي صلى الله عليه و سلم وأظهر الإسلام ثم لما رجع إلى بلده قال لقومه إن محمد قد أشركني في الأمر معه واستشهد برجلين أحدهما الرحال بن عنفوة فشهد له بذلك ويروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال لثلاثة أحدهم أبو هريرة والثاني الرحال هذا إن أحدكم ضرسه في النار أعظم من كذا وكذا فاستشهد الثالث في سبيل الله وبقي أبو هريرة خائفا حتى شهد هذا لمسيلمة بالنبوة واتبعه فعلم أنه هو كان المراد بخبر النبي صلى الله عليه و سلم
    وكان مؤذن مسيلمة يقول أشهد أن محمدا ومسيلمة رسولا الله-[منهاج السنة النبوية -(8/323)--ويقول ايضا رحمه الله(8/326)تواتر ردة مسليمة وقتال الصديق وحربة له كتواترهرقل وكسرى وقيصر ونحوهم ممن قاتله الصديق وعمر وعثمان وتواتر كفر من قاتله النبي صلى الله عليه و سلم من اليهود والمشركين مثل عتبة وأبي ابن خلف وحيى بن أخطب وتتواتر نفاق عبد الله بن أبي بن سلول وأمثال ذلك بل تواتر ردة مسيلمة وقتال الصديق له أظهر عند الناس من قتال الجمل وصفين ومن كون طلحة والزبير قاتلا عليا ومن كون سعد وغيره تخلفوا عن بيعة علي
    وفي الصحيحين عن ابن عباس قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده اتبعته فقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه و سلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد النبي صلى الله عليه و سلم قطعة من جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال
    لو سألني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت وهذا ثابت يجيبك عني ثم انصرف عنه قال ابن عباس فسألت عن قول النبي صلى الله عليه و سلم
    أريت فيك ما رأيت




    فأخبرني أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم قال

    بينا أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحى إلى في المنام أن أنفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنس صاحب صنعاء والآخر مسيلمة(8/326)----الموسوعة الشاملة-] ويقول الإمام أبو عبد الله الشافعي رحمه الله تعالى : " وَأَهلُ الرِّدَّةِ بَعدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – :- مِنهُم قَومٌ كَفرُوا بَعدَ الإِسلامِ مِثلُ طُلَيحَةَ وَمُسَيلِمَةَ وَالعَنسِيِّ وَأَصحَابِهِم .-الأم (4/227) -

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة
    قال ابن حزم رحمه الله في المحلى من كتاب الحدود في مسألة (2208):
    (أما الحكم في أهل الردة فهو أمر مشهور نقل الكواف لا يقدر أحد على إنكاره...
    لأن أهل الردة كانوا قسمين:
    قسما لم يؤمن قطّ كأصحاب مسيلمةوسجاح، فهؤلاء حربيون لم يسلموا قط...)

    هذا باطل معلوم بطلانه بالتواتر
    فلا يخفى أن أبا بكر قاتل المرتدين , وقاتل مانعي الزكاة
    وبنو حنيفة (قوم مسيلمة ) وفدوا على النبي عليه السلام وأسلموا ولكن لما رجعوا تراجعوا واتبعوا مسيلمة حين ادعى النبوة وقاتلهم الصحابة و عادوا بعد ذلك الى الاسلام
    وحتى ابن حزم نقل عنه خلاف ما نقلته هنا من المحلى
    قال الحافظ ابن حجر
    ((وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ فِي الْمِلَلِ وَالنِّحَلِ انْقَسَمَتِ الْعَرَبُ بَعْدَ مَوْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَقْسَامٍ طَائِفَةٌ بَقِيَتْ عَلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِهِ وَهُمُ الْجُمْهُورُ وَطَائِفَةٌ بَقِيَتْ عَلَى الْإِسْلَامِ أَيْضًا إِلَّا أَنَّهُمْ قَالُوا نُقِيمُ الشَّرَائِعَ إِلَّا الزَّكَاةَ وَهُمْ كَثِيرٌ لَكِنَّهُمْ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الطَّائِفَةِ الْأُولَى
    وَالثَّالِثَةُ أَعْلَنَتْ بِالْكُفْرِ وَالرِّدَّةِ كَأَصْحَابِ طُلَيْحَةَ وَسَجَاحٍ وَهُمْ قَلِيلٌ بِالنِّسْبَةِ لِمَنْ قَبْلَهُمْ إِلَّا أَنَّهُ كَانَ فِي كُلِّ قَبِيلَةٍ مَنْ يُقَاوِمُ مَنِ ارْتَدَّ
    وَطَائِفَةٌ تَوَقَّفَتْ فَلَمْ تُطِعْ أَحَدًا مِنَ الطَّوَائِفِ الثَّلَاثَةِ وَتَرَبَّصُوا لِمَنْ تَكُونُ الْغَلَبَةُ فَأَخْرَجَ أَبُو بَكْرٍ إِلَيْهِمُ الْبُعُوثَ وَكَانَ فَيْرُوزٌ وَمَنْ مَعَهُ غَلَبُوا عَلَى بِلَادِ الْأَسْوَدِ وَقَتَلُوهُ وَقُتِلَ مُسَيْلِمَةُ بِالْيَمَامَةِ وَعَادَ طُلَيْحَةُ إِلَى الْإِسْلَامِ وَكَذَا سَجَاحٌ

