طلب النصح والموعظة منهج للعلماء الناصحين الزاهدين من السلف، فكم من عالم طلب الموعظة والنصح والوصية من غيره ترقيقًا لقلبه وتذكرة لنفسه وتنبيهًا لغفلته، وقد قال الحسن البصري لمن ترك النصح:(تَهَادَيْتُمُ الْأَطْبَاقَ وَلَمْ تَهَادُوا النَّصَائِحَ).
وما أجمل السَّيْر على نهجهم ومعرفة طريقتهم وسيرتهم العطرة، (عظني)، قصدت بها جمع مواعظ طلبت من أصحاب القلوب الرقيقة والكلمات التي من مشكاة النبوة أخذت، فهل بعد موعظتهم موعظة، وكما قيل: (لا عطر بعد عروس)
1 - قال رجل لوهيب بن الورد: عِظني، فقال: (اتَّقِ الله أنْ يكونَ أهونَ الناظرين إليك). أبو نعيم في الحلية: (8/ 142).