    وَرَجَعَ غَالِبُ مَنْ كَانَ ارْتَدَّ إِلَى الْإِسْلَامِ فَلَمْ يَحُلِ الْحَوْلُ إِلَّا وَالْجَمِيعُ قَدْ رَاجَعُوا دِينَ الْإِسْلَامِ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ)) انتهى
    وكلامه هذا موجود في الفصل في الملل
    وقد صرح أنهم ارتدوا , وكذا صرح أن سجاح( التي ادعت النبوة وتزوجها مسيلمة) أيضا عادت الى الاسلام
    ولفظ (عادت) يدل على أنها كانت مسلمة أول الأمر

    وقال أبو منصور الأسفراييني في كتابه (الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية )
    ((وَكَانَ مُسَيْلمَة الْكذَّاب قد أسقط وجوب صلاتى الصُّبْح وَالْمغْرب وَجعل سُقُوطهَا مهْرا لامْرَأَته سجَاح المتنبية فَكفر وألحد))انتهى
    واسقاطه لهاتين الصلاتين يوضح بجلاء أنه كان وقومه على شرائع الاسلام أولا قبل أن يرتدوا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    قد سبق بيان أن رواية ابن اسحاق (المؤرخين) منقطعة ومعضلة ولا تصلح أن تعارض ما في الصحيح فضلا عن ترجيحها عليه
    وليس فيها أصلا أنه أسلم , لأنه تخلف عن قومه بني حنيفة الذين باشروا مقابلة النبي عليه السلام
    وليس فيها شيء يشير الى اسلامه الا قوله عليه السلام بعد أن أوصى له بمثل ما أوصى لأصحابه من العطايا
    (إنّهُ لَيْسَ بِشَرّكُمْ مَكَانًا)
    وذلك لأنه بقي يحرس ضيعة أصحابه , ولو كان فيه خير ما تخلف عن مقابلة النبي عليه السلام الذي لم يأت القوم الا للتشرف بملاقاته واعلان الاسلام بين يديه
    لكن هذه الحكاية لا تصح أصلا , لأن الصحيح المسند أنه قابل النبي عليه السلام على طمع كان في قلبه
    وحاول بعض الحفاظ أن يجمع بين القصتين بالتعدد , لكن المعروف والمشهور أن وفد بني حنيفة لم يأت مرتين
    والحاصل أن في قصة ابن عباس أنه لم يعلن الاسلام ,
    وقد تقدم كلام شيخ الاسلام في أنه ارتد وهذا معلوم بالتواتر , ولا ينبئك مثل خبير
    غاية ما في الأمر أنه قال :
    وظاهر حديث البخاري أنه لم يسلم أصلاً،
    إلَّا أن المؤرخين يذكرون أنه أسلم عند التقائه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، ثم ارتد بعد عودته إلى اليمامة كما في "زاد المعاد" نقلاً عن ابن إسحاق .. اهــ

    فلم يعتمد على رواية ابن إسحاق بناء على صحتها ، كلا ، إنما قال : إلا أن المؤرخين ... إلخ .
    وهذا من قبيل قولك أنت - ولعل قولك أشد - :
    لكن هذا الاسلام في الظاهر لأنه أبطن الكفر في الداخل
    ويؤيد ذلك ما رواه ابن اسحاق في المغازي باسناد منقطع في سياق مختلف عن رواية الصحيحين ..


    وقد قال شيخ الإسلام كما تقدم نقله آنفا :
    وكان مسيلمة قد قدم في وفد بني حنيفة إلى النبي صلى الله عليه و سلم
    وأظهر الإسلام
    ..

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    فلم يعتمد على رواية ابن إسحاق بناء على صحتها ، كلا ، إنما قال : إلا أن المؤرخين ... إلخ .
    وهذا من قبيل قولك أنت - ولعل قولك أشد - :
    لكن هذا الاسلام في الظاهر لأنه أبطن الكفر في الداخل
    ويؤيد ذلك ما رواه ابن اسحاق في المغازي باسناد منقطع في سياق مختلف عن رواية الصحيحين ..
    انما قصدت أن القاري قد أخطأ في أمرين اثين
    قوله(وظاهر حديث البخاري أنه لم يسلم أصلاً،)
    كيف عرف أنه لم يسلم أصلا , ولماذا جاء اذا مع قومه الى النبي عليه السلام ؟
    وابن عباس كما سبق تقريره لم يشهد القصة , فهو مرسل صحابي
    فعدم ذكر اسلامه لا يعني عدم وجوده
    والأمر الثاني هو قوله وجزمه بما يلي
    (إلَّا أن المؤرخين يذكرون أنه أسلم عند التقائه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة، )
    فمن من المؤرخين ذكر أنه أسلم ؟
    ليس في قصة ابن اسحاق الا أنه تخلف وقال النبي عليه السلام لأصحابه (ليس بشركم مكانا)
    والخطأ الآخر , أن ابن اسحاق -في الرواية المنقطعة-لم يذكر أصلا أنه التقى بالنبي عليه السلام
    وهذا من قبيل قولك أنت - ولعل قولك أشد - :
    لكن هذا الاسلام في الظاهر لأنه أبطن الكفر في الداخل
    ويؤيد ذلك ما رواه ابن اسحاق في المغازي باسناد منقطع في سياق مختلف عن رواية الصحيحين ..
    قولي مناقض تماما لما نقلته عن القاري ومعاكس له
    فلم أحتج بقول ابن اسحاق في أنه أسلم ,عند اتيانه الى النبي عليه الصلاة والسلام
    وتتبع كلامي جيدا
    فاشتراطه الاشراك في الأمر ورفض النبي عليه السلام اعطائه قطعة الجريد يدل على أنه لم يسلم ,
    فحديث ابن عباس فيه الاحتملان
    فذكرت الاحتمال الأول في عدم اسلامه ولأنه شرط أمرا لاتباع النبي عليه السلام والنبي قد رفض هذا الشرط أصلا .
    ثم ذكرت من القصة الصحيحة أن فيها احتمال اسلامه , فقلت
    لكن قول النبي عليه السلام ( وَلَئِنْ أَدْبَرْتَ لَيَعْقِرَنَّكَ اللَّهُ) يدل على أنه أسلم , لذلك قال فيه ذلك وتنبأ أنه المقصود بالسوار الذي رآه في المنام
    فالادبار لا يكون الا رجوعا عن شيء متقدم
    وههنا يأتي الكلام الشديد و الذي أردت به تأكيد أنه أسلم ثم ارتد , وذلك من قصة ابن اسحاق المنقطعة
    فكتبت
    لكن هذا الاسلام في الظاهر لأنه أبطن الكفر في الداخل
    ويؤيد ذلك ما رواه ابن اسحاق في المغازي باسناد منقطع في سياق مختلف عن رواية الصحيحين
    (..ثمَّ انصرفوا عَن رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَلما انْتَهوا إِلَى الْيَمَامَة ارْتَدَّ عَدو الله، وتنبأ وَتكذب لَهُم، وَقَالَ: إِنِّي اشتركت مَعَه ...)
    فاستشهدت بقصة ابن اسحاق مع بيان ضعفها على صحة اسلامه مما يعني ردته بعد ذلك
    وتأمل جيدا وبدقة موضع الشاهد , ستجده بعيد جدا عن استشهاد القاري (وَلما انْتَهوا إِلَى الْيَمَامَة ارْتَدَّ عَدو الله، )
    فابن اسحاق يتحدث عما جرى بعد انصرافهم من المدينة و الذي حدث هناك لا يختلف فيه اثنان
    ولكن أردت نقل كلام ابن اسحاق -وله وزنه وثقله-للتدليل أن الرجل قد ارتد
    يعني أنه أسلم
    وهذا هو أصل الموضوع الذي طرح لأجله

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    ولماذا جاء اذا مع قومه الى النبي عليه السلام ؟
    قال الطحاوي في بيان مشكل الآثار :
    5843 ... ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لا أراك إلا الذي رأيت فيك ما رأيت وهذا ثابت يجيبك ثم انصرف قال ابن عباس : فسألت عن قول النبي صلى الله عليه وسلم أراك الذي رأيت فيه ما رأيت قال أبو هريرة : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فهمني شأنهما فأوحي إلي في ذلك أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان من بعدي فكان أحدهما العنسي صاحب صنعاء والآخر مسيلمة صاحب اليمامة .
    فقال قائل : وكيف لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيلمة بإبائه الدخول في الإسلام ؟
    فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد يحتمل أن يكون جاءه فيمن جاء معه من قومه على جوار ليخاطبه بما يجيبه إليه أو يمتنع عليه منه فلم يقتله لذلك واتبع ما أمره الله به في مثله بقوله: ( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ) .

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    نعم هذا جواب الطحاوي على سبب عدم قتل النبي عليه السلام لمسيلمة , وليس جوابا على سبب مجيء مسيلمة
    مع أنه أجاب على الاشكال الذي استشكله بصيغة الاحتمال
    قال (فكان جوابنا له في ذلك : أنه قد يحتمل أن يكون جاءه فيمن جاء معه من قومه على جوار..) انتهى
    وهذا الاحتمال بناه على اليقين بأنه لم يظهر اسلامه
    وهذا لا يوجد الجزم به في القصة , فقد سبق بيان الاحتمالين الناتجين عن ألفاظ القصة
    ولا يوجد اشكال أصلا في قصة مسيلمة , فسواء أسلم أم لم يسلم فمحال أن يقتل النبي عليه السلام أحدا ممن وفد عليه لأجل أنه لم يدخل الاسلام
    كيف يكون ذلك كذلك وقد كان يتألف الكفار -لا سيما سادات القوم- بالعطايا لأجل أن تلين قلوبهم الى الاسلام
    ولذلك اختلفوا في المقصود بالمؤلفة قلوبهم , هل هم الكفار فيعطوا المال لأجل تأليف قلوبهم
    أو هم من أسلم حديثا ليقوى اسلامه أو لأجل أن يسلم من وراءهم من قومهم
    فكيف يقتل النبي عليه السلام من وفد عليه ؟
    لو وقع لتحدث العرب أن محمدا يقتل ضيوفه الوافدين عليه لأنهم لم يدخلوا في دينه
    وهذا ضد المقصد الذي بعث به النبي عليه السلام
    لذلك كان آخر ما أوصى به قبيل وفاته (فَأَمَرَهُمْ بِثَلاثٍ، فَقَالَ: أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَأَجِيزُوا الْوَفْدَ كَمَا كُنْتُ أُجِيزُهُمْ....)
    فقد وصى باعطاء الوفود بعده بمثل ما كان يعطيهم ويجيزهم وذلك لتأليفهم وتأليف من وراءهم من أتباعهم

  12. #12

    افتراضي

    لم يثبت إسلام مسيلمة الكذاب بما يعتمد على مثله، وكان أمره مشهورا في العرب، حتى سمّوه رحمان اليمامة.

    وفي الحديث الصحيح أن رسولي مسيلمة الكذاب جاءا إلى رسول الله وشهدا عنده بأن الكذاب رسول الله فقال لهما: لولا أن الرسل لا تقتل لضربت أعناقكما.

    ولما جاء مع وفد بني حنيفة جعل يقول: (إن جعل لي محمّد الأمر من بعده تبعته)البخاري 3620.

    ولما وقف عليه السلام على مسيلمة فكلّمه قال له مسيلمة: (إن شئت خلّيت بيننا وبين الأمر، ثم جعلته لنا بعدك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتكه، وإني لأراك الذي أريت فيه ما رأيت، وهذا ثابت بن قيس، وسيجيبك عنّي فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم) البخاري(4378).



    وأما ابن إسحاق فذكر روايتين:

    الأولى: قال ابن إسحاق:(حدثني بعض علمائنا من أهل المدينة أن بني حنيفة أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم تستره بالثياب ورسول الله جالس في أصحابه، معه عسيب من سعف النخل في رأسه خويصات، فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يسترونه بالثياب، كلّمه وسأله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه).

    وهذه الرواية أقرب إلى سياق رواية أبي عبد الله البخاري.

    الرواية الثانية:(حدثني شيخ من بني حنيفة من أهل اليمامة أن حديثه كان على خلاف هذا: أن وفد بني حنيفة أتوا رسول الله وخلّفوا مسيلمة في رحالهم، فلما أسلموا ذكروا مكانه، فقالوا: يا رسول الله إنا قد خلّفنا صاحبا لنا في رحالنا وفي ركابنا يحفظها لنا. قال: فأمر له رسول الله بمثل ما أمر به للقوم وقال: أما أنه ليس بشرّكم مكانا لحفظه ضيعة أصحابه ذلك الذي يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم انصرفوا عن رسول الله وجاؤوه بما أعطاه، فلما انتهوا إلى اليمامة ارتدّ عدوّ الله وتنبّأ وتكذّب لهم...)

    قال ابن إسحاق بعد رواية شيخ بني حنيفة: (فالله أعلم أيّ ذلك كان) السيرة النبوية لابن هشام (2/576-577).

    فابن إسحاق لا يثبت كلا الروايتين، وإنما هو مجرّد ناقل لما روى له عالم المدنية وشيخ بني حنيفة. ولا ريب أن الأولى أولى بالاستئناس لموافقتها في الجملة رواية الصحيح.

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    يكفيك ويغنيك عن كل هذا ما قاله شيخ الاسلام وغيره من أئمة الاسلام حين قال
    (بَلْ تَوَاتُرُ رِدَّةِ مُسَيْلِمَةَ وَقِتَالِ الصِّدِّيقِ لَهُ أَظْهَرُ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ قِتَالِ الْجَمَلِ وَصِفِّينَ،)
    هو يقول ان ردته معلومة بالتواتر , ولا ينبئك مثل خبير
    أما ما نقلته عن ابن اسحاق فلا شك أن الرواية الأولى أصح والثانية لا تصح لأنها منقطعة ورواها ابن اسحاق عن رجل مجهول
    لكن تردد ابن اسحاق في كون مسيلمة لقي النبي عليه السلام أم تخلف عنه
    أما ما حكاه عنه بعد رجوعه الى اليمامة فلم يتردد فيه أبدا ولم يتردد فيه أحد الى حد الساعة الا هذا الشيخ الذي نقل كلامه في الأعلى
    قال ابن اسحاق (فَلَمّا قَدِمُوا الْيَمَامَةَ ارْتَدّ عَدُوّ اللّهِ وَتَنَبّأَ ....)
    فان لم نقبل من ابن اسحاق أنه ارتد فممن نقبل ؟

  14. #14

    افتراضي

    هنا أمور ثلاثة

    الأول:
    كلام ابن تيمية رحمه الله هو في سياق الردّ على من زعم أن بني حنيفة كانوا مسلمين لما قاتلهم الصحابة بإمارة الصديق وأنهم كانوا من أهل الإسلام الذي تخلّفوا عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه!!
    ولهذا قال قبل محلّ الاستشهاد:(وبنو حنيفة قد علم الخاص والعام أنهم آمنوا بمسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة باليمامة وادعى أنه شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الرسلالة...)
    ثم قال: (وأمر مسيلمة وادعاؤه النبوّة واتّباع بني حنيفة له أشهر وأظهر من أن يخفى إلا على من هو من أبعد الناس عن المعرفة والعلم. وهذا أمر قد علمه من يعلمه من اليهود والنصارى فضلا عن المسلمين، وقرآنه الذي قرأه قد حفظ الناس منه سورا إلى اليوم..)
    ثم قال: (وكان مسيلمة قد كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلّم في حياته: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: أما بعد فإني قد أشركت في الأمر معك. فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم: من محمّد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب..)
    ولما بلغ أبو العباس رحمه الله إلى تقرير إسلامه لم يعد أن قال: (وكان مسيلمة قد قدم في وفد بني حنيفة إلى النبي وأظهر الإسلام ثم لما رجع إلى بلده قال لقومه.....)
    ثم قال:(ومن أعظم فضائل أبي بكر عند الأمة أولهم وآخرهم أنه قاتل المرتدين وأعظم الناس ردّة كانوا بنو حنيفة ولم يكن قتاله لهم على منع الزكاة بل قاتلهم على أنهم آمنوا بمسيلمة الكذاب..)
    فكلام شيخ الإسلام في اشتهار قتال الصحابة للمرتدين عموما وبني حنيفة الذين ارتدوا خصوصا لا في اشتهار إسلام مسيلمة الكذاب وردّته عن الإسلام!
    فهذا الأمر يحتاج إلى تحرير وإثبات بالنقل الصحيح لا بالمقاطيع..
    ثم قال أبو العباس رحمه الله:(وأمر مسيلمة مشهور في جميع الكتب الذي يذكر فيها مثل ذلك من كتب الحديث والتفسير والمغازي والفتوح والفقه والأصول والكلام وهذا أمر قد خلص إلى العذارى في خدورهن، بل قد أفرد الإخباريون لقتال أهل الردة كتبا سموها: كتب الرّدة والفتوح مثل كتاب الردة لسيف بن عمر والواقدي وغيرهما يذكرون فيها من تفاصيل أخبار أهل الرّدة وقتالهم ما يذكرون كما قد أوردوا مثل في مغازي رسول الله وفتوح الشام.
    فمن ذلك: ما هو متواتر عند الخاصة والعامة، ومنه ما نقله الثقات، ومنه أشياء مقاطيع ومراسيل يحتمل أن تكون صدقا وكذبا، ومنه ما يُعلم أنه ضعيف وكذب. لكن تواتر ردّة مسيلمة وقتال الصديق وحربه له كتواتر هرقل وكسرى وقيصر ونحوهم ممن قاتله الصديق وعمر وعثمان، وتواتر كفر من قاتله النبي من اليهود والمشركين...)
    فالتقرير الطويل في اشتهار إيمان بني حنيفة بمسيلمة الكذاب وقتال الصحابة لهم على الرّدة ونسبة الرّدة إلى مسيلمة الكذاب في كلام الشيخ مفهومة محمولة على سياقها لأنه رأس الفتنة وزعيم المرتدين بني حنيفة، بل هو السبب في ذلك كلّه.
    والخلاصة: أن الذي تواتر واشتهر في كتب السير والمغازي وعند علماء المسلمين هو: ارتداد بني حنيفة بإيمانهم للكذاب وقتال المسلمين لهم على ذلك.
    وهذا غير محلّ النزاع؛ ولهذا لم يقدر الشيخ رحمه الله أن يأتي في إسلام الكذاب إلا رواية الصحيح من حديث ابن عباس، وقد سبق أن ظاهر النص يدل على عدم الإسلام.

    وقد يحمل ارتداد مسيلمة في كلام الشيخ على اللغوي لا الاصطلاحي والله أعلم.

    الأمر الثاني:
    الإمام ابن إسحاق رحمه الله ساق روايتين في القضية كما سبق ولم يثبت أيّا منهما، بل مضى على التردّد بدون ترجيح.
    وقوله: (
    فلما انتهوا إلى اليمامة ارتدّ عدوّ الله وتنبّأ وتكذّب لهم)
    الظاهر أنّه من رواية الشيخ الحنفي لا من كلام ابن إسحاق! فهل نقبل ذلك من الشيخ المجهول الحنفي الذي لم يجزم بروايته تلميذه ابن إسحاق؟؟؟

    الأمر الثالث:
    ثبت من مرسل الزهري رحمه الله أن النبي وجّه دعوة إلى مسيلمة الكذاب وطلب منه أن يأيته فأبى مسيلمة ذلك ثم أرسل الكذاب رسولين إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن شبة النمري في أخبار المدينة(934).
    ولعلّ مجيئه في وفد بني حنيفة استجابة منه للطلب المتقدم بعد تغيير الرأي السابق، وقد يؤيّده مجيء الرسول إليه ووقوفه عليه إقامة للحجة عليه وقطعا للعذر. والله أعلم.

    وأمر آخر: أن الكذاب لما جاء في وفد بني حنيفة جعله النبي من تأويل رؤياه وقال له: (لو سألتني هذا القضيب ما أعطيتك) فمتى أسلم الكذاب؟ وهل هذا صنيع النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أظهر الإسلام ولو نفاقا؟

    وخامس: أخرج الإمام أحمد والطبراني وابن شبة وابن حبان والطحاوي والحاكم من حديث أبي بكرة رض الله عنه قال:(أكثر الناس في شأن مسيلمة الكذاب قبل أن يقول فيه رسول الله شيئا ثم قام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد، في شأن هذا الرجل الذي قد أكثرتم في شأنه فإنه كذاب من ثلاثين كذّابا يخرجون قبل الدجال...) الحديث.وعياض بن مسافع مع قدم الطبقة لم يجرح ووثقه ابن حبان وصحّح له والحاكم.
    قال الهيمثي في المجمع (7/ 332): أسانيد أحمد والطبراني رجاله رجال الصحيح.
    وقال المحقق الداراني: إسناده جيّد.


  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    كلامك أخي ينقض بعضه بعضا , ويهدم آخره أوله
    والخلاصة: أن الذي تواتر واشتهر في كتب السير والمغازي وعند علماء المسلمين هو: ارتداد بني حنيفة بإيمانهم للكذاب وقتال المسلمين لهم على ذلك.
    ها أنت تقر وتعترف بالتواتر , لكن حرفت لفظ (الردة) الى (الارتداد)
    ولكن هما لغة وشرعا شيء واحد
    قال الخليل امام اللغة (والرَّدُّة: مصدر الارتداد عن الدين.)
    وقال الجوهري ( والرِدَّةُ: الاسم من الارتداد)
    والردة هنا الرجوع عن الاسلام
    وأنت اعترفت بوجود الارتداد (هو: ارتداد بني حنيفة بإيمانهم للكذاب)
    معناه أنهم كانوا مسلمين والا لما صح ذكرك لسبب هاته الردة
    فلو لم يسلموا لكانوا كفارا قبل ايمانهم بمسيلمة وبعده , ولو تأملت هذا الكلام لماعدت الى الكلام
    وهذا غير محلّ النزاع؛ ولهذا لم يقدر الشيخ رحمه الله أن يأتي في إسلام الكذاب إلا رواية الصحيح من حديث ابن عباس، وقد سبق أن ظاهر النص يدل على عدم الإسلام.
    وقد يحمل ارتداد مسيلمة في كلام الشيخ على اللغوي لا الاصطلاحي والله أعلم.
    كلا اقرأ كلامه الذي كتبته أنت بخطك ونقضته الآن بنفسك
    ((...وكان مسيلمة قد قدم في وفد بني حنيفة إلى النبي وأظهر الإسلام ثم لما رجع إلى بلده قال لقومه..) انتهى
    وقوله: ( فلما انتهوا إلى اليمامة ارتدّ عدوّ الله وتنبّأ وتكذّب لهم)
    الظاهر أنّه من رواية الشيخ الحنفي لا من كلام ابن إسحاق! فهل نقبل ذلك من الشيخ المجهول الحنفي الذي لم يجزم بروايته تلميذه ابن إسحاق؟؟؟
    طبعا نقبله ونؤمن بخبره أكثر من ايماننا بالخبر لو نقله ابن اسحاق مع أنه من التابعين القريبين من طبقة الصحابة
    وهذا الذي وصفته بالجهالة , لم يكن محمد بن اسحاق يجهله , بل يعرفه كما تعرف أنت أصحابك , وهذا الرجل من قوم مسيلمة (بني حنفة ) , أفيخفى عليه ما حدث له ولقومه ؟؟
    فهل تظن أن مثله يخفى عليه ما حدث لقومه , وربما يكون قد حضر قصة الردة لأنه وصفه بأنه شيخ أي كبير في السن
    وعلى فرض أنه لم يشهدها فقد شهد آباءه الذين شهدوها

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلمان بن محمد مشاهدة المشاركة
    منذ ان خلق الله آدم وحتى هذا اليوم لايوجد مسلم واحد ارتد عن دينه بمعنى الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده دينا ولامس شغاف قلوبهم بل المؤكد ان هناك من نشر بالمناشير خدت له الاخاديد لكي يرتد ولم يفعل,
    اما من اسلم بمعنى الاستسلام كما في سورة الحجرات وغيرها فهو ليس الاسلام الذي عمر القلوب وغمرها بحلاوة الإيمان.
    فالإسلام على حقيقته هو الايمان والايمان هو الاسلام طباقا وفاقا.
    منذ أن خلق الله الخلق لم يقل أحد هذا الكلام الا الآن
    والقرآن يرده
    (يا أيها الذين آمنوا من يرتدد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه ...))
    فالخطاب موجه للمؤمنين من الصحابة , وتأكد يقوله (منكم)
    ومادام أن الله قد شرط هذا الشرط فممكن قوعه و قد وقع لجماعة
    ويؤكد ذلك ويؤيده قوله عزوجل
    (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا
    ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا )
    فقد أخبرنا ربهم وخالقهم بأنهم آمنوا , ثم كفروا بعد ايمانهم
    وكذلك ورد في المنافقين (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم )
    وهذه الآية جاء فيها لفظ الايمان بالفعل , وورد أيضا بصيغة الاسم والمصدر
    (كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماً كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ
    وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ
    ...))
    وحسب قولك هذا فكل من دخل في اليمان حقا فلن يخرج منه أبدا
    والصحابة الكبار كانوا يخشون على أنفسهم النفاق الأكبر , ومن أمن على نفسه أن لا يخرج من الايمان فلن يأمن على نفسه العذاب يوم القيامة

    ( لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين)

  17. #17

    افتراضي

    لا فائدة في الحوار إذا لم ينصف بعضنا بعضا!!

    - النزاع في إثباب إسلام مسيلمة الكذاب، وفي إثبات ردّته عن الإسلام السابق له بالنقل الصحيح الصريح!
    ولما قال أبو العباس: فأظهر الإسلام!! استشهد بحديث ابن عباس في الصحيح وهو ظاهر في عدم الإسلام كما سبق التقرير في مشاركات الإخوة الكرام.
    ولو تفضّلت بنقل واحد في تصحيح إسلام مسيلمة، ثم ارتداده عن إسلامه لكنت من الشاكرين.

    - أما ابن إسحاق رحمه الله فقد اختصر لنا الطريق حيث لم يطمئن بالروايتين معاً فلم يثبت عنده لقاء الكذاب بالرسول ولا عدم لقائه، ولو ترجّح له إحداهما لما تردّد، ولقد أحسن لما روى ما وقع له، وأبدى رأيه من المرويّ.
    وما بعد ذلك فهو مزايدة عليه.

    - لا أدري ما يعني التناقض، ولا الاعتراف؛ لأن إثبات الأعم لا يستلزم إثبات الأخصّ، فالذي اشتهر عند العلماء هو:إيمان بني حنيفة بنبوة مسيلمة الكذب، وقتال الصحابة لهم على ذلك....
    وهذا لا يدلّ على إسلام الكذاب لعنه الله.


  18. #18

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام أبن تيمية ـــ في مجموع الفتاوى:
    { وفي الحديث الصحيح‏:‏ ‏(‏أن هرقل ملك الروم سأل أبا سفيان بن حرب فيما سأله عنه من أمور النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ فهل يرجع أحد منهم عن دينه سخطة له بعد أن يدخل فيه ‏؟‏ قال‏:‏ لا، قال‏:‏ وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلب لا يسخطه أحد‏)‏‏.‏
    فالإيمان إذا باشر القلب وخالطته بشاشته لا يسخطه القلب، بل يحبه ويرضاه، فإن له من الحلاوة في القلب واللذة والسرور والبهجة ما لا يمكن التعبير عنه لمن لم يذقه، والناس متفاوتون في ذوقه والفرح والسرور الذي في القلب له من البشاشة ما هو بحسبه، وإذا خالطت القلب لم يسخطه، قال تعالى‏:‏ ‏{‏قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ‏}‏ ‏[‏يونس‏:‏ 58‏]‏
    وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمِنْ الْأَحْزَابِ مَنْ يُنكِرُ بَعْضَهُ‏}‏ ‏[‏الرعد‏:‏ 36‏]‏، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ‏}‏ ‏[‏التوبة‏:‏ 124‏]
    فأخبرـ سبحانه ـ أنهم يستبشرون بما أنزل من القرآن، والاستبشار هو الفرح والسرور؛ وذلك لما يجدونه في قلوبهم من الحلاوة واللذة والبهجة بما أنزل اللّه‏.‏ }

    وقال أبن كثير ـــ رحمه الله ـــ قصص الأنبياء (1 /285 ):

    { " قال الملا الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودن في ملتنا قال أو لو كنا كارهين ؟
    قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها، وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شئ علما، على الله توكلنا ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين ".
    طلبوا بزعمهم أن يردوا من آمن منهم إلى ملتهم، فانتصب شعيب للمحاجة عن قومه فقال:
    " أولو كنا كارهين ؟ " [ أي ] هؤلاء لا يعودون إليكم اختيارا، وإنما يعودون إليكم إن عادوا، اضطرارا مكرهين ; وذلك لان الايمان إذا خالطت بشاشته القلوب لا يسخطه أحد، ولا يرتد أحد عنه، ولا محيد لاحد منه.
    ولهذا قال: " قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا الله منها، وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شئ علما، على الله توكلنا " أي فهو كافينا، وهو العاصم لنا وإليه ملجأنا في جميع أمرنا.
    }

    ما هو نوع النفاق الذي يخشاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه :

    يقول ابن الوزير في كتابه
    ( الروض الباسم في الذب عن سنة أبي القاسم ) 1 /181




    (( وأعظم من هذا سؤال عمر بن الخطاب لحذيفة, هل هو منافق؟ وقول حذيفة بعد تزكيته: لا أزكّي بعدك أحداً
    ولم يخف/ عمر من النّفاق الذي هو الشّكّ في الإسلام, فإنّه يعلم براءة نفسه منه, بل نحن نعلم براءته [منه]
    بما شهد له به رسول الله من الفضائل الكثيرة, والمناقب الكبيرة, وإنّما خاف من صغائر النّفاق الذي هو: خلف الموعد, وخيانة الأمانة, والكذب في الحديث, فإنّ المؤمن الورع قد يدخل عليه من صغائر بعض هذه الخصال ما يدقّ ولا يتفطّن له, وربما كان الغيرأبصر بعيب الإنسان منه.

    وربّما قصد عمر تنبيه ضعفاء المسلمين على تفقّد أنفسهم, وجعل لهم بنفسه الكريمة أسوة حسنة حيث أتّهمها على أمر عظيم. وقد كان عمر إماماً في التّقوى والمراقبة, شديد المناقشة لنفسه والمحاسبة, وقد قال لبعض الصحابة: كيف وجدتموني؟ [قالوا]:صالحاً, ولو زغت لقوّمناك. فقال: الحمد لله الذي جعلني في قوم إذا زغت قوّمونيأو كما قالا.
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو محمد المأربي مشاهدة المشاركة

    ولما قال أبو العباس: فأظهر الإسلام!! استشهد بحديث ابن عباس في الصحيح وهو ظاهر في عدم الإسلام
    هذا الكلام يوهم بان شيخ الاسلام استدل بغير دليل او فهم الدليل خطأ ولكن شيخ الاسلام من اعلم الناس بحديث النبى صلى الله عليه وسلم رواية ودراية وفقها ومن اعلم الناس باقوال الصحابة وسيرتهم ومن اعلم الناس بسيرت المرتدين فى عصر الصحابة وما يقال الان تماما كتشكيك البعض فى نقل شيخ الاسلام ابن تيمية الاجماع على كفر مانعى الزكاة فرد عليهم الشيخ سليمان بن سحمان فى كتابه تبرئة الشيخين الامامين-فقال رحمه الله--وشيخ الاسلام رحمه الله من أعلم الناس بأحوال الصحابة وبأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من غيره وكان إليه المنتهى في ذلك . قال الامام الذهبي في معجم شيوخه : هو شيخنا وشيخ الاسلام وفريد العصر علما ومعرفة وشجاعة وذكاء وتنويراً إليهاً ، وكرماً ونصحاً للأمة ، وأمراً بالمعروف ونهياً عن المنكر ، سمع الحديث وأكثر بنفسه من طلبه وكتابته وخرج ونظر في الرجال والطبقات وحصل ما لم يحصله غيره وبرع في تفسير القرآن وغاص في دقائق معانيه بطبع سيال وخاطر وقاد إلى مواضع الاشكال ميال واستنبط شيئاً لم يسبق إليها وبرع في الحديث وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث مع شدة استحضاره له وقت الدليل وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين واتقن العربية أصولاً وفروعاً ونظر في العقليات وعرف أقوال المتكلمين ورد عليهم ونبه على خطئهم وحذر منه ونصر السنة بأوضح حجج وأبهر براهين وأوذي في الله تعالى من المخالفين وأخيف في نصره السنة المحفوظة حتى أعلى الله مناره وجمع قلوب اهل التقوى على محبته والدعاء له وكبت أعدائه وهدى به رجالا كثيراً من أهل الملل والنحل وجبل قلوب الملوك والأمراء على الانقياد له غالباً وعلى طاعته وأحيى به الشام بل الاسلام بعد أن كان ينثلم خصوصاً في كائنة التتار وهو أكبر من أن ينبه على سيرته مثلي فلو حلفت بين الركن والمقام أني ما رأيت بعيني مثله وأنه ما رأى هو مثل نفسه لما حنثت انتهى . وقال ابن الوردي في تاريخه وقد عاصره ورآه : وكانت له خبرة تامة بالرجال وجرحهم وتعديلهم وطبقاتهم ومعرفته بفنون الحديث مع حفظه لمتونه الذي انفرد به وهو عجباً في استحضاره واستخراج الحجج منه وإليه المنتهي في عزوه إلى الكتب الستة والمسند حيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث ولكن الاحاطة لله تعالى غير أنه يغترف فيه من بحر وغيره من الائمة يغترفون من السواقي وأما التفسير فسلم له ( قال ) وله الباع الطويل في معرفة مذاهب الصحابة والتابعين قل أن يتكلم في مسألة إلا ويذكر فيها مذاهب الاربعة ، وقد خالف الاربعة في مسائل معروفة وصنف فيها واحتج لها بالكتاب والسنة وبقي سنين يفتى بما قام الدليل ( عليه ) عنده ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية .
    وكان دائم الابتهال كثير الاستغاثة قوي التوكل ثابت الجأش له أوراد وأذكار يديمها ، لا يداهن ولا يحابي ، محبوباً عند العلماء والصلحاء والامراء والتجار والكبراء انتهى ملخصاً .
    وإذا كانت هذه حاله عند أهل العلم بالحديث والجرح والتعديل وأنه كان إليه المنتهي في هذه الحقائق علماً وعملاً ومعرفة واتقاناً وحفظاً -ويقول الشيخ صالح ال الشيخ -أنهم ظنوا أن كل كتب الحديث بين أيديهم-- فشيخ الاسلام استدل بفقهه وفهمه لكتب السير وحفظه فقل من يحفظ ما يحفظ من الحديث مع شدة استحضاره له وقت الدليل وفاق الناس في معرفة الفقه واختلاف المذاهب وفتاوى الصحابة والتابعين وإليه المنتهي في عزوه إلى الكتب الستة والمسند حيث يصدق عليه أن يقال كل حديث لا يعرفه ابن تيمية فليس بحديث وأنه كان إليه المنتهي في هذه الحقائق علماً وعملاً ومعرفة واتقاناً وحفظاً

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    القول بأن منذ ان خلق الله ادم وحتى هذا اليوم لا يوجد مسلم واحد ارتد عن دينه-هذا الكلام تكذيب للقران قال جل وعلا يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه فاثبت الرب جل وعلا الايمان بقوله ياايها الذين امنوا واثبت بعدها الردة لمن ارتد ممن خاطبهم من اهل الايمان سواء كان ايمانهم حقيقى اوانهم يزعمون الايمان وقوله جل وعلا منكم يعود على اهل الايمان ولا داعى ابدا للتأويلات التى تصحح هذا الكلام وتهدم دين الاسلام-----قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين بالله وبرسوله : "يا أيها الذين آمنوا " ، أي : صدقوا لله ورسوله ، وأقروا بما جاءهم به نبيهم محمدصلى الله عليه وسلم" من يرتد منكم عن دينه " ، يقول : من يرجع منكم عن دينه الحق الذي هو عليه اليوم ، فيبدله ويغيره بدخوله في الكفر ، إما في اليهودية أو النصرانية أو غير ذلك من صنوف الكفر ، فلن يضر الله شيئا ، وسيأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ، يقول : فسوف يجيء الله بدلا منهم ، المؤمنين الذين لم يبدلوا ولم يغيروا ولم يرتدوا ، بقوم خير من الذين ارتدوا وبدلوا دينهم ، يحبهم الله ويحبون الله . [تفسير الطبرى]



الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •